الحلقة الثانية من: مراحل فتنة الحدادية على الدعوة السلفية في بلاد الجزائر
ثم حاول الحدادية تنويع أسلحتهم التي يستخدمونها لضرب الدعوة السلفية في الجزائر و رجالها و مشايخها، أملًا منهم في الوصول إلى أهدافهم الخسيسة .
فانتقلوا إلى شبهةٍ أخرى، حاولوا بها صرف أنظار السلفيين لاسيما طلبة العلم منهم عن مشايخنا، بقولهم: « دروس المشايخ خالية من التَّأصيل العلمي » ، و « ليست بدروس تأصيلية »، و « لا يتأصل فيها طالب العلم »! سعيًا منهم في تزهيد أهل السنة في مشايخهم و إبعادهم عن مجالسهم، حتى يخلو لهم الجوُّ، و لكن هيهات .
فقد استمات السَّلفيُّون الأقحاح في ارتباطهم بمشايخهم، و حفظوا عهد العلامة ربيع المدخلي و غيره من علماء السنة إليهم بالاتفاف حول مشايخهم السلفيين، و الحذر من النَّأي عنهم و عن جماعتهم، و عدم الاصغاء لشبهات الملبسين، و إلى أراجيف المرجفين .
فلما رآى الحدادية أن لا مطمع لهم في إغواء السلفيين، بعد استنفاذهم لكلِّ ما وصلت إليه عقولهم المعوجة من الشبه الرَّنانة، و الحِيل البطالة، عمدوا إلى قناع النُّصح فقنَّعوا به و جوههم، و قدموا على السلفيين قائلين: إنَّا لكم لمن النَّاصحين! فعليكم بالكبار! إن كنتم تريدون الخير لأنفسكم!، فإنَّ الدين و العلم إنما يُلتمسُ عند الكبار، و مشايخ الجزائر ليسوا من الكبار!! احتقارًا منهم لمشايخنا، و تهميشًا لهم، و تنفيرًا للناس عنهم، كما فعل ذلك إخوانهم من الحدادية في غير هذه البلاد، و منهم فالح الحربي الذي أخرج كثيرا من علماء السنة من زمرة العلماء لكونهم ليسوا في هيئة كبار العلماء!.
و قد تصدى لشبهتهم هذه العلامة ربيع المدخلي حفظه الله، و فندها في رده المشهور على فالح الحربي، و للشيخ الفاضل محمد بازمول حفظه الله كلامًا جيدا في إبطالها، و ذلك في رسالته " عبارات موهمة" (54-56) : حيث قال: « من العبارات الموهمة: قول بعضهم: "هذا الشيخ ليس من العلماء الكبار".
هذه الكلمة يرددها بعض الناس إذا أراد أن يرد كلاماً قاله أحد المشايخ، أو إذا أراد أن يصرف أحداً عن السماع لهذا الشيخ أو الأخذ منه؛ وخاصة فيما هو من باب إنكار المنكر والتحذير من البدع والتنبيه على الخطأ، وهذا من الباطل، الذي هو من نفثات الشيطان، ليصرف عن السماع للحق أو قبوله، وهي كلمة مردودة من وجوه..» فذكر تلك الوجوه، فمن شاء الوقوف عليها فليرجع إلى الرسالة المذكورة .
ثم قال السلفيون للحدادية: على فرض التسليم بأنه لا وجود للكبار في الجزائر، فإنا قد رجعنا إلى الكبار و منهم حامل راية الجرح و التعديل ربيع المدخلي حفظه الله، فأحالونا على مشايخنا و نصحونا بالجلوس إليهم و الالتفاف بهم، و الحذر ممن يطعن فيهم و ينتقصهم، و قالوا لنا: أولئك علماؤكم! اجلِسوا إليهم و استفيدوا منهم، و التفوا بهم و حولهم، و لا تلتفتوا إلى نعيق من يطعن فيهم، فما أنتم قائلون؟.
إنَّ مما عصم الله به أهل السنة من شبهات الحدادية: ميزان القسط و العدل! حيث و لما جعل الحدادية يشوشون على السلفيين بشبهاتهم، لقصد صرفهم عن مشايخهم، و تزهيدهم فيهم، نصب السلفيون الصادقون في الانتساب لهذه الدعوة المباركة، هذا الميزان، فوضعوا طعونات الحدادية و أهل الفتن و تزهيدهم في مشايخنا في كِفَّة، و نصائح كبار العلماء و تزكياتهم لهم في كِفَّة، فطارت بل طاشت! طعونات الحدادية و استقرَّت في زبالة التاريخ! و صارت حروفًا بل مجرَّد طفيليات! زائدةً في الكلام لا محلَّ لها من الإعراب في الساحة الدعوية، و لا قيمة لها عندهم، بل لم يزدد بها أهل السنة إلا بصيرة بشرِّ الحدادية، و قناعة بانحراف سيرهم، و اعوجاج منهجهم، و فساد طريقتهم .
