السبت، 12 أغسطس 2017

ضلالات أبي الحسن المأربي و أتباعه نسخة مهذبة

ضلالات
أبي الحسن المأربي وأتباعه
نسخة مهذبة

    الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد: فهذه حلقة خاصّة بأبي الحسن المصريّ المأربي وأتباعه، نبيّن فيها بعض الحقائق، ونكشف فيها بعض الأوراق.
1 ـ فأبو الحسن المأربي وأتباعه يعتبرون أحد فصائل الإخوان المسلمين، يسيرون بسيرهم، التقوا مع أهل البدع من الإخوان المسلمين والسرورية وتنظيم القاعدة وغيرهم، وغضّوا الطرف عنهم، وتسلّط كثير منهم على المنهج السلفي، فأصبحوا لا همّ لهم إلا محاربة المنهج السلفي وحملته.
2 ـ وما تبع أحد أبا الحسن ولا تشبّع بشبهاته وضلالاته، إلا وصار حاقدًا على علماء الدعوة السلفية، وهذه عاقبة من يقدّم الأصاغر على الراسخين من أهل العلم.
3 ـ والقليل من أتباعه من تراجع تراجعًا صادقًا، وصار من الفضلاء، وإلا فكثير منهم على شاكلة أبي الحسن في حقده.

بداية أبي الحسن ونهايته
أ ـ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني، أحد المصريين الذين دخلوا اليمن قبيل مقتل أنور السادات، ثم بقي في اليمن.
ب ـ لم يجلس عند شيخنا مقبل – رحمه الله – لطلب العلم، بل طلب من شيخنا أن يكتب له تزكية ليبقى بين قبائل مأرب.
ولمّا طلب شيخنا مقبل – رحمه الله - أسماء الطلّاب المبرّزين ليكتبهم في رسالة: "ترجمة أبي عبد الرحمن"، عرض بعض الطلاب على الشيخ إدراج اسم أبي الحسن، فسمعته يقول: "أبو الحسن ليس من طلّابي". فلما أصروا عليه أدرجه.
قال الشيخ ربيع: (أبو الحسن الذي لا يُدرى أين درس، ولا يُعرف له شيوخ، ولا يُدرى من أين سقط على العلم، ولا من أي كوّة تسلّل إليه). [1]
وقال الشيخ الدكتور عبد الله البخاري في "الفتح الربّاني": (لم يتلقّ الأدب على شيخ جلس إليه، ودرس عليه وأخذ منه، ولا يقال: "إنه يقول (شيخنا الألباني) (شيخنا ابن عثيمين) و(شيخنا ابن باز)، فهذه مشيخه غير حقيقية، بل وهمية، فليسمّ لنا كتابًا أخذه عن أحد هؤلاء العلماء دراسة وتعلّمًا، وهل يجزم بدراسته على أحد من هؤلاء العلماء ؟! فإنني أظن أنه لو درس على أحد منهم وعكف تحت ركبتيه وجلس جلسة متعلّم مستفهم، لكان حاله غير هذا الحال.
ولقد سألته يومًا: "هل درست على الشيخ مقبل؟ فأجاب: لا، أنا جئت اليمن وأنا متعلّم طالب علم، وإنما حضرت له بعض المجالس، وعرضت عليه بعض كتاباتي".). [2]
ج ـ تظاهر بالسلفية في اليمن، فأخذه أهل السنة على ظاهره، وبقي كذلك ما شاء الله أن يبقى، وفي الآونة الأخيرة ظهرت منه أمور كانت تجعل في القلب ريبة منه، عرفها الشيخ ربيع قبل الفتنة بسنوات، وناقشه على بعضها في بيت ولده محمد في مكة قبل انتقاله إلى مكة، وبقي مناصحًا له عليها سرّا.
د ـ تفرّس فيه أسد السنة مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله وغفر له – فحذّر منه قبل وفاته.
هـ ـ لم يستطع أبو الحسن إظهار ثورته على المنهج السلفي وعلمائه إلا بعد موت شيخنا مقبل - رحمه الله – فلمّا مات الشيخ - رحمه الله - قال أبو الحسن عبارته الشهيرة: "ذهب زمن الخوف".
وقد حدّثني الشيخ ربيع في أيام فتنته - في مكالمة هاتفية - أن هذا الرجل إخوانيٌ مندسٌ بين السلفيين منذ أن دخل اليمن.
وقال الشيخ ربيع: (إنه أعدّ لهذه الفتنة منذ أن وطئت قدماه اليمن). [3]
و ـ بعد وفاة شيخنا ظهرت منه بعض الضلالات تدور حول كلامه في الصحابة وغيرهم، وقواعد دعوية تخدم الجماعات، في الوقت الذي تهدم دعوة أهل السنة، وصدر منه دفاع عن أهل البدع، وكلام شديد في حق أهل السنة، وصدرت منه بعض الفتاوى الزائغة.
ز ـ رفعت هذه الأمور والمؤاخذات، فعُقدت في مركزه جلسة بينه وبين بعض طلّاب العلم لمناقشة هذه الأمور، وبقيت المناقشة قدر سبع ساعات، من قبل الظهر إلى قريب منتصف الليل، ما عدا أوقات معيّنة.
ح ـ ولما انتهت المناقشة فوجئنا بأبي الحسن يرمي خصومه - المناقشين وغيرهم - بغيًا وظلمًا بأنهم حدادية هدّامون مفسدون يتسلّقون على أكتاف الدعاة، وكان ذلك قبل حكم اللجنة المشرفة على المناقشة، وأخرج عدة أشرطة من هذا القبيل، فكان أبو الحسن هو الخصم والقاضي.
ط ـ لم يردّ عليه أحد يوقف بغيه وظلمه إلا ما كان من الشيخ ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله – الذي رد على أبي الحسن ردًا وافيًا، وبيّن أصوله الفاسدة، وطالبه ببراهينه في قذف الإخوة بالحدادية، فجزاه الله عنّا خيرًا. [4]
ي ـ ثم أخرج أشرطة كثيرة يردّ فيها على الشيخ ربيع وآخرين، تكلّم فيهم بالبهت والظلم والتلاعب بالعقول.
ك ـ ثم استدعاه مشايخ المدينة - وهم الشيخ عبيد الجابري والشيخ صالح السحيمي والشيخ محمد بن هادي والشيخ عبد الله البخاري -. وجلسوا معه عدة جلسات رفقوا به كثيرًا، حاولوا في مجالسهم إصلاح ذات البين، ورأب الصدع، وجمع الكلمة [5]، فتبيّن لهم أن الرجل ليس صادقًا، ولاسيّما بعد وصول شريط: "جلسة في عدن" الذي دعا فيه بشدّة إلى القول بأن الجماعات المنحرفة من أهل السنة.
قال عنه الشيخ ربيع:
(كان يتظاهر بالسلفية، فلما مات كبار علماء السنة كالعلامة ابن باز والعلامة الألباني والعلامة ابن عثيمين والعلامة مقبل الوادعي، ثار ثورة عارمة على السلفيين، يطعن فيهم أشد الطعن، ويرميهم بالجهل، وأنهم أقزام، وأنهم قواطي صلصة). [6]
وقال عنه الشيخ ربيع: (ثم بعد موت العلماء ومنهم الشيخ مقبل - رحم الله الجميع - هاج هذا الرجل بفتنة هوجاء، قائمة على الاستكبار والاستعلاء). [7]
وذكر الشيخ ربيع المدخلي قصة أبي الحسن بالتفصيل فقال: (من أول يوم التقيت فيه بأبي الحسن - الذي يدّعي السلفية - سمعته في أول جلسة معه يدافع عن سيد قطب والإخوان المسلمين وجماعة التبليغ، فأزعج دفاعه هذا الحاضرين في تلك الجلسة، وبعد أن ذهب استشارني الحاضرون في هجره وكَشْفِ أمره، فرفضت ذلك، وقلت لهم نصبر عليه لعلّ الله أن يهديه ويوفقه للحق والاستقامة أو نحو هذا الكلام، ثم صار يكاتبني ويطريني ويزورني فأناصحه باللطف فيما أعرفه من انحرافه، وما ألمس منه رجوعاً إلى الحق.
إلى أن ألّف كتابه المسمى بِـ "السراج الوهاج"، ثم عرضه على بعض العلماء، ومنهم - فيما أذكر - العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - والمفتي الحالي للملكة - وفقه الله -، فانتقدا عليه بعض المسائل.
وأرسل لي نسخة من هذا الكتاب، فرأيت فيه انحرافًا عن منهج السلف ومكرًا مغلفًا عرفت منه أنه متضجّر من نقدي لأهل البدع، ومن الأصول السلفية التي أنطلق منها، وعرفت منه تضجّره من الشيخ مقبل – رحمه الله -. فناقشته بغاية من اللطف في أكثر من خمسين مسألة عقدية ومنهجية وغيرهما، ولم أقل له أنت تقصد كذا وكذا، وتقصد فلانًا وفلانًا، وأرسلت له هذه المناقشات سرًا مؤملًا فيه أن يتراجع عن أخطائه، فما رجع إلا عن القليل منها، وأصرّ على الباقي، فصبرت عليه أملًا أن يثوب هذا الرجل إلى رشده.
وكانت تأتيني الشكاوي من طلاب العلم باليمن من فتنته وغطرسته وتعاليه، فأصبرهم حرصاً على أن يفيء هذا الرجل ويثوب إلى رشده.
ثم بعد موت العلماء ومنهم الشيخ مقبل – رحم الله الجميع - هاج هذا الرجل بفتنة هوجاء قائمة على الاستكبار والاستعلاء، يرمي العلماء وطلاب العلم السلفيين باليمن بأنهم أراذل وأقزام وقواطي صلصة وغثاء، وخلال حملاته عليهم يرميهم بالأصاغر، والأصاغر دائماً تحت الأقدام. ويعطي الصحابة نصيباً من هذا الطعن.
فأعطاني بعض السلفيين عددًا من الأشرطة التي فيها بعض حملاته الشعواء وتأصيلاته الكثيرة المناهضة لأصول السلف، فناقشته بلطف، وأرسلت هذه المناقشة سراً بيني وبينه، لعله يثوب إلى رشده، فرفض التراجع عن أي باطل من أباطيله، بل زاد عنادًا، فأرسلت له نصيحة أخرى، فأعلنها حربًا عليَّ، واستمر يهدر ويرغي ويزبد بالفجور وتقليب الحقائق، إلى أن بلغت أشرطته حوالي مائة وعشرين شريطاً، كما يقول بعض السلفيين المتابعون لنشاطه، وفتح موقعًا ملأه بالأراجيف.
فاضطررت أن أرد على القليل من أشرطته، أبيّن فيها ظلمه وفجوره وأصوله الفاسدة، والشرح لفتنته يطول.
ثم خلال هجومه الظالم صرّح في الشريط الرابع من أشرطته المسماة "مهلاً يا دعاة التقليد" صرّح بقوله مجيبًا على سؤال وجه إليه ونصه: "لماذا لم تتكلم من قبل أن تحصل هذه الفتنة وتبين الأصول الفاسدة عند الشيخ ربيع وعند هؤلاء".
فأجاب أبو الحسن على هذا السؤال الفاجر بقوله - بعد الثناء مكراً منه على من سماهم إخوانه: "أما الشيخ ربيع فأصوله هذه منقوضة في السراج من عام 1418هـ.
وهو نفسه في انتقاده يقول: "أنا أدري أنه يقصدني بهذا، أنا أدري أنه يعنيني، أنا أدري أنه يقصدني بهذا الكلام، وضعت "كتاب السراج الوهاج" نحو سبعين ومائتي فقرة وفيها مناقشة لأفكار الشيخ ربيع كجانب الإفراط، وأفكار الجماعات الأخرى كجانب التفريط".
فمن هو البادئ بالحرب الظالمة ومن الذي بيَّت المكائد وبيَّت الفتن ومن هو أساسها ؟؟
لقد كتب أبو الحسن كتابه "السراج" الذي ألَّفه في حياة العلماء الكبار، الذين أيّدوا ربيعًا في أصوله ومنهجه في نقد أهل البدع، الذي ضمنه كتبه التي ألَّفها في حياة هؤلاء العلماء ...). [8]
ل ـ أخرج في فتنته أكثر من ثمانين شريطًا، يقول الشيخ ربيع: "إنه لا يعرف لأحد خصوم الدعوة السلفية أنه أخرج هذا العدد من الأشرطة". ومع ذلك يدّعي أبو الحسن أنه صابر وساكت. [9]
م ـ أبو الحسن وأتباعه أتوا بعد فتن سابقة خامدة فأحيوها من جديد كفتنة المغراوي وغيرها، مع ما فتحوه علينا من فتن جديدة، فما زالت الدعوة السلفية تعاني منهم إلى يومنا هذا.
ن ـ قال الشيخ ربيع: (ومن أهم الأمور أن من وراء فتنته رجالًا وأموالًا تدفع هذه الفتنة إلى الأمام، وتغذّيها وتؤجّجها).[10]
س ـ وقد رد عليهم جماعة من أهل العلم، إلا أني وجدت أحسن الردود هي ردود الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، لما اشتملت عليه من أدب وشمول، ورسوخ علم. فالله يجزيهم خيرًا، ويبارك فيهم في حياتهم وبعد مماتهم.

