السبت، 16 سبتمبر 2017

عقيدة المليباري و منهجيته الخطيرة في دراسة السنة و علومها

عقيدة المليباري ومنهجيته الخطيرة في دراسة السنَّة وعلومها
فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد :

فإنَّ التواضع وتقبل الحق والنصح من السمات الجليلة والصفات النبيلة ومن نعم الله لمن أراد الله به خيرا ويسره لسلوك طرق السعادة .

ومن علامات الخذلان والخزي في الدنيا والآخرة التعالي والاستكبار عن تقبل الحق والإذعان له ,بل الحرب لمن يرشده إلى الحق ويسدي له النصح.

وهذا البلاء قد استفحل في هذا العصر الذي اشتدت فيه حاجة الأمة إلى الرجال أعني الرجال ذوي الأخلاق العالية من الصدق والإخلاص والعلم بالكتاب والسنَّة والاعتقاد الصحيح والتواضع لله ربِّ العالمين ,فيداوون أمراض الأمة العقائدية والأخلاقية ويأخذون بأيديها إلى شاطئ النجاة بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وما كان عليه الصحابة الكرام ومن سار على نهجهم من أئمة الإسلام , فما أقل هذا الصنف وما أعزَّ وجودهم . نسأل الله أن يَمُنَّ على أمَّة الإسلام وأن يمدها بالكثير منهم , وأن يخلصها من أعداء الحقِّ والمتعالين عليه وعلى أهله من الأقماء المخذولين ,وما أحسب حمزة المليباري إلاَّ واحدا من هذا الصنف الذين ابتليت الأمة بهم فيخدعون شبابها بطرق من التلبيس والخداع والمكر ويغطون ذلك ببكاء التماسيح و التظلم من الناصحين وإظهار الحق في صورة الباطل وإظهار الباطل في صورة الحق ,بل وفي صور من التجديد تعيد الأمة -كما يزعمون- إلى سالف مجدها وسامق عزِّها .

والناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة ولو جاءهم من يدعي النبوة لوجدت الكثير منهم يركضون إليه سراعا (!).

ويُؤسفني أن أقول : إنَّ حمزة المليباري من أشدِّ الناس معاندة للحق النَيِّرِ الواضح وردًّا له وتباكيا منه , يرافق ذلك شكاوى وافتراءات وطعون ظالمة وجعل الباطل حقاً والحق باطلاً مع دعاوى كبيرة ومع التهرب من منهجه الذي وضعه لتدمير صحيح مسلم وطبَّقَه فعلاً على باب بكامله ثمَّ تطوير هذا المنهج إلى صورة أخرى ثمَّ تطويره إلى صورة ثالثة ثمَّ إنكار هذه الأفاعيل ورمي من يوضحها بالأدلة العملية والقولية من أقوال وتطبيقات هذا المليباري العجيب في الكذب والتلون والتظاهر بأنَّه مظلوم مفترى عليه وكتاباته بأيدي الناس ,فالمنصف يدرك بدون عناء انحراف هذا الرجل وتلونه وتلون كلامه وتأصيله وتطبيقه ,ويدرك كذبه في دعاواه وتصرفاته , أما من اتبع هواه فقد يعمى عن رؤية الحقِّ الواضح كالشمس ويعمى عن رؤية الباطل ولكن الله له بالمرصاد .

هذا ولابدَّ لي من إعطاء القارئ لمحة عن حال هذا الرجل وعقيدته وشيء من سيرته مستندا إلى واقعه وإلى ما ترجم به لنفسه وما فقهته من كتاباته وعلاقاته بالنَّاس :

أوَّلا : لماَّ جاءتني كتابته الأولى في وريقات أدركت منها انحرافه وسوء قصده ,وذلك أنَّه كان يحقق ويدرس قسما من "غاية المقصد في زوائد مسند الإمام أحمد" فجرَّتْهُ الدراسة -كما يزعم- إلى الاستشهاد بحديثين من صحيح مسلم أحدهما لابن عمر وثانيهما لابن عباس عن ميمونة ولكليهما عشر طرق ساقها مسلم في باب واحد أو دفعته نفسه إلى إثارة الفتنة على صحيح مسلم وعلى كتاب : "بين الإمامين" الذي يدفع الانتقادات عن صحيح مسلم ,وهذا الأخير هو الراجح عندي لأسباب منها :

1- أنَّه لم يأخذ هذا الشاهد من صحيح مسلم كعادة العلماء فضلا عن طلاب العلم ,بل ذهب يُشغِّبُ على هذا الحديث ويطعن فيه بالباطل حيث لم يكتف بما وجده من كلام بعض العلماء ولو كان خطأ بل ردَّ تصحيح مسلم له والنووي وغيرهما بل دفعه هواه إلى تضعيف أحاديث باب بكامله وتضعيف شواهده التي أدرجت بمجموعها في الأحاديث المتواترة.

والدليل من كلامه قوله بعد مغالطات كثيرة وتلبيسات : ( وهذا الذي ظهر لي في هذا الموضوع وليس فيه استحالة صحة رواية عبيد الله بل يحتمل صحته ,لكن هذا الاحتمال ضعيف لا يقال به في مقابل الراجح المؤيد بالأسباب ثمَّ فضيلة الشيخ ذكر شواهد للحديث ولا يحتاج إليها مع أنَّ بعضها منتقدة أيضا وقد بيَّنتُها في تعليق الحديث السَّابق والله أعلم ) ثمَّ علَّق بخط يده في الحاشية على قوله (بعضها منتقدة )بقوله:( قد أخطأتُ خطأ فاحشا في قولي : مع أنَّ الشواهد كلها منتقدة لأنَّ حديث أبي هريرة صحيح متفق عليه ,وحديث جبير بن مطعم حسن لغيره أما حديث جابر وابن الزبير فهما منتقدان كما في التعليق السابق(1) )

فقوله (كلها منتقدة) : يعني أنَّه هدم بابا كاملا من صحيح مسلم لأنَّ هذا الباب يقوم على عشر طرق صحيحة أوردها الإمام مسلم في صحيحه وأورد البخاري حديث أبي هريرة في صحيحه وقد رواه مسلم في صحيحه من خمس طرق وللحديث شواهد عدَّها بعض من ألَّف في الأحاديث المتواترة من المتواترات .

تجرّأ هذا المتهور على هذه الأحاديث كلها فنسفها نسفا بناءً على منهجه الخطير الفاسد المُؤدِّي إلى تدمير صحيح الإمام مسلم الذي تلقَّته الأمَّة بالقبول ,ثمَّ ادَّعَى أنَّها كلها منتقدة ثمَّ لماَّ أدرك هول ما ارتكبه عمدا خوفا من ملاحقته وإدانته بهذه الكارثة قال متخلصا من جريرته الشنعاء : ( قد أخطأت خطأ فاحشاً في قولي :" مع أنَّ الشواهد كلها منتقدة " ) .

وأسباب تبديل قوله : ( كلُّها منتقدة ) بقوله : ( بعضها منتقدة ) أنِّي طلبت هذا البحث منه بواسطة الأخ سيف الرحمن فاضطرَّ إلى هذا التبديل الذي لا دافع له إلاَّ الخوف من البشر لا من الله (!) ولو كان يُراقب الله لما فعل هذه الأفاعيل .

وأعتقد أنَّ رسالته مليئة بمثل هذه الأعمال وإلاَّ فلماذا أخفاها عن الناس على طريقة الفرق الضَّالة ؟

ثانياً : لم يكتفِ بهذه الأفعال الشنيعة بل تجاوز ذلك إلى وضع منهجٍ خطير لصحيح مسلم لا يخطر إلاَّ ببال من يريد الهدم (!) بل لم يسبقه إليه

أيُّ هدَّامٍ للسنَّة .

ذلكم المنهج-في زعمه- هو مراعاة الترتيب : فما أخَّره مسلم في الباب فإنَّما يخرجه للتنبيه على علَّته إذ ليس هو من الأصول ولا هو من المتابعات (!) واستدلَّ على هذا المنهج الفاسد بشبهات لا يتعلَّق بها إلاَّ من يريد الهدم للسنَّة النبوية ,فهذا طوره الأوَّل .

أخرج الإمام مسلم حديث ابن عمر وحديث ابن عباس من عشر طرقٍ من أصحِّ الطرق وأرقاها لا في الأصول -في زعمه- ولا في المتابعات ثمَّ كرَّ على أحاديث الباب كلها أصولها ومتابعاتها وما يُؤكدها ويشهد لها من روايات صحابة آخرين صحَّحها نحو من خمسةٍ وعشرين عالماً وإماماً من أئمة الحديث فضرب بتصحيحاتهم عرض الحائط وقال عنها : ( كلها منتقدة لا حاجة إليها ) !

ويرجف على الناس بقوله  معي العلماء النَّقَدَة ) (!!)

وليس معه إلاَّ ثلاثة : البخاري والنسائي والدارقطني لم يتَّفقوا في النَّقد فالنَّسائي صرَّح بأنَّه لم يقف إلاَّ على روايةٍ واحدة فقط ,والبخاري ذكر بعض الطرق التي وقف عليها([2]) ,والدارقطني وقف على طرق أكثر للحديث([3]) وتابعهم القاضي عياض .

فضرب المليباري بأحكام خمسة وعشرين عالماً وإماماً عرض الحائط . وذهب يُرجف بقوله  معي العلماء النَّقدة ) كذباً وتضليلاً للنَّاس والأسوأُ من ذلك وضعه لمناهج باطلة خطيرة لو وقف عليها العلماء الذين يزعم أنَّهم معه لحاربوه وضلَّلوه ونكَّلوا به .

راجع هذه الدراسة في كتابي ( بين الإمامين مسلم والدارقطني ) وبحثي الأوَّل الذي أسميته : ( الردُّ المُفحِم على من اعتدى على صحيح الإمام مسلم ) وسيخرج قريباً -إن شاء الله- وكتابي " منهج الإمام مسلم في ترتيب صحيحه " وكتاب ( التنكيل بما في توضيح المليباري من الأباطيل )

أمَّا الطور الثاني فسأذكره وافياً فيما سيأتي –إن شاء الله- وأذكر لك الآن

قطعة منه :

قال-بعد أن دندن حول ترتيب مسلم لأحاديث كتابه ,وأنَّ هذا الترتيب -في زعمه- قائمٌ على منهجٍ علمي- ثم قال : ( وعلى هذا فإذا قدَّم ما هو مستحق أن يُؤخره وإذا أخَّر ما هو مستحقٌ أن يُقدِّمه فمعناه أنَّه أدرك فيه شيئاً جعله يتصرَّف كذلك )

ثمَّ أطال النَّفس في تقرير هذا المنهج الثاني-إلى أن قال-  وبيان العِلَّة في صحيح مسلم ليس على طريقة كتب العلَّة بأن يقول أثناء الكلام واختُلف على فلان أو خالفه فلانٌ مثلاً كما هو معروف في كتب العلل لابن أبي حاتم والدارقطني وغيرهما بل يكون البيان بذكر وجوه الاختلاف من غير أن يتعرَّض لقوله  خالفه فلان أو اختلف على فلان مثلاً وإذا سمعه الحافظ يفهم بأنَّه اختلاف واضطراب ,وإذا سمعه أمثالنا فيعدُّوه تعدُّد الطرق ومثل هذا البيان كثيراً ما نجده في التاريخ الكبير إلاَّ في موضعين منه ) اهـ.

انظر مناقشتي لهذا المنهج المخترع الباطل الذي له دوافعه الرديئة وغايته الماكرة في كتابي ( منهج مسلم في ترتيب صحيحه ) وفي ( التنكيل بما في توضيح المليباري من الأباطيل ) .

- المنهج الثالث ( أوالطور الثالث ) : أطال النَّفَس فيه فأحيل القارئ إلى كتابي التنكيل وأسوق الآن منه قوله : ( يرتِّب الإمام مسلم-رحمه الله- الأحاديث في صحيحه تريباً علمياً فذًّا بحسب القوَّة والسَّلامة معتمداً في ذلك على ما فيها من الخصائص الإسنادية والحديثية سالكاً منهجاً علمياً فريداً امتاز به كتابه الصحيح عن سائر الكتب الحديثية حتى عن صحيح البخاري . ولهذا مال بعض الأئمة إلى ترجيح صحيح مسلم على صحيح البخاري فلمَّا كانت الخصائص الإسنادية كثيرة فقد اختصرتُ(4)(!) على ذكر الأشهر والأهم منها ممثِّلاً ومستدلاًّ )

وساق الأمثلة التي تعسّف فيها لإثبات ما يزعمه من الخصائص التي لم يذكرها غيره ولم يجعلها أحد مناط التقديم على البخاري فانظر كم الفرق بين هذا الطور والطور الأوَّل ؟!

