السبت، 18 نوفمبر 2017

بعض صفات الصعافقة الفراريج

*📌هذه بعض صفات الصّعافقة الفراريج وجنايتهم على المنهج السلفي والسلفيين التي ذكرها شيخنا محمد بن هادي حفظه الله في محاضراته الأخيرة 

✒فمن صفاتهم ومفاسدهم:

1)- انهم يرون أنفسهم بمنزلة الشيوخ و العلماء
2)- فيهم كبر و عجب
3)- حدثاء الأسنان و سفهاء الأحلام 
4)- صغار في السنّ و العلم 
5)- بمجيئهم ودخولهم بين العلماء جاء منهم الشرّ والبلاء وحصلت الفتن والمحن وتزلزل طلاب العلم في كل مكان
6)- جعلوا لأنفسهم المرجعية للشباب السلفي
7)- عندهم نقص العقول ونقص التّجربة وفيهم العجلة والسفه وقلّة الخبرة...
8)- يغلب عليهم الهوى، ومن ذلك تراهم يغمضون أعينهم عن البواقع لكون صاحب هذه الباقعة معهم ! فلا يواليه إلا لكونه معه ! لا على الدّين ولا على الحق والهدى!
9)- يميل بهم الطمع
10)- عندهم تلوّن في دين الله لسكوتهم على الباطل لقرب صاحبه منهم !
11)- هم سبب البلاء في هذا الوقت
12)- المشايخ المحجّبين خلف الشاشات، و مشايخ "قوقل" ونحو ذلك
13)- قطّاع الطرق على طلاب العلم
14)- يصدون عن الأشياخ ويرغّبون في الصّغار و شبّهوهم بالعلماء !
15)- ظهروا في الآونة الأخيرة مع صغرهم في السنّ
16)- جاؤا بإثارة الفتن بين النّاس وما يضرون أكثر مما ينفعون 
17)- شيوخ الفجأة و الفجعة 
18)- شتّتوا أمر الدعوة وفرّقوها ومزقوا أهلها 
19)- يلهثون وراء التزكيات وجمع الثناء والمديح عليهم من الأشياخ 
20) - ينشرون تزكايتهم بين الناس ليصبح اتّكالهم عليها لا على الحقيقة!
21)- عندهم الجهل المركّب
22)- قريبون من أهل الأهواء وإن تظاهروا بالسنّة
23)- ملحقون بأهل الأهواء 
24)- يتظاهرون بلزوم المشايخ والقرب من المشايخ !
25)- يتظاهرون بأنهم مع الأكابر ومع العلماء وهم *كذاّبون*
26)- طعّانون في العلماء ويلمزونهم في مجالسهم الخّاصة  
27) - عندهم مكر في نشر باطلهم ( لا يحدثون بما هم عليه في بُدوِّ أمرهم ، فإذا استثبتوا من الشباب السلفي ورأوا ميلهم إليهم واستحكموا الأمر، أرسلوا إليهم سهامهم وسمومهم)
28) - هؤلاء شرّ على طلاب العلم وعلى أبناء السنّة في كل مكان 
29)- مجموعة من الصّعافقة الجهلة ولعل بعضهم أندسّ في أهل السنة! 
30)- لم يُعرفوا إلا من سنين قريبة فجاءوا بعد ذلك يحكمون على أهل العلم !
31)- يقطعون الطريق على طلبة العلم في الوصول إلى أهل العلم
32)- لا يستفيد منهم إلا أعداء الدعوة السلفية 
33)- أصبحوا حجّة المبطلين على أهل السنّة، فأصبحوا يستدلون بهم
34)- متشبّهون بطلبة العلم والعلماء وهم ليسوا منهم في الحقيقة 
35)- أغرار و أغمار يقولون ما لا يفعلون
36)- في تواصلهم معهم عن طريق وسائل التّواصل في "تويتر" أو في "الفيسبوك" أو في  أو فيما يتعلق "بالواتساب" البلاء العظيم
36)- لا خير فيهم وقد كثروا في هذا العصر
37)- مزقوا أهل السنة في كل البلاد
إلى غير ذلك.....

*📝المصادر*
🕪 *(المجلس الرابع من رسائل إلى طالب العلم )*
🕪 *( البركة مع أكابركم)*
🕪 *(وصايا لدعاة التوحيد في السودان)*
🕪 *( التعليق على أثر الإمام مفضّل بن مهلهل في التحذير من طرق أهل البدع)*
🕪 *(عقيدة أهل السنة و الجماعة في أسماء الله و صفاته )*

📌الشيخ محمد حفظه الله ذكر صفاتهم و بيّن شرهم و حذرنا منهم أشدّ الحذر
⬅وقال: هم شرّ على طلاب العلم وفي تواصلهم معهم البلاء العظيم 
⬅وقال:  لا تنظروا في مواقعهم ولا تستمعوا إلى كلماتهم فإنهم والذي لا اله الا هو شرّ على المسلمين وعلى أهل السنة في كل مكان، فاحذروهم غاية الحذر .
⬅و قال: لا ترتبطوا بهم ولا تسمعوا لهم ولا تتصلوا بهم ولا تأخذوا من أقوالهم ولا تثقوا بهم في نقلهم فإنهم والله شر، شر عليكم ...
⬅وقال : أهل السنة اذا اطّلعوا على مقالاتهم عرفوا جهالاتهم ولكن الذي لم يطلع لا يعرف "ومن علم حجّة على من لم يعلم".
⬅وقال: ولكن الله -جلّ وعلا- فضح هؤلاء وأخرج خبيئتهم ، في "تغريداتهم" وفي "رتويتاتهم" وفي "توتراتهم" وفي"فيسبكاتهم" وفي "وتسباتهم" ونحو ذلك.
⬅وقال : يوشك الله -جل وعلا- أن يفضحهم و يهتك سترهم ويفضح أمرهم ويظهر خزيهم على رؤوس الأشهاد...
___________

👌فيا أخي لا تكن إمعة تتبع كل ناعق من الصّعافقة في وسائل التواصل وغيرها ، ولا تكن جاهلا غافلا عما يدور من حولك كالأعمى لا يدري ما يُفعل به... 
 وكن فطنٍا كيّسا عالما بما يجري في الساحة وعلى دراية بمن يكيد بالدعوة السلفية...
وفقني الله و ايّاكم لكل خير  
منقول

محبكم في الله ✋

                          ======================
منقول من  صفحة الشيخ عبد  الحميد  الهضابي

السبت، 16 سبتمبر 2017

عقيدة المليباري و منهجيته الخطيرة في دراسة السنة و علومها

عقيدة المليباري ومنهجيته الخطيرة في دراسة السنَّة وعلومها
فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد :

فإنَّ التواضع وتقبل الحق والنصح من السمات الجليلة والصفات النبيلة ومن نعم الله لمن أراد الله به خيرا ويسره لسلوك طرق السعادة .

ومن علامات الخذلان والخزي في الدنيا والآخرة التعالي والاستكبار عن تقبل الحق والإذعان له ,بل الحرب لمن يرشده إلى الحق ويسدي له النصح.

وهذا البلاء قد استفحل في هذا العصر الذي اشتدت فيه حاجة الأمة إلى الرجال أعني الرجال ذوي الأخلاق العالية من الصدق والإخلاص والعلم بالكتاب والسنَّة والاعتقاد الصحيح والتواضع لله ربِّ العالمين ,فيداوون أمراض الأمة العقائدية والأخلاقية ويأخذون بأيديها إلى شاطئ النجاة بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وما كان عليه الصحابة الكرام ومن سار على نهجهم من أئمة الإسلام , فما أقل هذا الصنف وما أعزَّ وجودهم . نسأل الله أن يَمُنَّ على أمَّة الإسلام وأن يمدها بالكثير منهم , وأن يخلصها من أعداء الحقِّ والمتعالين عليه وعلى أهله من الأقماء المخذولين ,وما أحسب حمزة المليباري إلاَّ واحدا من هذا الصنف الذين ابتليت الأمة بهم فيخدعون شبابها بطرق من التلبيس والخداع والمكر ويغطون ذلك ببكاء التماسيح و التظلم من الناصحين وإظهار الحق في صورة الباطل وإظهار الباطل في صورة الحق ,بل وفي صور من التجديد تعيد الأمة -كما يزعمون- إلى سالف مجدها وسامق عزِّها .

والناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة ولو جاءهم من يدعي النبوة لوجدت الكثير منهم يركضون إليه سراعا (!).

ويُؤسفني أن أقول : إنَّ حمزة المليباري من أشدِّ الناس معاندة للحق النَيِّرِ الواضح وردًّا له وتباكيا منه , يرافق ذلك شكاوى وافتراءات وطعون ظالمة وجعل الباطل حقاً والحق باطلاً مع دعاوى كبيرة ومع التهرب من منهجه الذي وضعه لتدمير صحيح مسلم وطبَّقَه فعلاً على باب بكامله ثمَّ تطوير هذا المنهج إلى صورة أخرى ثمَّ تطويره إلى صورة ثالثة ثمَّ إنكار هذه الأفاعيل ورمي من يوضحها بالأدلة العملية والقولية من أقوال وتطبيقات هذا المليباري العجيب في الكذب والتلون والتظاهر بأنَّه مظلوم مفترى عليه وكتاباته بأيدي الناس ,فالمنصف يدرك بدون عناء انحراف هذا الرجل وتلونه وتلون كلامه وتأصيله وتطبيقه ,ويدرك كذبه في دعاواه وتصرفاته , أما من اتبع هواه فقد يعمى عن رؤية الحقِّ الواضح كالشمس ويعمى عن رؤية الباطل ولكن الله له بالمرصاد .

هذا ولابدَّ لي من إعطاء القارئ لمحة عن حال هذا الرجل وعقيدته وشيء من سيرته مستندا إلى واقعه وإلى ما ترجم به لنفسه وما فقهته من كتاباته وعلاقاته بالنَّاس :

أوَّلا : لماَّ جاءتني كتابته الأولى في وريقات أدركت منها انحرافه وسوء قصده ,وذلك أنَّه كان يحقق ويدرس قسما من "غاية المقصد في زوائد مسند الإمام أحمد" فجرَّتْهُ الدراسة -كما يزعم- إلى الاستشهاد بحديثين من صحيح مسلم أحدهما لابن عمر وثانيهما لابن عباس عن ميمونة ولكليهما عشر طرق ساقها مسلم في باب واحد أو دفعته نفسه إلى إثارة الفتنة على صحيح مسلم وعلى كتاب : "بين الإمامين" الذي يدفع الانتقادات عن صحيح مسلم ,وهذا الأخير هو الراجح عندي لأسباب منها :

1- أنَّه لم يأخذ هذا الشاهد من صحيح مسلم كعادة العلماء فضلا عن طلاب العلم ,بل ذهب يُشغِّبُ على هذا الحديث ويطعن فيه بالباطل حيث لم يكتف بما وجده من كلام بعض العلماء ولو كان خطأ بل ردَّ تصحيح مسلم له والنووي وغيرهما بل دفعه هواه إلى تضعيف أحاديث باب بكامله وتضعيف شواهده التي أدرجت بمجموعها في الأحاديث المتواترة.

والدليل من كلامه قوله بعد مغالطات كثيرة وتلبيسات : ( وهذا الذي ظهر لي في هذا الموضوع وليس فيه استحالة صحة رواية عبيد الله بل يحتمل صحته ,لكن هذا الاحتمال ضعيف لا يقال به في مقابل الراجح المؤيد بالأسباب ثمَّ فضيلة الشيخ ذكر شواهد للحديث ولا يحتاج إليها مع أنَّ بعضها منتقدة أيضا وقد بيَّنتُها في تعليق الحديث السَّابق والله أعلم ) ثمَّ علَّق بخط يده في الحاشية على قوله (بعضها منتقدة )بقوله:( قد أخطأتُ خطأ فاحشا في قولي : مع أنَّ الشواهد كلها منتقدة لأنَّ حديث أبي هريرة صحيح متفق عليه ,وحديث جبير بن مطعم حسن لغيره أما حديث جابر وابن الزبير فهما منتقدان كما في التعليق السابق(1) )

فقوله (كلها منتقدة) : يعني أنَّه هدم بابا كاملا من صحيح مسلم لأنَّ هذا الباب يقوم على عشر طرق صحيحة أوردها الإمام مسلم في صحيحه وأورد البخاري حديث أبي هريرة في صحيحه وقد رواه مسلم في صحيحه من خمس طرق وللحديث شواهد عدَّها بعض من ألَّف في الأحاديث المتواترة من المتواترات .

تجرّأ هذا المتهور على هذه الأحاديث كلها فنسفها نسفا بناءً على منهجه الخطير الفاسد المُؤدِّي إلى تدمير صحيح الإمام مسلم الذي تلقَّته الأمَّة بالقبول ,ثمَّ ادَّعَى أنَّها كلها منتقدة ثمَّ لماَّ أدرك هول ما ارتكبه عمدا خوفا من ملاحقته وإدانته بهذه الكارثة قال متخلصا من جريرته الشنعاء : ( قد أخطأت خطأ فاحشاً في قولي :" مع أنَّ الشواهد كلها منتقدة " ) .

وأسباب تبديل قوله : ( كلُّها منتقدة ) بقوله : ( بعضها منتقدة ) أنِّي طلبت هذا البحث منه بواسطة الأخ سيف الرحمن فاضطرَّ إلى هذا التبديل الذي لا دافع له إلاَّ الخوف من البشر لا من الله (!) ولو كان يُراقب الله لما فعل هذه الأفاعيل .

وأعتقد أنَّ رسالته مليئة بمثل هذه الأعمال وإلاَّ فلماذا أخفاها عن الناس على طريقة الفرق الضَّالة ؟

ثانياً : لم يكتفِ بهذه الأفعال الشنيعة بل تجاوز ذلك إلى وضع منهجٍ خطير لصحيح مسلم لا يخطر إلاَّ ببال من يريد الهدم (!) بل لم يسبقه إليه

أيُّ هدَّامٍ للسنَّة .

ذلكم المنهج-في زعمه- هو مراعاة الترتيب : فما أخَّره مسلم في الباب فإنَّما يخرجه للتنبيه على علَّته إذ ليس هو من الأصول ولا هو من المتابعات (!) واستدلَّ على هذا المنهج الفاسد بشبهات لا يتعلَّق بها إلاَّ من يريد الهدم للسنَّة النبوية ,فهذا طوره الأوَّل .

أخرج الإمام مسلم حديث ابن عمر وحديث ابن عباس من عشر طرقٍ من أصحِّ الطرق وأرقاها لا في الأصول -في زعمه- ولا في المتابعات ثمَّ كرَّ على أحاديث الباب كلها أصولها ومتابعاتها وما يُؤكدها ويشهد لها من روايات صحابة آخرين صحَّحها نحو من خمسةٍ وعشرين عالماً وإماماً من أئمة الحديث فضرب بتصحيحاتهم عرض الحائط وقال عنها : ( كلها منتقدة لا حاجة إليها ) !

ويرجف على الناس بقوله  معي العلماء النَّقَدَة ) (!!)

وليس معه إلاَّ ثلاثة : البخاري والنسائي والدارقطني لم يتَّفقوا في النَّقد فالنَّسائي صرَّح بأنَّه لم يقف إلاَّ على روايةٍ واحدة فقط ,والبخاري ذكر بعض الطرق التي وقف عليها([2]) ,والدارقطني وقف على طرق أكثر للحديث([3]) وتابعهم القاضي عياض .

فضرب المليباري بأحكام خمسة وعشرين عالماً وإماماً عرض الحائط . وذهب يُرجف بقوله  معي العلماء النَّقدة ) كذباً وتضليلاً للنَّاس والأسوأُ من ذلك وضعه لمناهج باطلة خطيرة لو وقف عليها العلماء الذين يزعم أنَّهم معه لحاربوه وضلَّلوه ونكَّلوا به .

راجع هذه الدراسة في كتابي ( بين الإمامين مسلم والدارقطني ) وبحثي الأوَّل الذي أسميته : ( الردُّ المُفحِم على من اعتدى على صحيح الإمام مسلم ) وسيخرج قريباً -إن شاء الله- وكتابي " منهج الإمام مسلم في ترتيب صحيحه " وكتاب ( التنكيل بما في توضيح المليباري من الأباطيل )

أمَّا الطور الثاني فسأذكره وافياً فيما سيأتي –إن شاء الله- وأذكر لك الآن

قطعة منه :

قال-بعد أن دندن حول ترتيب مسلم لأحاديث كتابه ,وأنَّ هذا الترتيب -في زعمه- قائمٌ على منهجٍ علمي- ثم قال : ( وعلى هذا فإذا قدَّم ما هو مستحق أن يُؤخره وإذا أخَّر ما هو مستحقٌ أن يُقدِّمه فمعناه أنَّه أدرك فيه شيئاً جعله يتصرَّف كذلك )

ثمَّ أطال النَّفس في تقرير هذا المنهج الثاني-إلى أن قال-  وبيان العِلَّة في صحيح مسلم ليس على طريقة كتب العلَّة بأن يقول أثناء الكلام واختُلف على فلان أو خالفه فلانٌ مثلاً كما هو معروف في كتب العلل لابن أبي حاتم والدارقطني وغيرهما بل يكون البيان بذكر وجوه الاختلاف من غير أن يتعرَّض لقوله  خالفه فلان أو اختلف على فلان مثلاً وإذا سمعه الحافظ يفهم بأنَّه اختلاف واضطراب ,وإذا سمعه أمثالنا فيعدُّوه تعدُّد الطرق ومثل هذا البيان كثيراً ما نجده في التاريخ الكبير إلاَّ في موضعين منه ) اهـ.

انظر مناقشتي لهذا المنهج المخترع الباطل الذي له دوافعه الرديئة وغايته الماكرة في كتابي ( منهج مسلم في ترتيب صحيحه ) وفي ( التنكيل بما في توضيح المليباري من الأباطيل ) .

- المنهج الثالث ( أوالطور الثالث ) : أطال النَّفَس فيه فأحيل القارئ إلى كتابي التنكيل وأسوق الآن منه قوله : ( يرتِّب الإمام مسلم-رحمه الله- الأحاديث في صحيحه تريباً علمياً فذًّا بحسب القوَّة والسَّلامة معتمداً في ذلك على ما فيها من الخصائص الإسنادية والحديثية سالكاً منهجاً علمياً فريداً امتاز به كتابه الصحيح عن سائر الكتب الحديثية حتى عن صحيح البخاري . ولهذا مال بعض الأئمة إلى ترجيح صحيح مسلم على صحيح البخاري فلمَّا كانت الخصائص الإسنادية كثيرة فقد اختصرتُ(4)(!) على ذكر الأشهر والأهم منها ممثِّلاً ومستدلاًّ )

وساق الأمثلة التي تعسّف فيها لإثبات ما يزعمه من الخصائص التي لم يذكرها غيره ولم يجعلها أحد مناط التقديم على البخاري فانظر كم الفرق بين هذا الطور والطور الأوَّل ؟!

ونسأله : أليس بعض المغاربة ومنهم ابن حزم ,وأبو علي النيسابوري هم الذين فضَّلوا صحيح مسلم على صحيح البخاري من حيث الصِّحة لا من حيث الترتيب الذي يُراعَى فيه بيان العلل والخصائص - وإن تأوَّل كلامهم الحافظ ابن حجر - ألاَ ترى أنَّك في وادٍ وهؤلاء في وادٍ آخر ؟!

ثالثاً : لمَّا وقفت على أعماله الخطيرة في بحثه الأوَّل والثاني وتأصيله المدمِّر وعرفت ذلك حقَّ المعرفة ظهر لي جلياً من أعماله ومن قرائن قوية أنَّ الرجل سيء المقاصد وأنَّ له دوافع يُخفيها تظهر على فلتات قلمه رُغم أنفه . وأنَّ وراءه من وراءه وأشياء .

أحدِّثكم عن أمرين مهمَّين منها وقعاَ كما تصوَّرتُ بل كما استقرَّ في نفسي :

أوَّلهما : أنِّي توقَّعتُ أنَّ وراءه فلان يدفعه ويشجعه في مكة . فدفعني هذا الأمر إلى أن أسأل عنه الواسطة بيني وبين المليباري ألاَ وهو سيف الرحمن-رحمه الله- فاتَّصلتُ به عبر الهاتف فسألته هل فلان هو المشرف على رسالة حمزة المليباري ؟ فقال لي : لا إنَّ مشرفه فلان المصري (!) .

فقلتُ له : وهل له صلة بفلان ؟ فقال : نعم وهو يستفيد منه جداً كما يذكر فأصبح هذا عندي أمراً محققاً .

الأمر الثاني : أنَّه استقرَّ في نفسي أنَّ هذا الرَّجل يسير في مواجهة السنَّة على طريقة محمد الغزالي وأحمد أمين المصري ومدرستهما ولكن بأسلوب ماكر غير أسلوب هذا الصنف الذي يواجه السنة بصراحة وهذه طريقة تفضح سالكها , فلابد من سلوك طريق أخرى ألا وهي طريقة حمزة المليباري ألا وهو الهدم تحت ستار المدح فهو يطري الإمام مسلما ويصف منهجه -الذي اخترعه المليباري- بأنَّه منهج فذٌّ وفريد وو..

ثمَّ يدمر صحيحه بهذا المنهج المفتعل المغطى بالمبالغات والمدح الذي يخدع به مرضى النفوس والأغبياء وأهل الأهواء , ولا ينطلي على الصادقين في حبهم للسنة من الأذكياء النبهاء , وتأكد هذا بعد تخرج المليباري وحصوله على الشهادة العالمية( الدكتوراه ) من جامعة أم القرى ,فماذا صنع المليباري ؟

إنَّه شدَّ الرِّحال إلى شيخه محمد الغزالي الذي يطعن في السُنَّة وفي أهلها وفي بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ويمدح الروافض ,والذي يُؤمن بالمنهج العقلاني المُدمِّر ويُؤمن بالديمقراطية والاشتراكية وبمؤاخاة النصارى (!!) شدَّ المليباري المتخصص في السنة -ظاهراً وشهادةً- الرِّحال إلى شيخه الغزالي الذي يطعن في السنة النبوية وأهلها وقد باض هذا المليباري لفتنته وفرَّخ في الجزائر وفي غيرها وزادت فتنته بحملته الشعواء بالتفريق بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين ,وهو لا على طريق المتقدمين ولا على طريق المتأخرين ,وإنَّما القصد من هذه الفتنة نسف جهود المتأخرين من القرن الخامس إلى القرن الرابع عشر وبداية القرن الخامس عشر الهجري بهدم قواعدهم وتطبيقاتهم العلمية في خدمة سنة محمد r .

ثم سافر هذا الرجل من الجزائر إلى الأردن من أرض الشام و بها حامِلُ لواء السُّنَّة والتوحيد في تلك البلاد أَلاَ وهو المحدِّثُ الكبير العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله- الذي تُشدُّ إليه الرِّحال فلم تسمح لحمزة المليباري نفسه أن يزوره أو يراه (!!) لماذا هذا التناكر بين روحه وروح الألباني ؟!