أولًا ـ انحرافات أبي الحسن
وانحرافات أبي الحسن كثيرة، فمنها كلامه في الصحابة وتقلّباته في هذا الموضوع، والسير على منهج الموازانات، وقوله في خبر الآحاد بأنه لا يفيد العلم، وقوله بالتثبّت من خبر الثقة، وثورته على العلماء، وطعوناته في السلفيين، ودفاعه عن المنحرفين، وعدم رضاه من جرح أهل الأهواء، واختراعه قواعد لحماية أهل الضلال، والتزهيد في الردود عليهم، واضطرابه في تكفير الروافض، ورؤيته جواز الدخول في العمل السياسي الديمقراطي، وغير ذلك. [11]

أ ـ كلامه في الصحابة:
1 ـ وصف الصحابة أو بعضهم بأن فيهم غثائية، وأن بعضهم انزلق، وأن منهم من تبع المنافقين. فمسطح انزلق، وحسّان انزلق، وبعد المناقشة تراجع عن كلمة الغثائية، وعن كلمة انزلق، ثم تراجع عن هذا التراجع في بعض محاضراته في مدينة تعز ورمى من أنكرها بعدم الفهم، ثم تراجع عنها مع مشايخ المدينة. [12] 
ثم قلّد أبو الحسن القاضي عياضًا والنووي في وصف الصحابة بأن فيهم جفاء، وسأله الشيخ ربيع: "هل يجوز لمسلم يقلّد هذين العالمين في تعطيل الصفات في شرحهما لمسلم؟".
2 ـ وزعم أبو الحسن المأربي في "شريط حقيقة الدعوة" و"شريط الفهم الصحيح لبعض أصول الدعوة السلفية" أن أسامة بن زيد قتل رجلًا بعد أن قال لا إله إلا الله، فيكون أسامة بهذا قد خالف أصلًا من أصول أهل السنة والجماعة - وهو الأخذ بالظاهر – وأن أسامة تجاوز الحد، وتجاوز المعالم والثوابت ودخل في الضمائر، وأن العاطفة مستحكمة في نفس أسامة.
وكان رد الشيخ ربيع عليه بما يلي:
أولًا: - طالبه بأن يأتي بالدليل على أن هذا الأصل كان موجودًا من قبل القتل.
وثانيًا: - أن أسامة تمسك بالظاهر، ولم يدخل في الضمائر، لأنه سار على أصل الاستصحاب، وهو أن الرجل كافر محارب.
وثالثًا: - ذكر الشيخ ربيع أنه يلزمه بأن يقول فيمن شهد صفين والجمل أنهم خالفوا كذلك هذا الأصل، ولاشك أن هذا مخالف لمعتقد أهل السنة والجماعة من السكوت عما شجر ما بين الصحابة.
وصف أبو الحسن الصحابة الذين أنكروا على أسامة بأنهم تربوا على القواعد، ومفهوم كلامه أن أسامة ما تربّى كتربيتهم، فأنكر عليه الشيخ ربيع بأن أسامة تربى مثل تربيتهم، وعاش في كنف النبي - صلى الله عليه وسلم -.
يقول الشيخ ربيع: "ليتك تجنبت التمثيل بأسامة، ومثلت بغيره ممن تتحكم فيهم العواطف، فتجرهم العاطفة إلى مخالفة القواعد والعقائد".
3 ـ ذكر خالد بن الوليد وأنه تكلم في عبد الرحمن بن عوف، ثم قال أبو الحسن: "السابقون لهم فضل، وأما الأصاغر الأراذل فتحت الأقدام".
4 ـ ومن شبهات أبي الحسن أن من الصحابة من تكلّم في غيره من الصحابة، ورد عليه الشيخ ربيع بأنه لا يجوز أن نتكلّم فيهم كما تكلم بعضهم في بعض، فالصحابي قد يسب ابنه، ونحن ليس لنا هذا، بل يجب التأدب معهم، والترضّي عنهم.

ب ـ موقفه من أخبار الآحاد:
أ ـ خبر الآحاد يفيد العلم وهذا قول أهل السنة وأهل الحديث قاطبة، فأخبار الآحاد التي تلقّتها الأمة بالقبول تصديقًا بها وعملًا بموجبها، تفيد العلم اليقيني، وهذا القول دلّت عليه عشرات الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان من هذه الأمة، وهذا القول هو القول الحقّ الذي لا يجوز خلافه.
وانتصر لهذا القول ابن حزم في "الإحكام في أصول الأحكام" والسمعاني في "الحجة في بيان المحجّة" وشيخ الإسلام ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" وتلميذه العلامة ابن القيّم في "الصواعق المرسلة" والحافظ ابن حجر في "النكت على ابن الصلاح" والبُلقيني في "محاسن الاصطلاح" ومن المعاصرين العلامة أحمد شاكر في تعليقه على "الباعث الحثيث"، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز.
قال العلامة ابن القيّم في "الصواعق المرسلة": (فهذا الذي اعتمده نفاة العلم عن أخبار رسول الله - صلى الله عليه وسلم – خرقوا به إجماع الصحابة، والمعلوم بالضرورة، وإجماع التابعين، وإجماع أئمة الإسلام، ووافقوا به المعتزلة والجهمية والرافضة والخوارج).
والقول الثاني: - وهو قول المعتزلة والخوارج والروافض ومن قلّدهم من الأشاعرة وعددًا ممن قلّدهم من الفقهاء، قالوا بأن أخبار الآحاد تفيد الظنّ. ولا يُعبأ بقول هؤلاء فهو قول مخالف للكتاب والسنة وإجماع الصحابة ومن بعدهم، ولا يصير هذا الباطل حقًّا وإن قال به من قال. [13]
ب ـ وأبو الحسن يرى أن خبر الآحاد لا يفيد العلم، ولم يكتف بذلك بل حشد في كتابه: "إتحاف النبيل" شبهات كثيرة تصل إلى خمس عشرة شبهة استند عليها، بل يرى أن أحاديث الصحيحين فيها ما يفيد القطع، ومنها ما لا يبلغ هذه المنزلة أي: لا يقطع به[14] ، ثم عاد فأنكر كلامه السابق في أن بعض أحاديث الصحيحين لا تفيد القطع. وردّ عليه الشيخ ربيع المدخلي في عدة بحوث ومقالات منها مقال: "موقف أبي الحسن من آخبار الآحاد" في حلقتين اثنتين. [15]
ـ ومن شبهاته التي استند عليها في أن خبر الآحاد لا يفيد العلم:
أ ـ استدلاله بحديث أم سلمة في الصحيحين: "إنكم تختصمون إليّ إنكم تختصمون إليّ، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض، فمن قضيت له بحق أخيه شيئًا، فإنما أقطع له قطعة من النار فلا يأخذها". وفي خبر المتلاعنين: "الله يعلم أن أحدكما لكاذب، فهل فيكما تائب". متفق عليه.
وأجيب عنه بأن هذا في باب الخصومة، وتعارض الدعاوى، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأخذ الناس بظاهرهم، فكيف يقاس الحديث النبوي - الذي تعهد الله بحفظه - على دماء الناس وأموالهم ولم يتعهّد بحفظها.
قال الشيخ ربيع: (ومن العجب أن ابن حزم رد بهذين الحديثين على شبهة من شبه من يقولون: "إن أخبار الآحاد لا تفيد العلم").
ب ـ  ومن شبهاته أن العالم يصحّح الحديث ثم يضعّفه، فهل يقال: "إنه تراجع عن العلم اليقيني".
وأجيب عنه بأن هذه أحاديث قليلة، وهي ليست موضع النزاع، إنما موضع النزاع هو أحاديث الصحيحين والأحاديث المتلقّاة بالقبول.
ج ـ ومن شبهاته تفريقهم بين قولهم: "صحيح الإسناد" وقولهم: "حديث صحيح"، مما يدلّ على جزمهم بالأخير، لتوافر جميع شروط الحديث الصحيح، دون الأول الذي توافرت فيه بعض شروطه.
وأجيب بأن هذا حجة عليه وليست له، لأن جزمهم بأنه حديث صحيح يدلّ على إفادته العلم.
قال العلامة ابن القيم في "الصواعق المرسلة": (أهل العلم بالحديث لم يزالوا يقولون: "صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم –"، وذلك جزم منهم بأنه قاله، ولم يكن مرادهم ما قاله بعض المتأخرين، إن المراد صحة السند، لا صحة المتن [16]، بل هذا مراد من زعم أن أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تفيد العلم، وإنما كان مرادهم صحة الإضافة إليه، وأنه قاله، كما يجزمون بقولهم: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر ونهى، وفعل رسول الله - صلى عليه وسلم - وحيث كان يقع لهم الوهم في ذلك، يقولون: يذكر عن رسول الله ويروى عنه، ونحو ذلك).
د ـ ومن شبهاته أن الثقة قد يهم والكذوب قد يصدق. وأجيب عنه بأن هذا حجة عليه، لأن الحديث إذا صحّ، وتلقته الأمة بالقبول، ولم ينقل عن الأئمة أي طعن فيه، فمعناه أنه يفيد العلم.
وقد قال العلامة ابن القيّم في "الصواعق المرسلة": (ونحن لا ندّعي عصمة الرواة، بل نقول إن الراوي إذا كذب أو غلط أو سها، فلابد أن يقوم دليل على ذلك، ولابد أن يكون في الأمة من يعرف كذبه وغلطه).
وقد نقل الشيخ ربيع كلام العلامة ابن القيم كاملًا ردًّا به على أبي الحسن.
هـ ـ ومن شبهاته أن خبر الواحد لو أفاد العلم فلماذا رجّح العلماء الأسانيد العالية على النازلة ؟!، ثم قال: "أليس لأن الأسانيد العالية أقل احتمالًا للخطأ". وأجيب عنه بأن الأسانيد العالية لا تطلب لذلك فقط، ولا تقدّم على النازلة بإطلاق، ويقال أيضًا: إن الحديث الصحيح يفيد العلم، وأن العلم نفسه يتفاوت من موضع لآخر، فالمتواتر يفيد العلم باتفاق، والمتواتر الذي يأتي من مائة طريق أعظم من المتواتر الذي يأتي من عشرة طرق.
هذه بعض شبهاته التي ساقها في "إتحاف النبيل" منتصرًا للقول بأن أحاديث الآحاد لا تفيد العلم، ونحيل على بقية ردود الشيخ ربيع - حفظه الله -.

ج ـ مسألة التثبت من خبر الثقة:
أ ـ خبر الثقة مقبول عند عامّة أهل العلم، نصّوا على ذلك في الصحاح، وكتب التفسير عند الآية: "إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا"، وكتب أصول الفقه وغيرها. وتُبنى على قبول خبر الثقة الكثير من الأحكام.
وممن نصّ على قبوله الإمام البخاري حيث قال في "كتاب خبر الآحاد" من "صحيحه": (باب: ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة والصوم والفرائض والأحكام).
ومن هؤلاء العلماء ابن عبد البرّ، وقد نصّ ابن عبد البر على أن من ردّ خبر الثقة فهو مبتدع. ومنهم القرطبي في "تفسيره"، وابن كثير في "تفسيره"، وابن قدامة في "الروضة"، وابن الصلاح في "علوم الحديث"، والشنقيطي في "أضواء البيان" وغيرهم.
وأبو الحسن يشكّك في خبر الثقة، ويقول إنه لا يقبل خبر الثقة حتى يرى هو بنفسه، مع كلام طويل، وشبهات متنوّعة، دون مبالاة باتفاق أهل العلم،وقد ناقشه الشيخ ربيع نقاشًا وافيًا، وردّ عليه في عدّة مقالات. [17]
قال الشيخ ربيع في "عمدة الأبي" (ص 160). وهو يردّ على علي الحلبي: (لقد  أسرفت في التشكيك في أصول الجرح والتعديل، وفي أخبار الثقات، ولهذا دلائله القاتلة).[18]
قال الشيخ ربيع في آخر المقال السابق وهو يردّ على علي الحلبي: (لقد ظهر بجلاء منهج السلف الصالح في تقبّل أخبار الثقات، والقول بوجوب قبولها، وأنها تقوم بها الحجة، وأن من يخالف هذا المنهج مبتدع. وهذا التبديع صادر من أئمة الفقه وأهل الحديث كما نقل ذلك ابن عبد البر - رحمه الله -) ا.هـ
ب ـ أبو الحسن لا يسير على طريقة أهل العلم في الجرح والتعديل، (لا يصدّق السلفيين وعلماءهم الكبار، ولا يقبل أخبارهم وجرحهم في أهل البدع والضلال). [19]
ويقول في شريط: "الجواب المعرب عن أسئلة أهل المغرب": (أنا لا أقبل الجرح في الشخص حتى أقف عليه بنفسي). ويعتبر أبو الحسن خبر الثقة في باب الجرح والتعديل أنه من باب التقليد، وقد ناقشه الشيخ ربيع مناقشة مستفيضة.  [20]
ج ـ يقول الشيخ ربيع: (والحقيقة أن الرجل يتلاعب، وليس قصده التثبّت الشرعي، قصده المحاماة بالباطل، وإثارة الفتن والشغب في أوساط السلفيين، وإسقاط علمائهم). [21]

ج ـ كلامه في مشايخ الدعوة السلفية
وثورته على العلماء:
1 ـ غمزه في الشيخ مقبل بن هادي الوادعي [22]، وكلامه في الشيخ أحمد بن يحيى النجمي، وكلامه في الشيخ ربيع بن هادي المدخلي وغيرهم من المشايخ، وهاجم أتباعه مشايخ المدينة هجومًا شديدًا.
فأبو الحسن رفيقٌ جدًّا مع حسن الترابي وأمثاله، يترحم عليه مع كثرة ضلالاته، ويحامي عنه مع كثرة من حكم عليه من العلماء بالزندقة، بينما يسيل قلمه سبًّا وغمزًا في حقّ مشايخ الدعوة السلفية.
2 ـ يردّ على العلماء الذين وافقوا على انتقادات الشيخ ربيع وأثنوا عليه قائلًا: "الحيّ لا تؤمن عليه الفتنة"، ويأتي إلى منحرفين قد عرفت ضلالاتهم كالمغراوي فيقول: "لا أخاف عليه من جهة السلفية".
3 ـ يقول أبو الحسن: إن هذه دعوة ليس لأحد عليها وصاية، وليس عندنا أب روحي، ولا آية من الآيات، أو ملا من الملل، نأخذ عنه، ونصدر عنه، ولا نخرج عنه، ويقول: نحن لا نقلّد أحدًا، ونحو هذه العبارات التي أراد بها الثورة على المنهج السلفي وعلمائه، لأنهم انتقدوه وبيّنوا ضلالاته، والدعوة السلفية لا تحتاج مثل هذه العبارات، وكان الأولى به أن يقولها للأحزاب التي يزكيها ويرى أنها على ثغرة من ثغار الإسلام.  [23]
رد الشيخ العلامة أحمد النجمي - رحمه الله - على مقالة المأربي قائلًا: (القصد بذلك الثورة على المنهج السلفي، وإسقاط علمائه، وقد أسقطه الله، وخيّب آماله. كيف يرفض نقد العلماء له القائم على الحجج والبراهين بدعوى أنَّهم مقلدون للشيخ ربيع ...). [24]
وللشيخ النجمي - رحمه الله - كلام في الرد على أبي الحسن، فرد عليه أبو الحسن بردود تجاوز فيها حدود الأدب. [25]

د ـ كلامه في السلفيين
يصف بعض السلفيين بأنهم أراذل، وأصاغر، وقواطي صلصة، وأنهم ببغاوات، وغوغاء، وأقزام، وأن فيهم خللًا في التربية. [26]

هـ ـ دفاعه عن المنحرفين:
أبو الحسن المأربي يدافع عن أهل الضلالات بحجة أنه لا يقلد أحدًا، ولكننا وجدناه يقلّد العلماء في أخطائهم. [27] ويسب ويشتم أهل  العلم – وموقعه الألكتروني يشهد على ذلك – بحجة أنه يحارب الغلوّ، بينما هو يدافع عن أهل الغلو والتكفير كسيّد قطب والمغراوي وعرعور وأمثالهم، ويقف في صفّهم في محاربة أهل السنة. وسيرى القارئ الكريم ذلك بنفسه.
1 ـ دفاعه عن سيد قطب:
قال الشيخ ربيع المدخلي: (أبو الحسن يعاند بجهل وهوى: الشيخ ابن عثيمين، والشيخ الألباني، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ عبد الله بن غديّان، والشيخ صالح آل الشيخ، والشيخ ربيع، والشيخ عبد الله الدويش، والشيخ محمد أمان، والشيخ إسماعيل الأنصاري، وعددًا كبيرًا من علماء المنهج السلفي، يخالف أبو الحسن كلّ هؤلاء العلماء الذين أدانوا سيّد قطب بوحدة الوجود والحلول، ويتأول له التأويلات الباطلة). [28]
وأبو الحسن له عدة آراء متناقضة في سيد قطب: فتارة يصفه بأنه هداه الله فاتجه إلى الله بحسب ما يرى، فزلت قدمه في بعض الأشياء.
قال أبو الحسن: "حسبنا أن نقول: "هو رجل قصد الحق، فزلت قدمه في مسائل، يجب أن تبين هذه المسائل لئلا يغتر بها، كما أنه لا ينبغي الغلو في الحكم عليه".[29]
ونجيب عن ذلك بأن باب الشريعة ليس مفتوحًا لكل أحد، فيجتهد فيها بحسب ما يرى، حتى ولو كان حسن النية، بل للشريعة أسس لا ينبغي تجاوزها، فمن جهل العلم فعليه سؤال العلماء، فإن عجز عن ذلك، فليسكت ويكفي الناس شر ضلالاته.
وقال مستغفرًا لسيد قطب: "نسأل الله أن يرحمه وأن يغفر له زلته". فيستغفر لسيد قطب، أما العلماء المنتقدون لسيد فلم يجدوا منه إلا الحرب الضروس والطعونات الظالمة منه ومن أتباعه إلى يومنا.
وتارة يدافع عن سيد قطب في قوله بوحدة الوجود. وطالب بحمل مجمل كلام سيد قطب على مفصله، وقال في "جلسة مأرب": يلزم من يرى أن سيد قطب يقول بوحدة الوجود أن يكفره.
مع أنه يعترف أنه لم يقرأ لسيد قطب، حيث قال في أحد أشرطته: (وإلا فأنا أصلًا لا أقرأ كلامه، ولا أشتغل بشيء من ذلك). [30]
وقد أرسل الشيخ ربيع رسالة خاصة سرًا لأبي الحسن، بيّن فيها ما لا يدع مجالًا للشك أن سيد قطب متورّط بالقول بوحدة الوجود، وبعد أن رأى أدلة الشيخ ربيع في إدانة سيد قطب بوحدة الوجود، اقتنع بذلك [31]، فاعترف بتورّط سيّد قطب مع نوع تطاول على العلماء بدلًا من شكرهم. [32]

2 ـ دفاعه عن حسن الترابي:
أ ـ ضلالات الترابي كثيرة وخطيرة، منها أقوال هي في حد ذاتها كفر وردّة، وبعضها ليست كذلك، فمن أقواله: رؤيته أن جميع الأديان مؤداها واحد، وإنكاره لعصمة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقوله بجواز ارتداد المسلم عن دينه، وتصريحه بأنه يقدم قول الكافر على قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأمور العلمية، وطعنه في تفسير النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - للقرآن، ورؤيته إمكان تبدل معايير الحق والباطل، فما كان حقاً قبل ألف سنة، فقد يكون باطلاً اليوم، والعكس، ودعوته للتحاكم مع الكفار إلى الديمقراطية العالمية، ودعواه أنَّ في الإسلام جوانب علمانية كثيرة، ويدّعي أن الشريعة قابلة لتفسير متطوّر، واعتقاده عدم كفاية القرآن والسنة، واعتقاده عدم اكتمال الدين، ودعوته إلى تجديد الاعتقاد، وتجديد تفسير للقرآن، وتجديد الفقه وأصوله، ودعواه التجديد إنما جاء من اعتقاده أن المسلمين عاشوا متخلُّفين المسلمين قروناً، وإنكاره لما أخبر الله به من الحور العين، واستحلاله للخمر حيث يزعم أنَّ الخمور لا تكون جريمة إلاَّ إذا سبَّبت العدوان، ويرى أن الجهاد في سبيل الله انتهى اليوم، وأنه كان في الزمن الماضي فقط، ويسمي أدلة منع زواج المسلمة بالكتابي تخرّصات وأباطيل لا أساس لها، وقوله بأنَّ شهادة الرجل تعدل شهادة امرأتين أوهام وأباطيل وتدليس، وجعله الشعب مصدراً للحكم، واتهامه للفقهاء بالتحجُّر والتقوقع والسذاجة، وتسميته للضوابط التي وضعها الإسلام للمرأة بالأعراف الإسلامية الْمنحطَّة، إلى غير ذلك من الضلالات.
ب ـ صدر لأبي الحسن - بعد موت الترابي – مقال [33]، تعجّب فيه ممن لا يترحّم عليه، فقرأت مقال أبي الحسن كاملًا، لعلي أجد فيه شيئًا من توضيح حال الترابي، ولاسيما بعد أكثر من نصف قرن قضاها الترابي في دعوة الناس إلى انحرافاته، فوجدت أبا الحسن ذكر في مقاله أن الناس اختلفوا في الدكتور / حسن الترابي بين إفراط وتفريط، وأنه سلك مسلك التوسط في الحكم عليه، فلا هو بالغالي في حسن الترابي، ولا هو بالجافي عنه.
لكني رأيت أبا الحسن سلك مسلكًا غير مسلك أهل العلم في تعامله مع هذه الأخطاء، فغض الطرف عن انحرافات الترابي، وقلّل من شأنها، ولو أن أبا الحسن المأربي سكت كالذين يخجلون من الدفاع عن ضلالات الترابي لكان خيرًا له.
والترابي له شطحات كثيرة، وانحرافات خطيرة، حكم كثير من العلماء [34] على بعض هذه الشطحات  بأنها كفر وردة، وهذا غير الفتاوى العجيبة، والأفكار الغريبة.
ج ـ ولقد تأملت مقال أبي الحسن كلمة كلمة، فعلمت أن حكمه على الترابي لم يكن مبنيًا على أسس علمية، ولا منظورًا من منظار شرعي، بل بنى مقاله على عاطفة جياشة تجيش في صدره لكل مخالف، ولو عظمت مخالفاته وضلالاته، ولم يُحرم أحد من عاطفته وإحسانه سوى علماء الدعوة السلفية.
لقد رغب أبو الحسن في الدفاع عن الترابي ولو قيل فيه ما قيل، متجاهلًا أحكام العلماء،  مع أن الوقوف على ضلالاته سهل.
ورأيناه ينزل أحكامه بكلام عام، وكلمات مجملة ترضي الجميع على حساب الحق، يستطيع كل أحد من الأطراف أن يجعلها لصالحه.
د ـ وكان الواجب على أبي الحسن أن يترك التصدر للدفاع عن الترابي، ولاسيما وأن الرجل وقع في انحرافات خطيرة تمس بأسس الإسلام وأصوله، وكان يجب عليه أن يترك المجال لأهل العلم الراسخين، الذين يبنون أحكامهم على الأشخاص بدون محاباة ولا مجاملة، فأولئك يوثق بكلامهم. [35]

3 ـ دفاعه عن المغرواي
وانحرافات المغرواي وضلالاته كثيرة ومعلومة، وقد بينّاها في مقال سابق.وبعد هذا يثني أبو الحسن على المغراوي، وينسب له الفضل في قيام الدعوة السلفية في المغرب [36]، وأنه يُستحي أن يتكلم فيه، وأن من تكلموا فيه فيخشى عليهم أن يصابوا بابتلاء، ويرى أنه لا يمكن هدم هذا الجبل الأشم – يعني: المغراوي – ويأخذ بعُلب صلصة – أي: الشباب السلفي -، بينما رضي أبو الحسن بهدم علماء لم يصدر منهم عشر معشار ما صدر من المغراوي. وهذا من تناقضات المنحرفين عن المنهج السلفي.