ونسأله : أليس بعض المغاربة ومنهم ابن حزم ,وأبو علي النيسابوري هم الذين فضَّلوا صحيح مسلم على صحيح البخاري من حيث الصِّحة لا من حيث الترتيب الذي يُراعَى فيه بيان العلل والخصائص - وإن تأوَّل كلامهم الحافظ ابن حجر - ألاَ ترى أنَّك في وادٍ وهؤلاء في وادٍ آخر ؟!

ثالثاً : لمَّا وقفت على أعماله الخطيرة في بحثه الأوَّل والثاني وتأصيله المدمِّر وعرفت ذلك حقَّ المعرفة ظهر لي جلياً من أعماله ومن قرائن قوية أنَّ الرجل سيء المقاصد وأنَّ له دوافع يُخفيها تظهر على فلتات قلمه رُغم أنفه . وأنَّ وراءه من وراءه وأشياء .

أحدِّثكم عن أمرين مهمَّين منها وقعاَ كما تصوَّرتُ بل كما استقرَّ في نفسي :

أوَّلهما : أنِّي توقَّعتُ أنَّ وراءه فلان يدفعه ويشجعه في مكة . فدفعني هذا الأمر إلى أن أسأل عنه الواسطة بيني وبين المليباري ألاَ وهو سيف الرحمن-رحمه الله- فاتَّصلتُ به عبر الهاتف فسألته هل فلان هو المشرف على رسالة حمزة المليباري ؟ فقال لي : لا إنَّ مشرفه فلان المصري (!) .

فقلتُ له : وهل له صلة بفلان ؟ فقال : نعم وهو يستفيد منه جداً كما يذكر فأصبح هذا عندي أمراً محققاً .

الأمر الثاني : أنَّه استقرَّ في نفسي أنَّ هذا الرَّجل يسير في مواجهة السنَّة على طريقة محمد الغزالي وأحمد أمين المصري ومدرستهما ولكن بأسلوب ماكر غير أسلوب هذا الصنف الذي يواجه السنة بصراحة وهذه طريقة تفضح سالكها , فلابد من سلوك طريق أخرى ألا وهي طريقة حمزة المليباري ألا وهو الهدم تحت ستار المدح فهو يطري الإمام مسلما ويصف منهجه -الذي اخترعه المليباري- بأنَّه منهج فذٌّ وفريد وو..

ثمَّ يدمر صحيحه بهذا المنهج المفتعل المغطى بالمبالغات والمدح الذي يخدع به مرضى النفوس والأغبياء وأهل الأهواء , ولا ينطلي على الصادقين في حبهم للسنة من الأذكياء النبهاء , وتأكد هذا بعد تخرج المليباري وحصوله على الشهادة العالمية( الدكتوراه ) من جامعة أم القرى ,فماذا صنع المليباري ؟

إنَّه شدَّ الرِّحال إلى شيخه محمد الغزالي الذي يطعن في السُنَّة وفي أهلها وفي بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ويمدح الروافض ,والذي يُؤمن بالمنهج العقلاني المُدمِّر ويُؤمن بالديمقراطية والاشتراكية وبمؤاخاة النصارى (!!) شدَّ المليباري المتخصص في السنة -ظاهراً وشهادةً- الرِّحال إلى شيخه الغزالي الذي يطعن في السنة النبوية وأهلها وقد باض هذا المليباري لفتنته وفرَّخ في الجزائر وفي غيرها وزادت فتنته بحملته الشعواء بالتفريق بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين ,وهو لا على طريق المتقدمين ولا على طريق المتأخرين ,وإنَّما القصد من هذه الفتنة نسف جهود المتأخرين من القرن الخامس إلى القرن الرابع عشر وبداية القرن الخامس عشر الهجري بهدم قواعدهم وتطبيقاتهم العلمية في خدمة سنة محمد r .

ثم سافر هذا الرجل من الجزائر إلى الأردن من أرض الشام و بها حامِلُ لواء السُّنَّة والتوحيد في تلك البلاد أَلاَ وهو المحدِّثُ الكبير العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله- الذي تُشدُّ إليه الرِّحال فلم تسمح لحمزة المليباري نفسه أن يزوره أو يراه (!!) لماذا هذا التناكر بين روحه وروح الألباني ؟!

الجواب : لاختلافهما عقيدةً ومنهجاً فصدق عليه قول الرسول صلى الله عليه و سلم : ( الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ) وفي المثل العربي : إنَّ الطيور على أشكالها تقع .

لذا تنسجم روح المليباري مع الغزالي وأمثاله ولا تقبل رؤية الألباني فضلا عن مجالسته والاستفادة منه والانسجام معه .

من هنا يجب أن يعرف أهل السُّنَّة وقد عرف الكثير منهم أنَّ مواقف هذا الرجل من صحيح مسلم وممن يذب عنه ليس لها غاية إلاَّ ما قدمته , ويفهم الذكيُّ من أوَّل دليل ما لا يفهم الغبي من ألف دليل .

ولا مناص لي من أن أتحدث عن عقيدته ممَّا صرَّح به هو وشهد به على نفسه من حيث يدري أو لا يدري (!) :

ترجم هذا الرجل لنفسه في حوالي تسع صحائف تحدث عن ولادته ونشأته وطلبه للعلم في الهند في بعض المدارس , ومنها الباقيات الصالحات ,ثمَّ في رحلته إلى مصر بعد محاولات فشلت , فسافر على حساب نفسه وتمَّ له الالتحاق بجامعة الأزهر في عام 1977م , وتحدَّث عن دراسته بهذه الجامعة بحديث مضطرب يخلط فيه بين المدح والذم ثمَّ تخرج من هذه الجامعة بدرجة الماجستير وذمَّ رسالته هذه لأنَّه كان يسير في الحكم على الأحاديث التي تضمنتها رسالته على طريقة أحمد شاكر المحدث السلفي وقد يكون فيها أشياء أخر .

ثمَّ ذكر أنَّه قد وفقه الله للالتحاق بجامعة أم القرى في مرحلة الدكتوراه وممَّا قاله في الحديث عن دراسته بهذه الجامعة : ( وكانت حياتي وعقيدتي وتكويني كلها قد بدأت تتحول إلى منحى جديد أثناء حياتي بجامعة أم القرى التي استغرقت ست سنوات ) .

قال هذا في الصحيفة الثانية من ترجمته لنفسه وفي الصحيفة الرابعة تحدَّث عن عقيدته بطريقة إجمالية فقال : ( أما عقيدتي فبفضل الله تعالى على منهاج سلف هذه الأمة الأبرار دون تغيير فيه أو تبديل أو إضافة شيء وإنِّي أكره البدعة في الدين أيًّا كان نوعها ومخالفة السلف ,كما أكره أشدَّ الكراهية أن أخوض فيما لم يخض فيه سلفنا الصالح من أمور العقيدة والإيمان , وإن كان في الهند من يصفني بالوهابية فإنِّي أجد خارج الهند من يصفني بالصوفية , والعجيب أنَّ هذه التهمة إنَّما يشيعها من لا يعرفني عن كثب في حدود علمي ) .

ولي على هذا الكلام وذاك تساؤلات :

- أوَّلا : ذكرت هنا في صحيفة (4) أنَّ عقيدتك عقيدة السَّلف دون تغيير أو تبديل وأنَّك تكره البدعة ... إلخ .

وقلت في صحيفة (2)  وكانت حياتي وعقيدتي وتكويني كلها بدأت تتحول إلى منحى جديد أثناء حياتي بجامعة أم القرى ) .

فأنت سلفي من الهند وكان الناس يصفونك بالوهَّابية من أجل عقيدتك السلفية (!) ولماَّ التحقت بجامعة أم القرى في مكة المكرمة بدأت عقيدتك وحياتك وتكوينك كلها تتحول إلى منحى جديد , فعن أي عقيدة كان هذا التحول ؟ إن قلت عن السلفية التي كنت عليها وأنت بالهند فقد اعترفت على نفسك بالضلال .

وإن قلت تحولت من العقيدة الباطلة الضالة (التجهم والتصوف وغيرهما) إلى العقيدة السلفية صرت عند العقلاء من أكذب الكاذبين لأنَّك ادَّعيتَ أنَّك وأنت في الهند كنت تُعيَّرُ بالوهَّابية والوهَّابية هي السلفية ومن المُستبعد أن تُعيَّر بالوهَّابية وأنت على عقيدة الخلف (!) .

- ثانيا : ادَّعيتَ أنَّك لم تُغيِّر ولم تُبدِّل فما هو هذا التحوُّل في حياتك وعقيدتك وتكوينك ؟!

- ثالثا : ادَّعيتَ أنَّك تكره البدعة أيًّا كان نوعها , وهذه دعوى لا يسندها شيء من كتاباتك ولا من علاقاتك المريبة بخصوم الدعوة السلفية ( وكلُّ إناء بما فيه ينضح ) , فما ينضح إناؤك إلا بخصومة من يحارب البدع وأهلها وبموالاة خصومها , فقد سألت عنك السلفيين وكبارهم من أهل مليبار فأفادوا أنَّهم لا يعرفونك وأنت كذلك لا تعرفهم ومُؤدَّى هذا أنَّك غير سلفي دون شك فأنت من غيرهم .

ففي الجزائر والأردن والإمارات لا علاقة لك بالسلفيين وإنَّما علاقاتك بالآخرين والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ,نعم لبست لباس السلفية في الجزائر فانخدع بك بعض السلفيين فأفسدتهم .

- رابعا : قلت : ( كما أكره أشدَّ الكراهية أن أخوض فيما لم يخض فيه السلف من أمور العقيدة والإيمان ) .

أقول : من طلب منك أن تخوض فيما لم يخض فيه السلف ؟! لكنَّ هناك أموراً عظيمةً دعا إليها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام , ودعا إليها الصحابة والسلف , وتحملوا في سبيلها ألوان الأذى بل سلوا من أجلها السيوف والأقلام والألسنة , وبلادك والبلدان التي عشت فيها في أشد الحاجة بل الضرورة إليها .

فهل أنت أورع من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصحابة والسَّلف الصالح رضوان الله عليهم فتكره ما أحبوه ؟! .

فكيف تكره شيئاً أرسل الله به الرسل وأنزل من أجله الكتب وشرع من

أجله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, بل شرع من أجله الجهاد بالمال والنفس ؟ فلماذا لم يتحرك لسانك وقلمك بهذا الشيء الذي يحبه الله والأدهى من ذلك أنَّك تكره الخوض فيه مع ادِّعائِكَ أنَّك تكره البدعة وفي البدع ما هو شرك ومنها ما هو كفر, وبلادك تَعُجُّ بمظاهر الشرك والكفر الهندوكي وانحرافات وضلالات المنتسبين إلى الإسلام من تشييد القبور والذبح لها بل والطواف بها والسجود لأهلها عند عتباتها , وعندهم تعطيل صفات الله بل عندهم عقيدة الحلول ووحدة الوجود واعتقاد أنَّ الأولياء يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون (!!)

وأنت مع هذا تكره أشدَّ الكراهية الخوض في أمور العقيدة والإيمان (!)

لو كنت سلفيا ولو ضعيفا لما كان هذا حالك أبداً .

فهل يُلام من درس أساليبك وكتاباتك وعلاقاتك وتأصيلاتك الفاسدة أن يصفك بأنَّك صوفي أشعريٌ لا سيما وهذا الاتهام أو الوصف قد وجه لك منذ سبع عشرة سنة , وطَلب منك هذا الذي تتباكى منه أن تُبيِّن عقيدتك فلم تُحرِّك ساكناً بالبيان طوال هذه المدة ثمَّ أخيرا تأتينا بهذه المجملات المتناقضة المذمومة التي لا تزيد الناقد إلا يقينا بما أنت عليه من عقائد فاسدة ويزداد يقينا أنَّك تلعب على الحبال -كما يقال- ,ثم إذا كنت تُحِبُّ السَّلامة -إن سلمنا لك بذلك- فلماذا هذه المعارك على السُنَّة وعلومها وأهلها وعلى من يخدمها من أفراد وجماعات ومؤسسات؟!!

ألاَ يدُلُّ هذا أنك من مدرسة معينة ؟!

وإذا كان لابدَّ من الحديث عن السنة وعلومها فلماذا لم تحرك ساكنا ضدَّ

الأفغاني وأحمد أمين والغزالي وأبي ريَّة والسير أحمد خان والقاديانية والقرآنية التي نشأت واستفحلت في بلدك ؟

والمستشرقين وأعداء الإسلام من خصوم السنة وعلومها ؟!

فماذا تريد بعد كلِّ هذه البلايا وماذا يريد من يمجدك ويعتبرك مجدداً ؟! فلا مرحبا بهذا التجديد المدَمِّر الذي تدفع إليه أَيادٍ لا تريد إلا الفتن والدمار ومشاغلة أهل الحق عن مواجهة الضلالات والأباطيل والمناهج الضالة والكافرة المعادية للإسلام .

