الثلاثاء، 8 أغسطس 2017

طريقة الدكتور إبراهيم الرحيلي و طريقة المعجبين بفكره


1 ـ طريقة العلماء الكبار في الرد على المخالف:

سار علماء الدعوة - وعلى رأسهم سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز – رحمه الله – على منهج النقد وبيان الأخطاء، سواء كان فيما يتعلق بالتوحيد أو الدعوة إلى الله أو غيرهما.

رد سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز – رحمه الله - على بعض الأشخاص، فرد على: محمد زاهد الكوثري. وتلميذه البار به عبد الفتاح أبو غدّة. وعلى سلمان العودة. وسفر الحوالي. وسيد قطب. ومحمد علي الصابوني. وعبد الله كنّون. وعبد الرحمن عبد الخالق. ومراد شكري. وأسامة بن لادن. والفقيه. ومحمد المسعري. وزين العابدين ابن سرور. وشيخ الأزهر جاد الحق. والقرضاوي. وغيرهم.

وبعض هؤلاء قد حذّر منهم ومن أخطائهم، وقد يستعمل الشدة في أسلوبه.

وقرّظ لمشايخ ردوا على أناس منسوبين للعلم والدعوة، فقرّظ للشيخ التويجري في رده على فضيلة الشيخ العثيمين في مسألة المعيّة، وقرّظ للشيخ التويجري في ردّه على فضيلة الشيخ الألباني في مسألة حديث الصورة، وأثنى عليهم وعلى ردودهم، وقرأ وعلّق على رسالة خالد الشايع التي جمع فيها أخطاء شعيب الأرناءوط، الذي أوّل أحاديث الصفات في تحقيقاته.      

وكان سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز يرد في دروسه على الأخطاء، ويفنّد الشبهات، ويبيّن الحق، ويسأل غيره من المشايخ عن بعض الأشخاص، ويسأل عن بعض الكتب.[1]

أما كلامه في غير المنسوبين إلى الدعوة فكثير، كردّه على عبد العزيز المقالح في تجويزه الاختلاط في الجامعات، وردّه على صالح محمد جمال في مسألتين: مسالة الآثار الإسلامية، ومسألة بدعة المولد، وغيرهما. [2]

ومثله فضيلة الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله –: حيث حذّر من عبد الفتاح أبي غدّة، ومن عبد الرحيم الطحّان، وحذّر من يوسف القرضاوي [3] وحذّر من علي الطنطاوي، وحذّر من محمد علي الصابوني، ووصفه في "السلسلة الضعيفة" بأوصاف شديدة، منها أنه جاهل متعالم. [4]  ورد على ابن حزم وغيره، وردّ على محمد نسيب الرفاعي بقسوة في مواضع عديدة من كتبه ولاسيما "الضعيفة" و"الصحيحة" مع أن الرفاعي سلفي. وردّ على بعض ضلالات سيد قطب، وأيّد ردود الشيخ ربيع المدخلي على سيد قطب، وأثنى عليه ثناء عطرًا.

أما شيخنا مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله – فكلامه في أهل الأهواء، بل وحتى في الرد على بعض فضلاء أهل السنة أشهر من نار على علم.



2 ـ الدفاع عن أهل البدع، والتشغيب على من يطعن فيهم:

 يعلم الراسخون من أهل العلم أن الذين يردون على أهل البدع، قد قاموا بما أوجب الله عليهم من النصح والبيان، وأنهم على ثغرة عظيمة يخشى من دخول العدوّ منها. [5]

لكن هناك من يجامل أهل البدع، وبدلًا من أن ينقدهم ويكشف باطلهم، قاموا يجادلون عنهم، ويبرّرون لهم، ويحامون عنهم، وينتقدون هؤلاء الناصحين الكبار.

وهذا النفس يظهر عند بعض المشايخ بين الفينة والأخرى.

فجمال الدين القاسمي ألّف كتابين في الدفاع عن أهل البدع الكبرى من الجهمية والمعتزلة والخوارج وغيرهم، وهما: "تاريخ الجهمية والمعتزلة". و"ميزان الجرح والتعديل".

وفي كتابه: "تاريخ الجهمية والمعتزلة" يدافع عن أهل البدع وأئمتهم، ويدّعي للجهمية والمعتزلة بأنهم من المجتهدين، لهم ما لغيرهم من المجتهدين، ويهوّن من تكفير الجهمية لأهل السنة، ويرى أن الباعث على قتل الجهم بن صفوان كان أمرًا سياسيًا، ويؤيد مذهب الخوارج الذين خرجوا على الولاة.

