الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فهذه الحلقة الأولى في بيان بعض الأخطاء المتعلقة بالرقية والرقاة ، وكما لا يخفى على كل أحد أن الرقية الشرعية عبادة من العبادات وطاعة من سائر الطاعات القربات إلى الله تعالى قال عليه الصلاة والسلام: من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه"
وهي قربة كبقية القربات يشترط فيها مايشترط في غيرها من الإخلاص لله عزوجل ، وموافقة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولها ضوابط شرعية يجب التزامها وإلا خرجت عن مسارها.
وبين الفينة والفينة نسمع من بعض الرقاة الجهلة هداهم الله المضحكات والمبكيات بل والمزعجات مما يحدثونه ويبتدعونه في هذه العبادة العظيمة،-ويلبّس عليهم إبليس أن كل ذلك من باب التجربة[1]-، وذلك لجهلهم وغرورهم ، وعدم تفقّههم في دين الله تعالى ، وعدم رجوعهم الى أهل العلم وسؤالهم والأخذ بتوجيهاتهم ونصائحهم ، وقد جاء في "مجموع فتاوي اللجنة الدائمة للافتاء " (2) الفتوى رقم (18569) مانصه :
الرقية الشرعية توقيفية لا يجوز الزيادة فيها على الوجه المشروع، وقد أدخل بعض الناس في الرقية الشرعية صنوفا من المحدثات جهلا أو تأكّلا، أو من تلاعب الشيطان ببعضهم.اهـ
وأهل العلم والفضل اشترطوا في الرقية شروطا ثلاثة وهي :
1 ـ أن تكون الرقية بكلام الله أو بأسمائه وصفاته .
2 ـ أن تكون الرقية باللسان العربي وبما يعرف معناه
3 ـ أن يعتقد الراقي والمَرقي أن الرقية لا تؤثر بذاتها ،بل بتقدير الله تعالى وإنما الشفاء بيد الله وحده لا شريك له.[2]
فأحببت أن أذكر بعض المحدثات والمخالفات الشرعية التي أُدخلت في ثنايا هذه العبادة العظيمة التي أساء إليها أيّما إساءة بعض الجهلة ،خاصة هذه الأزمنة المتأخّرة التي تنوعت فيها أساليب الرقاة ، وكثير منهم غلب عليه الجهل والجشع والطمع ما في أيدي الناس من هذه الدنيا الدنيّة، فجعلوا لأنفسهم من الأمور ما يخالف شرع الله رب العالمين الشيء الكثير، فمن ذلكم :
أنهم تفرغوا للرقية تفرغا كاملا ، وجعلوها مهنة وحرفة لهم يعلنون عنها وعن أماكنها ،ويتأكّلون بها باسم دين الله تبارك وتعالى.
وياليتهم توقفوا عند هذا الحد ، بل تعدّوا إلى ماهو أعظم منه كما سنذكر جملة من تلكم الأخطاء في ثنايا هذا الجهد المقلّ ، وذلك لتُحذر وتُجتنب ولعلّ الله أن ينفع به ،ويكتب لنا المثوبة من عنده أنه جواد كريم، ولمن عنده زيادة على ماذكرت ، أو إشادة ، أوإفادة ، أوتعقيب أوردّ فالمجال مفتوح ، وذلك لتعمّ الفائدة ، ونستفيد منكم بارك الله فيكم.
فمن تلكم الأخطاء الشرعية :
1 ـ عدم التحرّي والتثبت في منهج الراقي وسلامة عقيدته.
2 ـ جهل الراقي بأحكام الرقية وما يتعلّق بها.
3 ـ الذهاب للسحرة لفكّ السحر بسحر مثله.
4 ـ القول بأن الرقية هبة من الله لشخص دون آخر.
5 ـ القول بأن كلام الله لايكون سببا في شفاء بعض الأمراض.
6 ـ مخاطبة الجن والكلام معهم.[3]
7 ـ تعليق التمائم.
8 ـ وضع المصحف على صدر المريض أو على عضو من أعضائه أثناء الرقية.
9 ـ حرق آيات من القرآن أمام أنف المريض.
10 ـ اطفاء الأنوار أو بعضها أثناء الرقية.
11 ـ ربط اليدين أو الرجلين أثناء الرقية.
12 ـ التبخير بالشبّة والأعشاب لطرد الجن.[4]
13 ـ استعمال الملح أثناء الرقية بحجة أنه يطرد الجن.
14 ـ رش الماء بالملح في البيت بحجة أنه يطرد الجن.
15 ـ طلب الراقي من المرضي الذهاب الى البحر والاغتسال من مائه.
16 ـ التفرّغ للرقية بحجة أنها من الدعوة إلى الله.
17 ـ التفرّغ للرقية واتخاذها مهنة.[5]
18 ـ فتح قناة خاصة للرقية.[6]
19 ـ فتح مواقع خاصة للرقية.
20 ـ فتح عيادة خاصة للرقية.[7]
21 ـ استخدام الكهرباء في معالجة المريض.[8]
22 ـ خنق المريض أثناء الرقية.
23 ـ ضرب المريض ضربا مبرحا.
24 ـ طلب الراقي من القرين أن يخيّل للمريض من أصابه بالعين[9].
25 ـ وضع الراقي على المريض عباءة سوداء أثناء القراءة ،وذلك ليتخيّل من أعانه أو سحره.[10]
26 ـ طلب الراقي للمريض بتغميض عينيه أثناء القراءة بحجة رؤية العائن، وإذا كان مسحورا أن يرى مكانه .[11]
27 ـ امتناع الراقي من رقية الكافر.[12]
28 ـ وضع السواك على رأس المريض أثناء الرقية.[13]
29 ـ استعمال جلد الذئب بحجة أن المريض إذا شمّه يفصح عن وجود الجن ، وبأن ذلك يطرده بحجة أنه يخاف من الذئب وجلده.[14]
30 ـ أخذ العهد على الجن المتلبّس بالمريض أن يخرج ولا يتعرض له.[15]
31 ـ خضوع الراقي مع المرأة الأجنبية في القول.
32 ـ تحدّث الراقي مع الأجنبيات لغير حاجة.
33 ـ الخلوة بالمرأة الأجنبية في أثناء الرقية.[16]
34 ـ رقية المرأة الأجنبية وهي متبرجة.[17]
35 ـ رقية المرأة الأجنبية وهي متعطّرة.
36 ـ مس المرأة الأجنبية.[18]
37 ـ أمر المرأة الأجنبية بكشف وجهها أو أي شيء من جسدها أثناء الرقية.[19]
38 ـ عدم غض البصر على المرأة الأجنبية أثناء الرقية.
39 ـ التواصل مع النساء اللاتي تم رقيتهنّ عن طريق الوسائل الحديثة بحجة تفقّد أحوالهنّ.
40 ـ أمر الراقي للمريض بأنه لابد من الاستمرار في الرقية عنده ولا يكفي المجلس الواحد وذلك طمعا في ماله.
41 ـ اخبار الراقي للمرضى ودعاية لنفسه بأنه قد شُفي على يديه غير واحد.[20]
42 ـ تجميع الجني في عضو معين كالإصبع الكبير في القدم أو أحد أصابع اليد ثم بعد ذلك يربط خيطا حول ذلك الأصبع ويجتمع الدم ثم يأتي بإبرة أو نحوها فيفقأ هذا الأصبع بحجة إخراج الجني.
43 ـ الاشتغال بالرقية وعدم الذهاب لصلاة الجماعة.
44 ـ طلب الأموال الباهضة من المريض مقابل القراءة عليه.[21]
45 ـ الرقية في الماء والزيت.[22]
46 ـ بيع الماء المرقي بأموال باهضة.
47 ـ بيع العسل المرقي بأموال باهضة.
48 ـ الرقية على الماء الكثير وتوزيعه على المرضى.
49 ـ القراءة على ماء فيه زعفران، ثم غمس الأوراق فيه، ثم تجفيفها، ثم حلها بعد ذلك بماء، ثم شربها.[23]
50 ـ طلب الراقي من المريض استعمال بعض الأعشاب دون علمه بمخاطر هذه الأعشاب.
51 ـ عدم نصح المريض بالاستقامة على طاعة الله والالتجاء إليه.
52 ـ تصديق الراقي لكلام الجني بأن فلانا أو فلانة هي التي تسببت في تلبّسه بالمريض.
53 ـ الرقية في مكان فيه صور ذوات أرواح كالبهائم والطيور والآدميين.