قال المليباري في (ص4) من ترجمته : ( وأما الذي يتهمني بالصوفية والبهائية والاستشراق وهدم السنة وهدم صحيح مسلم مع استخدامه شتى ألفاظ الشتم والسبِّ فلأنِّي خالفته في مسألة علمية موضحا معنى كلام النُّقاد ومدافعا عمَّا ذهبوا إليه ) .

- أقول : أما الصوفية فقد ظهر لي أنَّك منهم ,وأما اتهامك بالبهائية والاستشراق فهات عباراتي بنصِّها مع بيان صفحاتها ليظهر صدقك أوكذبك .

وأما قولك : ( مع استخدام شتى ألفاظ السب والشتم فلأني خالفته في مسألة علمية موضحا معنى كلام النقاد ومدافعا عما ذهبوا إليه ) .

أقـول :

- أولا : من يسمع هذا الكلام والتباكي -مما يزعمه- من السبِّ والشتم ولا يعرف واقعه قد يظن أنَّ هذا الرجل من أعفِّ الناس لسانا وقلما وأبعدهم عن السبِّ والشتم وهو من أشدِّ الناس سبا وطعنا وغمزا ولمزا بالباطل , وهذه مناقشاتي له ومناقشاته لي فلينظر من هو السباب الطعان ظلما وبغيا .

نعم أنا قد أطعن فيه لسبب شرعي بياناً لواقعه من كذب وتلبيس ومكر أما هو فإساءاته فمن باب الظلم والبغي والبهت .

- ثانيا : وقوله ( فلأنِّي خالفته في مسألة علمية موضحا معنى كلام النقاد ومدافعا عمَّا ذهبوا إليه) .

- أقـول : إنَّ هذا كلام باطل فالأسباب كثيرة وعظيمة وبالرجوع إلى كتاباته وكتاباتي أو إلى بعضها يُدرك القارئ الفَطِن أنِّ هذه واحدة من كثير من مغالطاته وإخفائه للحقائق .

فمن تلكم المخالفات :

أ - تعدِّيهِ على صحيح مسلم ونسفه لباب كامل من أبوابه وإلحاق ما يشهد لأحاديث هذا الباب بها في التضعيف والإسقاط .

ب - ومنها وضعه منهجا خطيرا يهدم من كلِّ باب ما بعد الحديث الأول منه , بل هدم به باباً بكامله وألحق به شواهده , ولا دافع لوضع هذا المنهج ,وعمله وموضوعه خارج صحيح مسلم لا دافع له إلا غرض خبيث ,والأسباب كثيرة وحصرها في مسألة واحدة يعد من مكره المألوف للتغرير بالنّاس وإيهامهم أنّه مظلوم .

ج - ومنها تلوُّنه وقفزه من منهج إلى آخر ثمَّ إنكار كلِّ ذلك , ولا مجال لسرد الأسباب كلِّها وارجع لما مضى في هذا البحث واقرأ ما سيأتي مع قراءة بحوثي وبحوثه لتعرف من هو هذا الرجل وما هي أهدافه !

وأخيراً ما كنتُ أعرف من أيِّ مدرسة تلقَّى العلم هذا المليباري حتى صرَّح بأنَّه درس في مدرسة ( الباقيات الصالحات ) في ( ويلور ) بالهند ,فسألتُ عنها الثقات من أهل الحديث فأفادوني بأنَّها مدرسة صوفية خُرافية قبورية فيها قبر مقدَّس لمؤسسها الخرافي الصوفي (!) .

فليعرف هذا من كان مخدوعاً بهذا المليباري المتعالم المتلوِّن الذي يسعى بالفتن والشغب على السنَّة وعلومها ورجالها .

والحمد لله أوَّلاً وآخراً وظاهراً وباطناً

وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

وكتبه : ربيع بن هادي بن عمير المدخلي
16/ربيع الثاني/1426 هـ

الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

الرد على ( أعضاء اتحاد الضلال العالمي )

الرد على(  اعضاء اتحاد الضلال العالمي )
.....
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فقد اطلعت على خطاب منشور معلن في احد القنوات الفضائية ووصل إلينا من مجلس اسمه ( الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين )
وصيغة الطلب :
موجه علانية إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله
وموضوعه :
التدخل السافر في سيادة دولة وفي عمل شرعا هو من اختصاص ولي الأمر
وقد أحببنا عرض اهم ماجاء في هذا الخطاب وبيان فساد محتواه ومضمونه ومخالفته للشرع ولما أمر به علماء الإسلام
 وستكون فقرات الخطاب الفاسد  بين قوسين وبياننا عن شبههم والرد على شبهاتهم سيكون ان شاء الله خارج الاقواس وردنا هذا جرى على فقرات منها :
.......
اولا :
التعريف ب( الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين )
فهذا المجلس هو عبارة اتحاد لجمع من المشبوهين من كل دولة وقطر وديانات مختلفة
فمن أعضاء هذا الاتحاد رافضة و اباضية خوارج و معطلة جهمية و صوفية قبورية واخوانية خوارج
يرأس هذا الاتحاد
المدعو يوسف القرضاوي
وهو
١- اخواني خارجي تكفيري يرى حل دماء المسلمين والخروج على ولاة الأمر
٢-  عقلاني اي يقدم عقله المنحرف على نصوص الوحي
٣- له كلام سئ في الله سبحانه وتعالى
٤-  صوفي قبوري
٥- معطل جهمي
 ٦-  مطلوب أمني لقيامه بأعمال مخلة بأمن عدة دول عربية وتهيبجه لعامة المسلمين وتوظيفه لشعائر الإسلام لخدمة أهدافه السياسية الإخوانية
 وهذا ( الاتحاد عمله ) :
مخالفة شرائع الإسلام ومحاربة اهله ودوله .
 وهو اتحاد اسس  لمحاربة أهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح وداعم لنشر الرفض والتصوف والتعطيل بين أهل الإسلام الصحيح
..........
ثانيا :
ذكر هذا المجلس ( بيانا اعرب فيه عن انزعاجه الشديد حيال توقيف السعودية لعدد من رجال الدين )
والاجابة :
ان هذا الأسلوب هو إنكار علني على ولي الأمر الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وعلى ولي عهده وتدخل في شؤون تخصهم وهذا خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم  فعن عياض بن غنم رضي الله عنه قال لهشام بن حكيم ألم تسمع يا هشام رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول : ((من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فليأخذ بيده فليخلوا به فإن قبلها قبلها وإن ردها كان قد أدى الذي عليه ){ السنة لابن أبي عاصم ١٠٩٦و صحيح الجامع ١١٠٠}
وفي عملهم مضادة لاصل( السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف )
و محاولة لتهييج العامة على حكامهم .
 ثالثا :
انزعج( الاتحاد المبتدع ) بتوقيف من استحق شرعا هذه العقوبة و( لم ينزعج) من الدماء التي اريقت والأموال التي نهبت والاعراض التي انتهكت كل ذلك بسببهم
فالمقياس فاسد عند (اتحاد أهل الأهواء والبدع ) يكيلون بمكيالين ويطففون بالميزان
وهذا الاتحاد لواطلق عليه ( اتحاد جواز اراقة دماء المسلمين ) لكان اسما على مسمى .
 رابعا :
يصف هذا ( الاتحاد الدموي ) سلمان بأن له ( جهود في الدعوة ) و( الوسطية)  ولوقالوا : جهود في تكفير المسلمين واستباحة دمائهم  وقتل الأنفس المعصومة وزعزع  امن دول الإسلام  لصدقوا
لكن ( أعضاء هذاالاتحاد مجموعة من الخوارج) ليسوا اهلا للصدق
ا والدعوة إلى الإسلام الصحيح  بل هم فجرة كذبة دعاة انحلال فكري وفساد خلقي
خامسا :
ذكروا بل كذبوا فقالوا: ان سبب التوقيف هو دعوة سلمان العودة ب(أن يؤلف بين قلوب حكام الدول بمافيه خير شعوبهم )
فسببها جرى ايقافه
وبسببها: سحب غيره من دعاة الخروج والتهييج
ولم يعلم ( أعضاء الاتحاد ) ان ولاة الأمر صبروا على افعال سلمان العودة ومن معه سنين عدة لعلهم يرجعون فلم يزدادوا إلا طغيانا وتجبرا وايقافهم وسجنهم بناء على اقتضاء المصلحة العامة التي رآها ولي الأمر
ونحن معه في كل أمر يتم فيه دفع ضر أو جلب مصلحة للمواطنين وفق الشرع الحنيف
وولاة أمرنا هم من يطبق الشرع وينصر التوحيد والسنة بخلاف من تم سجنه وبخلاف اصحاب ( هذا الاتحاد ) الذي يسعى لهدم الإسلام وتقويض بنائه( والله متم نوره ولوكره الكافرون)
وعلماء الإسلام كما هو مبثوث في كتبهم يأمرون بسجن وإيقاف من كان مثل العوده وأعضاء حزبه الإخواني
بل يرون أن المبتدعة الضلال ك(حال أعضاء اتحاد الضلال ) ان يردعوا بمافيه حماية المسلمين من شرهم وقطع دابرهم
 سادسا :
يطالب ( الاتحاد المشبوه) عدم ( الزج برجال الدين )
وهذا مصطلح نصراني لا يوجد في المسلمين مسمى ( رجال دين )
فالمسلمون كلهم (ذكورهم)  رجال دين
و( اناثهم) نساء دين
عالمهم وعاميهم
وخاصتهم وعامتهم
فالراعي والرعية في الإسلام
كلهم أهل دين
والإسلام اتى بتعميم الاوامر والنواهي على المسلمين الا مااتى الشرع بتخصيصه فلاتخصيص ولاتقييد كهنوتي لطائفة دون وجه حق في الإسلام ولاتقديس ولاعصمة لأحد بل كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه  بل الحق أحق أن يتبع
وهذا الاتحاد :
في هيئته
 وصيغته
وطريقته
واوامره
 ونواهيه
:   عبارة عن لوائح وأنظمة متبع فيها ملل الكفر و( من تشبه بقوم فهو منهم )
 سابعا :
يطالب (  اتحاد الضلال والعهر والفجور والالحاد) عدم الزج ب(رجال دينه بالخلاف السياسي)  و هذا الأسلوب نعرفه عنه فهي كما قيل في المثل :
 شنشنة نعرفه من اخزم
فهذه ( سياسة حركية ) والا  فهم مجرد ( رموز شر وظيفتهم نشر الفكر الدموي) و ( اشعال الفتن ) و ( اشغال الناس عن أمور دينهم ومصلحة دنياهم )
ولو رأوا بعين الإنصاف لعلموا  أن منشأ الخلاف كان بسببهم وانهم موقد هذه الفتن ورعاتها
ف( ديانتهم الإخوانية )
مبنية على السياسة الخرقاء
التي ( لا تصلح فيها دنيا ولااخرة  )
وهذا من فجورهم  في دعوتهم وكذبهم في دعواهم
كتبنا هذا الرد المختصر لأننا نعلم صدق موقف ولاة أمرنا ونرى عدلهم ونشاهد رأفتهم وسماحتهم ومن حقوق ولاة امرنا جرى منا بيان الحق في كشف زيف هؤلاء الخوارج الذين ارادوا التمسح بالإسلام فسموا خليطهم ( أعضاء اتحاد علماء المسلمين) مع ملاحظة ( ان الرد على المخالف أصل من أصول الإسلام ومبانيه العظام )
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني
ضحى يوم الاربعاء
 ٢٢/ ١٢ / ١٤٣٨ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم

الأحد، 10 سبتمبر 2017

الإخوانيُّ عبد الرحمن عبد الخالق يكسب الخطايا ثم يرمي بها الأبرياء الحلقة الرابعة