وفي كتابه: "ميزان الجرح والتعديل" يلوم الأئمة لتفسيقهم هؤلاء المبتدعة، ويتمنى لو أن هؤلاء المبدّعين نظروا في تراجم هؤلاء الأبطال – كما يقول القاسمي - وأن تفسيقهم يهتزّ له العرش، ويضرب مثالًا على ذلك عمرو بن عبيد بأنه تقي وزاهد، ثم يرمي أهل السنة - الذين ينتقدون عمرو بن عبيد وأمثاله من أهل الضلال – يرميهم بالعصبية والتمذهب والجمود في العصبية.

ويدافع عن ابن عربي الملحد والنصير الطوسي الرافضي، فيردّ حكم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم فيهم بكل سهولة، ويعتبرها ناشئة عن حمية مذهبية.

ويصف  في كتابه: "قواعد التحديث" ابن عربي الملحد بأنه الشيخ الأكبر.

ويرى في كتابه: "ميزان الجرح والتعديل" أن كل أئمة أهل البدع مجتهدون مأجورون، أصابوا أو لم يصيبوا.

ويصف بلاد نجد بالجفاء فيقول في كتابه: "تاريخ الجهمية والمعتزلة": (أما البلاد المنتشر فيها مذهب السلف الأثرية خاصة في العقائد، فهي بلاد نجد بتمامها، فإنها سلفية الاعتقاد، لكن يغلب عليها الجفاء والغلوّ).

وفي أيامنا من يجادل عن أهل البدع [6] ويحامي عنهم، وهذا الصنف كثير، ومنهم:

أ ـ أبو الحسن المأربي، الذي استمات في الدفاع عن سيد قطب، وعن الجماعات الإسلامية، ومن آخر بوائقه أنه أنكر على من لا يترحم على حسن الترابي، مع أن ضلالات الترابي كثيرة وخطيرة، منها أقوال هي في حدّ ذاتها كفر وردة، كفره لأجلها بعض الراسخين في العلم. [7]

ب ـ ومن هذا الصنف علي الحلبي الذي يدافع عن رسالة عمّان، وعن مجروحين جرحهم العلماء، ويقعّد لهم قواعد تكون سياجًا لحمايتهم.

ج ـ ومن هؤلاء الدكتور / إبراهيم الرحيلي وهو موضوع مقالنا، وطريقة الرحيلي لخّصها الشيخ ربيع في رسالة: "بيان ما في نصيحة الرحيلي من الخلل والإخلال" بقوله: (فانظر إلى البون الشاسع بين مقررارتك في هذه النصيحة، وبين منهج السلف الصالح  في الانتصار لدين الله وحمايته، وإهانة أهل الباطل، والأحكام الصادعة بتبديعهم). [8]

فإلى بيان الطريقة الغريبة التي يسير عليها الدكتور إبراهيم الرحيلي.



3 ـ طريقة إبراهيم الرحيلي في معالجة القضايا الدعوية:

فالدكتور المشار إليه ظهر في الآونة الأخيرة مؤصلًا مصححًا مجددًا، بينما لم يسمع به العلماء إلا مؤخرًا، وبالتحديد بعد فتنة أبي الحسن، وقد مرّت على الدعوة السلفية محن وشدائد - كفتنة القطبية والإخوان المسلمين وفتنة عرعور وفتنة المغراوي وغيرها -، عرفنا فيها الصادقين الذين ذبّوا عن السلفية بكل ما أوتوا، ووضعوا نحورهم أمام سهام أعدائها، وكان على رأس هؤلاء الفضلاء مشايخ المدينة، فلم نسمع به ولا سمعنا عنه، وكأن هجوم الحاقدين لا يخصّه. [9]

وطريقة إبراهيم الرحيلي تقوم على أمور:

أولًا: ـ الدكتور إبراهيم الرحيلي يرى الساحة مليئة بأنواع البدع والضلالات، وكثرة دعاتها، وتعدّد أدوارهم، وزيادة فتنهم، فلم يقلقه إلا ردود أهل السنة على المنحرفين، فألّف الدكتور إبراهيم الرحيلي رسالة أسماها: "النصيحة" [10] تصدّر فيها لعلاج هذه القضايا الدعوية بطريقة غريبة، شنّع فيها على السلفيين لهجرهم أهل الأهواء، وكلامهم فيهم، وتحذيرهم منهم، في الوقت الذي أعرض عن سبب الفتن وهم أهل الأهواء.

قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي عن هذه الرسالة:

(لم تكن نصيحته واضحة، فلم يفرّق بين الظالم والمظلوم، ولم يبيّن الغث من السمين، مع كثرة ضوابطه التي لا يستفيد منها إلا الظالم المخالف المسعّر لهذه الفتنة). [11]

وباختصار شديد، فإن الدكتور الرحيلي اشترط شروطًا لنقد أهل البدع والحكم عليهم، تجعل نقدهم وهجرهم والحكم عليهم من المستحيلات.

قال الشيخ ربيع في "بيان ما في نصيحة الرحيلي من الخلل والإخلال":

(وكتب السلف – على كثرتها وكثرة ما فيها من الأقوال في الرد على البدع والمنكرات – لم نجد فيها هذه القيود الشديدة) ا.هـ [12]

وقال الشيخ ربيع في "بيان ما في نصيحة الرحيلي من الخلل والإخلال":

(والذي يراجع كتب أئمة السنة في بيان عقيدة أهل السنة وبيان بطلان عقائد أهل البدع كثيرًا ما يجد الأقوال الشديدة في أهل البدع جماعاتهم وأعيانهم، ولا يجد مثل أساليب الدكتور إبراهيم وشروطه وضوابطه التي تجعل نقد أهل البدع والمخالفين من المستحيلات). [13]

أقول:

هذه الشروط القويّة، لا ندري أين تذهب عندما يتكلم هو وأتباعه عن السلفيين ؟!.

وثانيًا: ـ يتألم الدكتور إبراهيم الرحيلي من ردود أهل السنة على المبطلين، ويرى أنها شوّشت كثيرًا على الدعوة، وأوقعت الشك والريب في قلوب العامة في أصل الدين لا في فروعه، وينصح الناشرين لكتب الردود بأن يتقوا الله وليحذروا من سبب الفتنة، بدون تفصيل بين ردود أهل الباطل وردود أهل الحق.

قال إبراهيم الرحيلي في "النصيحة":

(فكم فتن من العامة، ووقعوا في الشك والارتياب في أصل الدين بسبب إطلاعهم على ما لا تدركه عقولهم من كتب الردود مما لا يحصيه إلا الله، فعلى الساعين في نشر هذه الكتب بينهم أن يتقوا الله، وليحذروا أن يكونوا سببًا لفتنة الناس في دين الله تعالى).

أقول:

أمر غريب جدًا، يدل على أن الدكتور غير راض عن الردود على أهل البدع، وليس عن بعض الأساليب التي يسلكها بعض الشباب كما يروّج أتباعه.

وحُقّ للشيخ ربيع أن يقول في "بيان ما في نصيحة الدكتور الرحيلي من الخلل والإخلال": "فهذا منك أمر عجيب، وهو من الدواهي". [14]

كان الواجب عليك يا دكتور أن تقول: "فكم فتن من العامة، ووقعوا في الشك والارتياب في أصل الدين بسبب كتب الشبهات، ولولا ما يسر الله به كتب الردود لكانت سببًا لفتنة الناس في دين الله".

فما أحوجك يا دكتور إلى التعقّل وعدم منازعة أهل العلم اختصاصهم الذي هيأهم الله له من عقود من سنين.

ثالثًا: ـ وضع الرحيلي شروطًا صعبة للحكم على الرجل بأنه مبتدع، فقال في "نصيحته": (أهل البدع الذين خالفوا عقدية أهل السنة، ومنهجهم في الاستدلال، والتعليم والتدريس والدعوة إلى الله،  واتبعوا الأهواء ولم يتأسوا بعلماء أهل السنة، بل يتنقصونهم، ويغمزونهم ويتفضلون عليهم، هؤلاء مبتدعة ضلال) ا.هـ

تعقبه الشيخ ربيع بقوله في "بيان ما في نصيحة الرحيلي من الخلل والإخلال":

(يفهم من هذا التعريف الطويل - الذي قرره هنا وأكده في فهرس الموضوعات حيث نقله بفصه ونصه - أن الرجل أو الجماعة لا يحكم عليه أو عليهم بالبدعة والضلال إلا إذا اجتمعت فيه أو فيهم كل هذه الأمور، وهذا تعريف وتقرير عجيب، مخالف لأصول ومنهج أهل السنة والجماعة وأحكامهم) ا.هـ [15]

رابعًا: ـ إذا نظر الدكتور إبراهيم الرحيلي إلى أهل البدع نظر إليهم بعين الرحمة والتماس الأعذار.

1 ـ يقول الدكتور إبراهيم الرحيلي عن جماعة التبليغ: (فهؤلاء حقيقة جماعة التبليغ أهل جهل نحن لا نتهمهم, نقول: "إنهم يريدون هدم الإسلام" ...).





وقال إبراهيم الرحيلي عن جماعة التبليغ:

(هؤلاء من أهل الخير، يريدون الدين، ويريدون الدعوة إلى الإسلام، لكنهم ما عرفوا، فأصلوا لأتباعهم أن لا تتعلموا العقيدة، ولا تتكلموا فيها ...). [16]

2 ـ وقال عن جماعة الإخوان المسلمين: (جماعة الإخوان جماعة نشأت وأنشأها البنا تنتسب إليه, والبنا من مصر نشأ في بيئة بعيدة عن العلم والسنة ...).

وقال عن حسن البنا: (وحقيقة نحن لا نتهمه في دينه, ولا نقول أنه أراد هدم الإسلام لكنه أراد أن يقدم للناس منهج يعيد الناس ...). [17]

أقول: الدكتور إبراهيم الرحيلي يلتمس عذرًا لانحرافات حسن البنا، مع ما فعله حسن البنا في باب الدعوة، حيث أنشأ جماعة على أسس منحرفة، ودخل في مصادمات مع الحكومة، وأنشأ جناحًا عسكريًا، وقد قُتل بهذا الجناح بعض الأبرياء في حياة البنا نفسه.

ثم إن حسن البنا لم ينشأ في بيئة بعيدة من العلم، بل كان هناك علماء وجامعات وجمعيات، فأين ذهب الدكتور الرحيلي بجمعية أنصار السنة وجامعة الأزهر ؟! وأين ذهب بالشيخ محمد حامد فقي الذي قال لحسن البنا: "أنت حاطب ليل". وأين ذهب بالعلامة أحمد شاكر الذي كان من المنكرين على حسن البنا وطريقته، وقال: "إن الإخوان المسلمين خوارج".

فانحراف حسن البنا لم ينشأ عن جهل بل عن إعراض.

ثم لنفترض أنه لم يكن هناك علماء في بلده في ذلك الوقت، فهل مصادماته وتحريضه على الحكومات وقتال المسئولين يحتاج عند الدكتور إلى إقامة حجة ؟!

3 ـ يقول الدكتور إبراهيم الرحيلي في "موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع": (غيبة المبتدع إنما تكون جائزة بشروط، فإن تحققت فيها الشروط وإلا فهي باقية على أصل تحريمها، وهذه الشروط هي: ..).

فذكر الشرط الأول وهو الإخلاص. ثم قال: (ثانيًا: أن يكون المبتدع مجاهرًا بالبدعة  معلنًا بها، فأما إن كان مستترًا ببدعته فلا تجوز غيبته ولا التشهير به ...

ثالثًا:  أن يكون المبتدع المتكلم فيه حيًا غير ميّت، فإن كان ميّتًا فإنه لا تجوز غيبته، ولا ذكر ما كان فيه من البدع، ولا ذمه بها بعد موته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري: "لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدّموا" ...). [18]

والحديث ليس فيه دليل على دعوى الدكتور، فهناك فرق بين السب والنصيحة.

ثم إني سائل الدكتور سؤالًا: "لو أن رجلًا سألني عن رجل ميت من الصوفية أو الشيعة، وليس له أثر من تأليف أو غيره، ورأيت السائل يثني عليه اغترارًا به، أيجوز لي أن أخبره بانحرافه وضلاله، حتى لا يحسن الظن به ؟! أو أنه لا يجوز لأن شروطك لم تتوافر فيه ؟!

لاشك أننا إذا نظرنا إلى شروطك، فإنه لا يجوز ذكره، ومن ذكره بسوء فهو آثم، ونحن نطالب الدكتور بالدليل على أن من ذكر هذا المبتدع فهو آثم.

لقد وضع الدكتور الرحيلي لأهل البدع سياجًا شديدًا، كنا نتمنى أن يضعه لمشايخ الدعوة السلفية الذين يسخر منهم محبوه في صفحات الفيسبوك وغيرها.

خامسًا: ـ يهاجم الدكتور إبراهيم الرحيلي بعض الشباب السلفي، ويرى أن بعضهم أشد تعصبًا من غلاة الصوفية وغلاة الرافضة. لأن فيهم من يقول: "إن الحق يدور مع شيخي".

يقول الدكتور إبراهيم الرحيلي:

(إذا رأيت العلماء أجمعوا على شيء فكن معهم, لكن إذا تأخذ عالمًا واحدًا وتجعله هو العالم, بل تسميه علماء وهو فرد واحد, وتهدر الآخرين ولا تنظر إليهم، هذا تعصب هذا الذي يفعله أهل التعصب المقيت, يقول بعض هؤلاء: "إن الحق يدور مع شيخي", هذا الذي يفعله غلاة الصوفية, ويفعله غلاة المتعصبة للمذاهب, يتكرر اليوم كما يحصل بالأمس تمامًا, بل فيه زيادة بعض الغلو الآن موجود أكثر من تعصب بعض غلاة الصوفية, وتعصب بعض غلاة الرافضة, وتعصب بعض غلاة المذاهب, ولكنهم لا يقولون: "نحن نتعصب", يسمون الأشياء بغير مسمياتها). [19]

ويقول الدكتور إبراهيم الرحيلي:

(ليست هذه المسألة الخلاف فيها بين السلفيين وبين أهل السنة, بل هو من جنس أحكام القساوسة, ومن جنس أحكام جنكيز خان, من جنس أحكام الجاهلية, هذا يقرره شيخ الإسلام ابن تيمية, وهذه المسائل التي يذكرها هي المسائل نعانيها الآن ونتحدث عنها ونحذر منها ... هذا هو حجم الخلاف, الخلاف خطير, الخلاف يرجع إلى أصل الدين, الخلاف يرجع إلى منازعة الله في عبوديته, يرجع إلى عقد ألوية الولاء والبراء على غير طاعة الله ورسوله).

وبعد أن ترك كثير من طلاب العلم دروسه لتحذير المشايخ السلفيين من طريقته يقول:

(كان المسجد يمتلئ على دروس السنة، من هذا الدرس ومن غيره، فأصبح الآن لا يحضر إلا القليل، هذه الدروس: ترون أنها دعوة للبدع ؟! دعوة للجهمية والمعتزلة والرافضة ؟! دعوة للشرك ؟! أم دعوة للسنة ؟، يحذّر منها الليل والنهار، لماذا؟، لأهواء وأغراض خاصة.

نحن نقول هذا، ليس هذا من باب التشكي، ولكن من باب وصف الواقع ...

والحذر من أن يلصق بمنهج السلف هذه الأخطاء الشنيعة وهذا الانحراف الخطير، ويقال: الخلاف بين أهل السنة والجماعة، لا والله هذا الخلاف من الخلاف الذي هو من جنس خلاف القساوسة والرهبان للمسلمين، وإن قام ببعض المسلمين وينبغي أن يفهم الكلام، أنا لا أكفّر، ولا أنسب لهؤلاء، لكن نقول هذا الفعل ليس من جنس فعل السلف، وإنما هو من فعل القساوسة والرهبان كما يصفه شيخ الإسلام ابن تيمية وهو المنصف المتجرد للحق). إلى آخر كلامه. [20]

قال الشيخ الدكتور / عبد الله البخاري في "التعقبات الصريحة":

(وأما ما تلفّظ به (أي: إبراهيم الرحيلي) في بعض دروسه في دورة الإمام مالك في مسجد بني سلمة، فمن أسوأ الكلام، ويحمل في طياته شرًا كبيرًا، ولعل الله يهيئ لنا أو لغيرنا دحض تلك المآخذ والله من وراء القصد). [21]

سادسًا: ـ لا يقيم الدكتور إبراهيم الرحيلي لتحذير العلماء الراسخين أي قيمة، ولا أي وزن، فقد ذهب الدكتور إبراهيم الرحيلي إلى بعض دول أوروبا، فسألوه عن أناس حذّر منهم العلماء، فكان يثني عليهم ويرشد إليهم، ولما أخبره الإخوة بأن هؤلاء محذّر منهم، استشاط غضبًا من الإخوة. [22] وهذه طريقته مع أكثر المحذّر منهم، بل يرى أنه لا حرج من حضور لرجل لا يرى تبديع الجهم بن صفوان.

سابعًا: ـ يرى الدكتور الرحيلي في "نصيحته" أن الرد لابد أن يكون من عالم، وليس من أي عالم، بل لابد أن يكون راسخًا القدم في العلم، يعلم على وجه التفصيل بجوانب المسألة المتعلقة بالموضوع من حيث الأدلة الشرعية، وكلام العلماء فيها، ومدى مخالفة الخصم للحق، ومنشأ الشبهة عنده، وأقوال العلماء في رد هذه الشبهة، والاستفادة من كلامهم في ذلك.

كل هذه الشروط من كلام الدكتور الرحيلي في "نصيحته" [23]، وهذا يعني أنك لو سمعت رجلًا صوفيًا يلبس على الناس في مسألة التوسل أو غيرها، فمن أجل أن تردّ عليه بإنصاف – على طريقة الرحيلي – تحتاج أن تقدم رسالة دكتوراة في إحدى الجامعات، تكون فيها محيطًا بمسألة التوسل على وجه التفصيل من حيث الأدلة الشرعية، وكلام العلماء فيها، ومدى مخالفة الخصم للحق، ومنشأ الشبهة عنده، وأقوال العلماء في رد هذه الشبهة، والاستفادة من كلامهم في ذلك.