54 ـ الرقية الجماعية .[24]
55 ـ النفث الجماعي.
56 ـ الرقية عن طريق مكبر الصوت.[25]
57 ـ الاستعانة بالجن في علاج المرضى مدعيا أنه يجوز أن يتعاون معهم في الخير.[26]
58 ـ طلب الراقي من المريض أن يفتح فمه أثناء الرقية بحجة أن الجن يخرج إذا فتحه.
59 ـ تصديق الراقي للجن فيما يخبره به.
60 ـ طلب الراقي من المرضي قراءة آية الكرسي في اليوم سبعين أو مائة مرة وسورة الفلق مائة مرة والناس مائة مرة والصمد مائة مرة نحو ذلك.
61 ـ سؤال الجني عن إسلامه من عدمه ، وعن سبب تلبّسه بالمريض.
62 ـ سؤال الراقي للجني عن مكان السحر.
63 ـ ضغط الراقي على أوداج المريض بحجة أنه يؤثّر ذلك على الجني.
64 ـ طلب الجني من الراقي أن يفعل أشياء معينة اتجاه المريض من ضرب في مكان معين أو نحو ذلك وينفّذه الراقي الجهول.
65 ـ رش المكان الذي يرقى فيه بماء قرئ عليه آية الكرسي والمعوّذات .
66 ـ الرقية عن طريق المسجل.[27]
67 ـ الرقية عبر الوسائل الحديثة
68 ـ احداث بعض الأدعية في أثناء الرقية.[28]
69 ـ بعض الرقاة يرقي بحسب حالة المريض الاجتماعية من الغنى من عدمه.
70 ـ القيام بحركات مع المريض كلّف يده على عنقه أوالضغط على هامة الرأس أو على الرقبة، أو أن يضع عينه في عين المريض، ونحو ذلك بحجة التجربة .
71 ـ وضع الراقي يده على رأس المريض في أثناء الرقية على سبيل الديمومة.[29]
72 ـ استعمال العطر والحقنة في الرقية بحجّة طرد الجن.[30]
73 ـ استعمال البخور لطرد الجن.[31]
74 ـ كتابة الآيات القرآنية وتعليقها على المريض.[32]
75 ـ قراءة بعض سور القرآن الكريم بعدد معين.
76 ـ قراءة بعض الآيات بعدد معين.
77 ـ قراءة بعض الأدعية بعدد معين.[33]
78 ـ منهم من يقوم بكتابة حرف (ن) أو(ك) على جبهة المريض ثم يخاطب الجني قائلاً
حبستك بنون والقلم وما يسطرون حبستك بـ (ق) والقرآن المجيد.[34]
79 ـ منهم من يقوم بكتابة آيات معينة على عدد معين من البيض ثم يؤكل هذا البيض.[35]
80 ـ منهم من يقول إذا كنت تعالج فتاة لم تتزوج لابد من تحصينها فتقول بسم الله على عرضك ومستقبلك. ويعلل ذلك بقوله: حتى لا يخرج الجني من فرجها فيفض غشاء بكارتها.[36]
81 ـ كتابة آيات من القرآن الكريم على شكل دائري على ورقة بيضاء، وتوضع أمام المريض بحجة أن يحبس الجني في هذه الدائرة.
82 ـ منهم من يعالج بالبسملة وذلك بأن تقول في الشهيق بسم الله في أوله وأخره وذلك لمدة خمس دقائق ويزعمون أن ذلك يضيق على الشيطان مجاري التنفس مما يؤذيه فيجعله يخرج من جسد المريض الممسوس.[37]
83 ـ كتابة آيات من القران الكريم ووضعها تحت سرّة المريض.
هذا الذي تيسّر لي جمعه في هذه المسألة ،والله أسأل أن يكتب لنا الأجر والمثوبة من عنده إنه جواد كريم.
كتبه : عبد الحميد الهضابي.
21/03/1437
[1] سئل شيخنا ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله مانصه : هل التجربة لها مجال في الرقية ؟
فأجاب بقوله : التجربة في الطب وليس في الرقية، الطب قائم على التجارب. وفي الرقية: الأحسن أن يقتصر المسلم على الرقية الشرعية، أما التجارب؛ ما الذي يدريك -أولا-؟ ، ومِن أين جاءتك الفكرة هذه ؟!.اهـ
وقال شيخنا عبد الله البخاري حفظه الله : التجربة في هذا الباب لا تصح، لا أقول في الآيات، لا بل بعضهم يتوسع فيقرأ ماذا؟، في الملح ويقول أن الملح يحرق الجآن، وإذا بالآخر يقرأ ويستخدم ماذا؟، أنواعًا من الأبخرة، وثالثٌ يستخدم الذئب، ورابعٌ يستخدم ذنب الذئب، وخامسٌ يستخدم قدم الذئب، وسادسٌ وسابعٌ وعاشرٌ و..و..ولا ينتهي، كلهم يقولون وجدنا بالتجربة أن هذا ماذا؟، ينفع، إذًا ما هو الضابط؟.
ما هو الضابط في القضية إذا كانت كل هذه تنفع؟، ما الفرق بينه وبين المشعوذ الذي يقول: جربت هذا البخور فوجدته نافع، وجربت هذا الأمر فوجدته نافع، وجربت ذلك فوجدته نافع، صحيح؟، ألا يقولون كذلكم المشعوذون، والكهان؟، أما يقولون جربنا هذا وجدناه نافع؟، يقولون.
إذًا: إذا علمنا ذلك باب التجربة في هذا المكان أو في هذا الموطن لا يسلم بها أبدًا، لأن مجرد الانتفاع فيما هو ظاهر لهذا العبد لا يدل على ماذا؟، على صحة هذه التجربة، والتجربة الأصل فيها أن تكون في عالم المحسوسات-مشاهد-، واضح؟، اسمها ماذا؟، تجربة، اسمها تجربة قابلة للصحة وقابلة للرد.
عدم صحة التجربة في هذا الباب من وجوه، وأعظمها أن عالم الجن عالم غيب، عالم غيب ونحن عالم شهادة، عالم شهادة، قال الله-عز في علاه-: (...إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ...)(الأعراف/2 .
إذًا: كيف تتحقق من صدق هذه التجربة؟، قل لي بربك!، هذا يرتبط بالنقطة الأخرى أو الثانية وهي: قراءة بعضهم على بعض المرضى فيتكلم على لسان هذا المريض الجآن، صحيح؟، قد يتكلم، فإذا تكلم قال: أنا اسمي فلان جئت من مكان كذا، وتبدأ المحادثة التي لا تنتهي، كيف دخلت؟، دخلت لأجل كذا، أُخْرُج، ما أَخْرُج، افعل كذا، جرب معه الملح إذًا خرج خلاص، إذًا هذا يفيد، فإذا بهذا القارئ يتعلق بهذا الأمر ويقول جربه في أحد الجن ونفع، وبعد ذلك تبدأ المسيرة-مسيرة التجربة-، واحد تلو الآخر وهذا خطأ، هل يجوز تصديق الجن؟، هذه قضية مبنية على هذه، هذه القول بها مبني على هذا.اهـ
[2]" تيسير العزيز الحميد" (ص 167 ) 0
قال ابن حجر رحمه الله: قد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع هذه الشروط. "الفتح" (10 / 206 ) 0
وقال شيخ الإسلام رحمه الله : وأما معالجة المصروع بالرقى ، والتعويذات فهذا على وجهين :
أ - فإن كانت الرقى والتعاويذ مما يعرف معناه ومما يجوز في دين الإسلام أن يتكلم بها الرجل داعيا الله ذاكرا له ومخاطبا لخلقه ونحو ذلك فإنه يجوز أن يرقى بها المصروع ويعوذ ، فإنه قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه أذن في الرقى ، ما لم تكن شركا ،وقال :من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل.