و ـ قواعد فيها حماية أهل الضلال من النقد:
أ ـ قاعدة: "حمل المجمل على المفصل":
وهذه القاعدة عند أبي الحسن هي أن الإنسان إذا وقع في خطأ، فيجب حمل الخطأ على محمل جيد. [37]
وقد قال بها أبو الحسن في مناقشة مأرب، ودافع عنها بقوة، ورد على العلماء الذين فنّدوها، مع العلم أنه لم يسبقه إليها إلا عبد الله عزام أحد كبار الإخوان المسلمين القطبيين. ولم يذكرها عبد الله عزام إلا ليدافع عن انحرافات سيد قطب، فجاء بها أبو الحسن في سياق دفاعه عن انحرافات سيد قطب.
وقد استعمل هذه القاعدة في الدفاع عن أهل البدع.
قال الشيخ ربيع: (وهو لا يريد المجمل والمفصل لدى الأصوليين وعلماء الإسلام، وإنما يريد مجملًا ومفصلًا ابتدعوه). [38]
قال الشيخ ربيع: (في إحدى كفّتي الميزان حملُ المجمل على المفصّل بالنسبة لأهل الضلال والباطل، وفي الكفّة الأخرى البخس لأهل الحق، فلا مجمل ولا مفصّل، ولا منهج موازنات، ولا كرامة، ولا حرمة أعراض في هذا الميزان). [39]
واستدل أبو الحسن على قاعدته تلك بشبهات:
الشبهة الأولى: - أن حسان بن ثابت ممن تكلم في عائشة، ومع هذا دافعت عائشة عنه فقالت رضي الله عنها:
"أليس هو القائل:
فإن أبي ووالده وعرضي            لعرض محمد منكم وقاء
ويجاب عن ذلك بأمور أشار إليها الشيخ ربيع، أكتفي هنا بذكر اثنين: أحدهما: - أن حسان بن ثابت قد أقيم عليه الحدّ ولو حمل مجمله على مفصله لما أقيم عليه الحد.
والثاني: - أن الله تعالى وصف قذف أم المؤمنين بأنه إفك، سواء كان من المؤمنين أو من غيرهم، ولم يحمل مجمل المؤمنين على مفصلهم.
فأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - لم تدافع عن حسان بن ثابت إلا بعد أن بلغها أن بعض الناس أنزل الآية على حسان بن ثابت، وهي قوله تعالى: "والذي تولّى كبره منهم له عذاب أليم"، فأخبرتهم أنه صدق في توبته - رضي الله عنه -، حيث صار من أقوى المنافحين عن أم المؤمنين - رضي الله عنها -.
والشبهة الثانية: - أن شيخ الإسلام يقول في "الرد على البكري": (واللفظ الذي توهم فيه نفي الصلاحية غايته أن يكون محتملًا لذلك، ومعلوم أن مفسر كلام المتكلم يقضي على مجمله وصريحه يقدم على كنايته).
ويجاب عنه بأن هذا في اللفظ الموهم، فالكلام المبهم يوضحه كلام الرجل نفسه في موضع آخر، وهذا الذي عناه شيخ الإسلام، ولا يعني شيخ الإسلام أن الخطأ يحمل على الكلام الصحيح، وإلا فليخرج لنا أبو الحسن أين المعنى الخطأ في كلام شيخ الإسلام الذي طالب شيخ الإسلام أن يحمل على مفصله، وليعلم أنه لن يتم له الاستدلال إلا بذلك.
فالخطأ الصريح فلا يحمل على محمل حسن، بل يرد جملة وتفصيلًا، وهذا هو موضع النزاع مع أبي الحسن.
والثاني: - أن شيخ الإسلام ابن تيمية لم يحمل مجمل كلام المنحرفين على مفصلهم، كابن عربي والحلاج والتلمساني وغيرهم، بل رد عليهم وبيّن انحرافاتهم.
والشبهة الثالثة: - أن العلامة ابن القيم يقول في "مدارج السالكين": (والكلمة الواحدة يقولها اثنان، يريد بها أحدهما أعظم الباطل، ويريد بها الآخر محض الحق، والاعتبار بطريقة القائل وسيرته ومذهبه وما يدعو إليه ويناظر عليه).
ويجاب عن ذلك بأن ابن القيم ملأ كتابه: "المدارج" بنقد كلام أبي ذر الهروي، فلماذا لم يحمل مجمل كلامه على مفصله، ويسلم من عناء الكتابة ؟!.
وأما كلام ابن القيم، فقد قال شيخنا الشيخ ربيع في "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع": (لعله يريد حسن الظن ببعض الكبار ممن شهروا بالسير على منهج السلف، ودعوا إلى ذلك، وناظروا عليه، ولا يريد بذلك وضع قاعدة مطردة في كل من هب ودب من المنتسبين إلى السنة). [40]
على أننا يمكن أن نلزم أبا الحسن بأن سيرة سيد قطب ومذهبه وما يدعو إليه، تجعله مما يحمل كلامه على المحمل السيء حتى على مقتضى كلام ابن القيم، وهذا إذا كان كلامه محتملًا فكيف وكلامه صريح ؟!
ثم إن الشيخ ربيعًا ألزمه بما إذا صدرت من سني ومبتدع كلمة مجملة تتضمن سبًا لله تعالى، أو لرسوله أو لكتابه، أو لأحد الأنبياء، أو لأحد الصحابة، ومثلها القذف، أو الردة أو غيرها، فهل تحمل من السني على الحق ومن المبتدع على الباطل ؟!.
هل تحمل هذه الكلمات من السني على المحمل الحق، ومن المبتدع على المحمل الباطل ؟!.
ثم ذكر الشيخ ربيع أن الإمام أحمد يقول فيمن وقف في القرآن إنه مبتدع ضال، وفيهم أناس من كبار المنتسبين للسنة والحديث مثل يعقوب بن شيبة، وأن إسماعيل بن علية قال كلمة يفهم منها القول بخلق القرآن، فشنّ عليه الأئمة الغارة وضلّلوه حتى رجع عن قوله، ولو لم يرجع لأسقطوه.
ثم إن العلامة ابن القيم هو نفسه انتقد طريقة الإجمال. فقد قال  رحمه الله في "الكافية":
فعليك بالتفصيل والتبيين فالـ       إطلاق والإجمال دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبطا الـ         أذهان والآراء كل زمان 
والشبهة الرابعة: - أن أتباع السقاف قالوا للشيخ الألباني: "إن ابن تيمية يقول بفناء النار". قال الشيخ الألباني لهم: "لكن له أقوال تفسر وتثبت عدم فناء النار، فلماذا لا تحملون هذا على ذاك".
ويجاب عن ذلك بأمور:
أحدها: - أن فناء النار كلام مشكوك في صحته عن شيخ الإسلام ابن تيمية، بل لم يصح أصلًا، ولا خلاف في أن يؤخذ بالكلام الثابت المشهور عن العالم ولاسيما أنه إذا نقل الإجماع [41]، ويترك الكلام المنازع في صحته.
ثانيها: - أن الشيخ الألباني ناقش الكلام المنسوب لابن تيمية في مقدمة تحقيقه لرسالة الصنعاني: "كشف الأستار في الرد على القائلين بفناء النار". فلماذا لم يكتف بحمل مجمله على مفصله ؟!.
الشبهة الخامسة: - ما رواه الخطيب في "شرف أصحاب الحديث" وغيره عن مسعر بن كدام وشعبة أنهما قالا: "إن هذا الحديث يصدّكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ؟!". فذكر أبو الحسن أنه لو ذكرت هذه الكلمة ولم يذكر قائلها فهل يُشك في أنه زنديق ويزهّد في الحديث ؟!
ويجاب عنه بأن مراد شعبة ومسعر بالحديث هنا هو الاشتغال بجمع الحديث وكتابته، وهذا من فعل طلّاب الحديث، فمبالغتهم في جمع الحديث هو الذي يصدهم كثرته عن التفريط في الصلاة وذكر الله، وليس المقصود أن ألفاظ حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – نفسها هي التي تصدّهم، وهذا أسلوب عربي معروف. ومعنى الكلام يعرف من سياقه وسباقه. فكلمة (عين) يعرف معناها من سياقها، فإذا قلت: (شربت من عين باردة) كانت العين هنا عين ماء، وإذا قيل: (قبض الجيش على عين للعدو)، فالعين هنا هي الجاسوس، وإذا قيل: (العين أغلى من الفضة) فالعين هنا هي الذهب، إلخ.  
فهذه أقوى أدلة أبي الحسن المأربي، وبقيت أشياء ناقشها الشيخ ربيع [42]، وإنما ناقشنا بعضها، لبيان ما فيها من ضعف في الاستدلال. ومن هنا نعلم أنه لم يثبت لأبي الحسن المأربي دليل على حمل المجمل على المفصل.
قال الشيخ ربيع: (والحاصل أن كتب العقائد، وكتب الجرح الخاص والعام مليئة بنقد الناس في أقوالهم وأفعالهم، فبماذا تحكم عليهم، وهم لم يأخذوا بأصلك الذي توجبه على الناس ؟! ألا يدلّ على أن أصلك الذي تهوّش به ليس بأصل، ولو سلكوا منهج أبي الحسن ودعوا إليه، لما وجد نقد). [43]
ولقد طعن أبو الحسن في بعض الصحابة كأسامة بن زيد وخالد وغيرهما، وانتقد آخرين من العلماء، فلماذا لم يحمل أبو الحسن مجمل هؤلاء الفضلاء على مفصلهم، وعلى رأس هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم ؟!.

ب ـ قاعدة: "نصحح ولا نهدم":
قال أبو الحسن في "شريط حقيقة الدعوة": (الأخطاء تُصحّح، وليس هناك أحد فوق النصيحة، لكن ما تصحح الأخطاء بهدم الأشخاص). [44] ودافع عن هذه القاعدة في أشرطة: "القول الأمين" الشريط الخامس.
وهذه القاعدة من قواعد عدنان عرعور، ولا غرابة فإن أبا الحسن أمر بعض طلابه بتفريغ عدة أشرطة لعدنان عرعور، وكان ينهل منها في دروسه. وقد سبق أن بينّا ما عند عدنان عرعور في حلقة سابقة.
وعلى كلّ حال فالرد على هذا من أوجه أحدها: - أن الأخطاء تتفاوت، فمنها ما يهدم قائلها، ومنها ما لا يهدمه، حتى ما يهدم هو نفسه يتفاوت، فمنها ما يهدم من أول مرة، ومنها ما لا يهدم إلا إذا كثرت. فإطلاق القول أن المخالف لا يهدم مطلقًا قول غير صحيح، ولا يخدم إلا أهل الأهواء.
والثاني: - أن أئمة الحديث كالإمام أحمد وغيره حذّروا من علماء، لانحرافهم عن الجادّة، فعلى أبي الحسن أن يصفهم بأنهم هدّامون، وعليه أن يبغض الإمام أحمد ومن معه، ويحاربهم ويسميهم حدّادية.
والثالث: - أن أبا الحسن وأمثاله من أصحاب هذه القاعدة لم يهدموا المنحرفين ممن جرحهم أهل العلم، بينما هدموا أهل الحديث، فتكلموا فيهم بالباطل وحذّروا منهم وشوّهوا بهم.
ج ـ قاعدة: "المنهج الواسع الأفيح".
قال أبو الحسن في "أصول ومميزات الدعوة السلفية": (الموفّق من يقرأ تراجم السلف، فيتخذ من طريقة السلف في فهمهم لكلام الله وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم منهجًا واسعًا أفيح، يسع الأمة ويسع أهل السنة). [45]
وقد ساق الشيخ ربيع مجموعة من النصوص الدالّة على خلاف هذه القواعد المنحرفة. [46]

ز ـ التزهيد في الردود على أهل الضلال:
قال أبو الحسن في "أصول ومميزات الدعوة السلفية":
( أما الذين لا يفهمون من السلفية إلا مجرد الردود والخلافات والمهاترات، والذين لا يفهمون إلا أن فلانًا دخل السلفية، وفلانًا خرج، والذين لا يفهمون من السلفية إلا الخصومة مع إخوانهم، فيربون مجموعة اليوم، ويختلفون معهم غدًا، ويمدحون أشخاصًا اليوم، ويذمونهم غدًا من فوق المنابر، هؤلاء حقيقة أخطئوا الطريق في فهم الدعوة السلفية). [47]

ح ـ اضطرابه في تكفير الروافض:
أ ـ الشيعي إذا كفّر جميع الصحابة أو معظمهم فإنه يكفر كما ذكر شيخ الإسلام في "الصارم المسلول" وذكره غيره, لأمور: أحدها: - أن ذلك يقتضي الطعن في النبي - صلى الله عليه وسلم -. [48]
والثاني: - أن الطعن في الصحابة تكذيب للقرآن الذي امتدحهم وأثنى عليهم.
والثالث: - أن هذا يقتضي رد الكتاب والسنة لأنهم حملتها ونقلتها.
والرابع: - أن هذا يقتضي أن هذه الأمة شر الأمم. [49]
ولقد ذكر الأئمة - كشيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب والشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمهم الله – بأن من كفّر معظم أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – أو فسّقهم بأنه كافر، وهو قول الأئمة من قبل، لأنه جحود لأمر معلوم من الدين بالضرورة.
بل إن شيخ الإسلام يكفّر من يشكّ في كفر هذا الصنف.
ب ـ فجاء أبو الحسن يخالفهم في ذلك، ويقول: "لابد من إقامة الحجة على من كفّر جميع الصحابة أو كفّر معظمهم"، وهذا قول فاسد لأن فضائل الصحابة ومكانتهم في الإسلام معلومة من الدين بالضرورة كما ذكر العلماء ومنهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله – في رسالته: "الرد على الرافضة", ودعوى الجهل بها على غير وجهها دعوى غير مقبولة.
ولقد بيّن له الشيخ ربيع خطأه هذا كتابةً ومشافهةً، وهو يعلم أن شيخ الإسلام يُكفّر من لا يكفّر هذا الصنف من الروافض، فلم يأبه بحكم شيخ الإسلام ابن تيمية، ولم يأبه بنصح الشيخ ربيع، فأصرّ على طبع كتابه الطبعة تلو الطبعة. [50]
ج ـ وبعد مُدّة رجع - عند مشايخ المدينة - من عدم تكفير الرافضة الذين يكفّرون الصحابة جميعًا أو معظمهم، لكن حتّى توبته فيه تلاعب، وتعقّبه الشيخ ربيع في تلاعبه. [51]
د ـ فإن قيل: بأن الخوارج كانوا  يكفّرون الصحابة، ولم يكن الصحابة يكفّرونهم، فيقال: هذا استدلال غير صحيح، لأمور منها أن الخوارج لم يكفروا عامة الصحابة كما فعل الروافض، وإنَّما كفروا نفرًا قليلًا منهم [52]، ولأن تكفير الخوارج لبعض الصحابة كان طارئًا بعد قضية التحكيم، وأما الروافض فهم يكفرون عامة الصحابة، ويزعمون أنهم ارتدوا بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنهم كتموا الوصية.
هـ ـ وإن قيل: هناك من المتأخرين من لم يكفّر الرافضة. فيجاب عن ذلك بأن قولهم في عدم التكفير كان نابعًا من تعدّد حالات سبّ الصحابة عندهم، فمن لم يكفر الرافضة، فكلامه فيمن سبّ الصحابة سبًا لا يقدح في دينهم، ومن يكفّر الرافضة، فكلامه إنما ينزل على من سب الصحابة سبا يقدح في دينهم، ولم يختلفوا في كفر من سب الصحابة سبًا يقدح في دينهم. [53]
و ـ وأخبرني عبد العزيز البرعي – بعد انتهاء فتنة أبي الحسن – أن أبا الحسن كان يفتي بجواز الصلاة خلف من يطعن في عرض أم المؤمنين عائشة.
ز ـ وذكر نعمان الوتر في تسجيل صوتي أن أبا الحسن زارهم في مدينة إب وألقى محاضرة هناك، فأثنى على حزب الله الرافضي، وبعد المحاضرة ناقشوه حول ثنائه.
قال الشيخ ربيع: (وما سرّ التسلّط على نصوص شيخ الإسلام في هذه الطوائف بالحذف، والتسلّط على أحكامه بالتغيير والتلاعب، هل جاءت هذه الأمور السيئة كلها عفوًا وعن قصد نظيف ؟!). فقال الشيخ: (إن وراء الأكمة ما وراءها). [54]

ط ـ منهجه مع الجماعات:
أ ـ يرى أبو الحسن أن الجماعات الموجودة في الساحة – وهم الإخوان المسلمون وجماعة التبليغ والجماعات الجهادية – كلها داخلة دائرة أهل السنة، وأن الخلاف معهم حاصل في أمور فرعية لا تخرجهم من أهل السنة.
ب ـ ويرى أن هذه الجماعات كلّ واحد منها على ثغرة كبيرة، وأن دعوتنا لا يمكن أن تقوم بنفسها. فيقول: (الدين للجميع، ولن تقوم به طائفة، ولابد أن تكون عندكم آفاق واسعة). [55]
وله شريط بعنوان: "جلسة في عدن" يقول فيه: (خلافنا مع جماعة الإخوان المسلمين ليس خلافًا بين فرقة ناجية وفرقة هالكة من الثنتين وسبعين فرقة، إنما هو خلاف داخل الفرقة الناجية).[56] ويقول: "إن هذا هو بعينه كلام الشيخ مقبل". [57] وليس  بصحيح، وقد ناقشه الشيخ ربيع مناقشة وافية في مقال: "حقيقة المنهج الواسع الأفيح عند أبي الحسن". [58]
وقد رفع الشريط إلى مشايخ المدينة - وهم الشيخ عبيد الجابري والشيخ صالح السحيمي والشيخ محمد بن هادي عبد الله البخاري - فاطلعوا على مقالته فبدّعوه بعدها. [59]
ج ـ إن الطريق الذي تسير فيه هذه  الجماعات، ليس هو طريق أهل السنة والجماعة الذي سار عليه سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، لأمور:
الأول: - أن الفرقة الناجية لها اعتقاد خاص تتمسّك به، وتنتصر به على مخالفيها في الدنيا، وتنجو به من النار يوم القيامة، وهذا الاعتقاد هو السير على ما كان عليه سلفنا الصالح كما قال شيخ الإسلام في أوائل "العقيدة الواسطية": (فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة أهل السنة والجماعة).
وهذه الجماعات لا تتمسك بمعتقد السلف الصالح.
الثاني: - أن مناهج هذه الجماعات مشوب بالبدع والأهواء، ومنهج أهل السنة منهج خالص وصافي كما قال شيخ الإسلام في "العقيدة الواسطية": (فصار أهل السنة والجماعة هم أهل السنة الإسلام الخالص).
الثالث: - أن منهج أهل السنة والجماعة قائم على البراءة من أهل الزيغ والضلال.
وهذه الجماعات لا تتبرأ من أهل الضلال.
الرابع: - أن أهل السنة يراعون أصل لزوم الجماعة، ونبذ الفرقة بجميع صورها لأنها من أعظم الأصول عندهم كما قال الطحاوي: (ونرى الجماعة حقاً وصواباً، ونرى الفرقة زيغاً وعذاباً) و"الإخوان المسلمون"  أهل فرقة وخلاف.
د ـ ويرى أبو الحسن أن الرجل يخرج من دائرة أهل السنة بالتزامه بأصل من أصول الفرق الهالكة. يحرص على تضييق خروج هؤلاء الناس، وما قاله فغير صحيح، بل قد تكون هناك بدع وضلالات معاصرة، ومن هذه مثلًا بدعة التقارب مع المذاهب الأخرى ولاسيّما الرافضة، والتي ابتدعها حسن البنا، وترجمها أتباعه بالتقارب مع الصوفية وغيرهم من الطوائف. [60]

ي ـ فصل الشباب عن العلماء الكبار:
فقد زار أبو الحسن 1420 هـ بريطانيا، وكتب هناك صلحًا بين الشباب في بريطانيا، يأمر جميع الأطراف بأن يقتصروا على الرجوع في أمور الدعوة إلى علي الحلبي وسليم الهلالي [61]، وأن اختيارهما الدعاة القادمين إلى بريطانيا أمر يرجع إليهم، وحصر الأمور الإدارية عليهما، والتواصل مع المخطئين، حتى مسألة تصنيف الناس كل ذلك يرجع إلى إليهم، فحصر الدعوة كلها عليهما، ومنع من الرجوع إلى غيرهما، بحجة أنهما أعرف بوضع الدعوة في بريطانيا من غيرهما، ولم يُبق لأهل العلم شيئًا يذكر، بل ألقاهم في سلة المهملات كما قال الشيخ ربيع.
وقد صدق الشيخ ربيع عندما قال: (وهذا التحكم يفوق تحكّم الحكومات المستبدة، والأحزاب المحترقة). [62]

س ـ تجويزه الدخول البرلمانات الديمقراطية، والثناء على من دخل البرلمانات الديمقراطية
أ ـ وبعد موت شيخنا الشيخ مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله – جاهر أبو الحسن بجواز الدخول في السلك الديمقراطي الذي اشتمل على كل داء، بل وألّف كتابًا أسماه: "الإسلاميون والعمل السياسي"، ولم يخرج منه إلا الملخّص فقط. مع علمه أن دعاة العمل السياسي استندوا في تجويز ذلك إلى أحزابهم التي ينتمون إليها، غير مبالين بالأدلة في هذه المسألة، فلم يكونوا يحتاجون من يجيز لهم المشاركة كأبي الحسن وغيره.
ب ـ وقد اعتمد أبو الحسن في كتابه المذكور على ما يلي:
أولًا: - أن الدخول في العمل السياسي ضرورة ملحّة، لا غنى للمسلمين عنه، وأن المشاركين من الدعاة في العمل السياسي فرسان عجز كثير من الدعاة أن يسدوا فراغهم.
ويجاب عنه بأنها ليست ضرورة ملحة، وقد سار علماؤنا في الدعوة إلى الله ونفع الله بدعوتهم وعلمهم دون الحاجة إلى البرلمانات.
وثانيًا: - أن الدخول في هذا النوع من العمل، يجلب مصالح عظيمة.
ويجاب عنه بأنها مصالح وهمية لا حقيقة لها، لم نرها على أرض الواقع طوال عقود من السنوات، بل رأينا أن المشاركة في العمل السياسي فيه ما لا يحصى من الأضرار. [63]
وثالثًا: - يشوش على فتاوى العلماء الذين بينوا مفاسد الدخول في البرلمانات، ويعارضها بفتاوى لعلماء أهل السنة استدلالًا بالمتشابه من الفتاوى.

ع ـ كتابه السراج الوهاج:
كتب أبو الحسن كتاب السراج الوهّاج، وقد اشتمل الكتاب على أمور، وكثير منها كانت تحتاج إلى تعقيب ومناقشة، فتعقّبه الشيخ ربيع في مقال: "انتقاد عقدي ومنهجي لكتاب السراج الوهاج" في أكثر من أربعين مسألة. والمقال موجود ضمن: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع". [64]
اعترف في شريط: "مهلًا يا دعاة التقليد" (الشريط الرابع) أنه ألّف "السراج الوهّاج" ليرد على أفكار الشيخ ربيع [65]، والشيخ ربيع ليست عنده أفكار إنما هو علم يحمله أخذه عن كبار علماء زمانه.
ومن مسائله التي ناقشه عليها إخراجه الإمام أحمد من المجدّدين، مع توافر شروط التجديد التي ذكرها أبو الحسن نفسه كبروزه على رأس مائة عام، وانتفاع الخلق به، ونحو ذلك.
قال الشيخ ربيع: (لقد جاء رأس هذه المائة والإمام أحمد في طليعة كبار العلماء علمًا وعملًا وهيبة ومكانة في الأمة).[66]

ف ـ ابن صيّاد:
ابن صيّاد كان يهوديًّا فدخل الإسلام نفاقًا، وكان يصرّح أنه يعرف أين الدجّال، وقال ابن صيّاد إنه لو عرض عليه أن يكون الدجّال ما كره ذلك، وكان يغضب فيملأ السكة – أي: الطريق -.
وكان الصحابة يسيئون به الظن، وورد من السنة أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قد ذمّه ووبّخه، وكان بعض الصحابة يرى أنه الدجّال مثل جابر وابن عمر وحفصة وغيرهم، بل حلف عمر بن الخطّاب عند النبي أنه الدجّال، ولم يعنّفه النبي - صلى الله عليه وسلم –.
ضرب به أبو الحسن مثلًا لمن يساء به الظن وهو ليس كذلك، ثم يسوق أبو الحسن سوء ظن الصحابة به، ثم يسأل العافية.
وقال أبو الحسن: (ما صدّقوا أنه ليس بالدجّال ... وإذا دخل سوء الظن بالقلب يجعلك ترتاب من الأدلة، نسأل الله العافية).
وقد ناقشه الشيخ ربيع مناقشة جميلة في "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع". [67]

ص ـ حكم الشيخ ربيع على أبي الحسن:
حكم عليه الشيخ ربيع بأنه إخواني[68] - وهو كذلك – وأنه يسير على منهج الإخوان المسلمين  في التهوين من شأن البدع [69]، وأنه أعجوبة من أعاجيب هذا الزمان [70]، وأنه عائل مستكبر [71]. أي: فقير العلم مع التعالم.
وقال الشيخ ربيع: (وإن بعض ما وقع فيه ليسقطه بمقتضى منهج أئمة الإسلام، وما تظاهر بالرجوع فيه فهو ساقط به مُدّ عناده، وما تمادى فيه إلى الآن يرميه في هوّة السقوط عند السلف. ثم إن ما ذكرته هو حكم علماء المسلمين فيه وفي أمثاله من أهل الفتن والمعاندين، لا حكمي). [72]

ق ـ تزكية بعض الناس لأبي الحسن
وبعد مطالعة انحرافاته نقول: إن أبا الحسن لا يزكّيه إلا أحد رجلين أحدهما: - إما رجل هو على شاكلته.
والثاني: - رجل فاضل لا يعرفه حقّ المعرفة، ولا يعلم أن أبا الحسن يكيل الشتائم لأهل العلم في موقعه الرسمي ليلًا ونهارًا، ولا يعلم أن أبا الحسن استثمر تزكيته لخدمة أهدافه. [73]
ومثل هذه التزكية نردّها بقواعد الجرح والتعديل، كالجرح المفسّر مقدم على التعديل المجمل، وأن من علم حجة على من لا يعلم.

ثانيًا: ـ انحرافات أتباعه
أ ـ أتباع أبي الحسن دافعوا عنه دفاعًا مستميتًا، وطعنوا في المشايخ الذين انتقدوه. وبعضهم وصف المنتقدين لأبي الحسن – الذين ناقشوه في مأرب -: "إنهم حدادية"، وذكروا أنهم لم ينتقدوا على أبي الحسن إلا بعض الأمور الدنيوية، مثل السيارة والثياب والطيب ونحوها.
ب ـ أخرج أتباع أبي الحسن بيانًا - بعد مناقشة مأرب وقبل حكم العلماء - جمعوا في بيانهم أسماء طلّاب العلم من جميع المحافظات اليمنية وسموها: "براءة الذمّة"، سبقوا فيها أهل العلم فحكموا في أبي الحسن قبل حكم أهل العلم، بل نصّبوا أنفسهم ليكونوا حكمًا على العلماء.
ج ـ استعمل أتباعه كلّ أنواع التلبيس، فمن تلبيس أتباع أبي الحسن أنهم يأخذون مسألة واحدة من جملة مسائل انتقدت على أبي الحسن، ويصوّرون للناس أن العلماء أخرجوا أبا الحسن من أهل السنة بسبب هذه المسألة فقط. ناقش الشيخ ربيع هذه المقالة في مقال بعنوان: "براءة أهل السنة مما نسبه إليهم ذوو الفتنة". [74]
د ـ موقف أبي الحسن من الجماعات ترجمه أتباعه إلى سكوت مطبق عن ضلالات هذه الجماعات، بل إن كثيرًا من أتباع الحسن لحق بالجماعات والجمعيات المنحرفة: فمنهم من يرى التعاون مع الإخوان المسلمين، بل منهم من ألف كتابًا في التماس الرخص للمنحرفين من الجماعات كرسالة: "هكذا قال العلماء". لكاتبها: أبي الحسن أيمن بن عبد الله علي العدني. [75]
ومنهم من التحق بالجمعيات القطبية المتسترة بالأعمال الخيرية. ومنهم من التحق بالخوارج التكفيريين ومنهم أبو عبيدة الزاوي من مدينة الزاوية ليبيا وهو تكفيري خبيث، ومنهم من لحق بتنظيم القاعدة كصاحب رسالة: "لماذا اخترت تنظيم القاعدة" [76]، ومنهم من لحق بإبراهيم الرحيلي ومن كان على طريقته.
هـ ـ بعض أتباع أبي الحسن صدق في توبته وهم قليل، وبعضهم فضّل أن يذوب على أن يتراجع تراجعًا صحيحًا، وبعض أتباعه دخل فتنة أبي الحسن جريًا كالغزال، وتاب منها مشيًا كالسلحفاة، وبعضهم لم يقتنع بردود العلماء، وبعد مُدّة أظهر أنه وقف بنفسه على أخطاء حقيقية،  وسيأتي بيان انحرافاته وكيف أن هذا الصنف المتعالم عمي عنها.
وبعض أتباعه يتلوّن ليضرب السلفيين من الداخل، ومثل هذا الصنف اندسّ اليوم في السلفية يتحيّن الفرصة المناسبة لينتقم، فإذا جاءت الفرصة ضربوا ضربتهم.
وأهل البدع - كما قال الإمام البربهاري - كالعقارب يدفنون رؤوسهم فإذا تمكّنوا لدغوا". وعلامة هؤلاء المندسّين أنهم يرون كثرة هذه الجماعات الكثيرة والخطيرة، وكيف تتكالب على دعوة أهل السنة، وكيف تمزّق شبابنا ليلًا ونهارًا، فلا تجد منهم أي تألم ولا أي حُرقة على الدعوة، فإذا جاءت الفرصة ليضربوا ضربتهم في دعاة أهل السنة فعلوا ما لا يتوقّع منهم. ومن عرفهم - كما عرفناهم - يعرف ذلك.

ـ نصيحة أخيرة لأتباع أبي الحسن:
قال الشيخ ربيع:
(فإلى أنصار أبي الحسن أوجّه سؤالي: متى تفيقون، وتراجعون دينكم وعقولكم أخلاقكم، وتحترمون المنهج السلفي وأصوله، وتحترمون الصدق والأمانة، وتعرفون الرجال بالحقّ ؟!!). [77]

 كتبه أبوعمار علي الحذيفي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] "مجموع فتاوى الشيخ ربيع"(13/429 - 430).
[2] "الفتح الرباني في الرد على أبي الحسن السليماني" (ص 31).
[3]  "مجموع فتاوى الشيخ ربيع" (13/413).
[4] اتهمنا أبو الحسن بأننا حدّادية، فقال له الشيخ ربيع: (هؤلاء الذين تخاصمهم ليسوا بحدادية). "مجموع فتاوى الشيخ ربيع" (13/66). وقال: (أظنّك لم تعرف الحدادية على حقيقتها، ولا عرفت أحدًا من أهلها، ولا أظنك تحمست ضدّهم ... فكم الفروق بينهم وبين سلفيين يحترمون العلماء السلفيين المعاصرين، ويسيرون على نهج السلف، هكذا نحسبهم ولا نزكي على الله أحدًا). "مجموع فتاوى الشيخ ربيع" (13/58). واتهمنا أبو الحسن بأننا فرقة مدمّرة مفسدة، فأجابه الشيخ ربيع بقوله: (بيّن يا أبا الحسن ما الذي هدموه من أركان الإسلام والإيمان ؟! ما الذي هدموه من العقائد والمناهج ؟!). إلى آخر كلام شيخنا الشيخ ربيع. "مجموع فتاوى الشيخ ربيع" (13/59).
[5] انظر: "الفتح الرباني في الرد على أبي الحسن السليماني" (ص 10).
[6] "عمدة الأبي في الرد على الحلبي" (ص 612).
[7] "عمدة الأبي في الرد على الحلبي" (ص77).
[8]  "عمدة الأبي في الرد على الحلبي" (ص 76 - 79).
[9] "مجموع فتاوى الشيخ ربيع" (13/421). و(13/432).
[10]  "مجموع فتاوى الشيخ ربيع" (13/413).
[11] انظر: مقال: "جناية أبي الحسن على الأصول السلفية"، وهو ضمن: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/75 - 86).
[12] انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/22). وانظر: "مراحل أبي الحسن وتقلباته حولو صفه للصحابة بالغثائية". ضمن"مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/397 - 410).
[13] انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/179 - 180).
[14] انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/164 - 165).
[15] انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/129 - 168).
[16]  أي: قول بعضهم: "إذا قيل حديث صحيح، فمعناه أن شروط الحديث الصحيح قد اجتمعت فيه، وليس معناه أننا نقطع بنسبته للنبي صلى الله عليه وسلم، لجواز أن يكون الراوي قد أخطأ فيه.
[17] "التثبّت في الشريعة الإسلامية وموقف أبي الحسن منها". انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/277 -305).
[18]  "عمدة الأبي" (ص 160).
[19]  "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/294).
[20] "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/294 - 295).
[21]  انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/295).
[22] انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/).
[23] "شريط الحدادية".
[24]  "موقف الشيخ أحمد بن يحيى النجمي من علي بن حسن الحلبي".
[25]  انظر: "الفتح الرباني في الرد على أبي الحسن السليماني" (ص 18) فما بعدها.
[26] الدعوة السلفية تفتح أبوابها لكلّ الناس وقد يكون فيهم من جاء من المعاصي وغيرها، ثم تقوم بترتبيتهم أحسن تربية على الكتاب والسنة وطريقة السلف، ومن أنكر هذا، ووصف السلفيين بأن فيهم خللًا في التربية، فهو الذي يحتاج إلى تربية.
[27] انظر مثالًا على ذلك: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/23). وقال له الشيخ ربيع: "عدم التقليد ليس معناه معارضتك للعلماء بالهوى".
[28]  "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/82 - 83).
[29]  انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/26 - 29).
[30] "القول الأمين" بداية الشريط الثالث.
[31]  تجد رسالة الشيخ في "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/26 - 29).
[32]  انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/289 - 299).
[33] حسن الترابي أكاديمي سوداني، نال شهادة الماجستير من جامعة أكسفورد البريطانية عام 1957م، ونال شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون الفرنسية 1964م. من أشهر مؤلفاته :"تجديد الفكر الإسلامي" و"تجديد أصول الفقه الإسلامي" و"الحرية والوحدة" و"الشورى والديمقراطية" و"الدين والفن" و"المرأة بين تعاليم الدين وتقاليد المجتمع" وغيرها، كما أن هناك كثيرًا من اللقاءات نشرت عبر الصحف، والمجلات، ومحاضرات ألقاها في أماكن متفرقة.
لم تكن له دراسة للعلوم الشرعية على أيدي العلماء، والإخوان المسلمون هم الذين أعطوه هذه المكانة. ولما جلب لهم المخازي على كل المستويات، وتكلّم في جماعتهم، أرسلوا له ثلاثة من كبارهم ليناقشوه، وهم مناع القطان وعبد المجيد الزنداني ورجل ثالث لا أذكره، فلما لم ينقد لهم فصلوه وتكلموا فيه.
ولما مات نعته حركة حماس الإخوانية وزار خالد المشعل السودان للتعزية.
[34] وممن حكم على الرجل بالكفر الشيخ الدكتور / محمد أمان بن علي الجامي، وشيخنا الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، وشيخنا الشيخ عبيد الجابري، وآخرين.
[35] وما تقدّم إنما هو مقتطفات من مقالي: "الروح الديمقراطية عند أبي الحسن المأربي في تعامله مع ضلالات الدكتور / حسن الترابي وزندقته" فليرجع إليه.
[36] ذكر الشيخ ربيع أن أبا الحسن لا يعرف دعوة الشيخ تقي الدين الهلالي – رحمه الله -، وإلا لما قال ذلك.
[37] وقد ينقل أبو الحسن نقولات عن أهل العلم في أن الكلام العام غير الواضح، لابد من حمله على كلام واضح تفصيلي، فيستدل بكلامهم في هذا على قاعدته المذكورة.
[38]  انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/309).
[39]  انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/102).
[40] انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/93).
[41] يقول شيخ الإسلام كما في "مجموع الفتاوى" (18/307): (وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية، كالجنة والنار والعرش وغير ذلك . ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين).
[42]  انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/94 - ).
[43]  انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/104).
[44]  انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/34).
[45] وانظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/41).
[46] انظر: "النصوص النبوية السديدة تدكّ قواعد الحزبية الجديدة". انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/307 - 317).
[47] وانظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/41). وهل  تريدون أن تكون الدعوة السلفية مفتوحة الأبواب دائما بدون حراسة ولا رقابة، أو تريدون أن تجعلوا الدعوة السلفية مرتعًا لكل شخص، ألا تعرفون أن الدعوة السلفية لم تعرف إلا بتميّزها ونقائها.
ومدح الموافق اليوم وذمه إذا خالف غدًا، هذا من الولاء والبراء، والمحبة في الله والبغض في الله، وهي أوثق عرى الإيمان. 
[48] انظر: "مجموع الفتاوى" (4/ 429).
[49] انظر: "الصارم المسلول". وذكر الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب في "الرد على الرافضة" مفاسد أخرى لازمة من القول بكفر جميع الصحابة أو أكثرهم.
[50] انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/82).
[51]  انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/477).
[52] وقال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في"مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/515): (فالفروق كثيرة بين الخوارج والروافض المكفرين والمفسقين والقاذفين لأمهات المؤمنين والمكفرين لهم, وقد أبدى شيخ الإسلام فروقاً كثيرة وكبيرة بين الروافض والخوارج, ثم إنَّ تكفير الخوارج لم يتناول من الصحابة إلاَّ القليل الذين شاركوا في صفين أو الجمل, فلم يكفروا من مات قبل هذه الفتنة, ولم يكفروا أبا بكر وعمر, ولم يكفروا من اعتزل القتال من الباقين من الصحابة).
[53] وقال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في رده على أبي الحسن: (حدد شيخ الإسلام موضع النزاع بينهم، وأنه حيث يكون السب بما لا يقدح في العدالة). "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/498). وظن أبو الحسن المأربي  أن هذه الأقوال تدل على الخلاف، فقال أبو الحسن: (وهذه الوجوه التي ذكرها أبو يعلى تدل على أن فقهاء الحنابلة ليسوا متفقين على أن الإمام أحمد يحكم بالكفر قولًا واحدًا). فأجابه الشيخ ربيع بن هادي المدخلي بقوله: (نعم وقع بينهم اختلاف، لكن منشأه أمر آخر غير كلام أبي يعلى هذا، وهو اختلاف النقل عن الإمام أحمد). "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/489 - 490).
[54] "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/504، 531).
[55] "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/342).
[56] انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/327).
[57] انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/328).
[58] "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/319 - 354).
[59] وكنت معه في تلك الرحلة، ورفعنا شهادتنا لأهل العلم. وانظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/345).
[60] انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/334).
[61] وقد بيّن الشيخ ربيع ما في وثيقة الصلح من المكر الكبير في مقال: "مكيدة خطيرة ومكر كبّار" وهو في كتاب: "عمدة الأبي في ردّ تأصيلات وضلالات الحلبي" (ص 32-64).
[62]  وهو في كتاب: "عمدة الأبي في ردّ تأصيلات وضلالات الحلبي" (ص 52).
[63]  انظر ما كتبته في رسالة: "الديمقراطية حقيقتها وصورها وآثارها".
[64]  انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/247 - 275).
[65]  انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/428).
[66]  انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/533).
[67] "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع". (13/355 - 364).
[68] "عمدة الأبي" (ص 612).
[69]  انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/378).
[70]  انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/413).
[71]  "مجموع فتاوى الشيخ ربيع" (13/430).
[72]  انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/85).
[73]  وقد اطلعت على بعض هذه الشتائم فهالني ما رأيت منها. 
[74]  انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/208).
[75] لو حاولت الجماعات المنحرفة أن تكتب لنفسها مخارج لانحرافاتها، ما استطاعت أن تضلّل القراء كما فعل أيمن أبو الحسن في هذه الرسالة، فقد كانت طريقته مبنية على أصلين أحدهما: - تكلف البحث عن مخارج لضلالات هذه الجماعات، على طريقة اتباع المتشابه، والإعراض عن المحكم، بل تجاوزه إلى تحريف المحكم كما فعله مع فتوى سماحة الشيخ ابن باز في حكمه على فرقة الإخوان المسلمين بأنها من الثنتين والسبعين فرقة.
والثاني: - هدم الأصول والأسس السلفية كالامتحان بأئمة السنة وغيرها.
ومما يدل على اتباعه الهوى أمور أحدها: - أنه ساق في كتابه بعض الفتاوى، وترك فتاوى أخرى هي أولى من تلك التي ساقها، إما لأنها آخر ما أفتى بها العالم، أو لأنها مؤيدة بالدليل وآثار السلف.
والثاني: - أنه ساق فتاوى لبعض المشايخ، وترك آخرين هم في مقام بعض هؤلاء المذكورين، وهذا وحده يهدم عليه الكتاب، لأن خلاف هؤلاء المشايخ الذين لم يذكرهم يوجب عليه رد التنازع إلى الكتاب والسنة ومنهج السلف.
والثالث: - أنه لم يجعل منهج السلف الصالح مرجعًا عند التنازع.
[76]  قتل في محافظة شبوة بطائرة أميركية بدون طيّار.
[77]  انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (13/208).

هناك تعليق واحد:

بعض صفات الصعافقة الفراريج

*📌هذه بعض صفات الصّعافقة الفراريج وجنايتهم على المنهج السلفي والسلفيين التي ذكرها شيخنا محمد بن هادي حفظه الله في محاضراته الأخيرة  ✒...