الحلقة الرابعة
   الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد أنزل عبد الرحمن عبد الخالق منشورًا بمناسبة مرض الشيخ ربيع، بعنوان: "خطاب ودعاء للشيخ ربيع بن هادي المدخلي"، أورد فيه كلامًا شبيهًا بكلام العوامّ، وطريقةً كطريقتهم، ولا يدري عبد الرحمن عبد الخالق أنه كلّما تقيّأ بمثل هذه المقالات، وقرأها الناس – ولاسيّما العلماء -، ازداد كثيرٌ من الناس بصيرةً به وبحاله، وعرفوا سبب ردود الشيخ ربيع المدخلي عليه.
ونحن نذكر كلام عبد الرحمن عبد الخالق، ونأتي به، ونعقّب عليه بما يناسبه، ونبيّن الحق – إن شاء الله تعالى -.
1 ـ قال عبد الرحمن عبد الخالق:
"أخي الشيخ ربيع – شفاك الله وعافاك، وأمدّ في عمرك بالطاعة، وطهور إن شاء الله – أقول لك – وأنت على فراش المرض – هؤلاء جميعًا هم خصماؤك يوم القيامة".
ثم أشار إلى بعض الأحزاب الإسلاميّة.
أقول:
لأن يأتي الناس كلّهم خصومًا للعالم يوم القيامة، أهون عليه من أن يكون خصمه يوم القيامة محمدًا – صلى الله عليه وسلم -، يسأله لماذا لم يذبّ عن السنّة، ويبيّن الحقّ.
سئل إمام الجرح والتعديل الإمام يحيى بن معين – رحمه الله – ألا تخشى أن يكون هؤلاء الذين تتكلم فيهم خصومك يوم القيامة ؟! - فقال: - رحمه الله -:
(لأن يكون الناس كلّهم خصمائي يوم القيامة، أهون عندي من أن يكون خصمي يوم القيامة محمدًا – صلى الله عليه وسلم – يقول لي: "لِمَ لَمْ تذبّ عن سنتي ؟!".).
فالأئمة لا يعوّلون على إرجاف المرجفين المثبّطين عن كلمة الحقّ، ولا تهزّهم مثل هذه الترهّات.
وإذا كان كلّ من نصح للأمة سيقف الناس خصومًا له يوم القيامة، فإن ربيعًا المدخليّ ليس وحده هو الخصم الذي سيوقفه الناس، بل سيقف الناس يوم القيامة خصومًا للأئمة كلَّهم، كأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعليّ بن المدينيّ، وأبي حاتم الرازيّ، وابنه عبد الرحمن ابن أبي حاتم، وأبي زرعة الرازيّ، والنسائي، والدارقطنيّ، وجماعة كبيرة من أئمة الجرح والتعديل.
بل حتّى من تكلّم في الفرق والمذاهب كابن حزم، والشهرستانيّ، وعبد القاهر البغداديّ، وشيخ الإسلام ابن تيميّة، وتلميذه العلامة ابن القيّم، والشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومدرسته، وأبنائه، وأحفاده، وغيرهم.
2 ـ ذكر عبد الرحمن عبد الخالق هؤلاء فقال: (الجماعات الدعويّة التي أخرجتها من السنة والجماعة، والفرقة الناجية).
أقول:
عبد الرحمن عبد الخالق يرى أن الشيخ ربيعًا أخرج هذه الأحزاب من أهل السنة، والحقيقة أن الشيخ ربيعًا المدخلي ليس هو الذي أخرجهم من أهل السنة، وإنما انحرافاتها هي التي أخرجتهم من أهل السنة، ثم ليس الشيخ ربيع فقط هو الذي حكم على هذه الفرق على ضوء انحرافاتها، بل هذا حُكْم أهل العلم عامّة من الأئمة المتقدّمين والمعاصرين، ومن هؤلاء سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ صالح الفوزان، وشيخنا الشيخ مقبل الوادعيّ. وغيرهم من أهل العلم الصادقين – رحم الله أمواتهم، وحفظ الله أحياءهم -.
فهل يطعن عبد الرحمن عبد الخالق هؤلاء العلماء الفضلاء، أم هو التضليل على القرّاء، حيث يوهم الناس أن إخراج هذه الجماعات من أهل السنة إنما هو قول ربيع المدخليّ ؟!
إن طلّاب العلم يعرفون أن لأهل السنة أصولًا عقديّة، من استقام عليها كان من أهل السنة، ومن خرج عنها فقد خرج عن أهل السنة، ويعرفون أن هذه الجماعات الدعوية عندها انحرافات كبيرة وعظيمة، فمن ذلك:
الوجه الأول: - عدم اعتنائهم بالدعوة إلى التوحيد، لا قولًا ولا عملًا، وهذه وحدها كافٍ لإخراجهم من أهل السنة.
الوجه الثاني: - الولاء والبراء الضيّق الذي حصروه على منهجهم، وعلى زعمائهم فقط.
الوجه الثالث: - أنهم يدورون مع المنهج الذي رسمه لهم مؤسّس جماعتهم، فإذا رسم المؤسس منهجًا لأتباعه يسيرون عليه، فترى هؤلاء الأتباع يقدّمون المنهج المرسوم من قِبَل المؤسس على أنه أصلٌ، ولا يأخذون من فتاوى أهل العلم إلا ما وافق المنهج المرسوم للأتباع، وإن لم توافق أهواءهم، ردوها وأعرضوا عنها.
الوجه الرابع: - هذه الجماعات لا ترضى عن الشخص حتى يدخل جماعتهم، فالدخول في جماعتهم هو مصدر التوثيق عندهم، فلا يكون الشخص ثقة حتى يدخل معهم، ولو كان من أتقى الناس وأبرهم.
الوجه الخامس: - استلام التوجيهات من جهات معيّنة، لهم تسلّط تامّ على هؤلاء الأفراد، إمّا بإمارة أو بيعة أو غير ذلك.
الوجه السادس: - أن هذه الجماعات هدمت الولاء والبراء، فهذه الجماعات مختلطةٌ بأهل الضلال، يثنون عليهم، ويروّجون لهم.
فجماعة التبليغ مختلطةٌ بالطرق الصوفيّة، بل هم مبايعون على أربع طرق من هذه الطرق، وجماعة الإخوان المسلمين مختلطةٌ بالروافض الاثني عشريّة، وكتب زعمائهم شاهدةٌ على هذه العلاقة الوثيقة بينهم وبين أهل الضلال، من الروافض والصوفية.
الوجه السابع: - لا يرون السمع والطاعة لولاة الأمور، ولا يرون لزوم الجماعة، وعندهم الخروج على جماعة المسلمين، وحمل السلاح عليهم.
هذه بعض الانحرافات عند هذه الجماعات كجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة التبليغ.



3 ـ قال عبد الرحمن عبد الخالق: (وألحقتها بالفرق الهالكة، وحكمت عليهم بأنهم من أهل النار).
أقول:
سبحان الله يا رجلُ !! حتّى هذه المسألة تجهُلها أو تغالط فيها ؟!
إن الذي حكم على هذه الفرق بأنها من أهل النار، هو النبيّ – صلى الله عليه وسلم –، حيث قال – صلى الله عليه وسلم -: "وستفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة، كلّها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله ؟!" قال: "من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابيّ" ؟!. وفي رواية: "الجماعة".
والحديث ورد عن جمعٍ من الصحابة، وقد صحّحه عددٌ من الأئمة، ومن هؤلاء الترمذيّ، والحاكم، وابن بطة في "الإبانة الكبرى"، والآجريُّ في "الشريعة"، وشيخ الاسلام ابن تيمية، وابن كثير، والشاطبيّ، والعراقيّ، والألبانيّ ، والبوصيريُّ، وحسّنه المناوي.
وليس هناك أحدٌ من أهل العلم حكم على ذوات الأشخاص بأنهم من أهل النار، لا الشيخ ربيع المدخلي، ولا أمثاله من فضلاء الأمة، فالأئمة إنما يحكمون على هذه المناهج بالعمومات، وأما الأشخاص فمن كانت بدعته لا تخرجه من الإسلام، فيعتقدون أنه يرجع إلى مشيئة الله تعالى – كما هو معتقد أهل السنة والجماعة -.
4 ـ قال عبد الرحمن عبد الخالق:
(وكذلك العلماء والمشايخ ودعاة الإسلام الذين حكمت عليهم بأنهم من الفرق الهالكة، كلّ هؤلاء خصماؤك بين يدي الله يوم القيامة):
أقول:
"البيّنة على المدّعي"، فهات البيّنة على أن ربيعًا وأمثاله - من علماء أهل السنة في هذا العصر - حكموا على رجل بريءٍ من أهل السنة بأنه على بدعةٍ ضلال، إلا إن كنت تعني أحبابك من أهل البدع والضلال، ممن تغضب لتحذير العلماء من انحرافاتهم، ولا تغضب لجنايتهم على الشريعة، ولا تغضب لضياع مئات الآلاف من الشباب على أيديهم.
5 ـ قال عبد الرحمن عبد الخالق: (جماعة التبليغ تضمّ الملايين ممن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويدعون إلى الله).
أقول:
إن كثرة الناس لا تغيّر من الحقائق الشرعيّة شيئًا، وجماعة التبليغ عندها انحرافات كثيرة، منها: الطرق الصوفيّة التي بايع زعماء جماعة التبليغ عليها، ومن ذلك إهمالهم لدعوة التوحيد، وعدم عنايتهم به بذلك، ومنها سكوتهم عن البدع والضلالات، ولاسيّما التي يجدون الناس عليها، فيدخلون المساجد وفيها قبور وأضرحة، فلا يتكلّمون بكلمة واحدة، ولا يحذّرون الناس من هذه الوسائل المفضية إلى الشرك.
أضف إلى ذلك إخراجهم العوام في دعوتهم، وإلزامهم بعدد معيّن من الأيّام، وسفرهم إلى أماكن بعيدة دون أن يكون لهم رصيد من العلم الشرعيّ، حتّى إنهم ليذهبون إلى "تلّ أبيب" عاصمة دولة اليهود، وقد رأيت جماعةً منهم بنفسي - في مطار عمّان – مسافرين إلى تلّ أبيب.
ومن ذلك البدع والضلالات – التي لا حدود لها – عند هذه الجماعة كالإمارة، والخروج المبتدع، وقد نزعوا جهاد الكُفّار من قاموس دعوتهم، ثم فسّروا نصوص الغزو والجهاد بخروجهم المذكور، فنصوص الجهاد عند جماعة التبليغ هو خروجهم المبتدع.
وهم في ذلك يسيرون خلف إمامهم محمد إلياس الكاندهلويّ، الذي خرج على الناس بهذه الفكرة الخطيرة، في ذروة جهاد الهنود المسلمين لبريطانيا، حيث فسّر لهم نصوص الجهاد بخروجهم المذكور، حتّى قال بعض الفضلاء: "أخشى أن تكون فكرة جماعة التبليغ من دسائس بريطانيا".
وأقول لعبد الرحمن عبد الخالق: إن هناك أئمةً صنّفوا في جماعة التبليغ منهم الشيخ العلّامة حمود التويجري، وهناك من حذّر منهم كسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ صالح الفوزان، وغيرهما.
فهل جعلت لهؤلاء الأئمة نصيبًا من نصيحتك وموعظتك، وخوّفتهم من الكلام في جماعة التبليغ ؟!
6 ـ قال عبد الرحمن عبد الخالق:
(هل يصحّ أن يُجعل هؤلاء من الفرق الضالّة ؟! الملايين سيخاصمونك لأنك بدّعتهم وأخرجتهم من الدين، وحكمت عليهم بالضلال وأمثالهم من جماعات الإسلام، ومن الدعاة والعلماء).
أقول:
أ ـ إن هؤلاء الملايين سيكونون خصماء لزعماء هذه الجماعات الذين استعملوا كلّ وسيلة لاصطياد هؤلاء الشباب الأبرياء، ثم بثّوا فيهم الفكر التكفيريّ، ثم بعد تشبّعهم بالفكر التكفيريّ يرسلونهم – باسم الجهاد - لتدمير الأمة، وقتل أفرادها، وتدمير ممتلكاتها.
ب ـ وإن هؤلاء الملايين من الناس سيكونون خصماء لك - يا عبد الرحمن عبد الخالق - ولأمثالك من الذين خانوا هؤلاء الشباب ولم ينصحوا لهم، حيث هان عليكم أن تروا هؤلاء الشباب يضيعون، ويسقطون ضحايا للفكر التكفيريّ أو للعمل الحزبيّ البدعيّ الذي يقضون فيه أعمارهم، فلا يجدون منكم أيسر النصائح، ولا وجدوا منكم ما يدلّ على رحمتكم بهم، وشفقتكم عليهم، بل وجدوا منك ومن أمثالك أساليب خطيرة من التضليل والتزوير، والدفاع بالباطل عن هذه الضلالات.
أخبرنا يا عبد الرحمن عبد الخالق أين نصائحك للشباب الذي يسقطون بالليل والنهار في فكر الخوارج، وما زالت الأمة تعاني من ضررهم العظيم على بلاد الإسلام، بل عقر دار الإسلام، فماذا فعلت لهؤلاء الشباب ؟! وماذا قدّمت لهم من نصائح ؟!
أهذه هي دعوتكم ؟! تغضّون الطرف عن الجناة الحقيقيّين، وتشنّون على العلماء الناصحين حربًا شرسة ؟!
إن كثيرًا من المسلمين، قد عرفوا ما تعاني منه المجتمعات الإسلامية بسبب هذه الأحزاب والطوائف، وأنها شرٌّ ووبال على بلاد المسلمين، وعلموا أن الذي يقف لهذه الأحزاب بالمرصاد، هو في الحقيقة ناصحٌ لأئمة المسلمين وعامتهم، وليس طاعنًا في الدعاة كمّا يروّج الأفاكون الكاذبون.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله
علي بن حسين الشرفي
المعروف بالحذيفي
18 / ذو الحجة / 1438 هـ

الجمعة، 1 سبتمبر 2017

الإخوانيُّ عبد الرحمن عبد الخالق يكسب الخطايا ثم يرمي بها الأبرياء ( الحلقة الثالثة )


الحلقة الثالثة
ـ وختامًا: فهاتان رسالتان:
الرسالة الأولى إلى زوّار جمعيّة إحياء التراث الكويتيّة
ـ فهذه هي جمعيّة إحياء التراث الكويتيّة، وهذه هي طريقتها مع الدعوة السلفيّة، حربٌ تشويهٌ على العلماء الربّانيين بالأكاذيب والافتراءات، وتعظيم لرموز الحزبيّة، وتلبيسٌ وتضليلٌ على الناس في كثير من المسائل العلميّة، وذلك من أوّل إنشائها.
فما هو عذر من يناصرهم، ويقوّي شوكتهم، ويروّج لهم، بالزيارات المتكرّره لجمعيّة إحياء التراث، وحضوره دوراتهم، وثنائه عليهم ؟!
أ ـ وأما الاعتذار بأنهم يذهبون إليهم، ولا يشترطون عليهم شيئًا، وأنهم يختارون الكتاب الذي يريدونه، ويتكلمون في الموضوع الذي يريدونه.
فنقول: إن في نفس زياراتكم مفسدةً، وذلك لأمور:
أحدها: - أن الولاء والبراء يقتضي مفاصلة هؤلاء الحزبيين المتستّرين بالأعمال الخيريّة.
الثاني: - أن طريقة السلف الصالح مع أهل البدع والأهواء هي مفاصلتهم والتحذير منهم، فقد كان سلفنا يحذّرون من انحرافات هي دون التي عند جمعيّة إحياء التراث.
الثالث: - إن هذه الجمعيّات تستفيد جدًّا من زياراتكم المتكرّرة في الترويج لباطلهم، والتشويه بمشايخ أهل السنة، فزياراتكم تمحو لهم تحذير العلماء، فإنهم يقولون لأتباعهم: "انظروا كيف أن مشايخ السلفيّة كلّهم يأتون إلينا، وفلان فقط هو الذي لا يأتي إلينا لأنّه متشدّد". فيغترّ المساكين بزياراتكم، ويفهمون أن فلانًا هو المتشدّد، والحقّ أنه ليس به تشدّد، ولكن غيره هو الذي تساهل.
فالمفسدة حاصلة في نفس الزيارات، لا في الكتاب الذي تختارونه، ولا الموضوع الذي تطرحونه.
ب ـ وأما قولكم: "نحن نتكلم في الموضوع الذي نريده". فنقول لهم: لا تقدرون على طرح ما تريدون من المواضيع، فأنتم لا تستطيعون أن تحذّروا من الطعونات في العلماء الذين اختلفوا مع جمعيّة إحياء التراث، ولستم قادرين على القول بأن تحذير العالم من هذه الجمعيّة لو كان خطأً فلا يبيح لكم عرضه لتتكلّموا فيه، وتفتروا عليه، فكيف وتحذيره حقّ، ولا تستطيعون أن تذكروا أسماء هؤلاء العلماء، وكلّ ذلك خوفًا من تصنيف الجمعيّة إيّاكم بأنكم من جماعة الشيخ الفلانيّ، ولو ذببتم عن أعراض هؤلاء العلماء، لما استدعتكم الجمعيّة مرّة أخرى، ولبحثوا عن غيركم ممن يأتي لهم بأرباح بدون خسائر.
بل هناك مواضيع يصعُب على هؤلاء الزوّار الكلام فيها، مثل وجوب التحذير من أهل البدع، وأن الكلام فيهم لا يُعتبر من الغيبة، وبيان حال كثيرٍ من الأحزاب الموجودة على الساحة كالإخوان المسلمين وجماعة التبليغ وغيرها.
ومن هذه المواضيع تحريم الخروج على ولاة الأمور، والردّ على الشبهات التي يثيرها أهل الأهواء في  هذه الأيّام. ومن هذه المواضيع التحذير من الفُرقة وأسبابها، ومن البدع المعاصرة الموجودة التي كانت سببًا للفُرقة، مثل البيعة، والإمارة، والتحزّب. ونحو هذه المواضيع التي تثير حفيظة الجمعيّات.
ففي الحقيقة هناك شرطٌ مسكوتٌ عنه، - ومن الشروط ما تكون غير منطوق بها - لكنّه مفهوم من الطرفين، طرف الجمعيّة وطرف الزوّار من المشايخ، فمن هذه الشروط عدم الكلام في هذه المواضيع المشار إليها.
ولو أثنى الواحد منهم على المشايخ المختلفين مع جمعيّة إحياء التراث، لوجدته يتكلّم على خجل بثناءٍ عامّ، وليس بدفاعٍ واضحٍ، وسرعان ما تمحي أثره الجمعيّة بطريقتها الخاصّة.  
ج ـ وأما الاعتذار بأن العلم يُبثُّ وينشر في الناس، لعلّ في ذلك نشرًا للعلم والسنّة.
فالجواب عن ذلك من وجوه:
أحدها: - استفادتهم منكم في الترويج لجمعيّتهم في ساحة الدعوة، هي أكثر من فائدة نشر العلم إن حصل، فهم المستفيدون الحقيقيّون ولستم أنتم. فالمفسدة غالبة على تلك المصلحة المنشودة، ويعرف حجم المفسدة العلماء الربّانيون، وليس كلّ شخص.
والثاني: - يمكن نشر العلم بدون الانضمام إلى جمعيّة مثل هذه الجمعيّة، إذْ أن كثيرًا من العلماء ينشرون العلم بدون التعاون مع هذه الجمعيّات، والمصلحة إذا أمكن تحصيلها بدون مفسدة وجب تقديمها على حصولها مع المفسدة.
فضرر زيارات هؤلاء المشايخ في كلّ أنحاء العالم، في آسياء وأفريقيا، وأوروبّا، وفي الأمريكيّتين، حيث يروّج لها في كلّ مكان، والذين يلحقون بالجمعية ويغترّون بها أكثر بكثير جدًّا من المتأثرين بالعلم على يد هؤلاء المشايح الزوّار.
وكم تضرّرت الدعوة بمثل هذه الكلمات: "معنا الشيخ فلان، والشيخ فلان، والشيخ فلان".
والثالث: - أن العلم يُنشر عند المحبّين للعلم والمعظّمين له، لا عند من يستضيف المشايخ ترويجًا لأهدافه، وربما كان السلف يحرمون الرجل من العلم، لأشياء هي أدنى بكثير مما عند هؤلاء المتستّرين.
والرابع: - يتبع الزيارات كثير من الثناء عليهم، وعلى جهودهم، وعلى بعض رموزهم، والنصح بالحضور لدوراتهم، ولاشكّ أن هذا ضررٌ.
د ـ وأما الاعتذار بأن سماحة الشيخ عبد العزيز باز – رحمه الله - كان يتواصل مع المخالفين وينصحهم.
وأقول: لقد كان موقف سماحة الشيخ عبد العزيز باز – رحمه الله - موقفًا مشرّفًا من هؤلاء، وأسوق هنا موقفين مشرّفين لهذا الإمام الكبير – رحمه الله -:

أحدهما: - رفعت أخطاء عبد الرحمن عبد الخالق إلى سماحة الشيخ ابن باز ومنها كلامه الرديء في مشايخ السلفيّة، فاستدعاه من الكويت إلى السعوديّة، فعرض عليه سماحة الشيخ ابن باز ما نقل إليه من الكلام، وأخبره أن كلامه منكر وباطل، وطالب عبد الرحمن عبد الخالق بالتراجع عن كلامه في العلماء، وطالبه ببيان ذلك في الصحف المحليّة في الكويت والسعودية [1]، ونصحه أن يترك هذه الطريقة، فتراجع عبد الرحمن عبد الخالق أمام سماحة الشيخ عبد العزيز باز – رحمه الله -.
قال شيخنا الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله -: (ثم يأتي عبد الرحمن عبد الخالق، وأنا متأكد أنه ما أجاب بما أجاب به، ولا تراجع عما تراجع عنه إلا أنه يخشى من الحكومة الكويتية، فإنها تثق بالشيخ ابن باز وتحبه، فلو قال لهم: "رحِّلوه، هذا لا خير فيه"، لرُحّل، من أجل هذا تراجع).
وقال شيخنا الشيخ مقبل بن هادي الوادعي: (فلا يظن ظانّ أن الذي تراجع فيه عبد الرحمن عبد الخالق هو كل ما أُنكر عليه، بل ليس بربع العشر، والسبب في هذا أنه ما تضلع من العلم). [2]
وقال شيخنا الشيخ مقبل: (إنه لا يكفي انتقاد الشيخ عبد العزيز بن باز في قضايا يسيرة، بل الرجل أضلّ أمماً وفرّق كلمة أهل السنة).
والثاني: - علم سماحة الشيخ عبد العزيز باز – رحمه الله - أن بعض القطبيين يهاجم مشايخ المدينة كالشيخ محمد أمان بن علي الجامي، والشيخ ربيع المدخلي وغيرهما - وينزّل عليهم بيان سماحة الشيخ عبد العزيز باز – رحمه الله – الذي أنزله في ذلك الوقت، فدافع سماحة الشيخ عبد العزيز باز – رحمه الله - عن مشايخ المدينة دفاعًا مباركًا، وأثنى عليهم خيرًا – رحمه الله رحمةً واسعة -.
فأين مواقفكم المشرّفة من هذه الأخطاء والافتراءات، وأين دفاعكم عن هؤلاء العلماء الفضلاء لتبرأ ذمّتكم ؟!.
ثم إن طريقة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز  – رحمه الله – هي التواصل مع العلماء الربّانيين، وقطع صلته بهؤلاء إلا من النصيحة، وأنتم قطعتم هؤلاء العلماء الربّانيين، وصار تواصلكم مع هذه الجمعيّات المتستّرة بالأعمال الخيريّة، ثم تنسبون أفعالكم إلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – وشتّان بين الموقفين.
وكثيرٌ من علمائنا – ولله الحمد – يفاصلون هذه الجمعيّات وينابذونها، ويبتعدون عنها، ويتحمّلون في سبيل ذلك أصناف الأذى منهم، كالشيخ ربيع بن هادي المدخلي والشيخ محمد أمان بن علي الجامي، والشيخ أحمد النجميّ، والشيخ مقبل بن هادي الوادعيّ وغيرهم، وهؤلاء علماء أيضًا شهد لهم القاصي والداني بفضلهم وعلوّ منزلتهم.
اعلموا أنه لولا زياراتكم وتواصلكم مع هذه الجمعيّات، لضعفت جمعية إحياء التراث - وغيرها من الجمعيّات المتستّرة بغطاء السلفيّة – عن نشر باطلها، فإن هذه الجمعيّات الحزبية تحيا بزيارات المشايخ، وحضور دوراتهم، وثنائهم.
كم كان لتواصلكم هذا من آثار سلبيّة على السلفيّة وأهلها، فلولا زياراتكم المتكرّرة، لقّل عدد الضحايا الذين يقعون في أيدي هؤلاء، وما استطاعوا التشويه بالعلماء الربّانيين.
الرسالة الثانية إلى طلّاب العلم في اليمن
ـ ما موقف طلاّب العلم في اليمن من مثل هذه الحرب المسعورة على الشيخ ربيع ؟!
ما السرّ في أن ربيع بن هادي المدخلي لا بواكي له عندنا في اليمن ؟!
وما هو السبب في أننا لا نرى دفاعًا عن الشيخ ربيع بحقّ مع كثرة المهاجمين، كما رأينا دفاعًا عن الحجوري ومحمد الإمام بالباطل ؟!
رأينا كثيرًا من غثاء الردود في الدفاع عن محمد الإمام، وردّ انتقادات علماء أهل السنة له، مع ما صدر من محمد الإمام من الوثيقة وما بعدها ؟! فلماذا لا تخرج مقالاتٌ - ولو مقالات قليلة - في الدفاع عن الشيخ ربيع، وردّ انتقادات أهل البدع، الذين يهاجمونه لكشفه إيّاهم ؟!
يا طلّاب العلم في اليمن: ألا تردّون لربيعٍ جزءًا من الجميل الذي له عليكم ؟!.
أليس هو الذي يسدّد الدين عنكم في كلّ مرّة ؟! ألم يردّ – ردودًا تفصيليّة بمقالات علميّة كثيرة - على مشايخ الوصيّة الذين خالفوا الدعوة السلفية على علم.
أ ـ فمن هؤلاء أبو الحسن المأربيّ، الذي أخرج الشيخ في الردّ عليه مقالات كثيرة. وأبو الحسن المأربيّ له قرابة عقدين من السنين في حرب على الشيخ ربيع المدخليّ، فأين الردود عليه يا طلّاب العلم في اليمن ؟!.
ب ـ ومن هؤلاء يحيى الحجوريّ، الذي أخرج الشيخ ربيع في الردّ عليه مجلّدين، ثم خرجت ثلاث حلقات بعد ذلك، وما زال هو وأتباعه يتكلّمون في الشيخ ربيع، فأين الردود عليه ؟!.
لماذا لما سقط محمد الإمام انتفضتم انتفاض العصفور المبلول، فخرج كُتّابُكم من كلّ جُحْرٍ، ليدافعوا عن إمامهم ؟! وبعض هؤلاء لم يحمل قلمًا ليدافع عن "شيخ" إلا هذه المرّة، وهذا من الخُذلان - والله -، فكم مرّت الدعوة وعلماؤها بأزمات وشدائد ولم نرَ شيئًا مشرّفًا لهذه الأقلام.
لا أقول إن ربيعًا محتاجٌ لدفاعكم، فوالله إن مرتبة ربيع لا تنال منها مقالات أهل الأهواء، لأن الرجل صار محنةً - فيما نحسبه كذلك والله حسيبه -، ولكن أبيّن للعقلاء مدى التعصّب الذميم الذي وصل إليه بعض الناس. وليعلم المنصفون أن كثيرًا من طلّاب العلم تغيّر بعد موت شيخنا العلامة مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله رحمةً واسعة –، والذي لو كان حيًّا لنصر ربيعًا بالثناءات العاطرة كما عوّدَنا - رحمه الله وغفر له – فدعوتهم واحدة.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله.
كتبه: أبو عمار علي بن حسين الشرفيّ
المعروف بعليّ الحذيفي
الأربعاء الثامن / ذو الحجة / 1438 هـ
ــــــــــــــــــــ
[1] انظر: "مجموع فتاوى ومقالات سماحة الشيخ ابن باز" (8/240-246) - رحمه الله -.
وممن رد عليه الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله - وكذبه وقال فيما ذكره عبد الرحمن عبد الخالق: (كل هذا كذب). ودعا إلى التحقيق معه كما في شريط "التوجيهات السلفية في قضايا منهجية". ورد عليه الشيخ صالح بن غصون رحمه الله وقال عنه "فاجر". وكل هذا في شريط مسموع انظر: "شريط "كلمات في العقيدة والمنهج والنوازل".
[2] "إجابة السائل". لشيخنا الشيخ مقبل الوادعي - رحمه الله -.

الإخوانيُّ عبد الرحمن عبد الخالق يكسب الخطايا ثم يرمي بها الأبرياء ( الحلقة الثانية )


الحلقة الثانية
2 ـ اتّهامات عبد الرحمن عبد الخالق ومجازفاته
سنقف مع مقال عبد الرحمن عبد الخالق، ونناقشه في بعض الأمور التي افتراها على الشيخ ربيع بن هادي المدخليّ، ليعرف القرّاء بضاعة هؤلاء القوم.
فمن الأشياء التي افتراها عبد الرحمن عبد الخالق أن الشيخ ربيعًا أصّل أصولًا في الدين، فرّق بها جماعة المسلمين، وأن الشيخ ربيعًا أنشأ فتنة بين أهل السنة، لم تنشأ قبلها فتنة مثلها، ويزعم عبد الرحمن عبد الخالق أن من أصول الشيخ ربيع أن كلّ من وقع في بدعة فهو مبتدع، وأن المبتدع لا يُقبل منه إحسان قطّ، وإن غلبت حسناته على سيئاته، ومن ذلك دعواه أن الشيخ ربيعًا يتبنّى أن من لم يبدّع المبتدع فهو مبتدع مثله. قال عبد الرحمن عبد الخالق: "وهذا الأصل الذي قال به الشيخ ربيع يلزم منه تبديع الإمام البخاري صاحب الجامع الصحيح، وذلك أن الإمام البخاري روى في كتابه عن بضع وستين ممن تلبّسوا ببدعة من البدع الكبرى، كالخروج والإرجاء والتشيّع، وكان الميزان عنده وعند أهل الحديث جميعًا قبول رواية المؤمن الصادق الحافظ وإن تلبس ببدعة.
وقال عبد الرحمن عبد الخالق: "كذلك يلزم من أصل الشيخ ربيع بن هادي رفض كتب شُرّاح الحديث كالإمام النووي، والإمام ابن حجر، وابن الملقّن - رحمهم الله - فإن هؤلاء ممن تلبّسوا ببدعة التأويل والتصوّف". ومن ذلك دعوى عبد الرحمن عبد الخالق أن تلامذة الشيخ ربيع قاموا بإحراق كتاب الحافظ ابن حجر وهو كتاب "فتح الباري"، وأن الشيخ ربيعًا وتلامذته توسّعوا في مفهوم البدعة، فجعلوا تأسيس الجمعيّات الدعوية فرقًا ضالّة من أهل النار، وزعم أن من هذه الأصول أن أيّ قيام لأمر بمعروف، أو نهي عن منكر، يعتبر خروجًا على الحاكم، وأنهم بهذا الأصل تصدّوا لكلّ داعٍ إلى الله تعالى، وأن من هذه الأصول أن ربيعًا ومن معه الولاء والبراء على حكمهم في الإفراد.
ويزعم عبد الرحمن عبد الخالق أن أتباع الشيخ ربيع وصفوه بحامل لواء الجرح والتعديل، وأن أتباعه يقولون: "إن الشيخ ربيعًا معصوم في باب الجرح والتعديل، ويقول إن شر الشيخ ربيع ومن معه بقي في أهل السنة فقط، وسلم منهم أهل البدع، بل وسلم منهم اليهود والنصارى. ويزعم عبد الرحمن عبد الخالق أن الشيخ ربيعًا ومن معه يُكفّرون الناس، ويخرجونهم من الدين.
وأقول: إن هذه التّهم – كلّها أو أكثرها - هي نفسها التُّهم التي يكيلها الإخوان المسلمون للشيخ ربيع المدخلي خصوصًا، والسلفيين عمومًا.
3 ـ الجواب عن افتراءات عبد الرحمن عبد الخالق
أ ـ الجواب الإجماليّ عن هذه الافتراءات:
والحقّ أن عبد الرحمن عبد الخالق يرمي التهم جزافًا، دون أيّ بيّنة، ولا إحالة للقارئ على مصادر تثبت هذه الأشياء التي يدّعيها، وهذه مجازفة، واستغفال للقرّاء، واستخفاف بعقولهم، يدلّ على أن هدفه الجناية على ربيع المدخلي، والتشويه به بأي وسيلة، ولو بالتّهم الظالمة.
ونحن نطالب عبد الرحمن عبد الخالق بإثبات هذه الدعاوى، وإلا فإن هذه الأكاذيب لا تزيده إلا سقوطًا فوق سقوطه، وتردّيًا فوق ما هو عليه.
ب ـ الجواب التفصيليّ:
ومع أن جميع الدعاوى التي ادّعاها عبد الرحمن عبد الخالق لم يبرهن عليها، كذلك وجدنا بعض الدعاوى - التي ذكرها عبد الرحمن عبد الخالق – كاذبةٌ على الشيخ ربيع، إما أن للشيخ ربيع كلامًا صريحًا يُخالف ما ذكره هذا الرجل، وإما لوجود قرائن أخرى تكذّب عبد الرحمن عبد الخالق كما سيرى القارئ الكريم بنفسه – إن شاء الله تعالى -.
أ ـ فمن ذلك دعوى عبد الرحمن عبد الخالق أن الشيخ ربيعًا يتبنّى "القول بأن كلّ من وقع في بدعة فهو مبتدع"، ونحن سنورد كلامًا للشيخ ربيع، يكّذب عبد الرحمن عبد الخالق صراحةً، ويبيّن لنا مدى الأمانة العلميّة عند هذا الرجل.
يقول الشيخ ربيع بن هادي المدخليّ في شريط: "لقاء مع الشيخ ربيع في مسجد الخير": (من وقع في بدعة إن كانت ظاهرةً واضحةً كالقول بخلق القرآن، أو دعاء غير الله، أو الذبح لغير الله، أو شيء من هذه الأمور الواضحة، فهذا يُبدّع بالبدعة الواحدة، وإذا كانت البدعة من الأمور الخفيّة، ووقع فيها من يتحرّى الحقّ خطأً منه، فهذا لا يُبدّع ابتداءً، وإنما يُنصح ويبيّن له خطؤه، وإذا أصرّ عليه يُبدّع حينئذٍ، يقول ابن تيميّة: "كثيرٌ من علماء السلف والخلف وقعوا في بدع من حيث لا يشعرون، إما استندوا إلى حديث ضعيف، أو أنهم فهموا من النصوص غير مراد الله تبارك وتعالى، أو أنهم اجتهدوا". فإذا عُرف من عالم فاضل يحارب البدع، ويدعو إلى السنة، وعرفوا صدقه وإخلاصه، وتحذيره من البدع، فوقع بسبب من أسباب في شيء من البدع الخفيّة، فلا نسارع إلى تبديعه، هذا القول الصحيح، وإلا لو حكمنا على كلّ من وقع في بدعة أنه مبتدع، لما سلم أحدٌ من أئمة الإسلام، فضلًا عن غيرهم".
وهناك جوابٌ مفصلٌ للشيخ في موقعه، نحو هذا الجواب تمامًا. كتبه الشيخ في 24 / رمضان / 1424 هجرية، فنحيل القرّاء عليه.
ب ـ ومن ذلك دعوى عبد الرحمن عبد الخالق أن الشيخ ربيعًا يرى "أن المبتدع لا يقبل منه إحسان قطّ، وإن غلبت حسناته على سيئاته". والجواب أن هذه دعوى كاذبة من عبد الرحمن عبد الخالق، لم يأت بالبيّنة عليها.
ثم إن الشيخ ربيعًا له كلام جميل في "مجازفات الحدّاد" يتعقّب فيه على الحدّاد الذي يرى أن المبتدع لا يُقبل منه شيء من الأعمال، ولو كانت صالحةّ، فردّ عليه الشيخ وبيّن فساد هذا القول.
هذا ما قرأته في "مجازفات الحداد" قبل عشرين سنة تقريبًا ولا أذكر كلامه باللفظ، وقد أردت أن أوثّق النقل بنقل كلام الشيخ من الرسالة المشار إليها، لكني لم أجد الرسالة.
ج ـ ومن ذلك قول عبد الرحمن عبد الخالق أن الشيخ ربيعًا يرى: "أن من لم يبدّع المبتدع فهو مبتدع مثله". والجواب عن ذلك أن هذا كذب على الشيخ ربيع لأنه لم يأت بالبيّنة، بل قامت البيّنة على خلاف هذه الدعوى، فقد سئل الشيخ ربيع - في "عون الباري شرح كتاب شرح السنة للبربهاري" - عن قاعدة: "من لم يبدع المبتدع فهو مبتدع". فقال الشيخ ربيع: (الإطلاق على من لم يبدّع المبتدع غير صحيح، لأن هذا قد لا يكون يعرف هذا ببدعته، فلا يبدّعه تورّعًا، فلماذا تبدّعه ؟! أما إن كان يعرف المبتدع، ويحبّه ويواليه، فهذا مبتدع، فهذا هو الفصل في القضيّة، يعرف أن هذا مبتدع ويناصره، ويحارب أهل السنة والجماعة، هذا مبتدع ... لا شكّ. أما إنسان ما عرف أنه مبتدع فلا تبدّعه، فلا تُطلق عليه هذه القاعدة، الذي تدرُسه وتعرف أنه يوالي المبتدع، وينافح عنه، ويحارب أهل السنة من أجله، ولأجل هذا الباطل، هذا مبتدع ضالّ، أما إنسان لا يعرف أن هذا مبتدع، فانصحه، وبيّن له أنه مبتدع، فإن انتهى وإلا فألحقه بصاحبه المبتدع) ا.هـ [1]
د ـ ومن ذلك قول عبد الرحمن عبد الخالق: "وهذا الأصل الذي قال به الشيخ ربيع يلزم منه تبديع الإمام البخاري صاحب "الجامع الصحيح"، وذلك أن الإمام البخاري روى في كتابه عن بضع وستين ممن تلبّسوا ببدعة من البدع الكبرى، كالخروج والإرجاء والتشيّع، وكان الميزان عنده وعند أهل الحديث جميعًا قبول رواية المؤمن الصادق الحافظ وإن تلبس ببدعة".
فالجواب: أن الشيخ ربيعًا لا يصحّ عنه أنه يتبنّى قاعدة: "من لم يبدّع المبتدع فهو مبتدع"، وإذا لم يصحّ الأصل، لم يصحّ الفرع، وعليه فلا يصحّ هذا الإلزام لأنه متفرّع عنه.
ثم إن للشيخ ربيع كلامًا صريحًا يرى فيه أن الرواية عن المبتدع جائزة، أجازها بعض الأئمة بشروط، فكيف يُبدِّع صاحبا الصحيح لروايتهم عن بعض أهل البدع ؟!. ذكر ذلك الشيخ ربيع في أثناء ردوده على الحدّاد وأتباعه، لأنهم لا يفرّقون بين المبتدع الداعية وغير الداعية.
يقول الشيخ ربيع في "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع": (فماذا نصنع الآن بصلاة السلف خلف المرجئة وغيرهم من أهل البدع غير الدعاة ؟! وماذا نصنع بمن روى عن أهل البدع غير الدعاة من القدرية والشيعة والمرجئة، بل الخوارج، بل بعض السلف كان يروي عن المبتدعة الدعاة ؟! وماذا نصنع برواياتهم في الصحيحين، وسائر الأمهات، والمسانيد، والجوامع، إذا أخذنا بهذا المذهب الحدّادي الذي فات الأمة، وهدى الله إليه الحدّاد، وشيعته العظماء) ا.هـ [2]
وهذا النقل يكذّب عبد الرحمن عبد الخالق صراحةً، حيث إن الشيخ ربيعًا يرى أن بعض السلف روى عن بعض داعة أهل البدع، ومع هذا لم يبدّعه لوجود أعذار تُلتمس له، ومن ذلك أن الشيخ ربيعًا المدخلي ذكر رواية الإمام البخاري لعمران بن حطّان الخارجي – مادح  عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب – ثم نقل عن الحافظ ابن حجر أن عمران رجع في آخر حياته عن رأي الخوارج، ثم قال الشيخ ربيع في رسالته: "بيان ما في نصيحة إبراهيم الرحيلي من الخلل والإخلال": (أقول: فلا يبعُد أن الإمام البخاريّ ما روى لعمران إلا لاعتقاده أنه قد تاب من مذهب الخوارج). [3]
هـ ـ ويزعم عبد الرحمن عبد الخالق أنه يلزم من أصل الشيخ ربيع بن هادي رفض كتب شُرّاح الحديث كالإمام النووي، والإمام ابن حجر، وابن الملقّن - رحمهم الله - فإن هؤلاء ممن تلبّسوا ببدعة التأويل والتصوّف". ودعواه أن تلامذة الشيخ ربيع قاموا بإحراق كتاب الحافظ ابن حجر وهو كتاب "فتح الباري".
وكلّ هذه دعاوى لا بيّنة عليها، وهذا وحده يهدم دعوى هذا عبد الرحمن عبد الخالق، أضف إلى ذلك أن للشيخ ربيعًا كلامًا يكذّب هذه الدعوى.
يقول الشيخ ربيع في "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع": (وأما زعمك أننا كنا نشارك الحدّاد في تبديع أبي حنيفة، وابن حجر، والنووي، فهذا من الإفك). [4]
وقال الشيخ ربيع في مقدمة كتاب: "مجازفات الحدّاد": (ولقد اشتهر الحدّاد بالتركيز على ثلاثة من الناس، يبدّعهم ويمنع من الترحّم عليهم، ويعادي هو وأصحابه من لا يفعل ذلك، ابن حجر، والنووي، وأبو حنيفة – رحمهم الله –، وكان تركيزه – ومن انخدع به - على ابن حجر أكثر وأكثر).
ثم إن واقع الشيخ ربيع يكذّب هذه الدعوى التي افتراها عبد الرحمن عبد الخالق، فالشيخ ربيع المدخليّ يستفيد من كتب هؤلاء العلماء كثيرًا، ويحيل عليهم وإليهم كثيرًا في كتبه وبحوثاته ومقالاته ورسائله، بل إن رسالة الدكتوراة للشيخ ربيع كانت تحقيق "كتاب النكت على ابن الصلاح" للحافظ ابن حجر العسقلاني – رحمه الله – وهي رسالة مطبوعة ومنتشرة، وهذا كلّه يدلّ على المستوى السحيق الذي وصل إليه عبد الرحمن عبد الخالق.
و ـ ويزعم عبد الرحمن عبد الخالق أن الشيخ ربيعًا وتلامذته توسّعوا في مفهوم البدعة، فجعلوا تأسيس الجمعيّات الدعوية فرقًا ضالّة من أهل النار.
وأقول: نحن كالعادة نطالب عبد الرحمن عبد الخالق بالبرهان على هذه الدعوى. وهناك فرقٌ بين بين الجمعيّة الخيرية، وبين التنظيم الحزبيّ الذي يتستّر بالأعمال الخيرية، فتكون الأعمال الخيريّة نوعًا من الغطاء، وتحت الغطاء تعظيم رموز الخوارج المارقين، ونشر أفكارهم الخارجية في تكفير الحكام، واتّهام العلماء بالعمالة للحكام، وتأجيج الشباب على الحكام، وإيغار صدور الشباب على العلماء، ودعم من يستجيب لهذه الأفكار وينقاد لها دعمًا سخيًّا، ومحاربة من يقف لهذه الأفكار محاربة شرسة.
وقد بيّنّا بعض ما تنطلي عليه هذه الجمعيّات من أفكار خبيثة، وانحرافات خطيرة، وإن كانت تتستّر بالأعمال الخيريّة في مقال: "المؤاخذات على جمعيّة الإحسان".
لقد صارت الحكومات تتفطّن لكثير من هذه الجمعيّات والمنظمات المتستّرة بغطاء الأعمال الخيريّة، فكم من جمعيّات شعارها الأعمال الخيرية وهدفها نشر الفكر الرافضي، وهناك جمعيّات شعارها الأعمال الخيرية، وهدفها نشر الفكر الصوفيّ، وهناك جمعيّات شعارها الأعمال الخيرية، وهدفها نشر الفكر التكفيري، وهناك منظمات شعارها الأعمال الإنسانية – إن صحّ التعبير – وهدفها الحقيقي تنصير المسلمين، أو زعزعة الأمن في البلاد، أو الأعمال التجسّسية لخدمة الأعداء، وغير ذلك.
فالأعمال الخيريّة صارت شعارًا لكثير من أهل الباطل، يتستّرون به، ليخفوا الأدوار الحقيقية التي يقومون بها، وأصبح هذا معروفًا لكثير من العقلاء – ولله الحمد -.
وجمعيّة إحياء التراث الكويتيّة تتستر بالأعمال الخيرية، فهي تفرّق السلفيين بشراء الذمم، وتتبنّى العمل السياسيّ، وتنشر الفكر التكفيري، وتروّج لرموزه بحجّة أنهم دعاة ومفكرون، وتدافع عن الإخوان المسلمين، وعن الفوضى التي يحدثها الإخوان المسلمون في العالم الإسلاميّ، في الوقت الذي تحارب الدعوة السلفيّة، وكلّ من يقف لهذه الأفكار الهدّامة، والبدع الخطيرة، وتشوّه بهم بأخبث التشويه، ومن ذلك ما كتبه عبد الرحمن عبد الخالق في مقاله هذا، الذي لم يردعه الخوف من الله، ولا كِبَرُ سنّه من مثل هذه الافتراءات.
فهذه هي أعمالكم الخيريّة، تقفون مدافعين عن أهل البدع، وتنصرونهم بكلّ ما تملكون.
ز ـ ويزعم عبد الرحمن عبد الخالق أن أتباع الشيخ ربيع وصفوه بحامل لواء الجرح والتعديل.
فأقول: إن صغار أهل السنة، يعرفون أن الذي قال عن الشيخ ربيع إنه حامل لواء الجرح والتعديل هو الشيخ العلامة المحدث ناصر الدين الألباني، إلا أن يكون العلامة الألباني المداخلة - من أتباع ربيع المدخليّ – عند عبد الرحمن عبد الخالق وحزبه الإخوانيّ ؟!
ألا يخجل عبد الرحمن عبد الرحمن من هذا الكذب الرخيص الذي يستغفل به القرّاء ؟!
ح ـ ويقول عبد الرحمن عبد الخالق: "إن شر الشيخ ربيع ومن معه بقي في أهل السنة فقط، وسلم منهم أهل البدع، بل وسلم منهم اليهود والنصارى.
ونجيب عن ذلك بأن الشيخ ربيعًا له جهود كبيرة في الردّ على الرافضة وأذنابهم، والصوفية وأذنابهم، والخوارج وأذنابهم، وأعداء دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهّاب، وكثير من العقلانيين، وكثير من الليبراليين، ودعاة تحرير المرأة.
فنحن نريد من عبد الرحمن عبد الخالق أن يخرج لنا مقالاته في الردّ على أهل البدع، نريد من عبد الرحمن عبد الخالق أن يخرج لنا ردًّا على العلمانيين الذين قال فيهم عبد الرحمن عبد الخالق: "إنه لا بأس من التحالف مع العلمانيين" !! وسيأتي في كلام شيخنا مقبل – رحمه الله -. ونريد منه ردًّا على الليبراليين، بل على اليهود والنصارى، ليعرف القرّاء من الذي بقي شرّه في أهل السنة، وسلم منه أهل البدع، بل اليهود والنصارى ؟!.
بل عبد الرحمن عبد الخالق هو الذي يحارب العلماء، ودعاة السلفية المصلحين، ويشوّه بهم، بل حتى إنه يهاجم العلماء الذين علّموه يهاجمهم بشدّة، ويتطاول عليهم، فلم يستطع أن يكتم ما في قلبه من غيظ على علماء الدعوة السلفية.
ففي كتابه "أصول العمل الجماعي" ذكر أن بعض المنتسبين إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، زعموا أن كل من أسس جماعة للدعوة والجهاد فهو خارجي معتزلي، كما زعموا أن النظام ليس من دين الله. وذكر أن بعض هؤلاء المنتسبين للشيخ محمد بن عبد الوهاب أعطوا الحكام المعاصرين حقوقًا لم تعط للصديق ولا للفاروق، ولا عرفها المسلمون في كل تاريخهم، ولا دوّنها عالم موثوق في شيء من كتب العلم، فلا يجوز عندهم أمر بمعروف ولا نهي عن منكر إلا بإذن الإمام، ولا يجوز رد عدوان على ديار الإسلام إلا بإذن السلطان، وهؤلاء أعطوا الحاكم صفات الرب سبحانه وتعالى، فالحق ما شرعه والباطل ما حرمه، وما سكت عنه فيجب السكوت عنه، وعندهم أن ما أهمله الحاكم من أمر الدين ومصالح المسلمين، فيجب على أهل الإسلام إهماله والتغاضي عنه حتى لا يغضب أمير المؤمنين.
ويرى في شريط "المدرسة السلفية" أن طائفة العلماء في السعودية في عماية تامّة، وجهل تام عن المشكلات الجديدة ... وأن سلفيتهم سلفية تقليدية لا تساوي شيئًا.
ويرى أن العلماء شيوخ لا يفهمون إلا قشور الإسلام على مستوى عصور قديمة. ويرى أنهم طابور من العلماء المحنطين الذين يعيشون بأجسادهم في عصرنا ولكنهم يعيشون بعقولهم وفتاواهم في غير عصورنا. ويرى أنهم لا يحسنون الرد على الإلحاد ودسائس أعداء الإسلام.
وتكلم عبد الرحمن عبد الخالق في الشيخ الشنقيطي - وهو أحد مشايخه الذين درسوه في الجامعة الإسلامية -، فيرى عبد الرحمن عبد الخالق أن الشيخ الشنقيطي لم يكن على مستوى عصره، وما كان يدرك جواب شبهة يوردها عدو من أعداء الله، ولا كان على استعداد أصلًا لسماع هذه الشبهة. [5] وينتقد الشيخ الشنقيطي بكلام شديد لأنه لم يقتنع بالصعود إلى القمر.
ويقول عبد الرحمن عبد الخالق في ختام كلامه على الشيخ الشنقيطي: "إن الشيخ الشنقيطي مكتبة متنقلة لكنها طبعة قديمة تحتاج إلى تنقيح وتصحيح". [6] قال الشيخ صالح الفوزان: (ولم يسلّم من ذلك حتى مشايخه الذين درّسوه). [7]
ط ـ ومن عجيب تُهم عبد الرحمن عبد الخالق أنه يزعم أن الشيخ ربيعًا ومن معه يُكفّرون الناس، ويخرجونهم من الدين.
ويكفينا لهدم هذه الدعوى أن نطالب عبد الرحمن عبد الخالق بالبيّنة. ثم إن عبد الرحمن عبد الخالق له كلامٌ صريحٌ يدلّ على ولعه بالتكفير، فمن ذلك أنه يكفّر الدول الإسلامية، حيث يقول: في كتابه: "خطوط رئيسية لبعث الأمة الإسلامية": "بأن الدول العربية والإسلامية بوجه عام لا ظل للشريعة فيها، إلا في بعض ما يسمى بالأحوال الشخصية ... وأن دولنا جميعها بلا استثناء خاضعة لتشريع الغرب أو الشرق".
ويكفّر الشعوب، حيث يقول عبد الرحمن عبد الخالق: "الشعوب في ردة جماعية". [8] ويرمي سواد الناس بالعلمانيّة، ويصف الصوفية بأنهم مشركون وثنيّون، وأنهم غير مسلمين، ويصف تلميذه عبد الرزاق الشايجي السلفيين بالزندقة. [9] ومع هذا يتّهم الشيخ ربيعًا بالتكفير، فحقًّا إن لم تستح فاصنع ما شئت. ومن هنا نقول إنه يكسب الخطايا ثم يرمي بها الأبرياء.
قال الشيخ ربيع في "مجموع كتب ورسائل الشيخ ربيع": (تتظاهر بمحاربة التكفير شأنك شأن كثيرٍ من دعاة القطبيّة والإخوانيّة، ثم تدافع عن القطبيين التكفيريّين أشدّ ما يكون من الدفاع لأنك لم تنضبط بمنهج السلف في قضايا النقد "الجرح والتعديل" ولا في التبديع، لمن يستحقّ التبديع، والتكفير لمن يستحقّ التكفير، ويرى الناقد البصير أنك تتخبّط في هذه القضايا يمينًا وشمالًا، وصعودًا وهبوطًا). [10]
وأخيرًا:
نحن منتظرون أن يأتي عبد الرحمن عبد الخالق بالبرهان على مثل هذه الدعاوى، ومن أين نقل هذه الأشياء ؟! فليحل القارئ إلى مصادر موثوقة.
وقد عرفنا - من مناقشة عبد الرحمن عبد الخالق - أن الرجل لا يتورّع من الكذب على الأبرياء، بل يتّهم الأبرياء بما ابتلاه الله به من التكفير والسكوت عن أهل الباطل.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله.
كتبه: أبو عمار علي بن حسين الشرفيّ
المعروف بعليّ الحذيفي
الثلاثاء 7 / ذو الحجة / 1438 هـ
ـــــــــــــــــــــــــــ
[1] "عون الباري" (2/891).
[2] "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (9/451).
[3]"بيان ما في نصيحة إبراهيم الرحيلي من الخلل والإخلال" (حاشية ص 78).
[4] "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (9/ 521 - 522).
[5] ومن قرأ تفسير العلامة الشنقيطي، المسمى بـ: "أضواء البيان" عرف ما لهذا الرجل من علو الكعب في مناقشة شبهات الكفار، بما لا يحسنه عشرات من أمثال عبد الرحمن الخالق، الذي لم تر الدعوة منه إلا الفتن والقلاقل.
[6] انظر كلام عبد الرحمن عبد الخالق مع مناقشته في"مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (10/42 - 45). وهي في رسالة: "جماعة واحدة لا جماعات".
[7] من تقريظه لكتاب: "جماعة واحدة لا جماعات" للشيخ ربيع المدخلي.
[8] من مقدمة "دفع المراء عن حديث الافتراق" للشيخ حمد العثمان (ص 19).
[9] انظر: "مجموع كتب ورسائل الشيخ ربيع" (10/244 - 245).
[10] انظر: "مجموع كتب ورسائل الشيخ ربيع" (10/244).

الإخوانيُّ عبد الرحمن عبد الخالق يكسب الخطايا ثم يرمي بها الأبرياء ( الحلقة الأولى )



الحلقة الأولى

   الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فقد زادت وقاحة أهل البدع، وقلّ حياؤهم، وأصبحوا لا يخجلون من الكذب والتضليل، يظلّ الواحد منهم يجني على الحقّ عقودًا من السنين، يفسد عقول الشباب بمفاهيمه العوجاء، ويضيّع شباب الأمة في ترّهات هذه الأحزاب، في الوقت الذي يجد من أهل الحقّ صدورًا واسعةً سنين عددًا على اعوجاجه، فيناصحونه، ويستعملون كلّ وسيلة لرجوعه، ثم يظهر هذا الظالم للجميع أنه هو المظلوم الصابر، الذي أفنى حياته نُصحًا للأمة.
ومن هؤلاء عبد الرحمن عبد الخالق الذي يتخبّط في دعوته قرابة أربعين عامًا، حربًا على السلفيّة وعلمائها، ونصرةً للمناهج المنحرفة، كمنهج الإخوان المسلمين – الذي ظهر فساده وإفساده لكلّ ذي عينين – ومنهج جماعة التبليغ، وغيرهما من المناهج المنحرفة.
وقبل الوقوف مع مقال عبد الرحمن عبد الخالق، نحبّ أن نبيّن من هو عبد الرحمن عبد الخالق ؟! وما هي انحرافاته ؟! وهذا سيساعد القارئ كثيرًا على فهم الدوافع لهذا الرجل وأمثاله، التي دفعته إلى كتابة تلك الافتراءات.

1 ـ انحرافات عبد الرحمن عبد الخالق

أولًا: ـ يدافع عبد الرحمن عبد الخالق بقوّة عن الأحزاب الموجودة على الساحة الدعوية من حزب الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ، ويرى أن لها فضلًا على المسلمين، لا ينكره إلا صاحب هوى وتعصّب، بينما يصبّ جام غضبه على دعوة أهل السنة والجماعة.

ثانيًا: ـ طغيان الاتجاه السياسي على الاتجاه الدعوي عند عبد الرحمن عبد الخالق، وعند "جمعيّة إحياء التراث"، حتى صارت حزبًا سياسيّا محضا يتغطّى بغطاء الأعمال الخيريّة، فقد صارت تنافس الحكام، وتؤيّد خصومهم السياسيّين، وأصبح عبد الرحمن عبد الخالق يدعو إلى المشاركة في الدخول في البرلمانات كما في رسالة: "مشروعية الدخول في المجالس التشريعية". ويرى جواز الدخول في البرلمانات الديمقراطية في رسالته: "المسلمون والعمل السياسي". ويرى عبد الرحمن عبد الخالق جواز المظاهرات، وأنها من وسائل الدعوة إلى الله - كما في رسالة: "فصول من السياسة الشرعية في الدعوة إلى الله تعالى" -.

ثالثًا: ـ أيّد عبد الرحمن عبد الخالق ثورة مصر على حاكمها السابق حسنيّ مبارك، دون أدنى مبالاةٍ بما يسفك من الدماء، ولا مبالاة بدخول البلد في فوضى عارمة، ولا مبالاة بتفريق جماعة المسلمين، ولا أدنى خوف من تسلّط العدوّ عليها.
وبعد سقوط محمد مرسي، أيّد عبد الرحمن عبد الخالق الفوضى التي قام بها الإخوان المسلمون في مصر، وأخرج مقالاتٍ في الصحف يعترض فيها على فتوى العلماء الذين يقولون: "إن ما يدور في مصر يعتبر فتنة، فلا يجوز المشاركة فيها".

رابعًا: ـ تسعى جمعية إحياء التراث جاهدةً لتفريق صفوف أهل السنة، وإفساد شبابهم بالأموال، فقد فرّقت "جمعية إحياء التراث" الدعوة السلفية في كلّ مكان، فجمعية إحياء التراث تعرض الأموال على السلفيين بشرط تبعيتهم لجمعية إحياء التراث، ولا يمكن أن تعطي الجمعيّة مالًا لأحد دون أن يكون ولاؤه التامّ لها دون غيرها، وحينها ينقسم الطلاب إلى قسمين، قسم يقبلُ بالتبعية لجمعية إحياء التراث، وقسم يرفض التبعية لها أو لغيرها، فتحصل في الدعوة فُرقةٌ كبيرةٌ بسبب ذلك، تصل هذه الفرقة إلى التناحر، والاختلاف الشديد.
قال شيخنا الشيخ مقبل: (فبعض ضعاف النفوس غرّهم عبد الرحمن عبد الخالق بديناره لا بأفكاره). [1] وكان شيخنا يشتكي منه ومن جمعيته، ويتكلم عليه كثيرًا، حتى إن شيخنا رحمه الله تعالى كان يقول: (جمعية إحياء التراث فرقت الدعوة السلفية في مصر واليمن والسودان والهند وباكستان وغيرها). [2]

خامسًا: ـ وفي الوقت الذي يقوم عبد الرحمن عبد الخالق هو وجمعيّته بالدفاع عن منهج الإخوان المسلمين، وتعظيم رموزهم، والترويج لهم، ونشر كتبهم، والدعوة إلى منهجهم الخارجيّ، يقوم هو وتلامذته بحرب ضروس على الدعوة السلفية، إفسادًا لمفاهيمها، وتشويهًا بعلمائها، - ولاسيّما من تصدّى من العلماء لتعريتها، وكشف حقيقتها - وكلّ ذلك تحت ستار السلفيّة.
ومن ذلك ما يقوم به تلميذه الإخوانيّ - البار به بمنهج الإخوان المسلمين - عبد الرزاق الشايجي في رسالته: "خطوطٌ عريضةٌ لأصول أدعياء السلفية الجديدة" حيث ذكر فيها أن السلفيين خوارجُ مع الدعاة، ومرجئة مع الحكام، وروافض مع الجماعات. [3]
ومن هنا سنفهم لماذا قال الشيخ الألباني - رحمه الله - إن  عبد الرحمن عبد الخالق "تسلّف" في الجامعة الإسلامية – أي: كان سلفيًّا -، ثم انتهى أمره إلى منهج الإخوان المسلمين. [4] ومثله كلام شيخنا الشيخ مقبل - رحمهما الله -.

سادسًا: ـ لقد حذّر من انحرافات عبد الرحمن عبد الخالق جمع من علماء أهل السنة والجماعة، ومن هؤلاء:

أ ـ سماحة الشيخ الوالد عبد العزيز بن باز - رحمه الله – الذي استدعاه من الكويت، وطلب منه أن يكتب تراجعًا واضحًا في الصحف يرجع فيها عن انحرافاته، واتّهاماته لأهل العلم، وطعوناته الفاجرة في حقّهم.

ب ـ فضيلة الشيخ العلامة المحدّث محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – الذي ذكر أن عبد الرحمن عبد الخالق انتهى أمره إلى الإخوان المسلمين.

ج ـ وفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - الذي وصفه بأن ما يقوله كذب.
د ـ وفضيلة الشيخ صالح بن غصون - رحمه الله - الذي وصفه بأنه فاجر.

هـ ـ وفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان. [5].
و ـ وفضيلة الشيخ الوالد محمد بن عبد الوهاب البنا - رحمه الله -.

ز ـ وفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي.

ح ـ وفضيلة شيخنا الوالد الشيخ مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله -. بل قال عنه شيخنا مقبل: "وأخشى أن يكون مدسوساً على الدعوة".
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله.
كتبه: أبو عمار علي بن حسين الشرفيّ
المعروف بعليّ الحذيفي
الاثنين 6 / ذو الحجة / 1438 هـ
ـــــــــــــــــــــــــ
[1] "فضائح ونصائح" (ص 50).
[2]"غارة الأشرطة على أهل الجهل والسفسطة".
[3] وقد قال شيخنا في "تحفة المجيب" (ص287) عن الشايجي: (أفٍّ لك أيها الكذاب، فأشهد أنك كذاب ترمي السلفيين بما ليس عندهم).
[4] انظر: "أشرطة لقاء ناصر العمر مع الإمام الألباني"، وانظر: "العلماء يتولون تفنيد الدعاوى السياسية المنحرفة لعبد الرحمن عبد الخالق" للأخ أبي أحمد السلفي. و"رسالتي إلى جمعية إحياء التراث" لشيخنا الشيخ مقبل – رحمه الله - وهي ضمن كتابه: "قمع المعاند"، وشريط: "الشهاب الحارق على عبد الرحمن عبد الخالق" لشيخنا. وراجع شريط: "ما قاله أهل العلم في عبد الرحمن عبد الخالق".
[5] قال الشيخ ربيع في "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع" (10/36): (لما وصلت الفوزان رسالة يبرئ عبد الرحمن عبد الخالق نفسه فيها مما قيل فيه، أرسل رسالة مصحوبة بعشرات الأخطاء في حق العلماء صدرت منه في كتبه وأشرطته وطلب منه الإجابة عنها، فلم يجب ولا برد السلام عن تلك الرسالة، أفادني بذلك الشيخ صالح الفوزان نفسه) ا.هـ

بعض صفات الصعافقة الفراريج

*📌هذه بعض صفات الصّعافقة الفراريج وجنايتهم على المنهج السلفي والسلفيين التي ذكرها شيخنا محمد بن هادي حفظه الله في محاضراته الأخيرة  ✒...