ب – وإن كان في ذلك كلمات محرمة مثل : أن يكون فيها شرك أو كانت مجهولة المعنى يحتمل أن يكون فيها كفر – فليس لأحد أن يرقى بها ولا يعزم ولا يقسم ، وإن كان الجن قد ينصرف عن المصروع بها فإنما حرمة الله ورسوله ضرره أكثر من نفعه. ""مجموع الفتاوي"(23 / 277 ) 0
وقال رحمه الله: وعامة ما بأيدي الناس من العزائم والطلاسم والرقى التي لا تفقه بالعربية فيها ما هو شرك بالجن 0
ولهذا نهى علماء المسلمين عن الرقى التي لا يفقه معناها ، لأنها مظنة الشرك وإن لم يعرف الراقي أنها شرك 0 وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك الأشجعي قال : كنا نرقي في الجاهلية فقلنا : يا رسول الله : كيف ترى في ذلك فقال : " اعرضوا علي رقاكم ، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك. "مجموع الفتاوي" (19 / 13 ) 0
وسئل رحمه الله عمن يقول : يا أزران : يا كياان ! هل صح أن هذه أسماء وردت بها السنة ، ولم يحرم قولها ؟؟؟
فأجاب رحمه الله بقوله : الحمد لله 0 لم ينقل هذه عن الصحابة أحد ، لا بإسناد صحيح ، ولا بإسناد ضعيف ، ولا سلف الأمة ، ولا أئمتها 0 وهذه الألفاظ لا معنى لها في كلام العرب ؛ فكل اسم مجهول ليس لأحد أن يرقي به ، فضلا عن أن يدعو به ولو عرف معناها وإنه صحيح ، لكره أن يدعو الله بغير الأسماء العربية. "مجموع الفتاوى" ( 24 / 283 ) 0
قال المازري رحمه الله : جميع الرقى جائزة إذا كانت بكتاب الله أو بذكره ، ومنهي عنها إذا كانت باللغة الأعجمية أو بما لا يدرى معناه لجواز أن يكون فيها كفر ." شرح النووي" ( 13 ، 14 ، 15 / 341 ) 0
[3]سئل شيخنا ربيع بن هادي حفظه الله مانصه : هل يجوز يجوز مخاطبة الجن المسلم ؟
فأجاب بقوله : لا يجوز. ما الذي يدريك أنه مسلم ؟ قد يكون منافقًا ويقول: (أنا مسلم)! يكون كافرًا، ويقول: (أنا مسلم)! جني ما تعرفه وأنت لا تعلم الغيب. ما يجوز -بارك الله فيك-. يكون إنسان أمامك يدعي الإسلام قد تأخذ بظاهره، تراه أمامك يصلي و.. و..، ثم أنت لا تعرفه. لكن جن دخل في إنسان يقول لك: (أنا مسلم)، وقد يكون فاجرًا يقول لك: (أنا مسلم) ! وليس هناك داعٍ للتكلف فما الذي كلّفك -يا أخي- ؟!
وقال شيخنا عبد الله البخاري حفظه الله : أصلا المحادثة معه أنت بأي حق عندما تتكلم مع هذا الجن وتستمر معه في المحادثة، بأي وجه حق لك شرعًا أن تبقي هذا الجني في داخل هذا الإنسي يؤذيه ولو دقائق؟، من الذي أباح لك؟، أليس في بقاءه في جسده أذية لهذا المؤمن؟، ها يا إخوة، من الذي أباح لك أن تأخذ وتعطي معه من الحديث؟، فيبقى في جسده هذه الفترة ربع ساعة نصف ساعة، ما الدليل؟، لا دليل.
إذًا: نعلم خطأ وغلط هذه الطريقة، الجن هل هم حدثاء الآن ولَّا من عهد المصطفى-صلى الله عليه وسلم ومن قبل؟، من قبل، هل استخدمت هذه الطريقة المحادثة: (أخرج عدو الله) ما زاد، (أخرج عدو الله)وما زاد، إذًا: الاسترسال في هذه القضية دلالة على ماذا؟، على جهل صاحب هذا الفعل-والعياذ بالله-.
أيضًا: ترى بعضهم عندما يقرأ فيتعلق بمثل كلام هذا الجني يسترسل في القضية مرة وأخرى وإذا به يقول له: أخرج، أَخْرج لا تخرج، من أين أخرج؟، يقول: أخرج من أصبعه أو من أذنه ولَّا خذ ما شئت، قال: لأ لا تقل له أن يخرج من عينه ولا من أنفه لأنه إذا خرج منها سيفقعها أو مو كده؟، يقولون مثل هذا الكلام، إذا خرج منها سيفعل وسيفعل وسيفعل، ما الذي أدراك أنه سيفعل؟.
أنا أسأل: هل الجن استأذنه لَمَّا دخل كيف دخل؟، ألا يحتمل أن يكون دخل من أنفه ومن أذنه ومن عينه، صحيح؟، لماذا إذًا لم يُوَرِّث مثلما هو متخيل؟، واضح.
[4]ـ ولقد أجابت اللجنة الدائمة على هذا الصنيع: "لا يجوز علاج الإصابة بالعين بالتبخر بالشبة أو الأعشاب والأوراق المذكورة، لأنها ليست من الأسباب العادية، وقد يكون المقصود بهذا التبخر استرضاء للجن والشياطين والاستعانة بهم على الشفاء، وإنما يعالج ذلك بالرقية الشرعية ونحوها، مما ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة ".
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء"(27/70) من الفتوى رقم " 4393 "
(5) ـ قال شيخنا ربيع بن هادي حفظه الله : الذي يتصدى للرقية ويعمل لنفسه شهرة، بل بعضهم ينشرون في الصحف!
وبعضهم ينشئون مكاتب ! هؤلاء نصّابون ! والله يُتَّهم مَن ينصب نفسه للرقية، متهم في دينه، ما الذي يحمله على هذا ؟! أنتَ -يا أخي- واحد من سائر المسلمين، ما هي الخصوصية التي جاءتك ؟! فيه أتقى منك وأفضل منك وأعلم منك ... وإلخ. كيف جاءت لك هذه الخصوصية ؟!! ثم لا تكتفي بالرقية الشرعية، وتذهب إلى أشياء تخترعها !! وفق الله الجميع . اهـ
وقال حفظه الله : والله أنا أنصح السلفيين أن لا يدخلوا هذا الباب، ولا ينصب أحد نفسه.
الألباني، ابن باز، ابن عثيميين؛ هل نصبوا أنفسهم لهذه الأشياء ؟ السلف من: الصحابة، التابعين، وأئمة الهدى: أحمد، مالك، الشافعي؛ هل نصبوا أنفسهم هكذا ؟! أين أنتم ؟ نقول: السلف السلف، ونحن سلفيون، بعدين نخترع هذه الأشياء ! الرقية جائزة لكن ليست بالطرق هذه. فكونوا أهل اتباع حقّا -بارك الله فيكم-، اتركوا هذه الأشياء التي تشوِّه الدعوة، وتشوه أهلها -بارك الله فيكم-.
إذا جاءك إنسان يطلب منك الرقية؛ ارْقِه، أو يذهب عند غيرك وخلاص. والشفاء بيد الله يدعو الله عز وجل؛ يشفيه الله عز وجل، ويخلِص ويدعو بهذه الأدعية لنفسه، والله يجعل له مخرجًا: {مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا - وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2-3].
السؤال: نخشى -يا شيخنا- أن يذهب العوام إلى السحرة والمشعوذين ؟
الجواب: خلهم يذهبون ولا يرجعون، أنت مَن الذي كلَّفك ؟! تُفسد نفسك وتفسد حياتك ودينك؛ من أجل أنهم يذهبون للسحرة ! أنت ترقي ؟ نصبت نفسك للرقية ؟
السائل : لا -ياشيخ-، لكن هم يأتون إليَّ.