ثم لم يقف الحدادية عند هذا الهذيان! بل رفعوا لواء الفتنة، و تقدموا بين يدي العلماء بالطعن فيمن لم يطعنوا فيه، ضاربين بنصائح المشايخ و توجيهاتهم عرض الحائط، فلما نصحهم السلفيون بترك المعارضة للمشايخ، و انتهاك حرمة مكانتهم، إذا بهم يطلعون علينا بطامة من الطوام!، لتبرير تقدمهم بين يدي المشايخ، فاتهموا المشايخ بعدم القيام بواجبهم تجاه المخالفين! و أنهم قد قصَّروا في ذلك في نظرهم! إذ لم يصدعوا بالحق! فتقدموا بين أيديهم يخبطون في السلفيين يمينًا و شمالًا، لا يرقبون فيهم إلَّا و لا ذمة، زاعمين بأنهم بهذه التهريجات قائمون بواجبهم الذي قصر فيه المشايخ! و صادعون بالحقِّ الذي سكت عنه المشايخ، و ناصحون لأمة الإسلام!
كما فعلها الرويبضة يوسف العنابي وارث الحدادية في بلاد الجزائر، حيث قال كما في إحدى صوتياته:« والله مشايخ الجزائر من حيث الصدع بالمنهج السلفي، والدعوة إلى المنهج السلفي ومن حيث التميّز عن أهل الباطل، لا يوجد عندنا هذا، لا يوجد عنهم هذا!..» انتهى .
و تبع الرويبضة العنابي في فريته هذه سلفه الطالح فالح الحربي الذي سبقه إلى مثل هذه الدعوى عن مشايخ السنة .
قال الشيخ ربيع حفظه الله مُخاطِبًا الحدادي فالح الحربي: « ما ينبغي لك أن تتكلم بهذا الأسلوب الذي يشعر الناس بأن علماء المنهج السلفي و دعاته قد خذلوا الدعوة السلفية و تخلوا عنها، بل كتموا الحق، و اعلم أخي أن غيرك من العلماء لم يسكتوا، و يحملون من هموم الدعوة و الشباب أكثر مما تحمله أنت »[ " مجموعة الكتب و الرسائل " (9/145-146)] .
فهذه هي نظرة الحدادية إلى علماء السنة و مشايخها! فلبئس النهج الذي انتهجوه.
...............يتبع بمشيئة الله تعالى .
الشيخ إبراهيم بويران حفظه الله تعالى من صفحته على الفيس بوك
ثم حاول الحدادية تنويع أسلحتهم التي يستخدمونها لضرب الدعوة السلفية في الجزائر و رجالها و مشايخها، أملًا منهم في الوصول إلى أهدافهم الخسيسة .
فانتقلوا إلى شبهةٍ أخرى، حاولوا بها صرف أنظار السلفيين لاسيما طلبة العلم منهم عن مشايخنا، بقولهم: « دروس المشايخ خالية من التَّأصيل العلمي » ، و « ليست بدروس تأصيلية »، و « لا يتأصل فيها طالب العلم »! سعيًا منهم في تزهيد أهل السنة في مشايخهم و إبعادهم عن مجالسهم، حتى يخلو لهم الجوُّ، و لكن هيهات .
فقد استمات السَّلفيُّون الأقحاح في ارتباطهم بمشايخهم، و حفظوا عهد العلامة ربيع المدخلي و غيره من علماء السنة إليهم بالاتفاف حول مشايخهم السلفيين، و الحذر من النَّأي عنهم و عن جماعتهم، و عدم الاصغاء لشبهات الملبسين، و إلى أراجيف المرجفين .
فلما رآى الحدادية أن لا مطمع لهم في إغواء السلفيين، بعد استنفاذهم لكلِّ ما وصلت إليه عقولهم المعوجة من الشبه الرَّنانة، و الحِيل البطالة، عمدوا إلى قناع النُّصح فقنَّعوا به و جوههم، و قدموا على السلفيين قائلين: إنَّا لكم لمن النَّاصحين! فعليكم بالكبار! إن كنتم تريدون الخير لأنفسكم!، فإنَّ الدين و العلم إنما يُلتمسُ عند الكبار، و مشايخ الجزائر ليسوا من الكبار!! احتقارًا منهم لمشايخنا، و تهميشًا لهم، و تنفيرًا للناس عنهم، كما فعل ذلك إخوانهم من الحدادية في غير هذه البلاد، و منهم فالح الحربي الذي أخرج كثيرا من علماء السنة من زمرة العلماء لكونهم ليسوا في هيئة كبار العلماء!.
و قد تصدى لشبهتهم هذه العلامة ربيع المدخلي حفظه الله، و فندها في رده المشهور على فالح الحربي، و للشيخ الفاضل محمد بازمول حفظه الله كلامًا جيدا في إبطالها، و ذلك في رسالته " عبارات موهمة" (54-56) : حيث قال: « من العبارات الموهمة: قول بعضهم: "هذا الشيخ ليس من العلماء الكبار".