قال الشيخ ربيع في "بيان ما في نصيحة الرحيلي من الخلل والإخلال":

(ولو اشترطنا ذلك في كل رادّ وكل ردّ، لاستشرى الفساد، واستولى على الأمة بأجمعها، إلا النادر من الناس) ا.هـ

ولا أدري هل استحضر إبراهيم الرحيلي هذه الشروط الشديدة عندما هاجم الشباب السلفي، فزعم أن فيهم من يقول: "إن الحق يدور مع شيخي" ؟!

وهل استحضر إبراهيم الرحيلي هذه الشروط الشديدة عندما وصفهم بأنهم أشد تعصبًا من غلاة الصوفية وغلاة الرافضة ؟!

وهل استحضر أتباعه هذه الشروط وهم يسخرون من المشايخ بأن من أركان العمرة زيارة الشيخ ربيع ؟!.

ثامنًا: ـ يرى الدكتور إبراهيم الرحيلي أن من لوازم الرد على المخالف والإخلاص لله في النصيحة أنك تحب هدايته ورجوعه للحق، فرد عليه الشيخ ربيع مبيّنًا أن الإخلاص مطلوب في الرد والنصيحة، وأنه ينبغي أن يحب الراد رجوع المردود عليه إلى الحق، ولكن هذا ليس واجبًا ولا هو من شرط الإخلاص ولا من لوازمه. [24]



4 ـ أتباع الدكتور الرحيلي:

1 ـ يقوم أتباعه بحملة شرسة على المشايخ تنبئ عن حقد عظيم، ولاسيما حملتهم على الشيخ ربيع بن هادي المدخلي. وقد ناقشت أحد أتباع الرحيلي فرأيته جمع أقوال المغرضين الحاقدين في الشيخ، ومن ذلك قوله عن الشيخ ربيع: "الشيخ ربيع يبدّع الحافظين النووي وابن حجر". [25]

ومن ذلك قول بعض المفتونين بالرحيلي: "ليس من أركان العمرة زيارة ربيع في مكة". ونحو هذه العبارات التي يشوّشون بها على المشايخ في وسائل التواصل عندهم.

2 ـ ظهر لي من خلال مناقشة بعض أتباعه أنهم يتألمون لجرح أهل الأهواء، دون النظر إلى ما يفسده أهل الأهواء من الأسس الشرعية والمناهج العلمية، وظهر لي أنهم يهدمون الفضلاء، دون النظر إلى جهودهم في الدفاع عن الدعوة السلفية سنين عددًا.

3 ـ أعجب ما رأينا من هؤلاء أنهم لا ينتقدون شيئًا على المشايخ الناصحين، إلا ووجدناهم يقعون فيما هو أسوأ مما أنكروه على غيرهم. فأنكروا جرح المخالفين ورأيناهم يجرحون الناصحين، وأنكروا التسرع في نقل الأخبار فرأيناهم يتسرعون، وأنكروا المجازفة في الأحكام فوجدناهم يجازفون في الأحكام كذلك، على أننا لم نجد توثيقًا لما ينكرونه من التسرع في نقل الأخبار، والمجازفة في الأحكام. وإن وجدوا فهو رأي شاذ يمثّل صاحبه، والدعوة السلفية منه بريئة، ترد عليه وعلى غيره.

4 ـ يزعم الرحيليون أن طريقة إبراهيم الرحيلي هي طريقة العلماء الكبار، ونقول لهؤلاء:

أ ـ العلماء الكبار يثنون على الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، ويذكرونه بخير ويحيلون عليه، ويعلمون أنه على ثغرة عظيمة، ويستغربون ممن ينفّر من أشرطته ودعوته.[26] ففرق بين ثناء العلماء ومشاغبتكم.

ب ـ العلماء الكبار يحذرون من الجماعات الموجودة ومن سار على طريقتهم، ولا يذكرونها بخير، إلا في أول أمرها لما لم يستبن لهم حقيقتها، فلما استبانت لهم الحقيقة حذّروا منها. ومن هؤلاء العلماء الذين يحذرون من الجماعات ومن قادة هذه الجماعات: سماحة الشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين والشيخ الغديان والشيخ الفوزان والشيخ اللحيدان والشيخ حمود التويجري وغيرهم من مشايخنا الفضلاء. بينما أتباع إبراهيم الرحيلي يهوّنون من طريقة هذه الجماعات.

ج ـ العلماء الكبار لم يؤسسوا جبهة معارضة لأحكام العلماء المتبصرين كما يفعل الدكتور الرحيلي ومن سار على طريقته.

قال الشيخ ربيع في "بيان ما في نصيحة الدكتور الرحيلي من الخلل والإخلال":

(هل كانت توجد معارضات من أهل السنة لمن كان يهجرهم الإمام أحمد بن حنبل وغيره، ويحذرون منهم كما هو الحاصل الآن، تقوم جبهات للمعارضة، بل والتشويه لأهل الحق والسنة، ويجد المعارضون أنصارًا ومؤيدين باسم السنة، وباسم منهج السلف). [27]

ولم يجتمع حول إبراهيم الرحيلي إلا من يحسن الظن به، أو ممن في قلبه مرض على الدعوة السلفية ممن لا همّ له إلا الطعونات في علماء الجرح والتعديل. [28]



5 ـ مناقشة أقوى حجج من يمنع الكلام في المخالفين:

هناك من يسعى لإغلاق باب الجرح والتعديل مطلقًا، ويستند في ذلك إلى  أشياء، فمن هذه الأشياء:

أولًا: ظهور بعض الأخطاء في الكلام على المخالفين.

ويجاب عنه بأنه إذا ظهرت بعض الأخطاء فإن الله يقيّض من يبيّنها ويصوّبها، ولا يجتمع أهل السنة أبدًا على ظلم أحد، ومما يدل على ذلك ردّ علماء الجرح والتعديل على محمود الحداد، ثم على فالح الحربي، ثم على يحيى الحجوري وحذّروا منهم ومن ضلالاتهم.

ولو فرضنا ظهور بعض الأخطاء في الكلام على المخالفين، فإن ذلك لا يستلزم إغلاق باب الجرح والتعديل مطلقًا، فما من باب خير إلا وتحصل فيه أخطاء، لكن الخطأ لا يعالج بخطأ، بل يعالج بصواب، كمثل رجل أخطاء في حلقة العلم من دراسة القرآن أو دراسة السنة النبوية، فرأى أن الحل هو إغلاق هذه الحلقات في كل مكان، حتى يسلم الناس من هذه الأخطاء.

على أن هؤلاء الذين ينكرون بعض الأخطاء، قد رأيناهم وقعوا في مظالم أسوأ من هذه الأخطاء التي ينتقدونها، فأعرضوا عن أهل الباطل، وتكلموا في أهل الحق، وشوّشوا عليهم، ولو كانوا يقدّرون المصالح والمفاسد التي يزعمونها، لصبروا على أهل الحق، لأنهم على ثغرة.

والإشكال الثاني:  أن دائر الخلاف توسّعت في المدة الأخيرة كثيرًا.

ويجاب عن ذلك بأن المنحرفين لو كانوا يراعون الأخوة، ووحدة الصف، لأخذوا بنصح العلماء، وقبلوا بالتحاكم إلى كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم على طريقة سلفنا الصالح، وحينها سينتهي النزاع، لكنهم يصرون على باطلهم، ويجدون من يتعصب لهم، فمن هنا تحدث الفتن، فالفتن تبدأ مع تعصب أهل الباطل لباطلهم، لا من قول الحق والصدع به.

وأهل البدع عندهم مراوغة ومكر عظيم، فهم يطمعون في أهل الحق إذا كانوا ضعفاء، ويهابون أهل الحق إذا كانوا أقوياء، وقد كانوا يهابون أهل السنة لما كانوا أقوياء، فلما ذهب كثير من أهل العلم جاهر أهل الأهواء بضلالاتهم بكل وقاحة. [29]

والإشكال الثالث: أنهم يقولون: "ينبغي تغليب الرحمة والشفقة بالمخالف".

ويجاب عن ذلك: بأن أهل السنة الناصحين والذين هم حملة الجرح والتعديل هم أشفق الناس وأرحمهم، ولكن شائعات أهل الضلال جاحدة لهذا الخصلة العظيمة التي تميّز بها أهل السنة. ولو أراد طالب علم أن يجمع ما يقوله مشايخ الجرح والتعديل – وعلى رأسهم الشيخ ربيع المدخلي - في باب الحث على الألفة والشفقة بالمخالف والصبر عليه، لجاء بمجلد كبير.



6 ـ فوائد الجرح والتعديل:

وجرح أهل الأهواء والضلالات أمر أجمعت عليه الأمة، وهو غير مختصّ بالرواة فقط، بل بالرواة وغيرهم.

ولولا أن الله هيأ علماء الجرح والتعديل لفسدت الدعوة، وتسلط أهل الأهواء.

وفوائد الجرح والتعديل كثيرة، نذكر بعضها، ونوضحها لكل من لا يرضى بالكلام في المخالفين.

فمن فوائد جرح أهل الأهواء:

1 ـ بقاء الأسس الشرعية صافية نقية.

2 ـ جفت منابع الإرهاب، فلولا الله ثم جرح أهل الأهواء لبقيت منابع الإرهاب ممدودة بالمال والشباب.

3 ـ استتاب الأمن.

4 ـ حفظ دور العلماء ومكانتهم. فلولا الله ثم جرح أهل الأهواء لبرز من أهل الأهواء منافسون ينافسون أهل العلم، ولما استطاع عامة الناس أن يميّزوا.