الشيخ : اترك اترك. ما يأتون إليك إلا لأنك نصّبتَ نفسك للرقية؛ فاترك هذا الشيء -بارك الله فيك-، اترك الناس لله عز وجل، ولا تتكلف: {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: 86]. هذه حجة أول راقي في المدينة. كان زميلنا، وكان سلفيًّا جيدًا جدًّا، وكان يدرِّس في المسجد النبوي، واللهِ أثَّر في كثير من الشباب الصوفية في المدينة، أثر أكثر مِن غيره، ثم جاءه الشيطان ! والله استشارني قبل أن يدخل -لأنه صديقي وزميلي- استشارني وقال: يا شيخ ربيع ! أنا علَّمت فلانًا الرقية، والآن يرقي ويأخذ فلوساً قد يأخذ على الرقية 14 ألفًا !! قلت له: أنصحك أن لا تدخل في هذا الباب. قال: والله أخاف على الناس مِن المشعوذين والسحرة. قلت: والله ما أنت مسؤول. وقلت له: أنت لا تقدر على السحرة والمشعوذين؟ فقال: نعم. فقلت له: افعل كما فعل الدعاة إلى الله عز وجل؛ الشيخ عبد الله القرعاوي جاء عندنا في المنطقة وكثير من الناس مرضى على الفرش لا يقومون، من أيّ شيء؟ من الجن، مِن الزار، مِن كذا، ويخرجون ويحصلون الجن في الليل في الأشجار، في الطرق، وكذا. وتتسلط عليهم الشياطين -جهال ما عندهم توحيد-، فجاء ونشر التوحيد، لا رقية ولا شيء -بارك الله فيكم-. كل هذه الأشياء انتهت، كلها انتهت لما انتشر التوحيد والعلم. ولما ينتشر التوحيد والعلم تذهب هذه الأشياء وتزول، ولما يطبق الجهل يكثر السحرة والكهنة والشياطين وإلخ. وفيه تعاون بين السحرة والكهنة والشياطين. فنصحته بأن يفعل كما فعل المصلحون من الدعوة إلى التوحيد ومحاربة الشرك والخرافات فتذهب عنهم الشياطين فلا يحتاجون إلى الرقاة من الشياطين من السحرة وغيرهم ، فأبى ودخل في الرقية -بارك الله فيك-. ! ثم بعد ذلك؛ الناس نافسوه: واحد في الرياض، وواحد في تبوك، وواحد في جدة. فكتب في الصحيفة: إن الشيطان لا يدخل في الإنسان!! وهو لما كان يرقي يضرب الإنسان ضربًا مبرحًا، يقول له: اخرج -يا عدو الله- اخرج ! يعني يعترف بأن الشيطان يدخل في الإنسان !! ثم لما كثر المنافسون له؛ قال: الشيطان لا يدخل في الإنسان !! ألاعيب وحيل -بارك الله فيكم- .
اتباع الرسول: أن تفعل كما فعل، لا تتكلفوا، أخلصوا لله عز وجل، وادعوا الله عز وجل وينفع الله عز وجل. خير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، هذا هديه في الرقية، لا تتوسع، اسلك طريقه -عليه الصلاة والسلام- عقيدةً وعلمًا وعملا، وحتى في الرقية اسلك طريقته، ولا تتكلف أشياء ما فعلها الرسول -عليه الصلاة والسلام.اهـ
وقال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله:أولها وأعظمها أن يتخذ القراءة والرقية حرفة يتفرَّغ لها تفرغا كاملا، والمعلوم أن الناس بحاجة إلى الرقية، والتفرغ لها لم يكن من هدي الصحابة في عهده عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ مع أن فيهم راقين، ولم يكن من هدي الصحابة ولا التابعين، وإنما نشأ في أعصر متأخرة، فالذي عليه هدي السلف الصالح والذي دلت عليه السنة أن ينفع المرء إخوانه بجُعل أو بغير جعل في الرقية؛ ولكن لا يتفرغ لها لا يتخذ الرقية حرفة يكون كالطبيب المتفرغ لها، وهذا من جهة أنه لم يرد أو لم يكن في الزمن الأول في قيام الحاجة،إليه.
أيضا من جهة أخرى فيما رأينا من الذين تفرغوا أورثتهم أشياء ممنوعة كثيرة، فمن تفرغ للرقية تجد عنده أشياء من المخالفات؛ لأنه يحتاج إلى أشياء يفعلها وإلى أشياء يتركها، وفعلوا أشياء من بيع من غير برهان، ومن فعل بالرقية عن طريق الأشرطة وعن طريق الأصوات يكون هو يقرأ في غرفة والسماعات في غرفة أخرى على الراقين، ونحو ذلك مما فيه مخالفة للوارد، وهذا ينبغي أن يمنع سدا للذريعة؛ لأنه ربما أفضى إلى أشياء مذمومة من توسع هؤلاء القراء في أشياء لا تجوز أو لم يأذن بها الشرع.
وقال الشيخ السحيمي حفظه الله : وأحذِّركم من كثير من الرَّقاة، فإنَّ كثيرًا منهم ليسوا على هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإنَّ من يتخِّذ الرُّقية مهنة فهو مبتدع، من اتَّخذ الرُّقية مهنة فهو مبتدع، كلمة أتقرَّب بها إلى الله؛ لأنَّ هذا لم يثبت عن السَّلف، وأمَّا من طلب منه أخوه أن يرقيه فـ((مَن استَطَاعَ أَن يَنفَعَ أَخَاهُ فَليَنفَعْهُ)) كما قال الصّادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
وقال حفظه الله : نبِّهُ على مسألة تتعلق بالرقية؛ وهو اتخاذها مهنةً للكسْبِ، والذي اعتقده أن ذلك محرم،وأنَّ ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لذا فإن فتح عيادات للرُقَى خلافا للسنة؛ بل هو من البدع التي أحدثها الناس.
[6] ـسئل شيخنا ربيع بن هادي حفظه الله عن رجل فتح قناة للرقية ؟
فأجاب بقوله : هذا خلاف ماكان عليه السلف ، هذا يريد أكل اموال الناس لا غير.
[7] ـقال الشيخ السحيمي حفظه الله : نبِّهُ على مسألة تتعلق بالرقية؛ وهو اتخاذها مهنةً للكسْبِ، والذي اعتقده أن ذلك محرم،وأنَّ ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لذا فإن فتح عيادات للرُقَى خلافا للسنة؛ بل هو من البدع التي أحدثها الناس.
نعم، كونكَ ترقي أخاكَ لوجهِ الله؛ لا حَرجَ في ذلك، ولو أهدى إليك، وأدرت أن تطيب خاطره بأخذ الهدية دون مبالغة؛ فلا بأس بذلك.
أما اتخاذ ذلك مهنةً، وتُفتح بشكل عيادات ومستشفيات ومهنة يُتكسب من ورائها؛ فإن لذلك محاذيرَ كثيرة.
من تلك المحاذير:
أنها لم تُفعل في عهد السلف، فإن احتج محتجٌ بحديث أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- عندما استضافوا قومًا فلم يُضيِّفوهم، ثم لُدِغَ سيدُ ذلكم القوم، فأخذوا يلتمسون راقيًا؛ فقال أبو سعيد والصحابة الذين معه: نعم، نحن نرقيه، قبله قال: والله إني لراقٍ، لكنكم لم تضيفونا فلن نرقيَكُم حتى تجعلوا لنا جُعلاً؛ فجعلوا لهم قطيعًا من الغنم؛ فرقَاهُ بالفاتحة، وأقرَّه النبي صلى الله عليه وسلم؛ بل قال: ((اضربوا لي معكم بسهم)). هذا الحديث صحيح؛ لكن استدلالهم به غيرُ صحيح؛ لعدة أمور:
الأمرالأول: أن لأخذِهمُ الجُعْلَ سببًا، وهو أن هؤلاء بخلاء، فعُوقِبُوا بنقيضِ قصْدِهم.
وثانيًا:أنهم لم يتخذوا ذلك مهنةً بعد ذلك.
وثالثُا:
أنه لم يستدل بذلك أحدٌ من الصحابة لفتح العيادات للرقية، ولو كان ذلك مشروعًا لسبقونا إليه، وهم أحرص الناس على نفع الناس وعلى تطبيق السنة.
نعم، ترقي أخاك لاسيما إن طلب منك، أو حتى لو لم يطلب منك إن رأيت أنه بحاجة إلى هذا؛فارقِهِ، ((من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه)).
لكن اتخاذها مهنةً، هذا أمر خطير.
من المحاذير أيضًا:
أن ذلك قد يُفقد الراقي الإخلاص في دعائه أو في رقيته، فتجده يشارطُ مشارطةً؛ بل يضع صندوقًا، أو قد يضع موظفًا لجباية الأموال إلى تلك العيادة! وهذا لم يُعهد عن الصحابة ولا عن التابعين ولا التابعين لهم بإحسان.
ومن المحاذير أيضًا -على اتخاذ الرقية مهنةً-:
أنه استغل ذلك كثير من المشعوذين والدجالين وأكلة أموال الناس بالباطل، فصاروا يفتحون عيادات للرقية بدعوى أنها رقية شرعية، بينما يملؤنَها بالدجل والخرافات، وربما تستروابالقرآن، وضحكوا على الناس، ويحصل من جراء ذلك مفاسد لا تُعدُ ولا تُحصَى.
من المفاسد أيضًا والمحاذير التي تترتب على اتخاذ الرقية مهنةً:
أنه قد أصبح الأمر أمرًا مبتذلاً؛ حتى استغله بعض النساء، وتوسع بعض الرقاة من أجل جلب المال؛ حتى إنه يرقي الناس رقية جماعية! فيمُرُ عليهم وينفثُ نقثةً واحدة، هكذا،يدور عليهم كأنهم قطيع غنم! كأنهم قطيع غنم تمامًا! وهذا في الحقيقة ما عُهِدَ عن السلف أبدًا؛ بل ابتكره الدجَّالون وأكلةُ أموالِ الناس بالباطل.
أيضًا من المحاذير:
أنه استغله البعض لبيع المياه المرقيِّ فيها، أو المنفوثِ فيها؛ حتى لقد ذُكِرَ عن أحدهم أنه يزعم أنه يرقي في خزان، ويعبأ لهم جوالين! يعني: (يجيب له وايت، وله وايتين ثلاثة)ويعبأ، والجالون بسبعين ريالاً! تصوروا كم في الخزان هذا من جالون، وكم يُدِّرُعليه من الأموال الباطلة التي يأخذها بغير حقٍ.
واتخذ بعضهم طرقًا أخرى، وهي المتاجرة بالزيت، زيت الزيتون، حتى غلُّوهُ على الناس الآن! يعني أصبح فتنة، يجيب له مليون عَبْوَة زيت، ويبيعها بثمنٍ مضاعف بدعوى أنها مقروءٌ فيها.
[8] ـسئل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – عن استخدام الكهرباء في علاج المس فقال : ( لا أعلم له أصلاً ) ( من تعليقات سماحته على محاضرة " الرقى وأحكامها " لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ – حفظه الله - / نقلاً عن كتاب " مهلاً أيها الرقاة " – ص 79 )
[9] ــ سئل علماء اللجنة الدائمة للافتاء مانصه : مدى صحة تخيل المريض للعائن من جراء القراءة، أو طلب الراقي من القرين أن يخيل للمريض من أصابه بالعين.؟
الجواب:تخيل المريض للعائن أثناء القراءة عليه، وأمر القارئ له بذلك هو عمل شيطاني لا يجوز؛ لأنه استعانة بالشياطين، فهي التي تتخيل له في صورة الإنسي الذي أصابه، وهذا عمل محرم؛ لأنه استعانة بالشياطين، ولأنه يسبب العداوة بين الناس، ويسبب نشر الخوف والرعب بين الناس، فيدخل في قوله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} .
مجموع اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(2) الفتوى رقم (20361)
[11] ـسئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:بعض القراء يأمر المعيون عند القراءة بتغميض عينيه ،لأجل رؤية العائن؟
فأجاب بقوله:لا،هذا من ألاعيب الشيطان ،يلعب بهم الشيطان.
مسائل الإمام ابن باز لشيخ عبد الله بن مانع المرقي (27)
[12] ـسئل شيخنا ربيع بن هادي حفظه الله مانصه : هل تجوز رقية الكافر ؟
الجواب : تجوز. أبو سعيد رقى كافرًا، لما خرج في سرية ومَرُّوا بحيٍّ أو بماء فاستضافوهم فلم يضِيفوهم، فلُدغ سيدهم فجاءوا وقالوا: سيدنا قد لدغ؛ فهل فيكم من راقٍ ؟ قالوا: واللهِ لا نرقيه حتى تجعلوا لنا جعلا ؛ استضفناكم فلم تُضِيفونا! فأعطوهم قطيعًا من الغنم، ورقاه بالفاتحة؛ فشفي فكأنما نشط من عقال ! يعني الراقي مخلص -بارك الله فيكم-، وأقره رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أقره على هذه الرقية.
الآن الراقون يأخذون الأجور والأموال من الناس -وإن لم يستفيدوا منهم-!! وجواز أخذ الأجر على الرقية مشروط بشفاء هذا المريض؛ كما في هذا الحديث: في الوقت نفسه كأنما نشط من عقال! فأخذوا القطيع، ولو كان ما شفي؛ ما أخذوا القطيع.
فالآن يلهف الراقي بالأموال ويذهب المريض بمرضه والمصاب بمصيبته، ولا يستفيد وماله منهوب، فتكون هذه الأموال التي يأخذها حرامًا ! بارك الله فيك.
[13] سئل الشيخ السحيمي حفظه الله : قام لخطبتي رجل من المشتغلين بالرُّقية، ولكنَّ طريقته في الرُّقية فيها غرابة، وهي أنَّه يضع السِّواك على رأس المرقي ويبدأ بالرُّقية، ويقول أنا سنِّي ولست بسلفي، فما رأي فضيلتكم في الارتباط به؟
فأجاب بقوله :
هذا الرَّاقي ارتكب بدعتين، وأحذِّركم من كثير من الرَّقاة، فإنَّ كثيرًا منهم ليسوا على هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإنَّ من يتخِّذ الرُّقية مهنة فهو مبتدع، من اتَّخذ الرُّقية مهنة فهو مبتدع، كلمة أتقرَّب بها إلى الله؛ لأنَّ هذا لم يثبت عن السَّلف، وأمَّا من طلب منه أخوه أن يرقيه فـ((مَن استَطَاعَ أَن يَنفَعَ أَخَاهُ فَليَنفَعْهُ)) كما قال الصّادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
ومن بدع الرُّقاة: الرُّقية الجماعيَّة،
ومن بدع الرُّقاة ومعاصيهم: دعوة النِّساء إلى كشف وجوههنَّ من أجل أن يتفُل عليها مباشرة،
ومن خرافات الرُّقاة: إحضار جلود الذِّئاب، أو إحضار شخص يُدَّعى أنَّ فيه جنيًّا صالحًا مسلمًا يُساعد على إخراج الجنِّ:
كلُّ هذه خرافات ما أنزل الله بها من سلطان.
أمَّا هذا الرَّاقي الذي تشيرين إليه يا أختي السَّائلة! فعنده مخالفتان:
المخالفة الأولى: وضعه السِّواك على رأس المريض أو المريضة، فإنَّ الرَّاقي يمكن أن يرقي دون أن يضع شيئًا لا يده ولا غير يده على جسم المريض.
وثانيًا:
التي هي أعظم منها، قوله إنَّه سنِّيٌ وليس بسلفي؛ هذا قول متناقض، السنِّي يا مسكين! هو السلفي، والسلفي هو السنِّي، ومن فرَّق بينهما فقد فرَّق بين المتماثلين، فالسلف هم أهل السنَّة، والسلفيُّون هم أتباع السنَّة، ومن تبرَّم ذلك فليس بسنِّي ولا سلفي، وكون البعض من النَّاس يدَّعي السلفيَّة وهو لا يمثّلها لا يبرِّر لك أن تتبرَّأ من السلفيّة؛ بل يجب عليك أن تتشرَّف باعتزائك إلى السلف وإلى منهج السلف، فإنَّ الاعتزاء إلى ذلك واجب، وأهل السنَّة والسَّلف وأتباع السلف، والفرقة النَّاجية، والطائفة المنصورة، والجماعة، والسلفي، والسنِّي، هذه تعني مسمَّىً واحدًا، هم الجماعة، هم من كان مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
فكن سلفيًّا على الجادَّة، كن سلفيًّا على الجادَّة كما قال السلف، سلفيًّا معتزيًا إلى منهج السلف قولاً وعملاً واعتقادًا، وأظنُّ أنَّ من تشدَّق بهذا الكلام بعيدٌ كلَّ البعد عن المنهج السنِّي الذي هو المنهج السلفي، فابتعدي عنه ولا تقبليه إلاَّ أن يتوب إلى الله من هذه الكلمات.
[14] ـ سئل علماء اللجنة الدائمة للافتاء مانصه : شم جلد الذئب من قبل المريض، بدعوى أن يفصح عن وجود جان أو عدمه، إذ أن الجان- بزعمهم- يخاف من الذئب وينفر منه، ويضطرب عند الإحساس بوجوده ?.
الجواب: استعمال الراقي لجلد الذئب ليشمه المصاب حتى يعرف أنه مصاب بالجنون- عمل لا يجوز؛ لأنه نوع من الشعوذة والاعتقاد الفاسد، فيجب منعه بتاتا، وقولهم: إن الجني يخاف من الذئب خرافة لا أصل لها.
"مجموع فتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء"(2) رقم الفتوى(20361)
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:عن استخدام بعض القراء للذئب؟
فأجاب بقوله:ماله أصل
فقيل للشيخ :القراء يقولون :مجرب ونافع.