هذه الكلمة يرددها بعض الناس إذا أراد أن يرد كلاماً قاله أحد المشايخ، أو إذا أراد أن يصرف أحداً عن السماع لهذا الشيخ أو الأخذ منه؛ وخاصة فيما هو من باب إنكار المنكر والتحذير من البدع والتنبيه على الخطأ، وهذا من الباطل، الذي هو من نفثات الشيطان، ليصرف عن السماع للحق أو قبوله، وهي كلمة مردودة من وجوه..» فذكر تلك الوجوه، فمن شاء الوقوف عليها فليرجع إلى الرسالة المذكورة .
ثم قال السلفيون للحدادية: على فرض التسليم بأنه لا وجود للكبار في الجزائر، فإنا قد رجعنا إلى الكبار و منهم حامل راية الجرح و التعديل ربيع المدخلي حفظه الله، فأحالونا على مشايخنا و نصحونا بالجلوس إليهم و الالتفاف بهم، و الحذر ممن يطعن فيهم و ينتقصهم، و قالوا لنا: أولئك علماؤكم! اجلِسوا إليهم و استفيدوا منهم، و التفوا بهم و حولهم، و لا تلتفتوا إلى نعيق من يطعن فيهم، فما أنتم قائلون؟.
إنَّ مما عصم الله به أهل السنة من شبهات الحدادية: ميزان القسط و العدل! حيث و لما جعل الحدادية يشوشون على السلفيين بشبهاتهم، لقصد صرفهم عن مشايخهم، و تزهيدهم فيهم، نصب السلفيون الصادقون في الانتساب لهذه الدعوة المباركة، هذا الميزان، فوضعوا طعونات الحدادية و أهل الفتن و تزهيدهم في مشايخنا في كِفَّة، و نصائح كبار العلماء و تزكياتهم لهم في كِفَّة، فطارت بل طاشت! طعونات الحدادية و استقرَّت في زبالة التاريخ! و صارت حروفًا بل مجرَّد طفيليات! زائدةً في الكلام لا محلَّ لها من الإعراب في الساحة الدعوية، و لا قيمة لها عندهم، بل لم يزدد بها أهل السنة إلا بصيرة بشرِّ الحدادية، و قناعة بانحراف سيرهم، و اعوجاج منهجهم، و فساد طريقتهم .
ثم لم يقف الحدادية عند هذا الهذيان! بل رفعوا لواء الفتنة، و تقدموا بين يدي العلماء بالطعن فيمن لم يطعنوا فيه، ضاربين بنصائح المشايخ و توجيهاتهم عرض الحائط، فلما نصحهم السلفيون بترك المعارضة للمشايخ، و انتهاك حرمة مكانتهم، إذا بهم يطلعون علينا بطامة من الطوام!، لتبرير تقدمهم بين يدي المشايخ، فاتهموا المشايخ بعدم القيام بواجبهم تجاه المخالفين! و أنهم قد قصَّروا في ذلك في نظرهم! إذ لم يصدعوا بالحق! فتقدموا بين أيديهم يخبطون في السلفيين يمينًا و شمالًا، لا يرقبون فيهم إلَّا و لا ذمة، زاعمين بأنهم بهذه التهريجات قائمون بواجبهم الذي قصر فيه المشايخ! و صادعون بالحقِّ الذي سكت عنه المشايخ، و ناصحون لأمة الإسلام!
كما فعلها الرويبضة يوسف العنابي وارث الحدادية في بلاد الجزائر، حيث قال كما في إحدى صوتياته:« والله مشايخ الجزائر من حيث الصدع بالمنهج السلفي، والدعوة إلى المنهج السلفي ومن حيث التميّز عن أهل الباطل، لا يوجد عندنا هذا، لا يوجد عنهم هذا!..» انتهى .
و تبع الرويبضة العنابي في فريته هذه سلفه الطالح فالح الحربي الذي سبقه إلى مثل هذه الدعوى عن مشايخ السنة .
قال الشيخ ربيع حفظه الله مُخاطِبًا الحدادي فالح الحربي: « ما ينبغي لك أن تتكلم بهذا الأسلوب الذي يشعر الناس بأن علماء المنهج السلفي و دعاته قد خذلوا الدعوة السلفية و تخلوا عنها، بل كتموا الحق، و اعلم أخي أن غيرك من العلماء لم يسكتوا، و يحملون من هموم الدعوة و الشباب أكثر مما تحمله أنت »[ " مجموعة الكتب و الرسائل " (9/145-146)] .
فهذه هي نظرة الحدادية إلى علماء السنة و مشايخها! فلبئس النهج الذي انتهجوه.
...............يتبع بمشيئة الله تعالى .
الشيخ إبراهيم بويران حفظه الله تعالى من صفحته على الفيس بوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق