الأحد، 10 سبتمبر 2017

الإخوانيُّ عبد الرحمن عبد الخالق يكسب الخطايا ثم يرمي بها الأبرياء الحلقة الرابعة


الحلقة الرابعة
   الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد أنزل عبد الرحمن عبد الخالق منشورًا بمناسبة مرض الشيخ ربيع، بعنوان: "خطاب ودعاء للشيخ ربيع بن هادي المدخلي"، أورد فيه كلامًا شبيهًا بكلام العوامّ، وطريقةً كطريقتهم، ولا يدري عبد الرحمن عبد الخالق أنه كلّما تقيّأ بمثل هذه المقالات، وقرأها الناس – ولاسيّما العلماء -، ازداد كثيرٌ من الناس بصيرةً به وبحاله، وعرفوا سبب ردود الشيخ ربيع المدخلي عليه.
ونحن نذكر كلام عبد الرحمن عبد الخالق، ونأتي به، ونعقّب عليه بما يناسبه، ونبيّن الحق – إن شاء الله تعالى -.
1 ـ قال عبد الرحمن عبد الخالق:
"أخي الشيخ ربيع – شفاك الله وعافاك، وأمدّ في عمرك بالطاعة، وطهور إن شاء الله – أقول لك – وأنت على فراش المرض – هؤلاء جميعًا هم خصماؤك يوم القيامة".
ثم أشار إلى بعض الأحزاب الإسلاميّة.
أقول:
لأن يأتي الناس كلّهم خصومًا للعالم يوم القيامة، أهون عليه من أن يكون خصمه يوم القيامة محمدًا – صلى الله عليه وسلم -، يسأله لماذا لم يذبّ عن السنّة، ويبيّن الحقّ.
سئل إمام الجرح والتعديل الإمام يحيى بن معين – رحمه الله – ألا تخشى أن يكون هؤلاء الذين تتكلم فيهم خصومك يوم القيامة ؟! - فقال: - رحمه الله -:
(لأن يكون الناس كلّهم خصمائي يوم القيامة، أهون عندي من أن يكون خصمي يوم القيامة محمدًا – صلى الله عليه وسلم – يقول لي: "لِمَ لَمْ تذبّ عن سنتي ؟!".).
فالأئمة لا يعوّلون على إرجاف المرجفين المثبّطين عن كلمة الحقّ، ولا تهزّهم مثل هذه الترهّات.
وإذا كان كلّ من نصح للأمة سيقف الناس خصومًا له يوم القيامة، فإن ربيعًا المدخليّ ليس وحده هو الخصم الذي سيوقفه الناس، بل سيقف الناس يوم القيامة خصومًا للأئمة كلَّهم، كأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعليّ بن المدينيّ، وأبي حاتم الرازيّ، وابنه عبد الرحمن ابن أبي حاتم، وأبي زرعة الرازيّ، والنسائي، والدارقطنيّ، وجماعة كبيرة من أئمة الجرح والتعديل.
بل حتّى من تكلّم في الفرق والمذاهب كابن حزم، والشهرستانيّ، وعبد القاهر البغداديّ، وشيخ الإسلام ابن تيميّة، وتلميذه العلامة ابن القيّم، والشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومدرسته، وأبنائه، وأحفاده، وغيرهم.
2 ـ ذكر عبد الرحمن عبد الخالق هؤلاء فقال: (الجماعات الدعويّة التي أخرجتها من السنة والجماعة، والفرقة الناجية).
أقول:
عبد الرحمن عبد الخالق يرى أن الشيخ ربيعًا أخرج هذه الأحزاب من أهل السنة، والحقيقة أن الشيخ ربيعًا المدخلي ليس هو الذي أخرجهم من أهل السنة، وإنما انحرافاتها هي التي أخرجتهم من أهل السنة، ثم ليس الشيخ ربيع فقط هو الذي حكم على هذه الفرق على ضوء انحرافاتها، بل هذا حُكْم أهل العلم عامّة من الأئمة المتقدّمين والمعاصرين، ومن هؤلاء سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ صالح الفوزان، وشيخنا الشيخ مقبل الوادعيّ. وغيرهم من أهل العلم الصادقين – رحم الله أمواتهم، وحفظ الله أحياءهم -.
فهل يطعن عبد الرحمن عبد الخالق هؤلاء العلماء الفضلاء، أم هو التضليل على القرّاء، حيث يوهم الناس أن إخراج هذه الجماعات من أهل السنة إنما هو قول ربيع المدخليّ ؟!
إن طلّاب العلم يعرفون أن لأهل السنة أصولًا عقديّة، من استقام عليها كان من أهل السنة، ومن خرج عنها فقد خرج عن أهل السنة، ويعرفون أن هذه الجماعات الدعوية عندها انحرافات كبيرة وعظيمة، فمن ذلك:
الوجه الأول: - عدم اعتنائهم بالدعوة إلى التوحيد، لا قولًا ولا عملًا، وهذه وحدها كافٍ لإخراجهم من أهل السنة.