فأجاب بقوله:لا أصل له،وكذا استخدام جلد الذئب ،هذا قد يكون من جنس التمائم الممنوعة.
مسائل الإمام ابن باز لشيخ عبد الله بن مانع المرقي (27)
[15] ـسئل علماء اللجنة الدائمة للافتاء مانصه : ما حكم الدين في الذين يقرءون على الناس بآيات الله الكريمة وبعضهم يحضرون ويشهدون الجن ويتعهدونهم بعدم التعرض للشخص الذي يقرأ عليه هؤلاء؟
الجواب: رقية المسلم أخاه بقراءة القرآن عليه مشروعة . وقد أذن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرقية ما لم تكن شركا . أما من يستخدم الجن ويشهدهم ويأخذ عليهم العهد ألا يمسوا هذا الشخص الذي قرئ عليه القرآن ولا يتعرضوا له بسوء فلا يجوز .
"فتاوي اللجنة الدائمة للافتاء" رقم الفتوى (7804).
[16] ــ قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
_ ويجوز للشاب أن يقرأ على المريضة، بشرط أن لا يخلو بها، وأن لا يحس بشهوة عند قراءته عليها.
– والخلوة: أن يكون معها في غرفة ونحوها وليس معها محرم، لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم» وإن كان معهما أحد تؤمن الفتنة بوجوده زالت الخلوة.
– يجوز أن يقرأ على ثلاث نسوة، إحداهن بها مس من الجن، لكن عزل المصابة بالجن عن السليمات أولى، ويكون معها وليها أي محرمها. .
مجموع فتاوى ورسائل العثيمين(17/33)
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: ورد في الحديث الشريف قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما » أو كما قال صلى الله عليه وسلم فهل معنى هذا أنه يجوز للإنسان أن يخلو بامرأتين أو أكثر من غير محارمه؟ أرشدونا جزاكم الله خيرا
فأجاب بقوله: هذا الحديث يدل على تحريم خلو الرجل بالمرأة الأجنبية وأن الشيطان ثالثهما، ومفهومه أن الخلوة تزول إذا كانوا ثلاثة فأكثر، وقد دل على هذا المعنى أحاديث أخرى، لكن إذا وجدت ريبة في الخلوة بأكثر من امرأة وجب المنع، عملا بالأدلة الأخرى الدالة على وجوب حماية الأعراض ومنع أسباب الفتنة. وفق الله الجميع.
مجموع فتاوى ابن باز( 362)
[17] ــ قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: لا يقرأ على امرأة من غير محارمه إلا وهي متسترة تستراً كاملاً بالوجه والكفين وغيرها.
مجموع فتاوى ورسائل العثيمين(17/33)
[18]سئل علماء اللجنة الدائمة للافتاء مانصه : مس جسد المرأة يدها أو جبهتها أو رقبتها مباشرة من غير حائل، بحجة الضغط والتضييق على ما فيها من الجان، خاصة أن مثل هذا اللمس يحصل من الأطباء في المستشفيات، وما هي الضوابط في ذلك؟
الجواب: لا يجوز للراقي مس شيء من بدن المرأة التي يرقيها؛ لما في ذلك من الفتنة، وإنما يقرأ عليها بدون مس، وهناك فرق بين عمل الراقي وعمل الطبيب؛ لأن الطبيب قد لا يمكنه العلاج إلابمس الموضع الذي يريد أن يعالجه، بخلاف الراقي فإن عمله وهو القراءة والنفث لا يتوقف على اللمس.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(2) الفتوى رقم (20361)
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: لا يجوز وضع يد المعالج على رأس المرأة إلا أن تكون من محارمه. .
مجموع فتاوى ورسائل العثيمين(17/33)
وسئل شيخنا عبد المحسن العباد حفظه الله مانصه : هل يجوز أن يرقي الراقي النساء، ويضع يده على ناصيتهن؟
فأجاب بقوله: لا يجوز له أن يمس أجسامهن، لكن يرقي من غير أن يمس.
شرح سنن أبي داود (438/3)
[19] ـقال شيخنا عبد الله البخاري حفظه الله :وبعضهم يشترط كشف الوجه، وبعضهم يشترط كشف الساق، وبعضهم وبَعضهم وبعضهم، طرائق ما أنزل الله بها من سلطان يضحكون على عقول المسلمين المساكين بدعوى أن هذه الرقية تقتضي أنا جربت ووجدت يقول لك التجربة خير برهان، ويطلقوا مثل هذه العبارات الجائرة غير الصحيحة في هذا الموطن.
[20] ـبل بعضهم يصوّرهم وينشر هذه الصور للدعاية وأكل أموال الناس بالباطل
[21] ـكان شيخنا ربيع بن هادي حفظه الله يرى جواز أخذ الأجرة على الرقية بشرط شفاء المريض حيث قال حفظه الله :أبو سعيد رقى كافرًا، لما خرج في سرية ومَرُّوا بحيٍّ أو بماء فاستضافوهم فلم يضِيفوهم، فلُدغ سيدهم فجاءوا وقالوا: سيدنا قد لدغ؛ فهل فيكم من راقٍ ؟ قالوا: واللهِ لا نرقيه حتى تجعلوا لنا جعلا ؛ استضفناكم فلم تُضِيفونا! فأعطوهم قطيعًا من الغنم، ورقاه بالفاتحة؛ فشفي فكأنما نشط من عقال ! يعني الراقي مخلص -بارك الله فيكم-، وأقره رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أقره على هذه الرقية.
الآن الراقون يأخذون الأجور والأموال من الناس -وإن لم يستفيدوا منهم-!! وجواز أخذ الأجر على الرقية مشروط بشفاء هذا المريض؛ كما في هذا الحديث: في الوقت نفسه كأنما نشط من عقال! فأخذوا القطيع، ولو كان ما شفي؛ ما أخذوا القطيع.
فالآن يلهف الراقي بالأموال ويذهب المريض بمرضه والمصاب بمصيبته، ولا يستفيد وماله منهوب، فتكون هذه الأموال التي يأخذها حرامًا ! بارك الله فيك.
[22] ـهذه المسألة محل خلاف بين أهل العلم من الجواز من عدمه ، والذي يظهر المنع من ذلك لعدم وجود الدليل على ذلك ، ومن سد للذرائعسئل الشيخ الألباني رحمه الله مانصه : ما رأيكم في التداوي بالقرآن بطريقة القراءة مثلاً في كأس من الماء وتقريب الفم ..؟
الشيخ الألباني: ما له أصل! هذا كالكتابة على الورقة ثم شعلها كما ذكرت آنفاً
كل هذا ليس له أصل.
وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف. .
وسئل شيخنا ربيع بن هادي حفظه الله مانصه : ماحكم قراءة القرآن في الماء ؟
الجواب: لا ينبغي، وإن قاله بعض العلماء؛ لا يوجد دليل عليه. الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما فعل هذا، والصحابة ما فعلوا. بارك الله فيكم. وهؤلاء الذين يُجيزون الكتابة وبعض الأشياء والغُسل ومثل هذه الحاجات ما عندهم أدلة، وهم علَّمونا أننا لا نقبل مسألة إلا بالدليل، فكلٌّ يؤخذ من قوله ويُرد إلا رسول الله -عليه الصلاة والسلام-.
وسئل العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله مانصه : هل يمكن أن نستعمل القياس كما فعل الصحابة بشعره عليه الصلاة والسلام كأن نكتب شيئا من القرآن ونجعله في ماء ، ورقة مكتوبة فيها القرآن نجعله في ماء ونتبرك بذلك الماء .
الجواب :
غير وارد ، الكتاب إنما أنزل ليتلى ويتدبر ويعمل به ، وأما كيفية التداوي بالقرآن كما ورد بالقراءة ، لا بأن يمحى بالماء ويشرب الماء أو يتبرك بذلك الماء ، لو كان هذا واردا وسائغا لعمل الصحابة أو علم الرسول عليه الصلاة والسلام أصحابه ، ولما لم يعمل خير القرون هذا العمل علمنا بأنه عمل غير مشروع ، والله أعلم ...
القرآن شفاء ، الأصل شفاء للأمراض الباطنية وشفاء لأمراض البدن أيضا ، وكيفية الاستشفاء قراءة آية من القرآن على محل المرض ، على موضع المرض كما عالج الصحابة اللديغ ، اللديغ عالجوه بالقرآن ، ماذا فعلوا ؟
هل كتبوا ومحوا وسقوه الماء ؟
لا . قرأوا فاتحة الكتاب أو آية الكرسي على اللديغ فقام يمشي ، إذن ، كيفية التداوي بالقرآن بالقراءة ، هذا هو الثابت ، والحديث الذي معنا يدل على ذلك . نعم .
مسألة الماء لا أعلم ، أنا قلت لكم قبل قليل يتوسع بعض مشايخنا فيقرأون القرآن أو يقرأون بعض الأدعية المأثورة على كوب من الماء فيسقون المريض ، هذا نحفظه من مشايخنا ولا نعلم سنة ثابتة بذلك ، لا أعلم ، أنفي علمي وقد يعلم غيري ، ولله أعلم ...
المرجع:الأجوبة الجامية على الأسئلة السلفية ( سؤال رقم 66 ).
[23] ـسئل علماء اللجنة والافتاء مانصه : القراءة على ماء فيه زعفران، ثم غمس الأوراق فيه، ثم تجفيفها، ثم حلها بعد ذلك بماء، ثم شربها:
الجواب: القراءة في ماء فيه زعفران ثم تغمس الأوراق في هذا الماء وتباع على الناس لأجل الاستشفاء بها - هذا العمل لا يجوز ويجب منعه؛ لأنه احتيال على أكل أموال الناس بالباطل، وليس هو من الرقية الشرعية التي نصّ بعض أهل العلم على جوازها؛ وهي كتابة الآيات في ورقة أو في شيء طاهر كتابة واضحة، ثم غسل تلك الكتابة وشرب غسيلها.
} .مجموع اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(2) الفتوى رقم (20361)
[24] ـ قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : القراءة الجماعية على المصابين ليست طريقاً مأثوراً ولا موروثاً عن السلف، بل هو حادث."مجموع فتاوي ورسائل ابن عثيمين"(17/33)
[25] ـسئل علماء اللجنة الدائمة للافتاء مانصه : قراءة القرآن أثناء الرقية بمكبر الصوت، أو عبر الهاتف مع بعد المسافة، القراءة على جمع كبير في آن واحد؟.
الجواب:الرقية لا بد أن تكون على المريض مباشرة، ولا تكون بواسطة مكبر الصوت، ولا بواسطة الهاتف؛ لأن هذا يخالف ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان في الرقية، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد »
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(2) الفتوى رقم (20361)
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:عن استخدام مكبر الصوت عند القراءة؟
فأجاب بقوله:ماله أصل ،يقرأ على الشخص ،حتى يصيبه الهواء والنفث.
مسائل الإمام ابن باز لشيخ عبد الله بن مانع المرقي (27)
[26] ـ قال شيخنا صالح الفوزان حفظه الله : بعض الناس عندهم جهل بالقراءة ويستعينون بالجان ويقولون هذا جني مسلم ويسألونه عن مكان السحر هل من كلمة بهذا الموضوع؟
لا يستعان بالجان وإن كان يقول إنه مسلم ، فإنه يقول إنه مسلم وهو كذاب من أجل أن يتدجّل على الإنس فيغلق هذا الباب من أصله ، ولا يجوز الاستعانة بالجن ؛ لأن هذا يفتح باب الشر ، والاستعانة بالغائب لا تجوز سواء كان جنيًّا أو غير جني ، سواء كان مسلمًا أو غير مسلم ، فالاستعانة بالغائب لا تجوز إنما يستعان بالجن الحاضر الذي يقدر على الإعانة كما قال الله تعالى عن موسى: ( فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ) [القصص : 15] هذا حاضر ويقدر على الإغاثة فلا مانع من هذا في الأمور العادية .اهـ
[27] ـسئل شيخنا صالح الفوزان حفظه الله مانصه : هل تجوز الرقية على المريض بواسطة المسجل بحيث يكون في الشريط رجل يرقي ؟
فأجاب بقوله :
لا يا أخي لا يا أخي الرقية مباشرة، يقرأ وينفث على المريض من ريقه ،هذه الرقية أما التوسع والتهور في الرقية بحيث أنه بشريط ولا بالتلفون – يقرأ عليه بالتلفون-ولا يقرا بالخزان -خزان الماء -
ولا يقرأ بوايتات ولا يقول ها القارورة المركزة بمائة ريال والقارورة الي ما هي مركزة بخمسين ريال هذا كله من الكذب ومن الدجل ومن استنزاف أموال الناس وهذا خروج بالرقية الشرعية إلى الأطماع واستنزاف أموال الناس نعم.
[28] ـكقول بعضهم: ( اللهم أبطل سحر العجائز ) و يكررون كلمة العجائز مرات و مرات و كذلك ( اللهم أبطل سحر اليمن و سحر المغرب و سحر السودان و سحر كذا و كذا )
[29] ـقال شيخنا عبد الله البخاري حفظه الله : بعضهم يقول: لا بد من وضع اليد على الرأس، وآخر لا بد من وضع اليد على الفم، وثالث لا بد من وضع اليد على الرقبة، ورابع لا بد من وضع اليد على البطن، وهكذا كل يدَّعي طرائق، بدعوى أن في هذه الأماكن يتميز، هناك من قال أوسع من ذلك، أقول: كلهم يدعون أن في هذه الأماكن يتميز في حين القراءة وجود الجآن.
[30] ـسئل علماء اللجنة الدائمة للافتاء مانصه : إنا نعالج حالات الصرع واللبس والمس بالقرآن الكريم
والأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم والأذكار الصحيحة الواردة عنه أيضا، ولكن هناك بعض الإخوة يعالجون بعدة طرق، ومنها:
1- يرقي في حقنة من الكالاكوز وتعطى للمريض المصاب بالجان في الوريد، ويستدل بأن الشيطان يجري في الإنسان منه مجرى الدم.
2- يرقي في الماء ويضيف عليه العطر بحجة أن الجان لا يحب العطر ويشربه المصاب.
3- ويرقي أيضا في زيت الزيتون ويسقي المريض مع الماء. بماذا تنصح إخوانك الذين يقدمون مثل هذه المعالجة؟ الجواب:الرقية الشرعية توقيفية لا يجوز الزيادة فيها على الوجه المشروع، وقد أدخل بعض الناس في الرقية الشرعية صنوفا من المحدثات جهلا أو تأكلا، أو من تلاعب الشيطان ببعضهم. ومنه إجراء بعضهم الرقية في حقنة ثم ضربها في الوريد من المريض المصاب بالمس، محتجا هذا الراقي بحديث: «إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم » وهذه رقية بوسيلة غير شرعية، وتطبب يضمن ما يحصل منه من جناية على المريض، ولا حجة لهذا المتطبب بالحديث المذكور لما ذكر؛ لأنه يدل على ملابسة الشيطان للإنسان، فيعالج بالرقية الشرعية وهي القراءة والنفث على المصاب، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، وقد يترتب على حقن الماء في الوريد ضرر أو تلف. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (2) الفتوى رقم (18569)
[31] ـسئل الشيخ ابن بازرحمه الله مانصه : يقوم بعض الناس باستخدام بخور يباع عند العطارين يسمى (نقض) يدعون أنها تطرد الشياطين؟
فأجاب رحمه الله بقوله : لا أعلم لهذا العمل أصلا شرعيا. والواجب تركه؛ لكونه من الخرافات التي لا أصل لها، وإنما تطرد الشياطين بالإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن والتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك » وقال له رجل: يا رسول الله «ماذا لقيت البارحة من لدغة عقرب، فقال له صلى الله عليه وسلم: أما إنك لو قلت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك » وقال عليه الصلاة والسلام: «من قال حين يصبح: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي لم يضره شيء حتى يصبح ».مجموع فتاوى ابن باز(26/171)
[32] ـقال الشيخ بن باز رحمه الله : كتابة الآيات لعلاج المريض غير مشروع ولا تُعلّق عليه ، ولا تكتب على جسده ، كل هذا غير مشروع ، إنما المشروع أن يقرأ عليه وأن ينفث عليه ويدعى له بالشفاء والعافية ، يقرأ بعض الآيات على جزء من جسده ، على صدره أو على يده أو على رأسه ويدعو له فهذا لا بأس به ، وهو من الرقية المشروعة ، يرقي الراقي المريض ويقرأ عليه القرآن حتى يشفيه الله .
فالنبي عليه الصلاة والسلام قد رقى وقال : (لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ تَكُنْ شِرْكًا) .
أما أن يكتب آيات تعلق في رقبته ، أو في عضده ، فهذا ليس من الشرع ، أو يكتب له أحاديث أو كلمات أخرى ؛ أو دعوات أو مسامير أو طلاسم ـ حروف مقطعة ـ أو أشباه ذلك فكلُّ هذا لا يجوز ، حتى القرآن لا يعلق .
والنبي صلى الله عليه وسلم قال : (من تعلق تميمة فلا أتم الله له ، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له) فالحجب والحروز والجوارب التي يعلقها بعض الناس على المرضى في أعناقهم ، في أعضادهم ، أو في غير ذلك فهذا لا يجوز ، ولكن الرقية لا بأس بها .
وكذلك إذا قرأ في ماء ثم شرب الماء فهذا أيضاً لا بأس به ؛ فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض هذا ، كما في سنن أبي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في ماء لثابت بن قيس : فهذا لا بأس به .
وأما التعليق فلا يعلق لا القرآن ولا غيره ولا في الرقبة ولا في اليد ، كل هذا ليس بعلاج مشروعاً ، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله" اهـ
[33] ـسئل علماء اللجنة الدائمة للافتاء مانصه : بعض المعالجين يحددون عددا من السور القرآنية أو عددا من التسبيحات تقال بعد صلاة ركعتين، بنية مشاهدة رؤية في المنام للمصابين بالسحر؛ ليروا في هذه الرؤية من الذي فعل السحر وأين هو وكيف يحل، فما مشروعية هذا الفعل؟ وكذلك قراءة بعض السور مثل الإخلاص والمعوذتين وآية الكرسي مائة مرة على المسبحة، علما بأن البعض اعترض على هذا الأمر وقالوا إنها بدعة. وقالوا أيضا: إن من البدع قراءة القرآن على زيت حبة البركة والعسل واللبن، ودهن الجسم بالمسك وماء الورد المقروء عليه آيات قرآنية، علما بأن المشاهد بالتجربة ثأثير هذه الأشياء على الجان، وقد تؤدي بفضل الله إلى حرقه، فهل هذه الطريقة مشروعة أم أن الاستشفاء بالقرآن من الأمور التوقيفية التي لا يجوز أن نتعداها إلا بنص؟
الجواب: ما ذكر في السؤال من تحديد بعض المعالجين بالقرآن عددا من السور والتسبيحات تقال بعد صلاة ركعتين بنية مشاهدة رؤية في المنام للمصابين بالسحر، وكذلك قراءة بعض السور مائة مرة على المسبحة. . إلخ- كل ذلك من البدع التي لا أصل لها ولا دليل عليها من كتاب الله ولا سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والرقية الشرعية جائزة بشروط منها: أن تكون بكلام الله أو أسمائه وصفاته، فيجوز الاستشفاء بالقرآن وبالسنة فيما نص عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ورقى به نفسه أو رقى به أصحابه، أو بالدعوات الطيبة التي ليس فيها ما يخالف الشرع المطهر، ويشترط أن تكون الرقية باللغة العربية أو ما يفهم معناها، كما يشترط أن يعتقد الراقي والمرقي أن الرقية لا تؤثر بذاتها ولا بذات المسترقي، بل بإذن الله تعالى فهو النافع الضار الشافي، وفعل الراقي سبب والله هو الذي خلق الأسباب والمسببات، وقراءة القرآن أو السنة على المريض مباشرة بالنفث عليه ثابتة بالسنة المطهرة من رقية الرسول صلى الله عليه وسلم لنفسه ولبعض أصحابه، أما كتابة الآيات بماء الورد والزعفران ونحو ذلك ثم غمرها في الماء وشربها أو القراءة على العسل واللبن ونحوها ودهن الجسم بالمسك وماء الورد المقروء عليه آيات قرآنية- فلا بأس به، وعليه عمل السلف الصالح. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(2) الفتوى رقم (19010)
السؤال: تجدون مرافقا له ورقة تحتوي على بعض الرقى التي يتداولها عامة الناس، وحرصا على توثيق محتوياتها ومعرفة صحتها، فقد رغب إليكم دعاة المركز إطلاع سماحتكم وإبداء رأيكم فيها.
الجواب: إن النموذج المذكور عن الرقية لا يسوغ العمل بما فيه من تحديد عدد معين لمرات القراءة؛ لأنه لا دليل على ذلك، كما أن تعيين الاغتسال بالماء قبل غروب الشمس بدقائق لا أصل له فيما نعلم، وما عدا ذلك من القراءة والأدعية والأدوية المباحة المجرب نفعها، فلا حرج فيها. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (2) الفتوى رقم (21240)
السؤال: ونسأل أيضا حفظكم الله عن الرقية الشرعية، وهل يجوز تخصيص بعض الآيات بعدد معين لكل حالة من الحالات أم لا، كقولهم مثلا تقرأ الآية رقم كذا (2017) مرة، وغير ذلك؟
الجواب: الرقية الشرعية هي ما كانت بالقرآن والأدعية الشرعية، وتحديد عدد المرات التي تقرأ فيها الآية أو الدعاء يحتاج إلى دليل، ولا نعلم دليلا في ذلك إلا أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا دعا بدعاء كرره ثلاث مرات في بعض الأحيان، فعن عائشة رضي الله عنها: «أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما (قل هو الله أحد) و (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات » .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(2) الفتوى رقم (18255)
سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: بعض الناس يجعلون الورد (بسم الله الرحمن الرحيم) 786 مرة، ويقرأون الواقعة 42 مرة، وسورة الذاريات 60 مرة، وسورة يس 41 مرة، عند الميت وغيره، ويقرءون في الورد (يا لطيف) 16641 مرة، فهل هذا جائز أم لا؟ أفيدونا أفادكم الله.
فأجاب بقوله: لا أعلم لهذا العمل أصلا بهذا العدد المعين في الشرع المطهر، بل التعبير بذلك واعتقاد أنه سنة بدعة، وهكذافعل ذلك على هذا الوجه عند الميت وقت الموت أو بعد الموت كل ذلك لا أصل له على هذا الوجه، ولكن يشرع للمؤمن الاستكثار من قراءة القرآن ليلا ونهارا، وأن يسمي الله سبحانه عند ابتداء القراءة، وعند الأكل والشرب، وعند دخول المنزل، وعند جماع أهله، وغير ذلك من الشئون التي وردت بها السنة، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر » ، وهكذا استعمال (يا لطيف أو يا الله أو نحو ذلك) بعدد معلوم يعتقد أنه سنة لا أصل له بل هو بدعة، ولكن يشرع الإكثار من الدعاء بلا عدد معين، كقوله: يا لطيف الطف بنا أو اغفر لنا أو ارحمنا أو اهدنا ونحو ذلك. وهكذا يا الله يا رحمن يا رحيم يا غفور يا حكيم يا عزيز الطف بنا وانصرنا وأصلح قلوبنا وأعمالنا، وما أشبه ذلك؛ لقول الله سبحانه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} وقوله عز وجل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} ولكن بدون تحديد عدد لا يزيد عليه ولا ينقص، إلا ما ورد فيه تحديد عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل قول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) في كل يوم مائة مرة فهذا ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا (قول سبحان الله وبحمده) مائة مرة في الصباح والمساء، وهكذا (سبحان الله والحمد لله والله أكبر) ثلاثا وثلاثين مرة بعد كل صلاة من الفرائض الخمس، الجميع تسع وتسعون بعد كل صلاة ويختم المائة بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كل هذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا كل ما جاء في معناه، وإن قرأ عند المحتضر قبل أن يموت بعض آيات من القرآن فلا بأس؛ لأنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ذلك، ويستحب تلقينه لا إله إلا الله حتى يختم له بذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله » رواه مسلم في صحيحه. والمراد بالموتى هنا المحتضرون في أصح قولي العلماء، ولأنهم الذين ينتفعون بالتلقين. والله ولي التوفيق.
مجموع فتاوى ابن باز(13/98)
[34] ـ من مقال معنون بــ:" الموسوعة الذهبية في أخطاء بعض أصحاب الرقية الشرعية".
[35] ـ المصدر نفسه.
[36] ـ المصدر نفسه.
[37] ـ المصدر نفسه.
من صفحة الشيخ عبد الحميد الهضابي حفظه الله