الجواب : لاختلافهما عقيدةً ومنهجاً فصدق عليه قول الرسول صلى الله عليه و سلم : ( الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ) وفي المثل العربي : إنَّ الطيور على أشكالها تقع .

لذا تنسجم روح المليباري مع الغزالي وأمثاله ولا تقبل رؤية الألباني فضلا عن مجالسته والاستفادة منه والانسجام معه .

من هنا يجب أن يعرف أهل السُّنَّة وقد عرف الكثير منهم أنَّ مواقف هذا الرجل من صحيح مسلم وممن يذب عنه ليس لها غاية إلاَّ ما قدمته , ويفهم الذكيُّ من أوَّل دليل ما لا يفهم الغبي من ألف دليل .

ولا مناص لي من أن أتحدث عن عقيدته ممَّا صرَّح به هو وشهد به على نفسه من حيث يدري أو لا يدري (!) :

ترجم هذا الرجل لنفسه في حوالي تسع صحائف تحدث عن ولادته ونشأته وطلبه للعلم في الهند في بعض المدارس , ومنها الباقيات الصالحات ,ثمَّ في رحلته إلى مصر بعد محاولات فشلت , فسافر على حساب نفسه وتمَّ له الالتحاق بجامعة الأزهر في عام 1977م , وتحدَّث عن دراسته بهذه الجامعة بحديث مضطرب يخلط فيه بين المدح والذم ثمَّ تخرج من هذه الجامعة بدرجة الماجستير وذمَّ رسالته هذه لأنَّه كان يسير في الحكم على الأحاديث التي تضمنتها رسالته على طريقة أحمد شاكر المحدث السلفي وقد يكون فيها أشياء أخر .

ثمَّ ذكر أنَّه قد وفقه الله للالتحاق بجامعة أم القرى في مرحلة الدكتوراه وممَّا قاله في الحديث عن دراسته بهذه الجامعة : ( وكانت حياتي وعقيدتي وتكويني كلها قد بدأت تتحول إلى منحى جديد أثناء حياتي بجامعة أم القرى التي استغرقت ست سنوات ) .

قال هذا في الصحيفة الثانية من ترجمته لنفسه وفي الصحيفة الرابعة تحدَّث عن عقيدته بطريقة إجمالية فقال : ( أما عقيدتي فبفضل الله تعالى على منهاج سلف هذه الأمة الأبرار دون تغيير فيه أو تبديل أو إضافة شيء وإنِّي أكره البدعة في الدين أيًّا كان نوعها ومخالفة السلف ,كما أكره أشدَّ الكراهية أن أخوض فيما لم يخض فيه سلفنا الصالح من أمور العقيدة والإيمان , وإن كان في الهند من يصفني بالوهابية فإنِّي أجد خارج الهند من يصفني بالصوفية , والعجيب أنَّ هذه التهمة إنَّما يشيعها من لا يعرفني عن كثب في حدود علمي ) .

ولي على هذا الكلام وذاك تساؤلات :

- أوَّلا : ذكرت هنا في صحيفة (4) أنَّ عقيدتك عقيدة السَّلف دون تغيير أو تبديل وأنَّك تكره البدعة ... إلخ .

وقلت في صحيفة (2)  وكانت حياتي وعقيدتي وتكويني كلها بدأت تتحول إلى منحى جديد أثناء حياتي بجامعة أم القرى ) .

فأنت سلفي من الهند وكان الناس يصفونك بالوهَّابية من أجل عقيدتك السلفية (!) ولماَّ التحقت بجامعة أم القرى في مكة المكرمة بدأت عقيدتك وحياتك وتكوينك كلها تتحول إلى منحى جديد , فعن أي عقيدة كان هذا التحول ؟ إن قلت عن السلفية التي كنت عليها وأنت بالهند فقد اعترفت على نفسك بالضلال .

وإن قلت تحولت من العقيدة الباطلة الضالة (التجهم والتصوف وغيرهما) إلى العقيدة السلفية صرت عند العقلاء من أكذب الكاذبين لأنَّك ادَّعيتَ أنَّك وأنت في الهند كنت تُعيَّرُ بالوهَّابية والوهَّابية هي السلفية ومن المُستبعد أن تُعيَّر بالوهَّابية وأنت على عقيدة الخلف (!) .

- ثانيا : ادَّعيتَ أنَّك لم تُغيِّر ولم تُبدِّل فما هو هذا التحوُّل في حياتك وعقيدتك وتكوينك ؟!

- ثالثا : ادَّعيتَ أنَّك تكره البدعة أيًّا كان نوعها , وهذه دعوى لا يسندها شيء من كتاباتك ولا من علاقاتك المريبة بخصوم الدعوة السلفية ( وكلُّ إناء بما فيه ينضح ) , فما ينضح إناؤك إلا بخصومة من يحارب البدع وأهلها وبموالاة خصومها , فقد سألت عنك السلفيين وكبارهم من أهل مليبار فأفادوا أنَّهم لا يعرفونك وأنت كذلك لا تعرفهم ومُؤدَّى هذا أنَّك غير سلفي دون شك فأنت من غيرهم .

ففي الجزائر والأردن والإمارات لا علاقة لك بالسلفيين وإنَّما علاقاتك بالآخرين والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ,نعم لبست لباس السلفية في الجزائر فانخدع بك بعض السلفيين فأفسدتهم .

- رابعا : قلت : ( كما أكره أشدَّ الكراهية أن أخوض فيما لم يخض فيه السلف من أمور العقيدة والإيمان ) .

أقول : من طلب منك أن تخوض فيما لم يخض فيه السلف ؟! لكنَّ هناك أموراً عظيمةً دعا إليها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام , ودعا إليها الصحابة والسلف , وتحملوا في سبيلها ألوان الأذى بل سلوا من أجلها السيوف والأقلام والألسنة , وبلادك والبلدان التي عشت فيها في أشد الحاجة بل الضرورة إليها .

فهل أنت أورع من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصحابة والسَّلف الصالح رضوان الله عليهم فتكره ما أحبوه ؟! .

فكيف تكره شيئاً أرسل الله به الرسل وأنزل من أجله الكتب وشرع من

أجله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, بل شرع من أجله الجهاد بالمال والنفس ؟ فلماذا لم يتحرك لسانك وقلمك بهذا الشيء الذي يحبه الله والأدهى من ذلك أنَّك تكره الخوض فيه مع ادِّعائِكَ أنَّك تكره البدعة وفي البدع ما هو شرك ومنها ما هو كفر, وبلادك تَعُجُّ بمظاهر الشرك والكفر الهندوكي وانحرافات وضلالات المنتسبين إلى الإسلام من تشييد القبور والذبح لها بل والطواف بها والسجود لأهلها عند عتباتها , وعندهم تعطيل صفات الله بل عندهم عقيدة الحلول ووحدة الوجود واعتقاد أنَّ الأولياء يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون (!!)

وأنت مع هذا تكره أشدَّ الكراهية الخوض في أمور العقيدة والإيمان (!)

لو كنت سلفيا ولو ضعيفا لما كان هذا حالك أبداً .

فهل يُلام من درس أساليبك وكتاباتك وعلاقاتك وتأصيلاتك الفاسدة أن يصفك بأنَّك صوفي أشعريٌ لا سيما وهذا الاتهام أو الوصف قد وجه لك منذ سبع عشرة سنة , وطَلب منك هذا الذي تتباكى منه أن تُبيِّن عقيدتك فلم تُحرِّك ساكناً بالبيان طوال هذه المدة ثمَّ أخيرا تأتينا بهذه المجملات المتناقضة المذمومة التي لا تزيد الناقد إلا يقينا بما أنت عليه من عقائد فاسدة ويزداد يقينا أنَّك تلعب على الحبال -كما يقال- ,ثم إذا كنت تُحِبُّ السَّلامة -إن سلمنا لك بذلك- فلماذا هذه المعارك على السُنَّة وعلومها وأهلها وعلى من يخدمها من أفراد وجماعات ومؤسسات؟!!

ألاَ يدُلُّ هذا أنك من مدرسة معينة ؟!

وإذا كان لابدَّ من الحديث عن السنة وعلومها فلماذا لم تحرك ساكنا ضدَّ

الأفغاني وأحمد أمين والغزالي وأبي ريَّة والسير أحمد خان والقاديانية والقرآنية التي نشأت واستفحلت في بلدك ؟

والمستشرقين وأعداء الإسلام من خصوم السنة وعلومها ؟!

فماذا تريد بعد كلِّ هذه البلايا وماذا يريد من يمجدك ويعتبرك مجدداً ؟! فلا مرحبا بهذا التجديد المدَمِّر الذي تدفع إليه أَيادٍ لا تريد إلا الفتن والدمار ومشاغلة أهل الحق عن مواجهة الضلالات والأباطيل والمناهج الضالة والكافرة المعادية للإسلام .

قال المليباري في (ص4) من ترجمته : ( وأما الذي يتهمني بالصوفية والبهائية والاستشراق وهدم السنة وهدم صحيح مسلم مع استخدامه شتى ألفاظ الشتم والسبِّ فلأنِّي خالفته في مسألة علمية موضحا معنى كلام النُّقاد ومدافعا عمَّا ذهبوا إليه ) .

- أقول : أما الصوفية فقد ظهر لي أنَّك منهم ,وأما اتهامك بالبهائية والاستشراق فهات عباراتي بنصِّها مع بيان صفحاتها ليظهر صدقك أوكذبك .

وأما قولك : ( مع استخدام شتى ألفاظ السب والشتم فلأني خالفته في مسألة علمية موضحا معنى كلام النقاد ومدافعا عما ذهبوا إليه ) .

أقـول :

- أولا : من يسمع هذا الكلام والتباكي -مما يزعمه- من السبِّ والشتم ولا يعرف واقعه قد يظن أنَّ هذا الرجل من أعفِّ الناس لسانا وقلما وأبعدهم عن السبِّ والشتم وهو من أشدِّ الناس سبا وطعنا وغمزا ولمزا بالباطل , وهذه مناقشاتي له ومناقشاته لي فلينظر من هو السباب الطعان ظلما وبغيا .

نعم أنا قد أطعن فيه لسبب شرعي بياناً لواقعه من كذب وتلبيس ومكر أما هو فإساءاته فمن باب الظلم والبغي والبهت .

- ثانيا : وقوله ( فلأنِّي خالفته في مسألة علمية موضحا معنى كلام النقاد ومدافعا عمَّا ذهبوا إليه) .

- أقـول : إنَّ هذا كلام باطل فالأسباب كثيرة وعظيمة وبالرجوع إلى كتاباته وكتاباتي أو إلى بعضها يُدرك القارئ الفَطِن أنِّ هذه واحدة من كثير من مغالطاته وإخفائه للحقائق .

فمن تلكم المخالفات :

أ - تعدِّيهِ على صحيح مسلم ونسفه لباب كامل من أبوابه وإلحاق ما يشهد لأحاديث هذا الباب بها في التضعيف والإسقاط .

ب - ومنها وضعه منهجا خطيرا يهدم من كلِّ باب ما بعد الحديث الأول منه , بل هدم به باباً بكامله وألحق به شواهده , ولا دافع لوضع هذا المنهج ,وعمله وموضوعه خارج صحيح مسلم لا دافع له إلا غرض خبيث ,والأسباب كثيرة وحصرها في مسألة واحدة يعد من مكره المألوف للتغرير بالنّاس وإيهامهم أنّه مظلوم .

ج - ومنها تلوُّنه وقفزه من منهج إلى آخر ثمَّ إنكار كلِّ ذلك , ولا مجال لسرد الأسباب كلِّها وارجع لما مضى في هذا البحث واقرأ ما سيأتي مع قراءة بحوثي وبحوثه لتعرف من هو هذا الرجل وما هي أهدافه !

وأخيراً ما كنتُ أعرف من أيِّ مدرسة تلقَّى العلم هذا المليباري حتى صرَّح بأنَّه درس في مدرسة ( الباقيات الصالحات ) في ( ويلور ) بالهند ,فسألتُ عنها الثقات من أهل الحديث فأفادوني بأنَّها مدرسة صوفية خُرافية قبورية فيها قبر مقدَّس لمؤسسها الخرافي الصوفي (!) .

فليعرف هذا من كان مخدوعاً بهذا المليباري المتعالم المتلوِّن الذي يسعى بالفتن والشغب على السنَّة وعلومها ورجالها .

والحمد لله أوَّلاً وآخراً وظاهراً وباطناً

وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

وكتبه : ربيع بن هادي بن عمير المدخلي
16/ربيع الثاني/1426 هـ

الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

الرد على ( أعضاء اتحاد الضلال العالمي )

الرد على(  اعضاء اتحاد الضلال العالمي )
.....
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فقد اطلعت على خطاب منشور معلن في احد القنوات الفضائية ووصل إلينا من مجلس اسمه ( الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين )
وصيغة الطلب :
موجه علانية إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله
وموضوعه :
التدخل السافر في سيادة دولة وفي عمل شرعا هو من اختصاص ولي الأمر
وقد أحببنا عرض اهم ماجاء في هذا الخطاب وبيان فساد محتواه ومضمونه ومخالفته للشرع ولما أمر به علماء الإسلام
 وستكون فقرات الخطاب الفاسد  بين قوسين وبياننا عن شبههم والرد على شبهاتهم سيكون ان شاء الله خارج الاقواس وردنا هذا جرى على فقرات منها :
.......
اولا :
التعريف ب( الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين )
فهذا المجلس هو عبارة اتحاد لجمع من المشبوهين من كل دولة وقطر وديانات مختلفة
فمن أعضاء هذا الاتحاد رافضة و اباضية خوارج و معطلة جهمية و صوفية قبورية واخوانية خوارج
يرأس هذا الاتحاد
المدعو يوسف القرضاوي
وهو
١- اخواني خارجي تكفيري يرى حل دماء المسلمين والخروج على ولاة الأمر
٢-  عقلاني اي يقدم عقله المنحرف على نصوص الوحي
٣- له كلام سئ في الله سبحانه وتعالى
٤-  صوفي قبوري
٥- معطل جهمي
 ٦-  مطلوب أمني لقيامه بأعمال مخلة بأمن عدة دول عربية وتهيبجه لعامة المسلمين وتوظيفه لشعائر الإسلام لخدمة أهدافه السياسية الإخوانية
 وهذا ( الاتحاد عمله ) :
مخالفة شرائع الإسلام ومحاربة اهله ودوله .
 وهو اتحاد اسس  لمحاربة أهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح وداعم لنشر الرفض والتصوف والتعطيل بين أهل الإسلام الصحيح
..........
ثانيا :
ذكر هذا المجلس ( بيانا اعرب فيه عن انزعاجه الشديد حيال توقيف السعودية لعدد من رجال الدين )
والاجابة :
ان هذا الأسلوب هو إنكار علني على ولي الأمر الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وعلى ولي عهده وتدخل في شؤون تخصهم وهذا خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم  فعن عياض بن غنم رضي الله عنه قال لهشام بن حكيم ألم تسمع يا هشام رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : ((من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فليأخذ بيده فليخلوا به فإن قبلها قبلها وإن ردها كان قد أدى الذي عليه ){ السنة لابن أبي عاصم ١٠٩٦و صحيح الجامع ١١٠٠}
وفي عملهم مضادة لاصل( السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف )
و محاولة لتهييج العامة على حكامهم .
 ثالثا :
انزعج( الاتحاد المبتدع ) بتوقيف من استحق شرعا هذه العقوبة و( لم ينزعج) من الدماء التي اريقت والأموال التي نهبت والاعراض التي انتهكت كل ذلك بسببهم
فالمقياس فاسد عند (اتحاد أهل الأهواء والبدع ) يكيلون بمكيالين ويطففون بالميزان
وهذا الاتحاد لواطلق عليه ( اتحاد جواز اراقة دماء المسلمين ) لكان اسما على مسمى .
 رابعا :
يصف هذا ( الاتحاد الدموي ) سلمان بأن له ( جهود في الدعوة ) و( الوسطية)  ولوقالوا : جهود في تكفير المسلمين واستباحة دمائهم  وقتل الأنفس المعصومة وزعزع  امن دول الإسلام  لصدقوا
لكن ( أعضاء هذاالاتحاد مجموعة من الخوارج) ليسوا اهلا للصدق
ا والدعوة إلى الإسلام الصحيح  بل هم فجرة كذبة دعاة انحلال فكري وفساد خلقي
خامسا :
ذكروا بل كذبوا فقالوا: ان سبب التوقيف هو دعوة سلمان العودة ب(أن يؤلف بين قلوب حكام الدول بمافيه خير شعوبهم )
فسببها جرى ايقافه
وبسببها: سحب غيره من دعاة الخروج والتهييج
ولم يعلم ( أعضاء الاتحاد ) ان ولاة الأمر صبروا على افعال سلمان العودة ومن معه سنين عدة لعلهم يرجعون فلم يزدادوا إلا طغيانا وتجبرا وايقافهم وسجنهم بناء على اقتضاء المصلحة العامة التي رآها ولي الأمر
ونحن معه في كل أمر يتم فيه دفع ضر أو جلب مصلحة للمواطنين وفق الشرع الحنيف
وولاة أمرنا هم من يطبق الشرع وينصر التوحيد والسنة بخلاف من تم سجنه وبخلاف اصحاب ( هذا الاتحاد ) الذي يسعى لهدم الإسلام وتقويض بنائه( والله متم نوره ولوكره الكافرون)
وعلماء الإسلام كما هو مبثوث في كتبهم يأمرون بسجن وإيقاف من كان مثل العوده وأعضاء حزبه الإخواني
بل يرون أن المبتدعة الضلال ك(حال أعضاء اتحاد الضلال ) ان يردعوا بمافيه حماية المسلمين من شرهم وقطع دابرهم
 سادسا :
يطالب ( الاتحاد المشبوه) عدم ( الزج برجال الدين )
وهذا مصطلح نصراني لا يوجد في المسلمين مسمى ( رجال دين )
فالمسلمون كلهم (ذكورهم)  رجال دين
و( اناثهم) نساء دين
عالمهم وعاميهم
وخاصتهم وعامتهم
فالراعي والرعية في الإسلام
كلهم أهل دين
والإسلام اتى بتعميم الاوامر والنواهي على المسلمين الا مااتى الشرع بتخصيصه فلاتخصيص ولاتقييد كهنوتي لطائفة دون وجه حق في الإسلام ولاتقديس ولاعصمة لأحد بل كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه  بل الحق أحق أن يتبع
وهذا الاتحاد :
في هيئته
 وصيغته
وطريقته
واوامره
 ونواهيه
:   عبارة عن لوائح وأنظمة متبع فيها ملل الكفر و( من تشبه بقوم فهو منهم )
 سابعا :
يطالب (  اتحاد الضلال والعهر والفجور والالحاد) عدم الزج ب(رجال دينه بالخلاف السياسي)  و هذا الأسلوب نعرفه عنه فهي كما قيل في المثل :
 شنشنة نعرفه من اخزم
فهذه ( سياسة حركية ) والا  فهم مجرد ( رموز شر وظيفتهم نشر الفكر الدموي) و ( اشعال الفتن ) و ( اشغال الناس عن أمور دينهم ومصلحة دنياهم )
ولو رأوا بعين الإنصاف لعلموا  أن منشأ الخلاف كان بسببهم وانهم موقد هذه الفتن ورعاتها
ف( ديانتهم الإخوانية )
مبنية على السياسة الخرقاء
التي ( لا تصلح فيها دنيا ولااخرة  )
وهذا من فجورهم  في دعوتهم وكذبهم في دعواهم
كتبنا هذا الرد المختصر لأننا نعلم صدق موقف ولاة أمرنا ونرى عدلهم ونشاهد رأفتهم وسماحتهم ومن حقوق ولاة امرنا جرى منا بيان الحق في كشف زيف هؤلاء الخوارج الذين ارادوا التمسح بالإسلام فسموا خليطهم ( أعضاء اتحاد علماء المسلمين) مع ملاحظة ( ان الرد على المخالف أصل من أصول الإسلام ومبانيه العظام )
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني
ضحى يوم الاربعاء
 ٢٢/ ١٢ / ١٤٣٨ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم

الأحد، 10 سبتمبر 2017

الإخوانيُّ عبد الرحمن عبد الخالق يكسب الخطايا ثم يرمي بها الأبرياء الحلقة الرابعة