الوجه الثاني: - الولاء والبراء الضيّق الذي حصروه على منهجهم، وعلى زعمائهم فقط.
الوجه الثالث: - أنهم يدورون مع المنهج الذي رسمه لهم مؤسّس جماعتهم، فإذا رسم المؤسس منهجًا لأتباعه يسيرون عليه، فترى هؤلاء الأتباع يقدّمون المنهج المرسوم من قِبَل المؤسس على أنه أصلٌ، ولا يأخذون من فتاوى أهل العلم إلا ما وافق المنهج المرسوم للأتباع، وإن لم توافق أهواءهم، ردوها وأعرضوا عنها.
الوجه الرابع: - هذه الجماعات لا ترضى عن الشخص حتى يدخل جماعتهم، فالدخول في جماعتهم هو مصدر التوثيق عندهم، فلا يكون الشخص ثقة حتى يدخل معهم، ولو كان من أتقى الناس وأبرهم.
الوجه الخامس: - استلام التوجيهات من جهات معيّنة، لهم تسلّط تامّ على هؤلاء الأفراد، إمّا بإمارة أو بيعة أو غير ذلك.
الوجه السادس: - أن هذه الجماعات هدمت الولاء والبراء، فهذه الجماعات مختلطةٌ بأهل الضلال، يثنون عليهم، ويروّجون لهم.
فجماعة التبليغ مختلطةٌ بالطرق الصوفيّة، بل هم مبايعون على أربع طرق من هذه الطرق، وجماعة الإخوان المسلمين مختلطةٌ بالروافض الاثني عشريّة، وكتب زعمائهم شاهدةٌ على هذه العلاقة الوثيقة بينهم وبين أهل الضلال، من الروافض والصوفية.
الوجه السابع: - لا يرون السمع والطاعة لولاة الأمور، ولا يرون لزوم الجماعة، وعندهم الخروج على جماعة المسلمين، وحمل السلاح عليهم.
هذه بعض الانحرافات عند هذه الجماعات كجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة التبليغ.



3 ـ قال عبد الرحمن عبد الخالق: (وألحقتها بالفرق الهالكة، وحكمت عليهم بأنهم من أهل النار).
أقول:
سبحان الله يا رجلُ !! حتّى هذه المسألة تجهُلها أو تغالط فيها ؟!
إن الذي حكم على هذه الفرق بأنها من أهل النار، هو النبيّ – صلى الله عليه وسلم –، حيث قال – صلى الله عليه وسلم -: "وستفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة، كلّها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله ؟!" قال: "من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابيّ" ؟!. وفي رواية: "الجماعة".
والحديث ورد عن جمعٍ من الصحابة، وقد صحّحه عددٌ من الأئمة، ومن هؤلاء الترمذيّ، والحاكم، وابن بطة في "الإبانة الكبرى"، والآجريُّ في "الشريعة"، وشيخ الاسلام ابن تيمية، وابن كثير، والشاطبيّ، والعراقيّ، والألبانيّ ، والبوصيريُّ، وحسّنه المناوي.
وليس هناك أحدٌ من أهل العلم حكم على ذوات الأشخاص بأنهم من أهل النار، لا الشيخ ربيع المدخلي، ولا أمثاله من فضلاء الأمة، فالأئمة إنما يحكمون على هذه المناهج بالعمومات، وأما الأشخاص فمن كانت بدعته لا تخرجه من الإسلام، فيعتقدون أنه يرجع إلى مشيئة الله تعالى – كما هو معتقد أهل السنة والجماعة -.
4 ـ قال عبد الرحمن عبد الخالق:
(وكذلك العلماء والمشايخ ودعاة الإسلام الذين حكمت عليهم بأنهم من الفرق الهالكة، كلّ هؤلاء خصماؤك بين يدي الله يوم القيامة):
أقول:
"البيّنة على المدّعي"، فهات البيّنة على أن ربيعًا وأمثاله - من علماء أهل السنة في هذا العصر - حكموا على رجل بريءٍ من أهل السنة بأنه على بدعةٍ ضلال، إلا إن كنت تعني أحبابك من أهل البدع والضلال، ممن تغضب لتحذير العلماء من انحرافاتهم، ولا تغضب لجنايتهم على الشريعة، ولا تغضب لضياع مئات الآلاف من الشباب على أيديهم.
5 ـ قال عبد الرحمن عبد الخالق: (جماعة التبليغ تضمّ الملايين ممن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويدعون إلى الله).
أقول:
إن كثرة الناس لا تغيّر من الحقائق الشرعيّة شيئًا، وجماعة التبليغ عندها انحرافات كثيرة، منها: الطرق الصوفيّة التي بايع زعماء جماعة التبليغ عليها، ومن ذلك إهمالهم لدعوة التوحيد، وعدم عنايتهم به بذلك، ومنها سكوتهم عن البدع والضلالات، ولاسيّما التي يجدون الناس عليها، فيدخلون المساجد وفيها قبور وأضرحة، فلا يتكلّمون بكلمة واحدة، ولا يحذّرون الناس من هذه الوسائل المفضية إلى الشرك.
أضف إلى ذلك إخراجهم العوام في دعوتهم، وإلزامهم بعدد معيّن من الأيّام، وسفرهم إلى أماكن بعيدة دون أن يكون لهم رصيد من العلم الشرعيّ، حتّى إنهم ليذهبون إلى "تلّ أبيب" عاصمة دولة اليهود، وقد رأيت جماعةً منهم بنفسي - في مطار عمّان – مسافرين إلى تلّ أبيب.
ومن ذلك البدع والضلالات – التي لا حدود لها – عند هذه الجماعة كالإمارة، والخروج المبتدع، وقد نزعوا جهاد الكُفّار من قاموس دعوتهم، ثم فسّروا نصوص الغزو والجهاد بخروجهم المذكور، فنصوص الجهاد عند جماعة التبليغ هو خروجهم المبتدع.
وهم في ذلك يسيرون خلف إمامهم محمد إلياس الكاندهلويّ، الذي خرج على الناس بهذه الفكرة الخطيرة، في ذروة جهاد الهنود المسلمين لبريطانيا، حيث فسّر لهم نصوص الجهاد بخروجهم المذكور، حتّى قال بعض الفضلاء: "أخشى أن تكون فكرة جماعة التبليغ من دسائس بريطانيا".
وأقول لعبد الرحمن عبد الخالق: إن هناك أئمةً صنّفوا في جماعة التبليغ منهم الشيخ العلّامة حمود التويجري، وهناك من حذّر منهم كسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ صالح الفوزان، وغيرهما.
فهل جعلت لهؤلاء الأئمة نصيبًا من نصيحتك وموعظتك، وخوّفتهم من الكلام في جماعة التبليغ ؟!
6 ـ قال عبد الرحمن عبد الخالق:
(هل يصحّ أن يُجعل هؤلاء من الفرق الضالّة ؟! الملايين سيخاصمونك لأنك بدّعتهم وأخرجتهم من الدين، وحكمت عليهم بالضلال وأمثالهم من جماعات الإسلام، ومن الدعاة والعلماء).
أقول:
أ ـ إن هؤلاء الملايين سيكونون خصماء لزعماء هذه الجماعات الذين استعملوا كلّ وسيلة لاصطياد هؤلاء الشباب الأبرياء، ثم بثّوا فيهم الفكر التكفيريّ، ثم بعد تشبّعهم بالفكر التكفيريّ يرسلونهم – باسم الجهاد - لتدمير الأمة، وقتل أفرادها، وتدمير ممتلكاتها.
ب ـ وإن هؤلاء الملايين من الناس سيكونون خصماء لك - يا عبد الرحمن عبد الخالق - ولأمثالك من الذين خانوا هؤلاء الشباب ولم ينصحوا لهم، حيث هان عليكم أن تروا هؤلاء الشباب يضيعون، ويسقطون ضحايا للفكر التكفيريّ أو للعمل الحزبيّ البدعيّ الذي يقضون فيه أعمارهم، فلا يجدون منكم أيسر النصائح، ولا وجدوا منكم ما يدلّ على رحمتكم بهم، وشفقتكم عليهم، بل وجدوا منك ومن أمثالك أساليب خطيرة من التضليل والتزوير، والدفاع بالباطل عن هذه الضلالات.
أخبرنا يا عبد الرحمن عبد الخالق أين نصائحك للشباب الذي يسقطون بالليل والنهار في فكر الخوارج، وما زالت الأمة تعاني من ضررهم العظيم على بلاد الإسلام، بل عقر دار الإسلام، فماذا فعلت لهؤلاء الشباب ؟! وماذا قدّمت لهم من نصائح ؟!
أهذه هي دعوتكم ؟! تغضّون الطرف عن الجناة الحقيقيّين، وتشنّون على العلماء الناصحين حربًا شرسة ؟!
إن كثيرًا من المسلمين، قد عرفوا ما تعاني منه المجتمعات الإسلامية بسبب هذه الأحزاب والطوائف، وأنها شرٌّ ووبال على بلاد المسلمين، وعلموا أن الذي يقف لهذه الأحزاب بالمرصاد، هو في الحقيقة ناصحٌ لأئمة المسلمين وعامتهم، وليس طاعنًا في الدعاة كمّا يروّج الأفاكون الكاذبون.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله
علي بن حسين الشرفي
المعروف بالحذيفي
18 / ذو الحجة / 1438 هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بعض صفات الصعافقة الفراريج

*📌هذه بعض صفات الصّعافقة الفراريج وجنايتهم على المنهج السلفي والسلفيين التي ذكرها شيخنا محمد بن هادي حفظه الله في محاضراته الأخيرة  ✒...