الحلقة الرابعة
   الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد أنزل عبد الرحمن عبد الخالق منشورًا بمناسبة مرض الشيخ ربيع، بعنوان: "خطاب ودعاء للشيخ ربيع بن هادي المدخلي"، أورد فيه كلامًا شبيهًا بكلام العوامّ، وطريقةً كطريقتهم، ولا يدري عبد الرحمن عبد الخالق أنه كلّما تقيّأ بمثل هذه المقالات، وقرأها الناس – ولاسيّما العلماء -، ازداد كثيرٌ من الناس بصيرةً به وبحاله، وعرفوا سبب ردود الشيخ ربيع المدخلي عليه.
ونحن نذكر كلام عبد الرحمن عبد الخالق، ونأتي به، ونعقّب عليه بما يناسبه، ونبيّن الحق – إن شاء الله تعالى -.
1 ـ قال عبد الرحمن عبد الخالق:
"أخي الشيخ ربيع – شفاك الله وعافاك، وأمدّ في عمرك بالطاعة، وطهور إن شاء الله – أقول لك – وأنت على فراش المرض – هؤلاء جميعًا هم خصماؤك يوم القيامة".
ثم أشار إلى بعض الأحزاب الإسلاميّة.
أقول:
لأن يأتي الناس كلّهم خصومًا للعالم يوم القيامة، أهون عليه من أن يكون خصمه يوم القيامة محمدًا – صلى الله عليه وسلم -، يسأله لماذا لم يذبّ عن السنّة، ويبيّن الحقّ.
سئل إمام الجرح والتعديل الإمام يحيى بن معين – رحمه الله – ألا تخشى أن يكون هؤلاء الذين تتكلم فيهم خصومك يوم القيامة ؟! - فقال: - رحمه الله -:
(لأن يكون الناس كلّهم خصمائي يوم القيامة، أهون عندي من أن يكون خصمي يوم القيامة محمدًا – صلى الله عليه وسلم – يقول لي: "لِمَ لَمْ تذبّ عن سنتي ؟!".).
فالأئمة لا يعوّلون على إرجاف المرجفين المثبّطين عن كلمة الحقّ، ولا تهزّهم مثل هذه الترهّات.
وإذا كان كلّ من نصح للأمة سيقف الناس خصومًا له يوم القيامة، فإن ربيعًا المدخليّ ليس وحده هو الخصم الذي سيوقفه الناس، بل سيقف الناس يوم القيامة خصومًا للأئمة كلَّهم، كأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعليّ بن المدينيّ، وأبي حاتم الرازيّ، وابنه عبد الرحمن ابن أبي حاتم، وأبي زرعة الرازيّ، والنسائي، والدارقطنيّ، وجماعة كبيرة من أئمة الجرح والتعديل.
بل حتّى من تكلّم في الفرق والمذاهب كابن حزم، والشهرستانيّ، وعبد القاهر البغداديّ، وشيخ الإسلام ابن تيميّة، وتلميذه العلامة ابن القيّم، والشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومدرسته، وأبنائه، وأحفاده، وغيرهم.
2 ـ ذكر عبد الرحمن عبد الخالق هؤلاء فقال: (الجماعات الدعويّة التي أخرجتها من السنة والجماعة، والفرقة الناجية).
أقول:
عبد الرحمن عبد الخالق يرى أن الشيخ ربيعًا أخرج هذه الأحزاب من أهل السنة، والحقيقة أن الشيخ ربيعًا المدخلي ليس هو الذي أخرجهم من أهل السنة، وإنما انحرافاتها هي التي أخرجتهم من أهل السنة، ثم ليس الشيخ ربيع فقط هو الذي حكم على هذه الفرق على ضوء انحرافاتها، بل هذا حُكْم أهل العلم عامّة من الأئمة المتقدّمين والمعاصرين، ومن هؤلاء سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ صالح الفوزان، وشيخنا الشيخ مقبل الوادعيّ. وغيرهم من أهل العلم الصادقين – رحم الله أمواتهم، وحفظ الله أحياءهم -.
فهل يطعن عبد الرحمن عبد الخالق هؤلاء العلماء الفضلاء، أم هو التضليل على القرّاء، حيث يوهم الناس أن إخراج هذه الجماعات من أهل السنة إنما هو قول ربيع المدخليّ ؟!
إن طلّاب العلم يعرفون أن لأهل السنة أصولًا عقديّة، من استقام عليها كان من أهل السنة، ومن خرج عنها فقد خرج عن أهل السنة، ويعرفون أن هذه الجماعات الدعوية عندها انحرافات كبيرة وعظيمة، فمن ذلك:
الوجه الأول: - عدم اعتنائهم بالدعوة إلى التوحيد، لا قولًا ولا عملًا، وهذه وحدها كافٍ لإخراجهم من أهل السنة.
الوجه الثاني: - الولاء والبراء الضيّق الذي حصروه على منهجهم، وعلى زعمائهم فقط.
الوجه الثالث: - أنهم يدورون مع المنهج الذي رسمه لهم مؤسّس جماعتهم، فإذا رسم المؤسس منهجًا لأتباعه يسيرون عليه، فترى هؤلاء الأتباع يقدّمون المنهج المرسوم من قِبَل المؤسس على أنه أصلٌ، ولا يأخذون من فتاوى أهل العلم إلا ما وافق المنهج المرسوم للأتباع، وإن لم توافق أهواءهم، ردوها وأعرضوا عنها.
الوجه الرابع: - هذه الجماعات لا ترضى عن الشخص حتى يدخل جماعتهم، فالدخول في جماعتهم هو مصدر التوثيق عندهم، فلا يكون الشخص ثقة حتى يدخل معهم، ولو كان من أتقى الناس وأبرهم.
الوجه الخامس: - استلام التوجيهات من جهات معيّنة، لهم تسلّط تامّ على هؤلاء الأفراد، إمّا بإمارة أو بيعة أو غير ذلك.
الوجه السادس: - أن هذه الجماعات هدمت الولاء والبراء، فهذه الجماعات مختلطةٌ بأهل الضلال، يثنون عليهم، ويروّجون لهم.
فجماعة التبليغ مختلطةٌ بالطرق الصوفيّة، بل هم مبايعون على أربع طرق من هذه الطرق، وجماعة الإخوان المسلمين مختلطةٌ بالروافض الاثني عشريّة، وكتب زعمائهم شاهدةٌ على هذه العلاقة الوثيقة بينهم وبين أهل الضلال، من الروافض والصوفية.
الوجه السابع: - لا يرون السمع والطاعة لولاة الأمور، ولا يرون لزوم الجماعة، وعندهم الخروج على جماعة المسلمين، وحمل السلاح عليهم.
هذه بعض الانحرافات عند هذه الجماعات كجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة التبليغ.



3 ـ قال عبد الرحمن عبد الخالق: (وألحقتها بالفرق الهالكة، وحكمت عليهم بأنهم من أهل النار).
أقول:
سبحان الله يا رجلُ !! حتّى هذه المسألة تجهُلها أو تغالط فيها ؟!
إن الذي حكم على هذه الفرق بأنها من أهل النار، هو النبيّ – صلى الله عليه وسلم –، حيث قال – صلى الله عليه وسلم -: "وستفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة، كلّها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله ؟!" قال: "من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابيّ" ؟!. وفي رواية: "الجماعة".
والحديث ورد عن جمعٍ من الصحابة، وقد صحّحه عددٌ من الأئمة، ومن هؤلاء الترمذيّ، والحاكم، وابن بطة في "الإبانة الكبرى"، والآجريُّ في "الشريعة"، وشيخ الاسلام ابن تيمية، وابن كثير، والشاطبيّ، والعراقيّ، والألبانيّ ، والبوصيريُّ، وحسّنه المناوي.
وليس هناك أحدٌ من أهل العلم حكم على ذوات الأشخاص بأنهم من أهل النار، لا الشيخ ربيع المدخلي، ولا أمثاله من فضلاء الأمة، فالأئمة إنما يحكمون على هذه المناهج بالعمومات، وأما الأشخاص فمن كانت بدعته لا تخرجه من الإسلام، فيعتقدون أنه يرجع إلى مشيئة الله تعالى – كما هو معتقد أهل السنة والجماعة -.
4 ـ قال عبد الرحمن عبد الخالق:
(وكذلك العلماء والمشايخ ودعاة الإسلام الذين حكمت عليهم بأنهم من الفرق الهالكة، كلّ هؤلاء خصماؤك بين يدي الله يوم القيامة):
أقول:
"البيّنة على المدّعي"، فهات البيّنة على أن ربيعًا وأمثاله - من علماء أهل السنة في هذا العصر - حكموا على رجل بريءٍ من أهل السنة بأنه على بدعةٍ ضلال، إلا إن كنت تعني أحبابك من أهل البدع والضلال، ممن تغضب لتحذير العلماء من انحرافاتهم، ولا تغضب لجنايتهم على الشريعة، ولا تغضب لضياع مئات الآلاف من الشباب على أيديهم.
5 ـ قال عبد الرحمن عبد الخالق: (جماعة التبليغ تضمّ الملايين ممن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويدعون إلى الله).
أقول:
إن كثرة الناس لا تغيّر من الحقائق الشرعيّة شيئًا، وجماعة التبليغ عندها انحرافات كثيرة، منها: الطرق الصوفيّة التي بايع زعماء جماعة التبليغ عليها، ومن ذلك إهمالهم لدعوة التوحيد، وعدم عنايتهم به بذلك، ومنها سكوتهم عن البدع والضلالات، ولاسيّما التي يجدون الناس عليها، فيدخلون المساجد وفيها قبور وأضرحة، فلا يتكلّمون بكلمة واحدة، ولا يحذّرون الناس من هذه الوسائل المفضية إلى الشرك.
أضف إلى ذلك إخراجهم العوام في دعوتهم، وإلزامهم بعدد معيّن من الأيّام، وسفرهم إلى أماكن بعيدة دون أن يكون لهم رصيد من العلم الشرعيّ، حتّى إنهم ليذهبون إلى "تلّ أبيب" عاصمة دولة اليهود، وقد رأيت جماعةً منهم بنفسي - في مطار عمّان – مسافرين إلى تلّ أبيب.
ومن ذلك البدع والضلالات – التي لا حدود لها – عند هذه الجماعة كالإمارة، والخروج المبتدع، وقد نزعوا جهاد الكُفّار من قاموس دعوتهم، ثم فسّروا نصوص الغزو والجهاد بخروجهم المذكور، فنصوص الجهاد عند جماعة التبليغ هو خروجهم المبتدع.
وهم في ذلك يسيرون خلف إمامهم محمد إلياس الكاندهلويّ، الذي خرج على الناس بهذه الفكرة الخطيرة، في ذروة جهاد الهنود المسلمين لبريطانيا، حيث فسّر لهم نصوص الجهاد بخروجهم المذكور، حتّى قال بعض الفضلاء: "أخشى أن تكون فكرة جماعة التبليغ من دسائس بريطانيا".
وأقول لعبد الرحمن عبد الخالق: إن هناك أئمةً صنّفوا في جماعة التبليغ منهم الشيخ العلّامة حمود التويجري، وهناك من حذّر منهم كسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ صالح الفوزان، وغيرهما.
فهل جعلت لهؤلاء الأئمة نصيبًا من نصيحتك وموعظتك، وخوّفتهم من الكلام في جماعة التبليغ ؟!
6 ـ قال عبد الرحمن عبد الخالق:
(هل يصحّ أن يُجعل هؤلاء من الفرق الضالّة ؟! الملايين سيخاصمونك لأنك بدّعتهم وأخرجتهم من الدين، وحكمت عليهم بالضلال وأمثالهم من جماعات الإسلام، ومن الدعاة والعلماء).
أقول:
أ ـ إن هؤلاء الملايين سيكونون خصماء لزعماء هذه الجماعات الذين استعملوا كلّ وسيلة لاصطياد هؤلاء الشباب الأبرياء، ثم بثّوا فيهم الفكر التكفيريّ، ثم بعد تشبّعهم بالفكر التكفيريّ يرسلونهم – باسم الجهاد - لتدمير الأمة، وقتل أفرادها، وتدمير ممتلكاتها.
ب ـ وإن هؤلاء الملايين من الناس سيكونون خصماء لك - يا عبد الرحمن عبد الخالق - ولأمثالك من الذين خانوا هؤلاء الشباب ولم ينصحوا لهم، حيث هان عليكم أن تروا هؤلاء الشباب يضيعون، ويسقطون ضحايا للفكر التكفيريّ أو للعمل الحزبيّ البدعيّ الذي يقضون فيه أعمارهم، فلا يجدون منكم أيسر النصائح، ولا وجدوا منكم ما يدلّ على رحمتكم بهم، وشفقتكم عليهم، بل وجدوا منك ومن أمثالك أساليب خطيرة من التضليل والتزوير، والدفاع بالباطل عن هذه الضلالات.
أخبرنا يا عبد الرحمن عبد الخالق أين نصائحك للشباب الذي يسقطون بالليل والنهار في فكر الخوارج، وما زالت الأمة تعاني من ضررهم العظيم على بلاد الإسلام، بل عقر دار الإسلام، فماذا فعلت لهؤلاء الشباب ؟! وماذا قدّمت لهم من نصائح ؟!
أهذه هي دعوتكم ؟! تغضّون الطرف عن الجناة الحقيقيّين، وتشنّون على العلماء الناصحين حربًا شرسة ؟!
إن كثيرًا من المسلمين، قد عرفوا ما تعاني منه المجتمعات الإسلامية بسبب هذه الأحزاب والطوائف، وأنها شرٌّ ووبال على بلاد المسلمين، وعلموا أن الذي يقف لهذه الأحزاب بالمرصاد، هو في الحقيقة ناصحٌ لأئمة المسلمين وعامتهم، وليس طاعنًا في الدعاة كمّا يروّج الأفاكون الكاذبون.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله
علي بن حسين الشرفي
المعروف بالحذيفي
18 / ذو الحجة / 1438 هـ

الجمعة، 1 سبتمبر 2017

الإخوانيُّ عبد الرحمن عبد الخالق يكسب الخطايا ثم يرمي بها الأبرياء ( الحلقة الثالثة )


الحلقة الثالثة
ـ وختامًا: فهاتان رسالتان:
الرسالة الأولى إلى زوّار جمعيّة إحياء التراث الكويتيّة
ـ فهذه هي جمعيّة إحياء التراث الكويتيّة، وهذه هي طريقتها مع الدعوة السلفيّة، حربٌ تشويهٌ على العلماء الربّانيين بالأكاذيب والافتراءات، وتعظيم لرموز الحزبيّة، وتلبيسٌ وتضليلٌ على الناس في كثير من المسائل العلميّة، وذلك من أوّل إنشائها.
فما هو عذر من يناصرهم، ويقوّي شوكتهم، ويروّج لهم، بالزيارات المتكرّره لجمعيّة إحياء التراث، وحضوره دوراتهم، وثنائه عليهم ؟!
أ ـ وأما الاعتذار بأنهم يذهبون إليهم، ولا يشترطون عليهم شيئًا، وأنهم يختارون الكتاب الذي يريدونه، ويتكلمون في الموضوع الذي يريدونه.
فنقول: إن في نفس زياراتكم مفسدةً، وذلك لأمور:
أحدها: - أن الولاء والبراء يقتضي مفاصلة هؤلاء الحزبيين المتستّرين بالأعمال الخيريّة.
الثاني: - أن طريقة السلف الصالح مع أهل البدع والأهواء هي مفاصلتهم والتحذير منهم، فقد كان سلفنا يحذّرون من انحرافات هي دون التي عند جمعيّة إحياء التراث.
الثالث: - إن هذه الجمعيّات تستفيد جدًّا من زياراتكم المتكرّرة في الترويج لباطلهم، والتشويه بمشايخ أهل السنة، فزياراتكم تمحو لهم تحذير العلماء، فإنهم يقولون لأتباعهم: "انظروا كيف أن مشايخ السلفيّة كلّهم يأتون إلينا، وفلان فقط هو الذي لا يأتي إلينا لأنّه متشدّد". فيغترّ المساكين بزياراتكم، ويفهمون أن فلانًا هو المتشدّد، والحقّ أنه ليس به تشدّد، ولكن غيره هو الذي تساهل.
فالمفسدة حاصلة في نفس الزيارات، لا في الكتاب الذي تختارونه، ولا الموضوع الذي تطرحونه.
ب ـ وأما قولكم: "نحن نتكلم في الموضوع الذي نريده". فنقول لهم: لا تقدرون على طرح ما تريدون من المواضيع، فأنتم لا تستطيعون أن تحذّروا من الطعونات في العلماء الذين اختلفوا مع جمعيّة إحياء التراث، ولستم قادرين على القول بأن تحذير العالم من هذه الجمعيّة لو كان خطأً فلا يبيح لكم عرضه لتتكلّموا فيه، وتفتروا عليه، فكيف وتحذيره حقّ، ولا تستطيعون أن تذكروا أسماء هؤلاء العلماء، وكلّ ذلك خوفًا من تصنيف الجمعيّة إيّاكم بأنكم من جماعة الشيخ الفلانيّ، ولو ذببتم عن أعراض هؤلاء العلماء، لما استدعتكم الجمعيّة مرّة أخرى، ولبحثوا عن غيركم ممن يأتي لهم بأرباح بدون خسائر.
بل هناك مواضيع يصعُب على هؤلاء الزوّار الكلام فيها، مثل وجوب التحذير من أهل البدع، وأن الكلام فيهم لا يُعتبر من الغيبة، وبيان حال كثيرٍ من الأحزاب الموجودة على الساحة كالإخوان المسلمين وجماعة التبليغ وغيرها.
ومن هذه المواضيع تحريم الخروج على ولاة الأمور، والردّ على الشبهات التي يثيرها أهل الأهواء في  هذه الأيّام. ومن هذه المواضيع التحذير من الفُرقة وأسبابها، ومن البدع المعاصرة الموجودة التي كانت سببًا للفُرقة، مثل البيعة، والإمارة، والتحزّب. ونحو هذه المواضيع التي تثير حفيظة الجمعيّات.
ففي الحقيقة هناك شرطٌ مسكوتٌ عنه، - ومن الشروط ما تكون غير منطوق بها - لكنّه مفهوم من الطرفين، طرف الجمعيّة وطرف الزوّار من المشايخ، فمن هذه الشروط عدم الكلام في هذه المواضيع المشار إليها.
ولو أثنى الواحد منهم على المشايخ المختلفين مع جمعيّة إحياء التراث، لوجدته يتكلّم على خجل بثناءٍ عامّ، وليس بدفاعٍ واضحٍ، وسرعان ما تمحي أثره الجمعيّة بطريقتها الخاصّة.  
ج ـ وأما الاعتذار بأن العلم يُبثُّ وينشر في الناس، لعلّ في ذلك نشرًا للعلم والسنّة.
فالجواب عن ذلك من وجوه:
أحدها: - استفادتهم منكم في الترويج لجمعيّتهم في ساحة الدعوة، هي أكثر من فائدة نشر العلم إن حصل، فهم المستفيدون الحقيقيّون ولستم أنتم. فالمفسدة غالبة على تلك المصلحة المنشودة، ويعرف حجم المفسدة العلماء الربّانيون، وليس كلّ شخص.
والثاني: - يمكن نشر العلم بدون الانضمام إلى جمعيّة مثل هذه الجمعيّة، إذْ أن كثيرًا من العلماء ينشرون العلم بدون التعاون مع هذه الجمعيّات، والمصلحة إذا أمكن تحصيلها بدون مفسدة وجب تقديمها على حصولها مع المفسدة.
فضرر زيارات هؤلاء المشايخ في كلّ أنحاء العالم، في آسياء وأفريقيا، وأوروبّا، وفي الأمريكيّتين، حيث يروّج لها في كلّ مكان، والذين يلحقون بالجمعية ويغترّون بها أكثر بكثير جدًّا من المتأثرين بالعلم على يد هؤلاء المشايح الزوّار.
وكم تضرّرت الدعوة بمثل هذه الكلمات: "معنا الشيخ فلان، والشيخ فلان، والشيخ فلان".
والثالث: - أن العلم يُنشر عند المحبّين للعلم والمعظّمين له، لا عند من يستضيف المشايخ ترويجًا لأهدافه، وربما كان السلف يحرمون الرجل من العلم، لأشياء هي أدنى بكثير مما عند هؤلاء المتستّرين.
والرابع: - يتبع الزيارات كثير من الثناء عليهم، وعلى جهودهم، وعلى بعض رموزهم، والنصح بالحضور لدوراتهم، ولاشكّ أن هذا ضررٌ.
د ـ وأما الاعتذار بأن سماحة الشيخ عبد العزيز باز – رحمه الله - كان يتواصل مع المخالفين وينصحهم.
وأقول: لقد كان موقف سماحة الشيخ عبد العزيز باز – رحمه الله - موقفًا مشرّفًا من هؤلاء، وأسوق هنا موقفين مشرّفين لهذا الإمام الكبير – رحمه الله -:

أحدهما: - رفعت أخطاء عبد الرحمن عبد الخالق إلى سماحة الشيخ ابن باز ومنها كلامه الرديء في مشايخ السلفيّة، فاستدعاه من الكويت إلى السعوديّة، فعرض عليه سماحة الشيخ ابن باز ما نقل إليه من الكلام، وأخبره أن كلامه منكر وباطل، وطالب عبد الرحمن عبد الخالق بالتراجع عن كلامه في العلماء، وطالبه ببيان ذلك في الصحف المحليّة في الكويت والسعودية [1]، ونصحه أن يترك هذه الطريقة، فتراجع عبد الرحمن عبد الخالق أمام سماحة الشيخ عبد العزيز باز – رحمه الله -.
قال شيخنا الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله -: (ثم يأتي عبد الرحمن عبد الخالق، وأنا متأكد أنه ما أجاب بما أجاب به، ولا تراجع عما تراجع عنه إلا أنه يخشى من الحكومة الكويتية، فإنها تثق بالشيخ ابن باز وتحبه، فلو قال لهم: "رحِّلوه، هذا لا خير فيه"، لرُحّل، من أجل هذا تراجع).
وقال شيخنا الشيخ مقبل بن هادي الوادعي: (فلا يظن ظانّ أن الذي تراجع فيه عبد الرحمن عبد الخالق هو كل ما أُنكر عليه، بل ليس بربع العشر، والسبب في هذا أنه ما تضلع من العلم). [2]
وقال شيخنا الشيخ مقبل: (إنه لا يكفي انتقاد الشيخ عبد العزيز بن باز في قضايا يسيرة، بل الرجل أضلّ أمماً وفرّق كلمة أهل السنة).
والثاني: - علم سماحة الشيخ عبد العزيز باز – رحمه الله - أن بعض القطبيين يهاجم مشايخ المدينة كالشيخ محمد أمان بن علي الجامي، والشيخ ربيع المدخلي وغيرهما - وينزّل عليهم بيان سماحة الشيخ عبد العزيز باز – رحمه الله – الذي أنزله في ذلك الوقت، فدافع سماحة الشيخ عبد العزيز باز – رحمه الله - عن مشايخ المدينة دفاعًا مباركًا، وأثنى عليهم خيرًا – رحمه الله رحمةً واسعة -.
فأين مواقفكم المشرّفة من هذه الأخطاء والافتراءات، وأين دفاعكم عن هؤلاء العلماء الفضلاء لتبرأ ذمّتكم ؟!.
ثم إن طريقة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز  – رحمه الله – هي التواصل مع العلماء الربّانيين، وقطع صلته بهؤلاء إلا من النصيحة، وأنتم قطعتم هؤلاء العلماء الربّانيين، وصار تواصلكم مع هذه الجمعيّات المتستّرة بالأعمال الخيريّة، ثم تنسبون أفعالكم إلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – وشتّان بين الموقفين.
وكثيرٌ من علمائنا – ولله الحمد – يفاصلون هذه الجمعيّات وينابذونها، ويبتعدون عنها، ويتحمّلون في سبيل ذلك أصناف الأذى منهم، كالشيخ ربيع بن هادي المدخلي والشيخ محمد أمان بن علي الجامي، والشيخ أحمد النجميّ، والشيخ مقبل بن هادي الوادعيّ وغيرهم، وهؤلاء علماء أيضًا شهد لهم القاصي والداني بفضلهم وعلوّ منزلتهم.
اعلموا أنه لولا زياراتكم وتواصلكم مع هذه الجمعيّات، لضعفت جمعية إحياء التراث - وغيرها من الجمعيّات المتستّرة بغطاء السلفيّة – عن نشر باطلها، فإن هذه الجمعيّات الحزبية تحيا بزيارات المشايخ، وحضور دوراتهم، وثنائهم.
كم كان لتواصلكم هذا من آثار سلبيّة على السلفيّة وأهلها، فلولا زياراتكم المتكرّرة، لقّل عدد الضحايا الذين يقعون في أيدي هؤلاء، وما استطاعوا التشويه بالعلماء الربّانيين.
الرسالة الثانية إلى طلّاب العلم في اليمن
ـ ما موقف طلاّب العلم في اليمن من مثل هذه الحرب المسعورة على الشيخ ربيع ؟!
ما السرّ في أن ربيع بن هادي المدخلي لا بواكي له عندنا في اليمن ؟!
وما هو السبب في أننا لا نرى دفاعًا عن الشيخ ربيع بحقّ مع كثرة المهاجمين، كما رأينا دفاعًا عن الحجوري ومحمد الإمام بالباطل ؟!
رأينا كثيرًا من غثاء الردود في الدفاع عن محمد الإمام، وردّ انتقادات علماء أهل السنة له، مع ما صدر من محمد الإمام من الوثيقة وما بعدها ؟! فلماذا لا تخرج مقالاتٌ - ولو مقالات قليلة - في الدفاع عن الشيخ ربيع، وردّ انتقادات أهل البدع، الذين يهاجمونه لكشفه إيّاهم ؟!
يا طلّاب العلم في اليمن: ألا تردّون لربيعٍ جزءًا من الجميل الذي له عليكم ؟!.
أليس هو الذي يسدّد الدين عنكم في كلّ مرّة ؟! ألم يردّ – ردودًا تفصيليّة بمقالات علميّة كثيرة - على مشايخ الوصيّة الذين خالفوا الدعوة السلفية على علم.
أ ـ فمن هؤلاء أبو الحسن المأربيّ، الذي أخرج الشيخ في الردّ عليه مقالات كثيرة. وأبو الحسن المأربيّ له قرابة عقدين من السنين في حرب على الشيخ ربيع المدخليّ، فأين الردود عليه يا طلّاب العلم في اليمن ؟!.
ب ـ ومن هؤلاء يحيى الحجوريّ، الذي أخرج الشيخ ربيع في الردّ عليه مجلّدين، ثم خرجت ثلاث حلقات بعد ذلك، وما زال هو وأتباعه يتكلّمون في الشيخ ربيع، فأين الردود عليه ؟!.
لماذا لما سقط محمد الإمام انتفضتم انتفاض العصفور المبلول، فخرج كُتّابُكم من كلّ جُحْرٍ، ليدافعوا عن إمامهم ؟! وبعض هؤلاء لم يحمل قلمًا ليدافع عن "شيخ" إلا هذه المرّة، وهذا من الخُذلان - والله -، فكم مرّت الدعوة وعلماؤها بأزمات وشدائد ولم نرَ شيئًا مشرّفًا لهذه الأقلام.
لا أقول إن ربيعًا محتاجٌ لدفاعكم، فوالله إن مرتبة ربيع لا تنال منها مقالات أهل الأهواء، لأن الرجل صار محنةً - فيما نحسبه كذلك والله حسيبه -، ولكن أبيّن للعقلاء مدى التعصّب الذميم الذي وصل إليه بعض الناس. وليعلم المنصفون أن كثيرًا من طلّاب العلم تغيّر بعد موت شيخنا العلامة مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله رحمةً واسعة –، والذي لو كان حيًّا لنصر ربيعًا بالثناءات العاطرة كما عوّدَنا - رحمه الله وغفر له – فدعوتهم واحدة.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله.
كتبه: أبو عمار علي بن حسين الشرفيّ
المعروف بعليّ الحذيفي
الأربعاء الثامن / ذو الحجة / 1438 هـ
ــــــــــــــــــــ
[1] انظر: "مجموع فتاوى ومقالات سماحة الشيخ ابن باز" (8/240-246) - رحمه الله -.
وممن رد عليه الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله - وكذبه وقال فيما ذكره عبد الرحمن عبد الخالق: (كل هذا كذب). ودعا إلى التحقيق معه كما في شريط "التوجيهات السلفية في قضايا منهجية". ورد عليه الشيخ صالح بن غصون رحمه الله وقال عنه "فاجر". وكل هذا في شريط مسموع انظر: "شريط "كلمات في العقيدة والمنهج والنوازل".
[2] "إجابة السائل". لشيخنا الشيخ مقبل الوادعي - رحمه الله -.

الإخوانيُّ عبد الرحمن عبد الخالق يكسب الخطايا ثم يرمي بها الأبرياء ( الحلقة الثانية )


الحلقة الثانية
2 ـ اتّهامات عبد الرحمن عبد الخالق ومجازفاته
سنقف مع مقال عبد الرحمن عبد الخالق، ونناقشه في بعض الأمور التي افتراها على الشيخ ربيع بن هادي المدخليّ، ليعرف القرّاء بضاعة هؤلاء القوم.
فمن الأشياء التي افتراها عبد الرحمن عبد الخالق أن الشيخ ربيعًا أصّل أصولًا في الدين، فرّق بها جماعة المسلمين، وأن الشيخ ربيعًا أنشأ فتنة بين أهل السنة، لم تنشأ قبلها فتنة مثلها، ويزعم عبد الرحمن عبد الخالق أن من أصول الشيخ ربيع أن كلّ من وقع في بدعة فهو مبتدع، وأن المبتدع لا يُقبل منه إحسان قطّ، وإن غلبت حسناته على سيئاته، ومن ذلك دعواه أن الشيخ ربيعًا يتبنّى أن من لم يبدّع المبتدع فهو مبتدع مثله. قال عبد الرحمن عبد الخالق: "وهذا الأصل الذي قال به الشيخ ربيع يلزم منه تبديع الإمام البخاري صاحب الجامع الصحيح، وذلك أن الإمام البخاري روى في كتابه عن بضع وستين ممن تلبّسوا ببدعة من البدع الكبرى، كالخروج والإرجاء والتشيّع، وكان الميزان عنده وعند أهل الحديث جميعًا قبول رواية المؤمن الصادق الحافظ وإن تلبس ببدعة.
وقال عبد الرحمن عبد الخالق: "كذلك يلزم من أصل الشيخ ربيع بن هادي رفض كتب شُرّاح الحديث كالإمام النووي، والإمام ابن حجر، وابن الملقّن - رحمهم الله - فإن هؤلاء ممن تلبّسوا ببدعة التأويل والتصوّف". ومن ذلك دعوى عبد الرحمن عبد الخالق أن تلامذة الشيخ ربيع قاموا بإحراق كتاب الحافظ ابن حجر وهو كتاب "فتح الباري"، وأن الشيخ ربيعًا وتلامذته توسّعوا في مفهوم البدعة، فجعلوا تأسيس الجمعيّات الدعوية فرقًا ضالّة من أهل النار، وزعم أن من هذه الأصول أن أيّ قيام لأمر بمعروف، أو نهي عن منكر، يعتبر خروجًا على الحاكم، وأنهم بهذا الأصل تصدّوا لكلّ داعٍ إلى الله تعالى، وأن من هذه الأصول أن ربيعًا ومن معه الولاء والبراء على حكمهم في الإفراد.
ويزعم عبد الرحمن عبد الخالق أن أتباع الشيخ ربيع وصفوه بحامل لواء الجرح والتعديل، وأن أتباعه يقولون: "إن الشيخ ربيعًا معصوم في باب الجرح والتعديل، ويقول إن شر الشيخ ربيع ومن معه بقي في أهل السنة فقط، وسلم منهم أهل البدع، بل وسلم منهم اليهود والنصارى. ويزعم عبد الرحمن عبد الخالق أن الشيخ ربيعًا ومن معه يُكفّرون الناس، ويخرجونهم من الدين.
وأقول: إن هذه التّهم – كلّها أو أكثرها - هي نفسها التُّهم التي يكيلها الإخوان المسلمون للشيخ ربيع المدخلي خصوصًا، والسلفيين عمومًا.
3 ـ الجواب عن افتراءات عبد الرحمن عبد الخالق
أ ـ الجواب الإجماليّ عن هذه الافتراءات:
والحقّ أن عبد الرحمن عبد الخالق يرمي التهم جزافًا، دون أيّ بيّنة، ولا إحالة للقارئ على مصادر تثبت هذه الأشياء التي يدّعيها، وهذه مجازفة، واستغفال للقرّاء، واستخفاف بعقولهم، يدلّ على أن هدفه الجناية على ربيع المدخلي، والتشويه به بأي وسيلة، ولو بالتّهم الظالمة.
ونحن نطالب عبد الرحمن عبد الخالق بإثبات هذه الدعاوى، وإلا فإن هذه الأكاذيب لا تزيده إلا سقوطًا فوق سقوطه، وتردّيًا فوق ما هو عليه.
ب ـ الجواب التفصيليّ:
ومع أن جميع الدعاوى التي ادّعاها عبد الرحمن عبد الخالق لم يبرهن عليها، كذلك وجدنا بعض الدعاوى - التي ذكرها عبد الرحمن عبد الخالق – كاذبةٌ على الشيخ ربيع، إما أن للشيخ ربيع كلامًا صريحًا يُخالف ما ذكره هذا الرجل، وإما لوجود قرائن أخرى تكذّب عبد الرحمن عبد الخالق كما سيرى القارئ الكريم بنفسه – إن شاء الله تعالى -.
أ ـ فمن ذلك دعوى عبد الرحمن عبد الخالق أن الشيخ ربيعًا يتبنّى "القول بأن كلّ من وقع في بدعة فهو مبتدع"، ونحن سنورد كلامًا للشيخ ربيع، يكّذب عبد الرحمن عبد الخالق صراحةً، ويبيّن لنا مدى الأمانة العلميّة عند هذا الرجل.
يقول الشيخ ربيع بن هادي المدخليّ في شريط: "لقاء مع الشيخ ربيع في مسجد الخير": (من وقع في بدعة إن كانت ظاهرةً واضحةً كالقول بخلق القرآن، أو دعاء غير الله، أو الذبح لغير الله، أو شيء من هذه الأمور الواضحة، فهذا يُبدّع بالبدعة الواحدة، وإذا كانت البدعة من الأمور الخفيّة، ووقع فيها من يتحرّى الحقّ خطأً منه، فهذا لا يُبدّع ابتداءً، وإنما يُنصح ويبيّن له خطؤه، وإذا أصرّ عليه يُبدّع حينئذٍ، يقول ابن تيميّة: "كثيرٌ من علماء السلف والخلف وقعوا في بدع من حيث لا يشعرون، إما استندوا إلى حديث ضعيف، أو أنهم فهموا من النصوص غير مراد الله تبارك وتعالى، أو أنهم اجتهدوا". فإذا عُرف من عالم فاضل يحارب البدع، ويدعو إلى السنة، وعرفوا صدقه وإخلاصه، وتحذيره من البدع، فوقع بسبب من أسباب في شيء من البدع الخفيّة، فلا نسارع إلى تبديعه، هذا القول الصحيح، وإلا لو حكمنا على كلّ من وقع في بدعة أنه مبتدع، لما سلم أحدٌ من أئمة الإسلام، فضلًا عن غيرهم".
وهناك جوابٌ مفصلٌ للشيخ في موقعه، نحو هذا الجواب تمامًا. كتبه الشيخ في 24 / رمضان / 1424 هجرية، فنحيل القرّاء عليه.
ب ـ ومن ذلك دعوى عبد الرحمن عبد الخالق أن الشيخ ربيعًا يرى "أن المبتدع لا يقبل منه إحسان قطّ، وإن غلبت حسناته على سيئاته". والجواب أن هذه دعوى كاذبة من عبد الرحمن عبد الخالق، لم يأت بالبيّنة عليها.
ثم إن الشيخ ربيعًا له كلام جميل في "مجازفات الحدّاد" يتعقّب فيه على الحدّاد الذي يرى أن المبتدع لا يُقبل منه شيء من الأعمال، ولو كانت صالحةّ، فردّ عليه الشيخ وبيّن فساد هذا القول.
هذا ما قرأته في "مجازفات الحداد" قبل عشرين سنة تقريبًا ولا أذكر كلامه باللفظ، وقد أردت أن أوثّق النقل بنقل كلام الشيخ من الرسالة المشار إليها، لكني لم أجد الرسالة.
ج ـ ومن ذلك قول عبد الرحمن عبد الخالق أن الشيخ ربيعًا يرى: "أن من لم يبدّع المبتدع فهو مبتدع مثله". والجواب عن ذلك أن هذا كذب على الشيخ ربيع لأنه لم يأت بالبيّنة، بل قامت البيّنة على خلاف هذه الدعوى، فقد سئل الشيخ ربيع - في "عون الباري شرح كتاب شرح السنة للبربهاري" - عن قاعدة: "من لم يبدع المبتدع فهو مبتدع". فقال الشيخ ربيع: (الإطلاق على من لم يبدّع المبتدع غير صحيح، لأن هذا قد لا يكون يعرف هذا ببدعته، فلا يبدّعه تورّعًا، فلماذا تبدّعه ؟! أما إن كان يعرف المبتدع، ويحبّه ويواليه، فهذا مبتدع، فهذا هو الفصل في القضيّة، يعرف أن هذا مبتدع ويناصره، ويحارب أهل السنة والجماعة، هذا مبتدع ... لا شكّ. أما إنسان ما عرف أنه مبتدع فلا تبدّعه، فلا تُطلق عليه هذه القاعدة، الذي تدرُسه وتعرف أنه يوالي المبتدع، وينافح عنه، ويحارب أهل السنة من أجله، ولأجل هذا الباطل، هذا مبتدع ضالّ، أما إنسان لا يعرف أن هذا مبتدع، فانصحه، وبيّن له أنه مبتدع، فإن انتهى وإلا فألحقه بصاحبه المبتدع) ا.هـ [1]
د ـ ومن ذلك قول عبد الرحمن عبد الخالق: "وهذا الأصل الذي قال به الشيخ ربيع يلزم منه تبديع الإمام البخاري صاحب "الجامع الصحيح"، وذلك أن الإمام البخاري روى في كتابه عن بضع وستين ممن تلبّسوا ببدعة من البدع الكبرى، كالخروج والإرجاء والتشيّع، وكان الميزان عنده وعند أهل الحديث جميعًا قبول رواية المؤمن الصادق الحافظ وإن تلبس ببدعة".
فالجواب: أن الشيخ ربيعًا لا يصحّ عنه أنه يتبنّى قاعدة: "من لم يبدّع المبتدع فهو مبتدع"، وإذا لم يصحّ الأصل، لم يصحّ الفرع، وعليه فلا يصحّ هذا الإلزام لأنه متفرّع عنه.
ثم إن للشيخ ربيع كلامًا صريحًا يرى فيه أن الرواية عن المبتدع جائزة، أجازها بعض الأئمة بشروط، فكيف يُبدِّع صاحبا الصحيح لروايتهم عن بعض أهل البدع ؟!. ذكر ذلك الشيخ ربيع في أثناء ردوده على الحدّاد وأتباعه، لأنهم لا يفرّقون بين المبتدع الداعية وغير الداعية.
يقول الشيخ ربيع في "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع": (فماذا نصنع الآن بصلاة السلف خلف المرجئة وغيرهم من أهل البدع غير الدعاة ؟! وماذا نصنع بمن روى عن أهل البدع غير الدعاة من القدرية والشيعة والمرجئة، بل الخوارج، بل بعض السلف كان يروي عن المبتدعة الدعاة ؟! وماذا نصنع برواياتهم في الصحيحين، وسائر الأمهات، والمسانيد، والجوامع، إذا أخذنا بهذا المذهب الحدّادي الذي فات الأمة، وهدى الله إليه الحدّاد، وشيعته العظماء) ا.هـ [2]
وهذا النقل يكذّب عبد الرحمن عبد الخالق صراحةً، حيث إن الشيخ ربيعًا يرى أن بعض السلف روى عن بعض داعة أهل البدع، ومع هذا لم يبدّعه لوجود أعذار تُلتمس له، ومن ذلك أن الشيخ ربيعًا المدخلي ذكر رواية الإمام البخاري لعمران بن حطّان الخارجي – مادح  عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب – ثم نقل عن الحافظ ابن حجر أن عمران رجع في آخر حياته عن رأي الخوارج، ثم قال الشيخ ربيع في رسالته: "بيان ما في نصيحة إبراهيم الرحيلي من الخلل والإخلال": (أقول: فلا يبعُد أن الإمام البخاريّ ما روى لعمران إلا لاعتقاده أنه قد تاب من مذهب الخوارج). [3]
هـ ـ ويزعم عبد الرحمن عبد الخالق أنه يلزم من أصل الشيخ ربيع بن هادي رفض كتب شُرّاح الحديث كالإمام النووي، والإمام ابن حجر، وابن الملقّن - رحمهم الله - فإن هؤلاء ممن تلبّسوا ببدعة التأويل والتصوّف". ودعواه أن تلامذة الشيخ ربيع قاموا بإحراق كتاب الحافظ ابن حجر وهو كتاب "فتح الباري".
وكلّ هذه دعاوى لا بيّنة عليها، وهذا وحده يهدم دعوى هذا عبد الرحمن عبد الخالق، أضف إلى ذلك أن للشيخ ربيعًا كلامًا يكذّب هذه الدعوى.
يقول الشيخ ربيع في "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع": (وأما زعمك أننا كنا نشارك الحدّاد في تبديع أبي حنيفة، وابن حجر، والنووي، فهذا من الإفك). [4]
وقال الشيخ ربيع في مقدمة كتاب: "مجازفات الحدّاد": (ولقد اشتهر الحدّاد بالتركيز على ثلاثة من الناس، يبدّعهم ويمنع من الترحّم عليهم، ويعادي هو وأصحابه من لا يفعل ذلك، ابن حجر، والنووي، وأبو حنيفة – رحمهم الله –، وكان تركيزه – ومن انخدع به - على ابن حجر أكثر وأكثر).
ثم إن واقع الشيخ ربيع يكذّب هذه الدعوى التي افتراها عبد الرحمن عبد الخالق، فالشيخ ربيع المدخليّ يستفيد من كتب هؤلاء العلماء كثيرًا، ويحيل عليهم وإليهم كثيرًا في كتبه وبحوثاته ومقالاته ورسائله، بل إن رسالة الدكتوراة للشيخ ربيع كانت تحقيق "كتاب النكت على ابن الصلاح" للحافظ ابن حجر العسقلاني – رحمه الله – وهي رسالة مطبوعة ومنتشرة، وهذا كلّه يدلّ على المستوى السحيق الذي وصل إليه عبد الرحمن عبد الخالق.
و ـ ويزعم عبد الرحمن عبد الخالق أن الشيخ ربيعًا وتلامذته توسّعوا في مفهوم البدعة، فجعلوا تأسيس الجمعيّات الدعوية فرقًا ضالّة من أهل النار.
وأقول: نحن كالعادة نطالب عبد الرحمن عبد الخالق بالبرهان على هذه الدعوى. وهناك فرقٌ بين بين الجمعيّة الخيرية، وبين التنظيم الحزبيّ الذي يتستّر بالأعمال الخيرية، فتكون الأعمال الخيريّة نوعًا من الغطاء، وتحت الغطاء تعظيم رموز الخوارج المارقين، ونشر أفكارهم الخارجية في تكفير الحكام، واتّهام العلماء بالعمالة للحكام، وتأجيج الشباب على الحكام، وإيغار صدور الشباب على العلماء، ودعم من يستجيب لهذه الأفكار وينقاد لها دعمًا سخيًّا، ومحاربة من يقف لهذه الأفكار محاربة شرسة.
وقد بيّنّا بعض ما تنطلي عليه هذه الجمعيّات من أفكار خبيثة، وانحرافات خطيرة، وإن كانت تتستّر بالأعمال الخيريّة في مقال: "المؤاخذات على جمعيّة الإحسان".
لقد صارت الحكومات تتفطّن لكثير من هذه الجمعيّات والمنظمات المتستّرة بغطاء الأعمال الخيريّة، فكم من جمعيّات شعارها الأعمال الخيرية وهدفها نشر الفكر الرافضي، وهناك جمعيّات شعارها الأعمال الخيرية، وهدفها نشر الفكر الصوفيّ، وهناك جمعيّات شعارها الأعمال الخيرية، وهدفها نشر الفكر التكفيري، وهناك منظمات شعارها الأعمال الإنسانية – إن صحّ التعبير – وهدفها الحقيقي تنصير المسلمين، أو زعزعة الأمن في البلاد، أو الأعمال التجسّسية لخدمة الأعداء، وغير ذلك.
فالأعمال الخيريّة صارت شعارًا لكثير من أهل الباطل، يتستّرون به، ليخفوا الأدوار الحقيقية التي يقومون بها، وأصبح هذا معروفًا لكثير من العقلاء – ولله الحمد -.
وجمعيّة إحياء التراث الكويتيّة تتستر بالأعمال الخيرية، فهي تفرّق السلفيين بشراء الذمم، وتتبنّى العمل السياسيّ، وتنشر الفكر التكفيري، وتروّج لرموزه بحجّة أنهم دعاة ومفكرون، وتدافع عن الإخوان المسلمين، وعن الفوضى التي يحدثها الإخوان المسلمون في العالم الإسلاميّ، في الوقت الذي تحارب الدعوة السلفيّة، وكلّ من يقف لهذه الأفكار الهدّامة، والبدع الخطيرة، وتشوّه بهم بأخبث التشويه، ومن ذلك ما كتبه عبد الرحمن عبد الخالق في مقاله هذا، الذي لم يردعه الخوف من الله، ولا كِبَرُ سنّه من مثل هذه الافتراءات.
فهذه هي أعمالكم الخيريّة، تقفون مدافعين عن أهل البدع، وتنصرونهم بكلّ ما تملكون.
ز ـ ويزعم عبد الرحمن عبد الخالق أن أتباع الشيخ ربيع وصفوه بحامل لواء الجرح والتعديل.
فأقول: إن صغار أهل السنة، يعرفون أن الذي قال عن الشيخ ربيع إنه حامل لواء الجرح والتعديل هو الشيخ العلامة المحدث ناصر الدين الألباني، إلا أن يكون العلامة الألباني المداخلة - من أتباع ربيع المدخليّ – عند عبد الرحمن عبد الخالق وحزبه الإخوانيّ ؟!
ألا يخجل عبد الرحمن عبد الرحمن من هذا الكذب الرخيص الذي يستغفل به القرّاء ؟!
ح ـ ويقول عبد الرحمن عبد الخالق: "إن شر الشيخ ربيع ومن معه بقي في أهل السنة فقط، وسلم منهم أهل البدع، بل وسلم منهم اليهود والنصارى.
ونجيب عن ذلك بأن الشيخ ربيعًا له جهود كبيرة في الردّ على الرافضة وأذنابهم، والصوفية وأذنابهم، والخوارج وأذنابهم، وأعداء دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهّاب، وكثير من العقلانيين، وكثير من الليبراليين، ودعاة تحرير المرأة.
فنحن نريد من عبد الرحمن عبد الخالق أن يخرج لنا مقالاته في الردّ على أهل البدع، نريد من عبد الرحمن عبد الخالق أن يخرج لنا ردًّا على العلمانيين الذين قال فيهم عبد الرحمن عبد الخالق: "إنه لا بأس من التحالف مع العلمانيين" !! وسيأتي في كلام شيخنا مقبل – رحمه الله -. ونريد منه ردًّا على الليبراليين، بل على اليهود والنصارى، ليعرف القرّاء من الذي بقي شرّه في أهل السنة، وسلم منه أهل البدع، بل اليهود والنصارى ؟!.
بل عبد الرحمن عبد الخالق هو الذي يحارب العلماء، ودعاة السلفية المصلحين، ويشوّه بهم، بل حتى إنه يهاجم العلماء الذين علّموه يهاجمهم بشدّة، ويتطاول عليهم، فلم يستطع أن يكتم ما في قلبه من غيظ على علماء الدعوة السلفية.
ففي كتابه "أصول العمل الجماعي" ذكر أن بعض المنتسبين إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، زعموا أن كل من أسس جماعة للدعوة والجهاد فهو خارجي معتزلي، كما زعموا أن النظام ليس من دين الله. وذكر أن بعض هؤلاء المنتسبين للشيخ محمد بن عبد الوهاب أعطوا الحكام المعاصرين حقوقًا لم تعط للصديق ولا للفاروق، ولا عرفها المسلمون في كل تاريخهم، ولا دوّنها عالم موثوق في شيء من كتب العلم، فلا يجوز عندهم أمر بمعروف ولا نهي عن منكر إلا بإذن الإمام، ولا يجوز رد عدوان على ديار الإسلام إلا بإذن السلطان، وهؤلاء أعطوا الحاكم صفات الرب سبحانه وتعالى، فالحق ما شرعه والباطل ما حرمه، وما سكت عنه فيجب السكوت عنه، وعندهم أن ما أهمله الحاكم من أمر الدين ومصالح المسلمين، فيجب على أهل الإسلام إهماله والتغاضي عنه حتى لا يغضب أمير المؤمنين.
ويرى في شريط "المدرسة السلفية" أن طائفة العلماء في السعودية في عماية تامّة، وجهل تام عن المشكلات الجديدة ... وأن سلفيتهم سلفية تقليدية لا تساوي شيئًا.
ويرى أن العلماء شيوخ لا يفهمون إلا قشور الإسلام على مستوى عصور قديمة. ويرى أنهم طابور من العلماء المحنطين الذين يعيشون بأجسادهم في عصرنا ولكنهم يعيشون بعقولهم وفتاواهم في غير عصورنا. ويرى أنهم لا يحسنون الرد على الإلحاد ودسائس أعداء الإسلام.
وتكلم عبد الرحمن عبد الخالق في الشيخ الشنقيطي - وهو أحد مشايخه الذين درسوه في الجامعة الإسلامية -، فيرى عبد الرحمن عبد الخالق أن الشيخ الشنقيطي لم يكن على مستوى عصره، وما كان يدرك جواب شبهة يوردها عدو من أعداء الله، ولا كان على استعداد أصلًا لسماع هذه الشبهة. [5] وينتقد الشيخ الشنقيطي بكلام شديد لأنه لم يقتنع بالصعود إلى القمر.
ويقول عبد الرحمن عبد الخالق في ختام كلامه على الشيخ الشنقيطي: "إن الشيخ الشنقيطي مكتبة متنقلة لكنها طبعة قديمة تحتاج إلى تنقيح وتصحيح". [6] قال الشيخ صالح الفوزان: (ولم يسلّم من ذلك حتى مشايخه الذين درّسوه). [7]
ط ـ ومن عجيب تُهم عبد الرحمن عبد الخالق أنه يزعم أن الشيخ ربيعًا ومن معه يُكفّرون الناس، ويخرجونهم من الدين.
ويكفينا لهدم هذه الدعوى أن نطالب عبد الرحمن عبد الخالق بالبيّنة. ثم إن عبد الرحمن عبد الخالق له كلامٌ صريحٌ يدلّ على ولعه بالتكفير، فمن ذلك أنه يكفّر الدول الإسلامية، حيث يقول: في كتابه: "خطوط رئيسية لبعث الأمة الإسلامية": "بأن الدول العربية والإسلامية بوجه عام لا ظل للشريعة فيها، إلا في بعض ما يسمى بالأحوال الشخصية ... وأن دولنا جميعها بلا استثناء خاضعة لتشريع الغرب أو الشرق".
ويكفّر الشعوب، حيث يقول عبد الرحمن عبد الخالق: "الشعوب في ردة جماعية". [8] ويرمي سواد الناس بالعلمانيّة، ويصف الصوفية بأنهم مشركون وثنيّون، وأنهم غير مسلمين، ويصف تلميذه عبد الرزاق الشايجي السلفيين بالزندقة. [9] ومع هذا يتّهم الشيخ ربيعًا بالتكفير، فحقًّا إن لم تستح فاصنع ما شئت. ومن هنا نقول إنه يكسب الخطايا ثم يرمي بها الأبرياء.
قال الشيخ ربيع في "مجموع كتب ورسائل الشيخ ربيع": (تتظاهر بمحاربة التكفير شأنك شأن كثيرٍ من دعاة القطبيّة والإخوانيّة، ثم تدافع عن القطبيين التكفيريّين أشدّ ما يكون من الدفاع لأنك لم تنضبط بمنهج السلف في قضايا النقد "الجرح والتعديل" ولا في التبديع، لمن يستحقّ التبديع، والتكفير لمن يستحقّ التكفير، ويرى الناقد البصير أنك تتخبّط في هذه القضايا يمينًا وشمالًا، وصعودًا وهبوطًا). [10]
وأخيرًا:
نحن منتظرون أن يأتي عبد الرحمن عبد الخالق بالبرهان على مثل هذه الدعاوى، ومن أين نقل هذه الأشياء ؟! فليحل القارئ إلى مصادر موثوقة.
وقد عرفنا - من مناقشة عبد الرحمن عبد الخالق - أن الرجل لا يتورّع من الكذب على الأبرياء، بل يتّهم الأبرياء بما ابتلاه الله به من التكفير والسكوت عن أهل الباطل.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله.
كتبه: أبو عمار علي بن حسين الشرفيّ
المعروف بعليّ الحذيفي
الثلاثاء 7 / ذو الحجة / 1438 هـ
ـــــــــــــــــــــــــــ
[1] "عون الباري" (2/891).
[2] "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (9/451).
[3]"بيان ما في نصيحة إبراهيم الرحيلي من الخلل والإخلال" (حاشية ص 78).
[4] "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (9/ 521 - 522).
[5] ومن قرأ تفسير العلامة الشنقيطي، المسمى بـ: "أضواء البيان" عرف ما لهذا الرجل من علو الكعب في مناقشة شبهات الكفار، بما لا يحسنه عشرات من أمثال عبد الرحمن الخالق، الذي لم تر الدعوة منه إلا الفتن والقلاقل.
[6] انظر كلام عبد الرحمن عبد الخالق مع مناقشته في"مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (10/42 - 45). وهي في رسالة: "جماعة واحدة لا جماعات".
[7] من تقريظه لكتاب: "جماعة واحدة لا جماعات" للشيخ ربيع المدخلي.
[8] من مقدمة "دفع المراء عن حديث الافتراق" للشيخ حمد العثمان (ص 19).
[9] انظر: "مجموع كتب ورسائل الشيخ ربيع" (10/244 - 245).
[10] انظر: "مجموع كتب ورسائل الشيخ ربيع" (10/244).

الإخوانيُّ عبد الرحمن عبد الخالق يكسب الخطايا ثم يرمي بها الأبرياء ( الحلقة الأولى )



الحلقة الأولى

   الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فقد زادت وقاحة أهل البدع، وقلّ حياؤهم، وأصبحوا لا يخجلون من الكذب والتضليل، يظلّ الواحد منهم يجني على الحقّ عقودًا من السنين، يفسد عقول الشباب بمفاهيمه العوجاء، ويضيّع شباب الأمة في ترّهات هذه الأحزاب، في الوقت الذي يجد من أهل الحقّ صدورًا واسعةً سنين عددًا على اعوجاجه، فيناصحونه، ويستعملون كلّ وسيلة لرجوعه، ثم يظهر هذا الظالم للجميع أنه هو المظلوم الصابر، الذي أفنى حياته نُصحًا للأمة.
ومن هؤلاء عبد الرحمن عبد الخالق الذي يتخبّط في دعوته قرابة أربعين عامًا، حربًا على السلفيّة وعلمائها، ونصرةً للمناهج المنحرفة، كمنهج الإخوان المسلمين – الذي ظهر فساده وإفساده لكلّ ذي عينين – ومنهج جماعة التبليغ، وغيرهما من المناهج المنحرفة.
وقبل الوقوف مع مقال عبد الرحمن عبد الخالق، نحبّ أن نبيّن من هو عبد الرحمن عبد الخالق ؟! وما هي انحرافاته ؟! وهذا سيساعد القارئ كثيرًا على فهم الدوافع لهذا الرجل وأمثاله، التي دفعته إلى كتابة تلك الافتراءات.

1 ـ انحرافات عبد الرحمن عبد الخالق

أولًا: ـ يدافع عبد الرحمن عبد الخالق بقوّة عن الأحزاب الموجودة على الساحة الدعوية من حزب الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ، ويرى أن لها فضلًا على المسلمين، لا ينكره إلا صاحب هوى وتعصّب، بينما يصبّ جام غضبه على دعوة أهل السنة والجماعة.

ثانيًا: ـ طغيان الاتجاه السياسي على الاتجاه الدعوي عند عبد الرحمن عبد الخالق، وعند "جمعيّة إحياء التراث"، حتى صارت حزبًا سياسيّا محضا يتغطّى بغطاء الأعمال الخيريّة، فقد صارت تنافس الحكام، وتؤيّد خصومهم السياسيّين، وأصبح عبد الرحمن عبد الخالق يدعو إلى المشاركة في الدخول في البرلمانات كما في رسالة: "مشروعية الدخول في المجالس التشريعية". ويرى جواز الدخول في البرلمانات الديمقراطية في رسالته: "المسلمون والعمل السياسي". ويرى عبد الرحمن عبد الخالق جواز المظاهرات، وأنها من وسائل الدعوة إلى الله - كما في رسالة: "فصول من السياسة الشرعية في الدعوة إلى الله تعالى" -.

ثالثًا: ـ أيّد عبد الرحمن عبد الخالق ثورة مصر على حاكمها السابق حسنيّ مبارك، دون أدنى مبالاةٍ بما يسفك من الدماء، ولا مبالاة بدخول البلد في فوضى عارمة، ولا مبالاة بتفريق جماعة المسلمين، ولا أدنى خوف من تسلّط العدوّ عليها.
وبعد سقوط محمد مرسي، أيّد عبد الرحمن عبد الخالق الفوضى التي قام بها الإخوان المسلمون في مصر، وأخرج مقالاتٍ في الصحف يعترض فيها على فتوى العلماء الذين يقولون: "إن ما يدور في مصر يعتبر فتنة، فلا يجوز المشاركة فيها".

رابعًا: ـ تسعى جمعية إحياء التراث جاهدةً لتفريق صفوف أهل السنة، وإفساد شبابهم بالأموال، فقد فرّقت "جمعية إحياء التراث" الدعوة السلفية في كلّ مكان، فجمعية إحياء التراث تعرض الأموال على السلفيين بشرط تبعيتهم لجمعية إحياء التراث، ولا يمكن أن تعطي الجمعيّة مالًا لأحد دون أن يكون ولاؤه التامّ لها دون غيرها، وحينها ينقسم الطلاب إلى قسمين، قسم يقبلُ بالتبعية لجمعية إحياء التراث، وقسم يرفض التبعية لها أو لغيرها، فتحصل في الدعوة فُرقةٌ كبيرةٌ بسبب ذلك، تصل هذه الفرقة إلى التناحر، والاختلاف الشديد.
قال شيخنا الشيخ مقبل: (فبعض ضعاف النفوس غرّهم عبد الرحمن عبد الخالق بديناره لا بأفكاره). [1] وكان شيخنا يشتكي منه ومن جمعيته، ويتكلم عليه كثيرًا، حتى إن شيخنا رحمه الله تعالى كان يقول: (جمعية إحياء التراث فرقت الدعوة السلفية في مصر واليمن والسودان والهند وباكستان وغيرها). [2]

خامسًا: ـ وفي الوقت الذي يقوم عبد الرحمن عبد الخالق هو وجمعيّته بالدفاع عن منهج الإخوان المسلمين، وتعظيم رموزهم، والترويج لهم، ونشر كتبهم، والدعوة إلى منهجهم الخارجيّ، يقوم هو وتلامذته بحرب ضروس على الدعوة السلفية، إفسادًا لمفاهيمها، وتشويهًا بعلمائها، - ولاسيّما من تصدّى من العلماء لتعريتها، وكشف حقيقتها - وكلّ ذلك تحت ستار السلفيّة.
ومن ذلك ما يقوم به تلميذه الإخوانيّ - البار به بمنهج الإخوان المسلمين - عبد الرزاق الشايجي في رسالته: "خطوطٌ عريضةٌ لأصول أدعياء السلفية الجديدة" حيث ذكر فيها أن السلفيين خوارجُ مع الدعاة، ومرجئة مع الحكام، وروافض مع الجماعات. [3]
ومن هنا سنفهم لماذا قال الشيخ الألباني - رحمه الله - إن  عبد الرحمن عبد الخالق "تسلّف" في الجامعة الإسلامية – أي: كان سلفيًّا -، ثم انتهى أمره إلى منهج الإخوان المسلمين. [4] ومثله كلام شيخنا الشيخ مقبل - رحمهما الله -.

سادسًا: ـ لقد حذّر من انحرافات عبد الرحمن عبد الخالق جمع من علماء أهل السنة والجماعة، ومن هؤلاء:

أ ـ سماحة الشيخ الوالد عبد العزيز بن باز - رحمه الله – الذي استدعاه من الكويت، وطلب منه أن يكتب تراجعًا واضحًا في الصحف يرجع فيها عن انحرافاته، واتّهاماته لأهل العلم، وطعوناته الفاجرة في حقّهم.

ب ـ فضيلة الشيخ العلامة المحدّث محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – الذي ذكر أن عبد الرحمن عبد الخالق انتهى أمره إلى الإخوان المسلمين.

ج ـ وفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - الذي وصفه بأن ما يقوله كذب.
د ـ وفضيلة الشيخ صالح بن غصون - رحمه الله - الذي وصفه بأنه فاجر.

هـ ـ وفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان. [5].
و ـ وفضيلة الشيخ الوالد محمد بن عبد الوهاب البنا - رحمه الله -.

ز ـ وفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي.

ح ـ وفضيلة شيخنا الوالد الشيخ مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله -. بل قال عنه شيخنا مقبل: "وأخشى أن يكون مدسوساً على الدعوة".
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله.
كتبه: أبو عمار علي بن حسين الشرفيّ
المعروف بعليّ الحذيفي
الاثنين 6 / ذو الحجة / 1438 هـ
ـــــــــــــــــــــــــ
[1] "فضائح ونصائح" (ص 50).
[2]"غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة".
[3] وقد قال شيخنا في "تحفة المجيب" (ص287) عن الشايجي: (أفٍّ لك أيها الكذاب، فأشهد أنك كذاب ترمي السلفيين بما ليس عندهم).
[4] انظر: "أشرطة لقاء ناصر العمر مع الإمام الألباني"، وانظر: "العلماء يتولون تفنيد الدعاوى السياسية المنحرفة لعبد الرحمن عبد الخالق" للأخ أبي أحمد السلفي. و"رسالتي إلى جمعية إحياء التراث" لشيخنا الشيخ مقبل – رحمه الله - وهي ضمن كتابه: "قمع المعاند"، وشريط: "الشهاب الحارق على عبد الرحمن عبد الخالق" لشيخنا. وراجع شريط: "ما قاله أهل العلم في عبد الرحمن عبد الخالق".
[5] قال الشيخ ربيع في "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (10/36): (لما وصلت الفوزان رسالة يبرئ عبد الرحمن عبد الخالق نفسه فيها مما قيل فيه، أرسل رسالة مصحوبة بعشرات الأخطاء في حق العلماء صدرت منه في كتبه وأشرطته وطلب منه الإجابة عنها، فلم يجب ولا برد السلام عن تلك الرسالة، أفادني بذلك الشيخ صالح الفوزان نفسه) ا.هـ

السبت، 12 أغسطس 2017

مدرسة يحي الحجوري و أتباعه


1 ـ ومن مدارس الحدادية مدرسة يحيى بن علي الحجوري.



شابهت مدرسته مدرسة الحدادية الأولى في حربه الشرسة على علماء أهل السنة، وغلوّه في الأحكام على الآخرين، وغلو أتباعه فيه، وعدم تفرقتهم بين البدعة والخطأ، ولا بين المبتدع والمجتهد، مع كثرة ضلالاته، وموافقة الأتباع على ذلك.



فطريقته دخيلة على الدعوة السلفية، أجمع علماء الدعوة السلفية على نبذها وذمها، وبراءة الدعوة السلفية منها.



2 ـ تصدره للتدريس والفتاوى:



خاض يحيى الحجوري غمار التصدر والتدريس، وليس له شيء يعتمد عليه من رصيد الخبرة والتمرس والمهارة سوى أنه كان أولى من غيره من الطلاب، لذلك من الطبيعي أن تظهر له في هذه المرحلة أخطاء عجيبة، وشذوذات فقهية وعقدية، وشذوذات أخرى لم يكن يتوقعها أحد.



خلف يحيى الحجوريُّ شيخنا مقبلًا في التدريس لظروف مرض الشيخ رحمه الله، فتصدر لفتاوى كانت تأتيه من أماكن بعيدة من أوروبا والأمريكيتين وأفريقيا وغيرها، ولاسيما في مسائل كبيرة، ولم نجد منه الإحالة على غيره من العلماء ممن هو أكبر منه سنًا وأسبق منه في العلم، ولم نجد منه التواصل معهم لسؤالهم والاستفادة منهم، وهذا خطأ كبير ارتكبه الحجوري، ولاسيما أن كثيرًا من هذه الأجوبة كانت ارتجالية غير محرّرة، ولا حتى مبحوثة بحثًا جيدًا.



وهذه سنة الله فيمن أراد أن يقطع الطريق على العلماء الكبار أن ينتهي أمره.



3 ـ ظهور الانتقادات على الحجوري سريعًا:



وقد أُخذت عليه مؤاخذات علمية وأخلاقية من أشرطته ودروسه مع أول تصدره، وكتبت انتقادات بأسماء مجهولة.



ثم انتقدت عليه انتقادات أخرى من بعض طلاب العلم، ورُفع بعضها للشيخ ربيع بن هادي المدخلي، فحكم في بعضها لصالح المنتقدين، وخطّأ الشيخ ربيع يحيى الحجوري في أشياء منها قضية "المماسة" وهي قضية مشهورة، حيث قال يحيى الحجوري: "إن الله استوى على العرش بدون مماسة".



وخلاصة فتوى شيخنا الشيخ ربيع أن مثل هذه الألفاظ لا ينبغي الإتيان بها، لأن السلف سكتوا عن هذا القول فنسكت عنه.



وممن انتقد الحجوري صحفيون، انتقدوا على الحجوري من الناحية الأخلاقية أيضًا، ومن ذلك بذاءة لسانه، وقذفه الأعراض بدون تروّي ولا رجاحة عقل.



ومن ذلك تطاول الحجوري على أعراض نساء - مندرجات في السلك العسكري - فقال: (إن النساء المجندات ما هن إلا لقيطات من الشوارع).



فرد عليه أحد الكتاب الصحفيين: (وإني - كمسلم وكمواطن يمني أيضًا - أطالب القضاء الأعلى في اليمن، وأطالب وزير الأوقاف وكل من له الصلاحية، بل أطالب رئيس الجمهورية شخصيًا باتخاذ القرار الحاسم والعاجل في هذا الشأن) ا.هـ



وانتقد على الحجوري بعض العوام من النساء والرجال، حيث كانوا يسمعون منه أنه يقول: "بولوا على البيان الفلاني". أو يقول: "ما مع فلان إلا سيدي حسن". ويعني به: فرج الرجل. ويقول: "يا أهل عدن استروا عنا أرحام نسائكم". ونحو هذه الألفاظ فكانوا يتضايقون منها.



4 ـ وأول أكاذيبه وتشبعه بما لم يعط أنه نسب الفضل لنفسه في كشف أبي الحسن، ونسبه إليه أتباعه، والله يعلم أنه كان عبئًا ثقيلًا علينا في فتنة أبي الحسن، بل كان سببًا في تحوّل بعض الناس إلى صف أبي الحسن.



وأبو الحسن لم يكشفه الله إلا بأمثال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي الذي رد عليه ردودًا علمية أبانت عن حقيقة منهجه، وما يحمله من فكر خطير، ثم مشايخ المدينة، وعلى رأسهم الشيخ عبيد الجابري. [1]



واليوم يجتمع يحيى الحجوري - خارج اليمن - بأبي الحسن المأربي وعلي الحلبي وأمثالهما.



اجتمعوا على بغض الربيع، وعندنا أن الربيع محنة نمتحن به الناس، وبأمثاله من حماة السنة.



5 ـ ومن ضلالات يحيى الحجوري: [2]



أ ـ قوله إن النبي صلى الله عليه وسلم يخطئ في وسائل الدعوة. مع أن الحجورى يراها توقيفية. [3]



ب ـ تقريظه لمن يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقبل قوله إلا بدليل. [4]



ج ـ ذكر في كتابه: "أحكام الجمعة" جملة من مثالب الصحابة، ليستدل بذلك على أنهم غير معصومين، فجمع لأهل البدع ما لا يحسنون جمعه، ولم يتب من ذلك الكلام الرديء في حق الصحابة.



د ـ زعمه أن بعض الصحابة وقع في الإرجاء.



هـ ـ زعمه أن إبليس وفرعون والمشركين دعوا إلى توحيد الربوبية.



و ـ حمل المجمل على المفصل، والذي يراد به حمل انحرافات الشخص على مفصله.



ز ـ إنكاره التفريق بين المبتدع الداعية والمبتدع غير الداعية كما فعل محمود الحداد.



ح ـ منها تفريق كلمة أهل السنة، فقد فاصل الحجوري أهل السنة والجماعة كلهم، وبدّع الأبرياء وحكم عليهم بالضلال ظلمًا وعدوانًا. وأفتى أتباعه بهجر الإخوة السلفيين، ونبذهم في كل مكان، ومعاملتهم معاملة المبتدعه.



بل حرض أتباعه على محاربة دعاة أهل السنة في كل مكان، ومنعهم من الدعوة إلى الله من بعض المساجد، حتى في أفقر الأماكن إلى الدعوة والدعاة.



ط ـ ومنها أنه حصر ولاء أتباعه عليه دون عموم أهل السنة.



فأتباعه يوالون ويعادون فيه، ويربطون مصيرهم بمصيره، يجعلونه هو الأصل ولا يقبلون من غيره إلا ما وافق هذا الأصل، وإلا فكلامه مردود لا يقبل.



ي ـ التعدي على العلماء.



فالحجوري له حملة مسعورة على علماء أهل السنة. فقد ادعى أنهم ضعفاء في العلم، وأن عندهم من المخازي والأمور النفاقية ما ينزل رؤوسهم إلى الأرض، وأن عندهم تلصصًا على الدعوة.



وكان يهدّد ويتوعد كل من يخالفه بأن يهين كرامته.



وكذب الحجوري والله، فعلماؤنا أشرف العلماء، وأنزههم عن الأمور المدنسة، وأقواهم حجة، وأرسخهم علمًا، وأعظمهم استقامة على الصراط المستقيم.



والعجيب أن هذه الخصال التي رمى بها غيره من علمائنا ابتلاه الله بها، حتى إنه تواتر عنه أن استحوذ على كثير من الأموال، وبنى بها البيوت الضخمة مما وصلته من أموال المجاهدين. [5]



بل حصلت بينه وبين أتباعه في هذه الأموال - بعد خروجه من دماج - مخازي يُستحيى من ذكرها كما ذكر القائمون على مركز دماج من أهل وادعة في بيان لهم.



ولأتباعه حملة مسعورة على أهل العلم ولاسيما في شبكتهم الحدادية "شبكة العلوم"، التي يكتب فيها أناس لا يعرفهم العلماء وإن ذكروا أسماءهم. [6]



ك ـ حرض الجهّال على منافسة العلماء في النوازل.



فقد جرأ الأحداث على التصدر والتأهل لأعظم الأحكام، وشجعهم على ذلك.



ل ـ عدم الحكمة في الدعوة إلى الله.



يقول الشيخ ربيع حفظه الله في الرد على فالح الحربي:



(ولقد تعبت كثيرًا وكثيرًا - هنا وهناك - من معالجة آثار كلام من لا ينظر في العواقب، ولا يراعي المصالح والمفاسد، ولا يستخدم الرفق والحكمة، تلكم الأمور العظيمة، والأصول العظيمة التي يجب مراعاتها، ولا تقوم الدعوة إلا بها) ا.هـ [7]



م ـ تنطعه في بعض المسائل الفقهية. [8]



ن ـ وله كثير من التخليط في فتاواه وكتبه، ومنها مسائل المصطلح وعلم الحديث. ومن ذلك أن الحجوري ألف كتابًا في "مفاريد الصحابة"، أي: "الصحابة الذين ليس لهم إلا حديث واحد"، ولكنه قصر بحثه على الكتب الستة فقط.



وقد خرج فيه عن طريقة أهل العلم كعادته. وهذا ما استغربه شيخنا الشيخ ربيع بن هادي من طريقة الحجوري، فألف كتابين في الرد على الحجوري في كتابه، نصحًا لله تعالى ونصحًا لكتابه ولسنة رسوله ولصحابة نبيه صلى الله عليه وسلم وللمسلمين، فأخرج الحجوري ردًا على الشيخ، أسماه: "نبذة نبيلة في الرد على مقدمة الشيخ ربيع الهزيلة". ملأها بالمغالطات والتلبيسات، وقد رددت عليه في مقال: "مع الحجوري في جناياته وتلبيساته الجديدة".



س ـ سوء أدبه هو وأتباعه:



لم نجد أسفه من الحجوري، استعمل - في هجومه على الخصوم - السب والشتم والألفاظ البذيئة التي لا تليق بعامة الناس، فضلًا عن خواص أهل السنة، وتجاوز هو وأتباعه الأدب في كثير من المسائل حتى مع أجل العلماء.



انتقده بعض طلاب العلم فعيّره الحجوري بنسبه. ويقول عن بعض طلاب العلم: (هؤلاء مثل حمير القات). وسئل عن فلان: (عبد الله الأهبل).



وقال في آخر: (قلنا له: "اسمع والله لو ما تتأدب لأرجمك بالنعال في وجهك").



وسئل عن محمد بابحر, فقال: (محمد با بالوعة). وقال عن آخر: (وجهه مثل العجوز الكاهنة). وقال: (شكله شكل الكاهن). وقال عن فلان: (من الحزبيين كان لعاب كرة كابتن من قبل).



وقال: (يقولون في أهل براءة الذمة: ثمانون عالمًا، وما هم ثمانون عالمًا، هم ثمانون عربجي). ويقول عن أبي الحسن: (خرج من بين الراقصين والراقصات). ويقول: (أبو همام السدي إرم به في البالوعة، وليس في القمامة). وينادي فيقول: (يا عجل). ويقول عن آخر: (همة الأتان)، وسألوه عن من يمضغ اللبان في الدرس فقال: (يذكرني بمخانيث بريطانيا). و(أحمد بن منصور مثل الكلب). و(عربجي). و(يا ساذج). و(يا حراجاه يا رواجاه). و(يا بليد). و(يا بغل). و(هؤلاء ممسوخين). و(خاين ونذل). و(السرورية مخانيث الإخوان).



وصدق الشيخ العلامة عبيد الجابري عندما قال في الحجوري: (ليس عنده نفس العلماء).



ومن سوء أدب أتباع الحجوري، أن أحد أتباع الحجوري واسمه عبد الكريم الحجوري أبو عمرو تطاول على عالم كبير من علماء المسلمين، وسنعرض شيئًا من مقالة عبد الكريم الحجوري ليعرف القراء بضاعة القوم، ومكانة الأخلاق عندهم، واحترام الكبار في العلم والسن.



يقول السفيه عبد الكريم الحجوري: (من أبي عمرو إلى عبيد الجابري ... فنخشى عليك والله أن تكون هذه خاتمة سوء وأنت على حافة قبرك وقد قلت الزور والبهتان ولم تخف من الله ولم تستح من صالح خلق الله). (أردت يا أحيمق أن تلغي مركزه). (ألا كأنك خبلت عافاك الله شفاك الله). (الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاكم به). (اللهم لا شماتة والسعيد من وعظ بغيره). (إن كان للجابري أولاد صالحين فأنصحهم أن يحجبوه، وإن لم يكن له قريب صالح يفعل ذلك فيا حبذا لو يحجر عليه ولي الأمر لأجل مصلحته).



قال: (ومن أنت حتى تتناول نجوم السماء بيديك القصيرة ورجلك العرجاء). (ضربت برأسك الهش وبقرنك الوعل نطحت جبلاً أشماً منيفاً). (أنصحك بسرعة التوبة مما قلت والرجوع من هذا الذنب العظيم). (نعوذ بالله من سوء الخاتمة). (فتواك الجائرة) (مثلك كمثل بعوضة ...).



وهناك امرأة على شاكلة الحجوري واسم رسالتها: "الصارم المسلول على عبيد الجابري السفيه المخبول".



جاء في مقالتها: (يا أيها الشيخ المفتون). (هل تعاميت عن آيات الله). (فأنت اليوم أشد تخبيطاً). (فاتق الله يا من قد سفه قوله). (فأنت تحارب الحق والعلم والعلماء، فضلاً عن الأولياء). (فانتبه من إفساد دينك، ولا تكن ثرثاراً مسماعاً لأهل الضلال). (واخزيت نفسك يوم وقفت مضاداً لهذا الخير). (وما ازددت إلا حقارة ووضاعة). (ما ازددت إلا خسراناً وضياعاً). (فقد ارتكبتم الكبائر وسول لكم الشيطان أعمالكم). (يا عبيدَ الحزبِ الجديد). (إنه الهوى الذي قتلك يا عبيد، والحقد الدفين الذي أهلكك). (فيا عبيد السوء أتضل الطريق في آخر السفر). (وهل حثالتك وبطانتك السيئة إلا من كان هذا حاله). (واسوأتك بكلامك هذا الساقط). (فأنت السفيه الذي لم يحكم بما أنزل الله). (يا أحمق). (فقد أخزيت نفسك يا سفيه). (أبشرك يا مخذول). (وجعلت نفسك مزبلة ترمى بها القاذورات).



ع ـ غلا أتباعه فيه غلوّا لا نظير له.



حيث وصفوه بأنه إمام الثقلين.



ووصفوه بأنه أخذ من صفات النبي صلى الله عليه وسلم، وصفات خلفائه الراشدين، وصفات بعض الأئمة في هذه الأمة.



وقال أحد أتباعه:



لو ذوّبوه لذاب لحمه سنة ولصار آيات الكتب الباقي.



6 ـ طرد الحجوري كل من يخالفه:



امتحن الحجوري مئات الإخوة من طلاب العلم في تبديع الأبرياء ظلمًا وعدوانًا، فلم يستجيبوا له، وضيّق عليهم هو وأتباعه فخرجوا من دماج، فتفرقوا في كل مكان منهم من رجع إلى بلده، ومنهم من خرج إلى بعض القرى، ومنهم من خرج إلى مراكز أخرى.



وكثير من هؤلاء غرباء ليسوا من اليمن، ورحم الله شيخنا مقبلًا الذي كان آية في محبة الغرباء، ورحمتهم، وتفقد أحوالهم. [9]



وأعرف إخوة كثيرين حُرموا من طلب العلم بسبب يحيى الحجوري، حتى إن كثيرًا منهم دعا عليه في الحرم المكي عند الكعبة، وكثير منهم دعا عليه في صلاته وسجوده.



فلم تمر الأيام إلا وانتقم الله لأعراض العلماء الذين وقفوا في وجهه فشوّه بهم الحجوري، وانتقم الله لطلاب العلم، فسلّط الله عليه الرافضة ليخرجوه من المُلك الذي كان يعيشه، بين طلابه وحرّاسه ونسائه، وأذاقه الله من الكأس التي أذاق منها الطلاب المساكين الذين خرجوا مطرودين من دماج.



7 ـ موقف الحجوري من جهاد الرافضة:



لم يفتِ الحجوري بجهاد الرافضة يوم أن كانت الدولة تقاتلهم في صعدة، بل كان يعد ذلك فتنة، وإنما أفتى في ذلك مشايخنا في المملكة العربية السعودية فقط دون غيرهم، وأولهم الشيخ عبيد الجابري.



ويوم أن اقترب الرافضة من دماج، ولما قتلوا بعض رجال وادعة لم يفت بالقتال، حتى قتل بعض الطلاب من قبيلته، فهناك أفتى الحجوري بقتال الرافضة، حتى قال الشيخ عبيد الجابري إن الحجوري إنما أفتى بذلك مكرهًا.



وبعد خروجه من دماج رجع عن فتوى القتال حتى أنكر عليه بعض طلابه. [10]



واليوم تعاني اليمن كلها من الرافضة، ولا تعرف له فتوى مكتوبة ولا مسموعة يصرح فيها بقتال الرافضة كمشايخنا. [11]



8 ـ وقد بدّعه أكابرُ علماء الدعوة السلفية في عصره وضللوه، كالشيخ ربيع والشيخ النجمي والشيخ عبيد والشيخ محمد بن هادي وغيرهم، وألحقوه بالحدادية.



وقد وجدت الدعوة السلفية - وما زالت تجد - منه ومن أتباعه أذى كثيرًا، في الوقت الذي وجدنا فيهم لينًا ورخاوة مع بعض أهل البدع، ولاسيما بعد خدمة كثير من أهل البدع لأتباع الحجوري عند خروجهم من دماج.



9 ـ ومما ينبغي أن يعلم أن محمدًا الإمام وعبد العزيز البرعي وعبد الرحمن مرعي لم يكن لهم جهود في كشف حقيقة الحجوري، وليس لهم دور يذكر في كشف ضلالاته، وبيان انحرافاته، لا هم ولا طلابهم، كعادتهم في كل فتنة، بل كان بعضهم يدافع عنه إلى وقت قريب، وهم السبب في تأخير فتنته، وإنما كان الفضل في ذلك – بعد الله تعالى - للشيخ ربيع والشيخ عبيد ونحوهم، ثم طلاب العلم الفضلاء ممن كتب في الحجوري، وهم كثير، وأستحضر من هؤلاء الشيخ عرفات المحمدي وعلي الحذيفي وآخرون. [12]



10 ـ والحجوري بحق أحد الذين نفروا من دعوة أهل السنة، وشوهوا بها، وفتحوا الأبواب للحاقدين عليها.



11 ـ اتهام مدرسة الحجوري الحدادية لمشايخنا بأنهم حدادية:



ومن مدرسة الحجوري متعالم يقال له أبو عمرو عبد الكريم الحجوري، حيث قال: (خامساً: الحدادية هم طلاب الشيخ ربيع - وفقه الله - ومن تحت قدميه خرجت الحدادية: كمحمود الحداد, وباشميل وفالح الحربي وغيرهم) ا.هـ [13]



أقول:



قوله إنهم خرجوا من تحت قدميه، معناه أن له يدًا في تربيتهم، وهذا من أشد العجب أن يرمي هؤلاء الحدادية مشايخنا الذين وقفوا للحدادية بأنهم منها.



فهذا الصنف نخشى أن يدخل في قوله تعالى: (ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئًا فقد احتمل بهتانًا وإثمًا مبينًا).



وردنا على هؤلاء من أوجه:



أولًا: محمود الحداد، وفالح الحربي، وعبد اللطيف باشميل، وسائر الحدادية لم يتربوا على يد الشيخ ربيع أصلًا، إنما كانوا ينتسبون للدعوة السلفية في المدينة، شأنهم شأن غيرهم من السلفيين، والشيخ ربيع مثله كمثل غيره من مشايخ المدينة ممن يفرح بمن ينتسب إلى السلفية.



فهل تلقي اللوم أيضًا على سائر المشايخ كالشيخ حماد الأنصاري والشيخ عبد المحسن العباد والشيخ صالح السحيمي وغيرهم لأنهم من مشايخ المدينة كذلك ؟!.



وثانيًا: ـ أن محمودًا الحداد شهد عليه المقربون منه أنه لم يكن يرضى بالتنازل لأحد من مشايخ المدينة لطلب العلم على يديه، إذ أنه كان يرى نفسه قريبًا منهم أو قرينًا لهم.



وثالثًا: ـ لنفترض أنهم تربوا على يد الشيخ ربيع ثم قدر لهم أن ينحرفوا، فهل يحمل الشيخ ذنوب الطالب إذا كان لا خير فيه ؟!



هل يعلم الحجوري الصغير أن كبار الحزبيين في اليمن – من أصحاب الجمعيات – طلبوا العلم على يد شيخنا الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، فهل يحمل شيخنا الشيخ مقبل – رحمه الله - مسئولية انحرافهم إذا كانوا منحرفين ؟!



هل يحمل الحسن البصري جريرة المعتزلة، لأنهم رؤوسهم خرجوا من حلقته مثل عمرو بن عبيد وغيره ؟!



كتبه أبوعمار

علي الحذيفي

_____________________

[1] "البيان الفوري" للشيخ عرفات المحمدي، و"التقريرات" علي الحذيفي.



[2] انظر: "البيان الفوري" للشيخ عرفات المحمدي ورسالة: "التقريرات بكشف ما لدى الحجوري من جهالات". علي الحذيفي.



[3] انظر مناقشته في "البيان الفوري" لأخينا الشيخ عرفات المحمدي.



[4] "البيان الفوري" للشيخ عرفات المحمدي، و"التقريرات" علي الحذيفي.



[5] وممن ذكر ذلك عنه الشيخ ربيع بن هادي المدخلي.



[6] "البيان الفوري" (ص 11) للشيخ عرفات المحمدي.



[7] "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع".



[8] وقد ذكرت الأمثلة على ذلك في رسالتي: "التقريرات بكشف ما لدى الحجوري من جهالات".



[9] وقد كنت أقول لإخواني: "إن الله ابتلى الدعوة بمثل يحيى الحجوري ليعرف الإخوة قدر شيخنا مقبل رحمه الله".



[10] أبو حاتم الأشموري.



[11] ومن الإنصاف أن نقول: "إن كثيرًا من المتأثرين بالحجوري – ولا أقول جميعهم - كان لهم موقف جيد من جهاد الرافضة عندما توسع الحوثيون الرافضة خارج دماج".



والفضل في هذا – بعد الله تعالى - لمشايخنا الكبار الذين حرضوا على قتال الحوثيين، فأفتوا فتاوى صوتية ومكتوبة، فأشتعلت الجبهات على الحوثيين في اليمن من كل مكان.



[12] والعجيب أن يأتي بعض أتباع محمد الإمام – ممن ليس له أدنى جهد في كشف ضلالات الحجوري - فيزعمون بأن عرفات والحذيفي يسيرون على خطى الحجوري.



[13] "الكاوي لرأس رشاد العلوي الغاوي".

قصة القطبية للشيخ علي الحذيفي حفظه الله ورعاه

قصة القطبية


مقدمة
 الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وبعد:
فالمنهج السلفي هو دين الله الخالص، لأنه قائم على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم، وطريقة أصحابه رضي الله عنهم، في العلم والعمل والاعتقاد.
وأهل البدع والضلال يكيدون لهذا المنهج المبارك المكايد، ويحاربونه بالليل والنهار، ويشوهون به، وينسبون إليه ما هو بريء منه، لأنهم يعلمون أنهم لن يصلوا إلى أغراضهم ما دام أن هذا المنهج قائم.
وهؤلاء الخصوم على صنفين: فمنهم من  يجاهر بالعداوة، فيرمي هذه الدعوة المباركة بكل قبيح جهارًا.
والصنف الآخر من يندس في هذه الدعوة المباركة، ليدس ما يريد في الوقت الذي يريد، وهذا الصنف خطير، لأنه يظهر بمظهر السلفية، ويدخل على السلفية أشياء من ضلالات الفرق الأخرى بقصد أو بغير قصد، وقد يتربى الشخص سنين طويلة في هذه الدعوة السلفية، ويتزي بزي أهلها، وهو غير مقتنع بأسس هذه الدعوة، ولا بطريقتها، وإنما صار فيها لغاية واحدة، وهي أنه يبث سمومه من الداخل.
ويأبى الله إلا أن يفضح مثل هذا الصنف، ويظهر خبره، وهذا شيء خصه الله به دون سائر المناهج، فمن أراد أن يخترق هذا المنهج المبارك ويدخل فيه أشياء افتضح أمره، لأنه دين رب العالمين سبحانه.
وشواهد التاريخ شاهدة على أن من اندس بين أهل الحق فإنه سرعان ما ينفضح، فلقد لبس بعض الكذابين ثياب المحدثين، وكذبوا على النبي صلى الله عليه وسلم، واختلقوا الأحاديث التي لم يقلها صلى الله عليه وسلم، ليدسوا الأكاذيب في السنة النبوية، ويفسدوها بقصد أو بغير قصد، فقيّض الله لهم أئمة الحديث، فكشفوهم، وكشفوا هذه الأحاديث للناس، وميزوا بينها وبين الأحاديث الصحيحة.
ومن ذلك ظهور أئمة البدع الذين دسوا في الإسلام ضلالات لا حصر لها، واغتر بها كثير من عامة الناس، فهيأ الله تعالى لهذه الطائفة رجالا يكشفون ضلالاتها.

مشايخ الدعوة السلفية يحرسون المنهج السلفي ويذبون عنه
وتستمر المعركة بين أهل الحديث وأهل البدع على مر العصور، فكلما قام أهل البدع بدس البدع على مذهب السلف، قيظ الله تبارك وتعالى لهذا الدين رجالًا، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
فأهل الحديث – ولله الحمد - في يقظة تامة، وحراسة مشددة.
وفي هذا العصر خرجت علينا ضلالات متنوعة، دسها أصحابها على دعوة أهل السنة بمكر عظيم، فقيض الله تعالى رجالًا يحمون هذا المنهج المبارك، ويبذلون في سبيله الغالي والنفيس، فبينوا بالردود العلمية ضلالات هذه الأفكار والآراء، وصبروا على الحق الذي دافعوا عنه، وتحملوا من أهل البدع كل أنواع الأذى، من الافتراءات والتضليلات.
ومن المؤسف أن كثيرا من شبابنا، لا يعرفون جهود علمائهم في الذب عن هذا المنهج المبارك، ولا يعرفون معاركهم المشرفة التي خاضوها ضد أهل الباطل بأصنافهم وألوانهم، فنتج عن هذا جهل كبير، لأنه لا يعرف طرق المندسين، الذين دسوا في الإسلام دسائس كثيرة، ولا يعرف صفاتهم، ولا علاماتهم، كما لا يعرف من هم هؤلاء المنافحون، الذين أفنوا أعمارهم في توضيح الإسلام والذب عنه، ودعوة الناس إليه، ونتج عن هذا أيضًا خلط كثير من الأوراق، فكل من وقع في فتن الشبهات، فلأنه لا يفرق بين  الراسخين من أهل العلم، الذين عرفتهم السلفية ذابين عنها سنين عددًا، وبين غيرهم، فيكونون دائما ضحية لهذا الخلاف.
وفي كل فتنة وجدنا أن مشايخنا الكبار هم أهل العلم الراسخ، والنصيحة الحكيمة، والغيرة الصادقة، والفراسة الثاقبة، في كل الفتن.
وفي هذه النبذ سأذكر شيئًا من الجهود المباركة لعلمائنا الأخيار، الذين قاموا بحراسة هذا المنهج المبارك، لأمور: 
1 ـ لمعرفة جهود علمائنا.
2 ـ لمعرفة يقظتهم ونباهتهم.
2 ـ للتمييز بين العلماء المجاهدين، وغيرهم.
3 ـ لمعرفة بعض أسماء أهل البدع المعاصرين.
4 ـ لمعرفة طرائق أهل البدع المعاصرين.
قصة القطبية
في المملكة العربية السعودية واليمن وغيرها
كان القطبيون - في هذين البلدين متسترين - بثوب السلفية، ويعيشون في وسط الدعوة السلفية، ويظهرون بمظهرها، ويتكلمون بطريقتها، فدرسوا كتب أهل السنة في العقيدة والتوحيد [1]، وجلسوا في حلقات المشايخ، بخلاف القطبية والإخوان في غير هذين البلدين، فقد كان أمرهم معروفًا.
وشاء الله أن يظهر هؤلاء المتسترون على حقيقتهم شيئًا فشيئًا.
ومهما تكن عند امرئٍ من خليقة      وإن خالها تخفى على الناس تُعلمِ
وكان أول ظهورهم مع أزمة الخليج الثانية، عندما احتل العراق الكويت. ففي ذلك الوقت احتلت الجيوش البعثية الكويت، ثم حشدت قواتها على حدود المملكة العربية السعودية، فاحتاجت المملكة إلى الاستعانة بالكفار، فطرحت الموضوع على هيئة كبار العلماء، فاجتمعوا في الرياض لمناقشة موضوع الاستعانة، وبعد دراسة مستفيضة، وبعد النظر في أقوال العلماء والنظر في أدلتهم، قرروا بالإجماع جواز الاستعانة بهم مؤقتًا، دفعًا لشر البعثيين في ذلك الوقت [2]، ووقفهم كثير من العلماء من مختلف البلدان، لكن خرج على الناس بعض الشباب - مثل سفر الحوالي وسلمان العودة وغيرهما -، يتهمون العلماء بالجهل بواقع المسلمين، وأنهم لا يفهمون ما يدور حولهم من المؤامرات.

أخرج سفر الحوالي كتاب: "وعد كسينجر" معترضًا فيه على هيئة كبار العلماء استعانتهم بالكفار، وكان يقول: (يسمونه استعانة وهو احتلال). [3]
ولم ينقطع هجومهم على العلماء، ولا تضليلتهم للشباب طوال فترة أزمة الخليج.
ويلطف الله تعالى بدول الخليج، وتنكشف الأزمة،ويتم بفضل الله تعالى تخليص الكويت وأهلها من الاحتلال البعثي، ويتم دفع البعثيين من حدود المملكة مع العراق، وتحفظ الأنفس والأعراض والأموال من الأطماع البعثية، وأسلم – في ذلك الوقت - أكثر من خمسة آلاف عسكري أجنبي، ويحصل خير كثير[4]، ويتبيّن للناس جميعًا أن علماءنا كانوا أعلم بالشرع والواقع، وأن فتواهم كانت موفقة ومباركة، وأن هؤلاء الشباب المعترضين طائشون.

القطبيون أتباع سيد قطب
والقطبيون جناح من أجنحة الإخوان المسلمين، يسيرون على خطى سيد قطب في نظرته إلى المجتمعات، لكنهم ظهروا في المملكة العربية السعودية واليمن بثياب السنة.
فهم فصيل من الإخوان المسلمين، لكنهم أرادوا أن يحاربوا الدعوة السلفية من داخلها.
ودعوتهم لها أسس ساروا عليها، منها:
1 ـ تعظيم سيد قطب:
فالقطبيون يعظمون سيد قطب، ويغضون الطرف عن ضلالاته الكثيرة، ومنها:
القول بوحدة الوجود:
قال سيد قطب في "ظلاله" في شرح سورة "الإخلاص":
(إنها أحدية الوجود، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده، وكل موجود آخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية) ا.هـ
وقال في "الموضع نفسه": (فلا حقيقة لوجود إلا ذلك الوجود الإلهي، ولا حقيقة لفاعلية الإرادة الإلهية، فعلام يتعلق القلب بما لا حقيقة لوجوده ولا لفاعليته ؟!.
وحين يخلص القلب من الشعور بغير الحقيقة الواحدة، ومن التعلق بغير هذه الحقيقة، فعندئذ يتحرر من جميع القيود، وينطلق من كل الاوهاق. يتحرر من الرغبة وهي أصل قيود كثيرة، ويتحرر من الرهبة وهي أصل قيود كثيرة، وفيم يرغب وهو لا يفقد شيئاً متى وجد الله؟ ومن ذا يرهب ولا وجود لفاعلية إلا لله؟
ومتى استقر هذا التصور الذي لا يرى في الوجود إلا حقيقة الله، فستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق عنها - وهذه درجة يرى فيها القلب يد الله في كل شيء يراه. ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئاً في الكون إلا الله، لأنه لا حقيقة هناك يراها إلا حقيقة الله) ا.هـ
يخلط سيد قطب بين "توحيد الألوهية"  و"توحيد الربوبية" فيقول في "الظلال": (فقضية الألوهية لم تكن محل خلاف، وإنما قضية الربوبية هي التي كانت تواجهها الرسالات وهي التي تواجهها الرسالة الأخيرة).
ويؤول سيد قطب الاستواء بكلام الجهمية والحلولية فيقول في "الظلال": (والاستواء على العرش كناية عن غاية السيطرة والاستعلاء).
ويسيء سيد قطب إلى بعض أنبياء الله فيقول: (لنأخذ موسى إنه مثال للزعيم المندفع العصبي المزاج). [5]
وقال في "المصدر السابق": (وهنا يبدو التعصب القومي كما يبدو الانفعال العصبي، وسرعان ما تذهب هذه الدفعة الغضبية، فيتوب إلى نفسه شأن العصبيين).
أي: أن موسى عليه السلام ليس متعصبا فحسب، بل تعصبه تعصب قومي لبني جنسه من الإسرائيليين، فهو متحامل على الأقباط لعنصرية فيه.
وقال سيد قطب في "المصدر السابق": (عودة العصبي في سرعة واندفاع).
وقال في "المصدر السابق": (وهكذا في حنق ظاهر وحركة متوترة).
ويفسر سيد قطب شهادة التوحيد فيقول:
(لا اله إلا الله" كما كان يدركها العربي العارف بمدلولات لغته: لا حاكمية إلا لله، ولا شريعة إلا من الله، ولا سلطان لأحد على أحد، لأن السلطان كله لله) أ.هـ [6]
ويكفر المجتمعات فيقول في "الظلال":
(لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين، وانتكست البشرية إلى جاهلية كاملة شاملة للأصول والفروع والبواطن والظواهر، والسطوح والأعماق) ا.هـ
وقال فيه كذلك: (لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية أول مرة، ورجع الناس إلى الجاهلية التي كانوا عليها، فأشركوا مع الله أرباباً أخرى تصرف حياتهم بشرائعها البشرية).
وقال فيه كذلك: (لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منهم يردد على المآذن: لا إله إلا الله). [7]
ويقول: (إنه ليست على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي). [8]
ويقول: (يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم أنها مسلمة، لا لأنها تعتقد بألوهية آخر غير الله ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله، بل لأنها لا تدين بالعبودية لله في نظام حياتها). [9]
وسيد قطب لا يصلي الجمعة لأنه لا يراها إلا وراء الخليفة، فقد قال علي عشماوي - وهو أحد قادة التنظيم الخاص بـ "الإخوان المسلمين" - وهو يتكلم عن سيد قطب:
(وجاء وقت صلاة الجمعة فقلت له: "دعنا نقم ونصلي". وكانت المفاجأة أن علمت – ولأول مرة – أنه لا يصلي الجمعة، وقال: إنه يرى - فقهياً – أن صلاة الجمعة تسقط إذا سقطت الخلافة، وأنه لا خلافة إلا بخلافة) ا.هـ [10]
ويطعن سيد قطب في الخليفة الراشد عثمان وغيره فيقول: (ولقد كان من سوء الطالع أن تدرك الخلافة عثمان وهو شيخ كبير ضعفت عزيمته عن عزائم الإسلام، وضعفت إرادته عن الصمود من كيد مروان وكيد أمية من ورائه) ا.هـ [11]
وقال سيد قطب: (ونحن نميل إلى اعتبار خلافة علي إمتداداً طبيعياً لخلافة الشيخين قبله وأن عهد عثمان كان فجوة بينهما). [12]
ويقول في الكتاب نفسه: (إنه المحنة الحقة أن علياً لم يكن ثالث الخلفاء).
ويقول سيد قطب عن معاوية وعمرو بن العاص:
(إن معاوية وزميله عمرو لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب، ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع، وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة، والنفاق والرشوة، وشراء الذمم، لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل، فلا عجب ينجحان ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كل نجاح) ا.هـ [13]
وقال سيد قطب:
(ولا بد للإسلام أن يحكم لأنه العقيدة الوحيدة الإيجابية الإنشائية التي تسوغ من المسيحية والشيوعية معاً مزيجاً كاملاً يتضمن أهدافهما جميعاً، ويزيد عليهم بالتوازن والتناسق والاعتدال) ا.هـ [14]
ويقول سيد قطب بقول المعتزلة في خبر الآحاد فيقول في "الظلال": (وأحاديث الآحاد لا يؤخذ بها في أمر العقيدة، والمرجع هو القرآن).
ونفى سيد قطب نظام الرق في الإسلام مطلقاً، فقد قال في شرح آية الأصناف الثمانية في الزكاة: ("وفي الرقاب" ذلك حين كان الرق نظاماً عالمياً، تجري المعاملة فيه على المثل في استرقاق الأسرى بين المسلمين وأعدائهم، ولم يكن للإسلام بدٌ من المعاملة بالمثل حتى يتعارف العالم على نظام آخر غير الاسترقاق) ا.هـ
ويجوز تأميم الممتلكات عند سيد قطب إذا احتاجت الدولة.
يقول سيد قطب:
(نزع الملكيات والثروات جميعا وإعادة توزيعها على أساس جديد ولو أنها قامت ونمت بطريق شرعي). [15]
وقال سيد قطب:
(حق المجتمع مطلق في المال وأن حق الملكية الفردية لا يقف في وجه هذا الحق العام).
وقال سيد قطب:
(يعطي هذا الحق للدولة لمواجهة الحاجات العاجلة ودفع الأضرار المتوقعة). [16]
وقال سيد قطب:
(في يد الدولة أن تفرض ضرائب خاصة غير الضرائب العامة كما تشاء). [17]
وأباح للدولة أن (يتخذ من الأفراد نسبة من الربح أو نسبة من رأس المال). [18]
ووقع سيد قطب في مذهب الماركسيين بدون علم فزعم أن الإسلام  (يعد العمل هو السبب الوحيد للملكية).[19]
وادّعى أن المجتمع المسلم إذا وجد (قد يحتاج إلى البنوك وشركات التأمين وتحديد النسل). [20]
والقطبيون ينهلون من كتب سيد قطب، ويستقون منها عقيدتهم، عنها يصدرون، وإليها يرجعون.
بل يذكر القطبيون سيد قطب في مصاف الأئمة المصلحين، كأمثال شيخ الإسلام ابن تيمية[21]، ولذلك اهتم العلماء ببيان كتب سيد قطب، وتوضيح ما في كتب سيد قطب من الضلالات.

وممن ألف في الرد عليه:
أ ـ الشيخ الأستاذ محمود بن محمد بن شاكر رحمه الله، فعندما أساء سيد قطب في حق جماعة من الصحابة رضي الله عنهم رد عليه الأستاذ محمود بن محمد شاكر رحمه الله في مقالات متوالية وهي "تاريخ بلا إيمان" و"حكم بلا بينة" و "لا تسبوا أصحابي" و"ألسنة المفترين". خمس مقالات متوالية تحت عنوان "بين الرافعي والعقاد". [22]
ب ـ والشيخ عبد الله الدويش رحمه الله في كتاب "المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال". لكنه لم يستوعب.
ج ـ كانت هناك تنبيهات متفرقة من العلامة الألباني على بعض أقوال سيد قطب.
د ـ ثم ألف الشيخ العلامة ربيع في "أضواء على عقيدة سيد قطب وفكره". و"مطاعن سيد قطب". و"العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم". و"نظرات في كتاب التصوير الفني في القرآن الكريم لسيد قطب" و"نظرة سيد قطب إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم" و"سيد قطب هو مصدر تكفير المجتمعات الإسلامية". و"ينبوع الفتن والأحداث الذي ينبغي للأمم معرفته ثم ردمه". و"أطوار سيد قطب في وحدة الوجود". [23]
ويعتبر الشيخ ربيع أعلم الناس بكتب سيد قطب. [24]
انتصار بكر أبي زيد لسيد قطب:
وفي بداية عام 1414 هـ أخرج الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله ورقات سميت بالنصيحة الذهبية، يدافع فيها عن سيد قطب، فرح بها أهل البدع، ونشروها في المملكة العربية السعودية وخارجها، واحتجوا بها على السلفيين، فاتصل به الشيخ ربيع، وسأله عن هذه الوررقات، فاعتذر بأن الذين نشروها يريدون أن يفرقوا بين الأحبة، وسأله عنها الشيخ زيد المدخلي فسب الذي ينشرها، وقال: "إنها سرقت منه، ونشرت من غير رضاه"، ولذلك اعتبر الشيخ ربيع هذه الأوراق لقيطًا ليس لها أب شرعي. [25]
ثم طلب منه الشيخ ربيع أن يخرج براءة من هذه الأوراق، فلم يخرج شيئًا، وانتظره مدة طويلة فلم يفعل، فاضطر الشيخ ربيع للرد عليه في كتاب: "الحد الفاصل بين الحق والباطل – حوار مع الشيخ بكر"، وسمى أوراقه بالصفحات الظالمة، وذكر كلامًا آخر لبكر أبي زيد اشتمل على ثناء على سيد قطب، ولوم شديد لمن ينتقده.
ثم يخرج الشيخ بكر أبو زيد رسالة: "تصنيف الناس بين الظن واليقين". التي فرح بها القطبيون والإخوان المسلمون كذلك، ونشروها مجانًا بكميات كبيرة، ولما وصلت هذه الرسالة إلى اليمن وقرأها شيخنا الإمام الوادعي سمعته يقول فيها: "هذه الرسالة لم يوفق فيها المصنف، فإنه يريد أن يغلق باب الجرح والتعديل". [26]
محمد قطب:
ومحمد قطب هو شقيق سيد قطب، سار على طريقته، فحمل رايته من بعده، ونشر فكره، ولاسيما في كتابه: "واقعنا المعاصر" وكتاب: "رؤية إسلامية لأحوال العالم الإسلامي المعاصر" وكتاب: "جاهلية القرن العشرين". [27]
قال علي عشماوي في "التاريخ السري للإخوان المسلمين":
(ولما سألناه - يعني سيد قطب - عن الأستاذ محمد قطب، قال اتركوا محمداً فله مهمة أخرى) ا.هـ [28]
ومهمة محمد قطب هي تربية الشباب في بلاد التوحيد على منهج التكفير للحكومات، وتحقير العلماء. فدرس سنوات طويلة في السعودية، وربى فيها أجيالاً على طريقتهم، وكانوا يأملون أن يصلوا إلى ساعة الصفر لينقضوا على دولة التوحيد ويبيدوا خضراءها.
يقول محمد قطب في كتابه: "واقعنا المعاصر": (أما الذين يسألون إلى متى نظل نربي دون أن نعمل ؟ فلا نستطيع أن نعطيهم موعداً محدداً، فنقول لهم عشر سنوات من الآن، أو عشرين سنة من الآن هذا رجم بالغيب لا يعتمد على دليل واضح، وإنما نستطيع أن نقول لهم، نظل نربي حتى تتكون القاعدة المطلوبة بالحجم المعقول) ا.هـ [29]

2 ـ منهج الموازنات:
فالقطبية هم أول من أظهر هذه البدعة، ومعناها عندهم أنه إذا أراد الناقد أن يذكر مساوي المخالفين للتحذير منها، فيجب عليه ذكر محاسن المخالفين كذلك، وألف بعضهم رسائل في الانتصار لهذه البدعة. [30] 
قال زيد بن عبد الكريم الزيد في "ضوابط رئيسية في تقويم الجماعات الإسلامية":
(العدل في النقد بذكر الحسنات والسيئات ...، فالعدل حينئذ يقتضي أن يذكر الحسنات والسيئات معا، فليس من الإنصاف في شيء لمن ينصحُ جماعة من الجماعات الإسلامية، ومن ثمّ سائر الأمّة الإسلامية، أن يذكر الأخطاء والانحرافات والمساوئ فحسب، إنّ هذا كما هو مجاوز للعدل، فهو عرض مضلّل لحقيقة الجماعة).
وقد رد علماء السنة على هذه البدعة العصرية، ومن هؤلاء:
أ ـ سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز.
ب ـ فضيلة الشيخ الألباني الذي أسماها "بدعة العصر".
ج ـ فضيلة الشيخ ابن عثيمين.
د ـ الشيخ صالح الفوزان.
هـ ـ والشيخ أحمد النجمي.
و ـ شيخنا الشيخ مقبل بن هادي الوادعي.
رحمهم الله تعالى.
وأفرد لها شيخنا الشيخ ربيع المدخلي رسالة خاصة أسماها: "منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والطوائف".
ولخّص الشيخ ربيع مفاسد هذه البدعة العصرية في "المحجة البيضاء في حماية السنة الغراء" في ثلاث نقاط وهي: تجهيل السلف، ورميهم بالظلم، وتعظيم البدع وأهلها.
وسئل شيخنا الشيخ مقبل رحمه الله عن الموازنات فقال:
(القوم يعرفون أنهم مجروحون، فهم يريدون أن يستروا على أنفسهم، وأقول: "الضال المبتدع لا تذكر حسناته ولا كرامة") ا.هـ

3 ـ الغلو في فقه الواقع:
غلا القطبيون في فقه الواقع، فاتخذوه ميزانًا يزنون به الفقيه من غيره، وهم يريدون بذلك تجهيل علمائنا الذين لا يوافقونهم على طريقتهم.
وقد ألف لهم محمد قطب كتاب: "واقعنا المعاصر". الذي يعظمه القطبيون تعظيمًا عجيبًا.
وألف ناصر العمر رسالة: "فقه الواقع".
وسمعت سفر الحوالي – بعد احتلال الكويت بثلاثة أشهر – يقول في شريط: "ففروا إلى الله": (علماؤنا يا إخوان كفاهم، لا نبرر لهم كل شيء، لا نقول إنهم معصومون! نحن نقول نعم عندهم تقصير في معرفة الواقع، عندهم أشياء نحن نستكملهم فيها، ليس من فضلنا عليهم، لكن نحن عشنا أحداث هم ما عاشوها بحكم الزمن الذي عاشوا، أو بحكم أوضاع أخرى، ومع ذلك أقول المسؤولية الأساس علينا نحن طلبة العلم بالدرجة الأولى، وبعض هؤلاء العلماء قد بدأ يسلم الأمر لأنه انتهوا في السن).
وعلماؤنا أعلم الناس بالواقع.
يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – وهو يرد على من وصف المشايخ بالجهل بالواقع - فيقول: (فإن العلماء في السعودية يعرفون مشاكل العصر، وقد كتبوا فيها كثيرا، وأنا منهم بحمد الله، وقد كتبت ما لا يحصى). [31]

4 ـ التحذير من كلام الأقران:
القطبيون وإخوانهم دائمًا ما يدندنون حول كلام الأقران، وهم لا يريدون كلام الأقران المعروف عند أهل العلم، وإنما يريدون بذلك رد كلام علمائنا في مشايخ الإخوان المسلمين والقطبيين.
وتنزيلهم كلام الأئمة في باب: "جرح الأقران" على التحذير من الانحرافات، نوع من أنواع المشاغبة.
5 ـ الدعوة إلى التثبث:
فإنهم لما كانوا يعلمون أن خططهم وأهدافهم قد تنكشف، نادوا بالتثبت، وهم لا يريدون التثبت عند أهل السنة، بدليل أنهم لا يقيمون وزنًا لأعراض السلفيين فهم يرمونهم بالعمالة للسلاطين، ويجهلونهم بالواقع، ويصفون دعوتهم بحمى المدينة، لكنهم يريدون عدم التعجل في الأخذ بتحير الفضلاء من دعاتهم.
6 ـ تسويغ العمل تحت راية هذه الجماعات والأحزاب:
قال عبد الهادي المصري في كتابه "معالم الانطلاقة الكبرى":
(إلى جميع المخلصين أفرادا وجماعات ... إن العمل للإسلام من خلال هذه الجماعات أمر لا غبار عليه لا شرعًا ولا عقلًا). [32]

دعاة القطبية
1 ـ سفر الحوالي:
من تلامذة محمد قطب، له كتاب: "ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي" من أسوأ الكتب، يكفر فيه المجتمعات، ويرمي فيه علماءنا بالإرجاء.
يقول الدكتور سفر الحوالي في كتابه "ظاهرة الإرجاء":
(والآن وقد دار الزمان دورة ثالثة حتى عاد كهيئته يوم أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم، حيث تردى العالم الإنساني المعاصر في عين ما وقع فيه قوم نوح والعرب، من شرك في التقرب والنسك وفي الطاعة والتشريع). [33]
يقول سفر الحوالي مثل هذا الكلام وكأنه لا يعيش في بلد تقام فيه الحدود الشريعة، ولا ينهى فيه عن المنكر، ولا تعظم فيه شعائر الدين.
ويقول: (فشوقنا كبير أن تكون أفغانستان النواة واللبنة الأولى للدولة الإسلامية، وما ذلك على الله بعزيز) ا.هـ  [34]
ولمع سفر الحوالي في كتابه: "ظاهرة الإرجاء" سيد قطب وفكرته، وهاجم الشيخ الألباني ودعوته واتهمه بالإرجاء. وقدم لكتابه محمد قطب.
قال بعض الفضلاء: "إذا أنصف سفر الحوالي لألف في انحرافات محمد قطب وعرض كتابه على الشيخ الألباني ليقدم له".
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح ابن عثيمين: (إن من يرمي الشيخ الألباني بالإرجاء إما أنه لا يعرف الإرجاء أو لا يعرف الشيخ الألباني).
ويطعن سفر الحوالي في فتوى العلامة الألباني في "الصلح مع اليهود" فيقول في بعض كتبه: (وهنا لابد أن أؤكد أن الذين يؤمنون بهذا الوعد التوراتي، هم المؤمنون بالمسيح الدجال، وبالتالي فكل من يعتقد أو يوافق على مشروع إسرائيل آمنة مطمئنة، فإنه - شاء أم أبى علم أو لم يعلم - يعمل لإنشاء مملكة المسيح الدجال, ويسعى لتحقيق النبوة التوراتية التي يدعيها هؤلاء ويخدم راضيا أو غير راض, يعلم أو لا يعلم، هذه الأهداف الصهيونية التي يؤمن بها هؤلاء الأصوليون مع أولئك اليهود). [35]
ولا غرابة، فشيخه محمد قطب يقول في كتاب "شبهات حول الإسلام":
(والذين يسمون أنفسهم "هيئة كبار العلماء" أحرار في أن يتسموا بهذا الاسم أو غيره، ولكن ليس لهم سلطان على أحد، ولا يملكون من أمر الناس شيئاً إلا في حدود القانون).
وقال سفر الحوالي - وهو يتناول مسألة عظيمة وهي مسألة الإيمان عند أهل السنة والجماعة -:
(وقد وجدت أن أفضل من أجاب على هذه الأسئلة من فقهاء الدعوة المعاصرين هو الأستاذ سيد قطب رحمه الله، وأنا أنقل من كلامه ما يفيد ذلك مع بعض زيادات توضيحية) أ.هـ [36]
فسيد قطب هو من فقهاء الدعوة المعاصرين، وهو أفضل من أجاب عن هذه الإشكالات من فقهاء هذا العصر، وفي ماذا ؟! في مسائل الإيمان التي رأى القارئ تخبط سيد قطب فيها، فعلماء أهل السنة المتقدمون لم يشبعوا مسائل الإيمان عند سفر الحوالي حتى احتاج سفر الحوالي - المفتون بسيد قطب - إلى المعاصرين، ثم علماء أهل السنة المعاصرون – مع شروحهم الغزيرة للعقيدة الواسطية والعقيدة الطحاوية وغيرهما – لم يشبعوا مسائل الإيمان عند سفر الحوالي حتى احتاج إلى سيد قطب !!.
كيف تؤخذ مسائل الإيمان من رجل يكفر المجتمعات جملة وتفصيلا، ويرى أن أهل المساجد والمؤذنين داخلون في ذلك التكفير ؟! [37]
وكتابه: "ظاهرة الإرجاء" تعقبه الشيخ ربيع بن هادي المدخلي بكتاب: "مؤاخذات منهجية وعقدية على الدكتور سفر الحوالي" [38]، ردّ فيها شيخنا الشيخ ربيع التهم الظالمة لسفر الحوالي التي اتهم فيها علماء أهل السنة بالإرجاء، وطالب سفرا الحوالي بموقف حاسم من ضلالات سيد قطب، ولم يصدر من الحوالي موقف صارم من هذه الضلالات.
وما إن تذهب الأيام إلا ويرسل سفر الحوالي رسالة إلى بوش – كما في موقعه [39]- يقول فيها: (أنصحكم وأخوفكم بالله أن تقفوا وتكفوا عن العدوان، وتتعاملوا مع القضية بعدل وأناة، وسوف تجدوننا معكم بلا تحفظ) ا.هـ
ثم يصرح في جريدة بأنه لا بأس أن تكون للرافضة مدارس خاصة يدرسون فيها كتبهم ؟ سبحان الله لا بأس في دراسة الشرك !! لا بأس في دراسة الغلو الكفري في آل البيت !!.


2 ـ سلمان العودة:
ومن هؤلاء القطبية سلمان العودة، الذي يقول عن سيد قطب إمام هدى، وداعية إصلاح.
تتلمذ سلمان العودة في معهد بريدة على يد محمد بن سرور، ثم ظهر للناس متسترًا بثياب السنة، إلى أن كشفه الله للناس.
صدّره القطبية السرورية للدعوة وهو شاب، وأبرزوه لساحة الدعوة، واستطاعوا بهالة إعلامهم أن يضخموه، وأن يصنعوا منه - في مدة يسيرة - داعية على مستوى الوطن العربي والإسلامي. [40]
ومن هنا ستعرف لماذا صدرت منه هذه الأخطاء والضلالات المتتابعة.
خرج علينا سلمان العودة بنزعة خارجية تكفيرية:
فكفر المجتمعات، حيث يقول في شريطه "يا لجراحات المسلمين": (الرايات المرفوعة - في طول العالم الإسلامي وعرضه - إنما هي رايات علمانية) ا.هـ
وكفر المجاهر بالمعصية في بعض أشرطته ورسائله. حيث يقول في "جلسة على الرصيف":
(فعندما يسجل أغنية، كيف أنه غرر بفتاة وجرها إلى المنزل، وارتكب معها الفاحشة، ويذكر تفاصيل كثيرة، ويجعل هذا في شريط يسمع عند بعض السفهاء، وبعض الفساق، فإن هذه ردة عن الإسلام، وهذا مخلد والعياذ بالله في نار جهنم إلا أن يتوب).
وأيّد بقوّة ثورة جبهة الإنقاذ في الجزائر مع انحراف طريقتها.
ويثني على مظاهرات النساء التي خرجت في الجزائر احتجاجا على الحكومة.
ويغلق باب الشكوى عند الحكام، ويفتح باب الثورات الشعبية. فيقول سلمان العودة في شريط: "هموم فتاة ملتزمة":
(إنني اعتقد أن زمن الشكوى المجردة قد انتهى، أو كاد أن ينتهي أعني دور الخيرين والخيرات، لن يتوقف عن مجرد الشكوى للجهات المختصة حصل كذا حصل كذا، ... والآن نحن في عصر صار الجماهير فيه تأثير كبير، فأسقطوا زعماء، وهزوا عروشا، وحطموا أسوارا وحواجز).
ويثني على العز بن عبد السلام ليفتح باب مصادمة الحكام من على المنابر.
قال سلمان العودة في بعنوان: "سلطان العلماء": (لعلّ أبرز الجوانب في شخصية هذا الإمام (أي: العز بن عبد السلام)، هو ما يتعلق بالشجاعة والجرأة التي كان يتميز بها في قول كلمة الحق، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
لقد جدّد السلطان العز بن عبد السلام الإنكار العملي على السلاطين والأمراء، وكان ينكر عليهم أحياناً علنًا وأمام العامة لاسيما المنكر العلني، ولا يخاف في الله لومة لائم).
ويفتح باب الطعونات في الحكام على مصراعيه.
يقول سلمان العودة في شريط: "لماذا نخاف من النقد":
(من ذلك مثلاً: أن بعض الناس شككوا في قسمة النبي صلى الله عليه وسلم للمال - وهذا موجود في كل زمان -، وأنها قسمة ما أريد بها وجه الله ... والثابت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بالقبض على هذا الرجل الذي قال تلك الكلمة وشكك في القيادة العليا - قيادة النبي صلى الله عليه وسلم، لم يأمر بالقبض عليه قط، ولا أودعه في السجن، ولا فتح محاضر للتحقيق معه، ولا حكم بسجن مؤبد، ولا بغير مؤبد، ولا شهّر به، ولا فضحه أبداً، وإنما تركه حراً طليقاً لم يتعرض له بشيء، سوى أنه صلى الله عليه وسلم قال: "رحم الله أخي موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر"). [41]
ويرى سلمان العودة أن أحاديث الصبر على الولاة، وإن ضرب الظهر، وأخذ المال إنما هو في قضية فرد بعينه، لا في قضية مجتمع. فيقول سلمان العودة في "الإنسان في القرآن":
(إذاً من الخطأ الكبير أن أتكلم عن الحقوق على الإنسان، ولا أتكلم عن الحقوق التي للإنسان، فإن الإنسان - بمقتضى كونه إنساناً كرمه الله عز وجل - ينبغي أن يعرف ماذا عليه من الواجبات فيؤديها، وفي المقابل ينبغي أن يعرف ماذا له من الحقوق فيطالب بها في حالة تأخرها أو تخلفها، لأن المشكلة عندنا ليست مشكلة الإنسان بذاته كفرد، إنما المشكلة مشكلة أمة، عندما تتصور أن فرداً واحداً كما في الحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث صحيح لما قال: " اسمع وأطع، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك " هذا صحيح لا إشكال فيه، لكن لو تصورت أمة كاملة وتسلب حقوقها، تسلب كرامتها ومكانتها، تسلب ما أعطاها الله عز وجل إياه بنص الكتاب ونص السنة، فإن معنى ذلك أن هذه الأمة كلها قد فقدت معنى إنسانيتها، ومعنى كونها أمة كلفها الله عز وجل بواجبات وأشياء لا تستطيع أن تقوم بها، لأنها جُردت من إنسانيتها حين سلبت هذه الحقوق التي هي لها في أصل الشرع) ا.هـ [42]
ويقلل من شأن دراسة التوحيد، فيقول في رسالة: "هكذا علم الأنبياء لا إله إلا الله":
(فجزء من هذا اليسير في العقيدة بحيث تستطيع أن تشرح لأي إنسان عقيدة التوحيد في عشر دقائق أو نحوها). [43]
فيرد عليه فضيلة الشيخ الفوزان بتعليق جميل قائلا: (التوحيد عشر دقائق، والتفسير عشر دقائق، والحديث عشر دقائق، والأصول عشر دقائق، ما شاء الله ستكون عالما في ساعة واحدة).
ويعرض بهيئة كبار العلماء فيقول في شريط "وقفات مع إمام دار الهجرة" معرضاً بكبار العلماء: (في بلاد العالم الإسلامي اليوم جهات كثيرة جداً لم يبق لها من أمر الدين ـ وقد تكون مسئولة عن الفتيا أحياناً أو عن الشئون الإسلامية ـ لم يبق لها إلا أن تعلن عن دخول شهر رمضان وخروجه ) ا.هـ.
ويقول أيضاً في حوار مع " مجلة الإصلاح الإماراتية":
( الأحداث التي حدثت في الخليج لم تزد على أنها كشفت النقاب عن علل وأدواء خفية ... وكشفت كذلك عن عدم وجود مرجعية علمية صحيحة وموثوقة للمسلمين، بحيث تحصر نطاق الخلاف، وتستطيع أن تقدم حلاً جاهزاً صحيحاً وتحليلاً ناضجًا) ا.هـ  [44]
ويسلك سلمان في كتاب: "صفة الغرباء" مسلك التزهيد من دراسة التوحيد والعقيدة فيقول:
(وقد تتحول العناية بسلامة المعتقد إلى رمي للآخرين بالضلال أو الكفر أو الفسق أو البدعة بلا بينة، مع ظن اختصاص النفس بالكمال والسلامة مما وقع فيه الآخرون). [45]
ويسخر من أحد الخطباء فيقول في شريط: "الأحداث الجديدة":
(فتأتي إلى خطيب فتجد كأنه قد أصم أذنيه، ولم يسمع شيئا، يتكلم عن موضوع بعيد بالمرة؛ إما أن يتكلم تحت الأرض، فيما يتعلق بأحوال الآخرة والقبر والموت، وإما أن يتكلم فوق السماء، فيما يتعلق بأمور الجنة والنار والبعث والحساب وغيرها، كل هذه الأمور حق والكلام فيها حق، لكن ينبغي أن الإنسان يستغل فرصة كون النفوس متهيِّئة للوعظ والإرشاد والتوجيه، وأخذ الدروس والعبر من هذه الأحداث ... بحيث يكون الكلام متعلقا بالواقع).
ثم تحصل أحداث في "ولاية كنر" من بلاد أفغانستان، فنسمع بنبأ مقتل الشيخ جميل الرحمن، والشيخ جميل الرحمن شيخ سلفي [46]، قتله بعض الإخوان المسلمين ظلما وعدوانا، لأنه لا يسير في فلك سائر الجماعات الموجودة، فحصلت ضجة على مستوى الدعوة في العالم الإسلامي، فيخرج علينا الشاب سلمان العودة، فيتصدر لهذه القضية الخطيرة – والعلماء حاضرون –، فيخرج شريط بعنوان: "خلل في التفكير"، فيطوي ملف القضية، ويصرف الناس عن التحقيق في قضية مقتل الشيخ جميل [47] بأسلوب إخواني ماكر.
ويهيئ الله تعالى شيخنا العلامة مقبل بن هادي الوادعي لتوضيح مشكلة "ولاية كنر"، ويجمع وثائق القضية، مع أشياء أخرى أضافها الشيخ، ويخرج رسالة: "مقتل جميل الرحمن" فيذكر فيها بعض فضائح الإخوان المسلمين، ومنها جريمة قتل جميل الرحمن. ويفتي بعد ذلك بالمنع من إرسال الأموال إلى أفغانستان، لأن هذه أحزاب متناحرة، خرجت عن مقاصد الجهاد.
ويستمر سلمان العودة في دعوته الإخوانية، فيخرج علينا بقول غريب لم يسبقه إليه أحد، فيفرق بين الطائفة الناجية، والفرقة المنصورة [48]، ليخص أهل الحديث بالمنصورة، ويُدخل كثيرًا من الجماعات في الطائفة الناجية، وهو قول غريب لم يسبق إليه.
والناجية والمنصورة كلاهما مسميان لطائفة واحدة كما أشار اللالكائي في أوائل كتابه: "أصول الاعتقاد" وشيخ الإسلام في أول "الواسطية".
ويكذب سلمان العودة على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، فيزعم أن سماحة الشيخ يوافقه على هذا التفريق، فسأل الناس سماحة الشيخ عن هذا التفريق، فنفى ذلك، وقال إنه لا فرق بينهما بل هما واحدة. [49]

وقد هيأ الله - للرد عليه - فارسًا من فرسان الحديث، ورجلًا من رجاله، وهو الشيخ ربيع بن هادي فرد عليه برسالة: "أهل الحديث هم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية – حوار مع سلمان العودة". وقد ذكر فيها نقولات عن أكثر من أربعين عالمًا من المتقدمين والمتأخرين يقولون بأن الفرقة الناجية والطائفة المنصورة هم أهل الحديث.
وينصح سلمان العودة حكومات الدول الإسلامية في معاملة الجماعات الإسلامية، بالاقتداء بسياسة اليهود في معاملة أحزاب المعارضة، حيث قال في شريط "حقيقة التطرّف":
(إننا نعلم أن في إسرائيل أحزابًا أصولية متطرِّفة متشدِّدة، فماذا فعلت إسرائيل تجاه هذه الأحزاب؟ ها أنتم تسمعون أنها الآن  تشارك في الحكم في ائتلافها مع حزب العمل الجديد، الذي فاز في الانتخابات، وتصل إلى الحكومة، فلماذا لا يقتدون بهم في هذا ؟). 
ويثني سلمان العودة على سماحة الشيخ ابن باز نفاقًا، ويخرج محمد المسعري على بعض القنوات ليفضح سلمان العودة، ويذكره بأنه كان يقول لسلمان العودة في بيته في بريدة:
(يا سلمان: ما وجه ثنائك على ابن باز ؟! فيقول: "إني أدعو الله أن يموت ابن باز بسرعة، ويدخل الجنة، ونستريح، ولكن لابد من الثناء عليه لكسب بعض الناس). [50]
ثم تتفق هيئة كبار العلماء – برئاسة سماحة الشيخ ابن باز - على مواجهة سفر الحوالي وسلمان العودة بأخطائهما، ونصحهما، فإن اعتذرا عن ذلك، وإلا فيوقفونهما عن الدعوة حماية للمجتمع من أخطائهما.
اعترف سلمان العودة مؤخرًا أنه تتلمذ على يد ابن سرور في معهد بريدة، وأن ابن سرور كان وقتها يحمل فكرًا.


3 ـ ناصر العمر:
يقول ناصر العمر:
(تصور أن المنكرات الموجودة في مجتمعنا مجرد معاصي، كثير من الناس يتصور الآن أن الربا مجرد معصية أو كبيرة، والمخدرات والمسكرات مجرد معصية، والرشوة مجرد معصية أو كبيرة من الكبائر، لا يا إخوان، تتبعت هذا الأمر، فوضح لي الآن أن كثيراً من الناس في مجتمعنا استحلوا الربا - والعياذ بالله - أتعلمون الآن في بنوك الربا في بلادنا زادوا عن مليوني شخص، بالله عليكم هل كل هؤلاء الملايين يعرفون أن الربا حرام ولكنهم ارتكبوها وهي معصية، لا والله، إذًا من الخطورة الموجودة الآن بسبب كثرة المعاصي أن الكثير قد استحلوا هذه الكبائر - والعياذ بالله -). [51]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ودراستهم للعقيدة والتوحيد لم يكن على طريقة الأئمة، ولكن بما يخدم مناهجهم.
[2] وما توقعوه كان صحيحًا، فبعد قرابة خمسة أشهر من دخول الكويت دخلت القوات العراقية مدينة الخفجي، وهي منطقة سعودية حدودية مع الكويت، فحصلت معركة بين القوات العراقية مع القوات الأمريكية والسعودية، فأخرجوهم منها بعد يومين، واستردوا مدينة الخفجي.
[3] كتاب: "وعد كسينجر" صدر في حرب الخليج الثانية، أصل هذا الكتاب رسالة وجهها سفر الحوالي إلى هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، ويسميه بعضهم: "كشف الغمة عن علماء الأمة". تعرض فيه لأحداث سابقة لأمريكا في المنطقة، والكتاب ممنوع في معظم الدول العربية. ونقول: صدقت فتوى العلماء، ولم يصب الحوالي، فاستقدام الكفار دفع الله به ضررا عظيما عن المملكة العربية السعودية، رحلت أمريكا بعدها من بلاد الحرمين.
[4] انظر: "الرد المثالي على سفر الحوالي".
[5]  "التصوير الفني في القرآن" (ص200).
[6]  "في ظلال القرآن" سورة النعام.
[7]  في ظلال القرآن" (ص 2009). دار الشروق .
[8]  الظلال (ص 2122). دار الشروق.
[9]  "معالم في الطريق" (ص 101). دار الشروق.
[10]  "التاريخ السري لـ "جماعة الإخوان المسلمين".
[11] "العدالة الاجتماعية". ولا يجوز التعبير بسوء الطالع.
[12]  "العدالة الاجتماعية"(ص 159- 168). ط. دار الشروق"
[13]  في "كتب وشخصيات" (ص242).
[14]  "معركة الإسلام والرأسمالية".
[15]  "معركة الإسلام والرأسمالية" (ص 44) دار الشروق.
[16]   "المصدر نفسه" (ص43).
[17]  "المصدر نفسه" (ص43).
[18]  "العدالة الاجتماعية، (ص 123). "دار الشروق".
[19]  رسالة: "معركة الإسلام والرأسمالية" (ص 40) "دار الشروق" !!.
[20]   "ظلال القرآن" (ص 2010) "دار الشروق".
[21] يقول محمد سعيد القحطاني في كتابه: "الولاء والبراء" حيث قال: (ص215): (وقد كتب علماء فضلاء من علماء المسلمين حول هذا الموضوع ما يكفي ويشفي ويغني). ثم قال في حاشية الكتاب: (أذكر منهم شيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه، ومن المعاصرين الأستاذين الجليلين أبو الأعلى المودودي وسيد قطب) ا.هـ
لم يجد الدكتور القحطاني أحدا من المعاصرين سوى هذين الرجلين.
[22] لقد رد سيد قطب على الشيخ محمود شاكر بسخرية فقال: (وما كان لي بعد هذا – وأنا مالك زمام أعصابي، مطمئن إلى الحق الذي أحاوله – أن ألقي بالا إلى صخب مفتعل، وتشنج مصطنع، وما كان لي إلا أن أدعو الله لصديقنا – شاكر بالشفاء والعافية والراحة مما يعاني، والله لطيف بعباده الأشقياء) أ.هـ
[23] والكتاب الأخير ألفه ليرد على أبي الحسن الذي أنكر – في مناقشتنا له في مأرب - قول سيد قطب بوحدة الوجود، وأرسل منه نسخة إلى أبي الحسن.
[24] قال الشيخ الألباني معلقا على خاتمة كتاب "العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم" للشيخ ربيع (كل ما رددته على سيد قطب حق وصواب، ومنه يتبين لكل قارئ على شيء من الثقافة الإسلامية أن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه.
فجزاك الله خير الجزاء أيها الأخ (الربيع) على قيامك بواجب البيان و الكشف عن جهله و انحرافه عن الإسلام).
[25] انظر: "كتب ورسائل الشيخ ربيع" (7/7). وقد سأله الشيخ ربيع عما لو كان قد قرأ كتب سيد قطب، فذكر الشيخ بكر أبو زيد أنه لم يقرأ له إلا القليل.
[26] ولا أعرف أن الشيخ بكرًا أخرج شيئًا يفضح به القطبيين في المملكة العربية السعودية، بل أراد أن يمنع الشيخ عبد السلام برجس من نشر رسالته: "معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة". حيث شكاه إلى الجهات المختصة، بحجة أن الرسالة ستسبب فتنة. 
[27] قال العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله تعالى كما في "المجموع" (2/617): (إن محمد قطب - شقيق سيد قطب - أشعري خطير، وقد ألّف لوزارة المعارف السعودية كتاباً في التوحيد، وهذا الكتاب كله علم كلام وفلسفة) ا.هـ
[28] "التاريخ السري للإخوان المسلمين" (ص109).
[29]  "واقعنا المعاصر" (ص 486).
[30] منهم أحمد بن عبد الرحمن الصويان في رسالته: "منهج أهل السنة والجماعة في تقويم الرجال ومؤلفاتهم".
[31] "مجموع فتاوى ومقالات سماحة الشيخ ابن باز" (8/242).
[32]  "معالم الانطلاق الكبرى" (ص 6).
[33] "ظاهرة الإرجاء" (ص 5).
[34]  شريط "شرح الطحاوية" (2/266).
[35] كتاب: "القدس بين الوعد الحق والوعد المفترى" (ص 68).
وله فيه كلام خبيث آخر، فلينظر. ولم يتعرض لحسن البنا القائل: "ليس بيننا وبين اليهود عداوة دينية بل إن القرآن حض على مصافاتهم".
[36]  "ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي".
[37]  والعجب أن يقول مثل هذا رجل دكتور في العقيدة، لكن لا غرابة لأن البدعة  مساخة.
[38] لقد أحسن الشيخ الألباني الظن بهؤلاء في أول الأمر، ولما عرف ما هم عليه سماهم خارجية عصرية، ولما قرأ كتاب: "ظاهرة الإرجاء" علق عليه بعشرات التعليقات، وقال: "لقد كنا نحسن الظن بهؤلاء، والظاهر أن مشايخ المدينة – الشيخ ربيع ومن معه - كانوا أعلم بهم منا".
[39] ورسالته إلى بوش تجدها في موقعه بعنوان: "خطاب مفتوح إلى الرئيس بوش".
[40] وهذه طريقة الإخوان المسلمين في كل وقت، وكلما سقط لهم رمز من رموزهم أقاموا غيره، فلما سقط سلمان العودة أقاموا عوضًا عنه إبراهيم الدويش، وبعد مدة أقاموا عوضًا عنه محمد العريفي، وهلم جرًا.
[41] والجواب عنه أن هذا الرجل هو رأس الخوارج وقد ذمه النبي صلى الله عليه وسلم ذمًا شديدًا، وفعله غير جائز، فكيف يقتدى برأس الخوارج، ويتبع في عمل لا يجوز ؟!.
[42] وتبعه على هذا التفسير تلميذه محمد العريفي في كلمة تلفزيونية.
وجوابنا أن نقول: إن هذا التفسير لا مستند له، وقد أنكره العلماء كفضيلة الشيخ الفوزان، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى الأنصار بالصبر على الأثرة حتى يلقوه صلى الله عليه وسلم على الحوض فصبروا على الأئمة من قريش وغيرها، مع أنهم هم أهل المدينة.
[43] "هكذا علم الأنبياء لا إله إلا الله" (ص 44).
[44]  " مجلة الإصلاح الإماراتية" العدد (223) (ص 11).
[45] "صفة الغرباء" (ص122).
[46] وهو أول من أشعل فتيل الجهاد في أفغانستان، قبل أن يأتي الإخوان المسلمون فيسرقون هذا الإنجاز السلفي.
[47] قال في شريط: "خلل في التفكير": (فجديرٌ بالمسلمين أن يتناسوا كل ما يمكن تناسيه من الخلافات، أو يؤجلوا ما يمكن تأجيله، وعلى أقل تقدير - إن لم يكن بينهم تناصرٌ وتعاملٌ - فلا أقل من أن يكون بينهم تنسيقٌ يحقن الدماء، ويوجه أفواه البندقيات والمدافع إلى صدور الأعداء).
[48] في كتابه: "الغرباء"، وهو يريد بذلك أن الفرقة الناجية أوسع من الطائفة الناجية، حيث إن الناجية تضم عامة الناس، والمنصورة هم أهل الحديث.
[49] شريط: "احذروهم فإنهم يكذبون".
وليست هذه بأول كذبات سلمان العودة، فقد كذب على سماحة الشيخ ابن باز مرة أخرى، وذكر أن سماحة الشيخ متعاطف مع الجماعة الإسلامية في الجزائر، وأنه يفكر بإرسال رسالة إليهم لتأيدهم، وأخرج الشيخ ابن باز ما يكذب هذا النقل.
[50] قال أيوب السختياني:
(إن الذين يتمنون موت أهل السنة، يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون).
رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة".
[51] كتاب: "التوحيد أوّلاً" (ص 66 ـ 67) تحت عنوان: "معاصٍ أم كفر؟"


بعض صفات الصعافقة الفراريج

*📌هذه بعض صفات الصّعافقة الفراريج وجنايتهم على المنهج السلفي والسلفيين التي ذكرها شيخنا محمد بن هادي حفظه الله في محاضراته الأخيرة  ✒...