5 ـ هيبة الدعوة السلفية، وكف وقاحة أهل البدع.

6 ـ التمييز بين العلماء والمتشبهين لهم.

7 ـ ثقة الناس بالدعوة.

8 ـ اختصار الطريق للشباب، فلولا الله ثم جرح أهل الأهواء لضاعت أعمار الشباب في التنقل من مكان. [30]



7 ـ تلخيص طريقة إبراهيم الرحيلي:

يظهر لنا من حال الدكتور إبراهيم الرحيلي ما يلي:

1 ـ أنه رجل أقلقته ردود السلفيين على أهل الباطل.

2 ـ أنه وضع الرحيلي شروطًا صعبة للحكم على الرجل بأنه مبتدع، خالف بها - كما قال الشيخ ربيع - أصول ومنهج أهل السنة والجماعة وأحكامهم.

3 ـ إذا نظر الدكتور إبراهيم الرحيلي إلى أهل البدع نظر إليهم بعين الرحمة والتماس الأعذار، فيقول عن جماعة التبليغ: (هؤلاء حقيقة جماعة التبليغ أهل جهل نحن لا نتهمهم ...). وقال عنهم: (هؤلاء من أهل الخير، يريدون الدين، ويريدون الدعوة إلى الإسلام، لكنهم ما عرفوا ...).

وقال عن جماعة الإخوان المسلمين: (جماعة الإخوان جماعة نشأت وأنشأها البنا تنتسب إليه, والبنا من مصر نشأ في بيئة بعيدة عن العلم والسنة ...).

وقال عن حسن البنا: (وحقيقة نحن لا نتهمه في دينه, ولا نقول أنه أراد هدم الإسلام لكنه أراد أن يقدم للناس منهج يعيد الناس).

4 ـ يهاجم إبراهيم الرحيلي الشباب السلفي، ويرى أن بعضهم أشد تعصبًا من غلاة الصوفية وغلاة الرافضة، لأنه يزعم أن من هؤلاء الشباب من يقول: "إن الحق يدور مع شيخي".

5 ـ لا يقيم الدكتور إبراهيم الرحيلي لتحذير العلماء الراسخين أي قيمة.

6 ـ يضع الرحيلي شروطًا صعبة في الرد على الأخطاء، فيرى أن الرد لابد أن يكون من عالم، ولا يكفي حتى يكون راسخ القدم في العلم، يعلم على وجه التفصيل بجوانب المسألة المتعلقة بالموضوع من حيث الأدلة الشرعية، وكلام العلماء فيها، ومدى مخالفة الخصم للحق، ومنشأ الشبهة عنده، وأقوال العلماء في رد هذه الشبهة، والاستفادة من كلامهم في ذلك.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله





كتبه

أبوعمار علي الحذيفي

23/ رجب / 1437 هـ



ـــــــــــــــــــــــــــــ
[1] انظر هذه المسائل مع مراجعها في رسالة: "صور مضيئة من جهود الإمام ابن باز في الرد على المخالف".

[2] ويمكن معرفة ذلك بمراجعة: "مجموع فتاوى ومقالات سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز".

[3] أما ثناؤه على القرضاوي في أول "غاية المرام" فهو ثناء قديم، كتبه الألباني قبل أربعين سنة من وفاته رحمه الله، لم تكن حقيقة الإخوان المسلمين في ذلك الوقت قد ظهرت لكثير من العلماء. فلا تغتر بجهالات بعض طلاب العلم الضعفاء – كنور الدين السدعي - الذي احتج بثناء الشيخ الألباني القديم على القرضاوي.

[4] "الضعيفة" برقم: (6030). و"الضعيفة" برقم: (6064).

[5] تعلم ذلك بالثناء العطر من سماحة الشيخ ابن باز والعلامة الألباني والشيخ ابن عثيمين والفوزان على أمثال المشايخ الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، والشيخ مقبل بن هادي الوادعي وسائر مشايخ الجرح والتعديل.

[6] مع معرفتهم بفارق السن والعلم بين هؤلاء الكبار وهؤلاء الأحداث، بل والتجارب الطويلة التي أثبتت دقة نظر هؤلاء الكبار في كل فتنة، ومعرفتهم بطرق هذه الأحزاب والجماعات وحيلهم وتلبيساتهم.

[7] وقد رددت عليه في مقال خاص به أسميته: "الروح الديمقراطية عند أبي الحسن المأربي في تعامله مع ضلالات الدكتور / حسن الترابي وزندقته".

[8]  "بيان ما في نصيحة الرحيلي من الخلل والإخلال" (ص 73).

[9] مواقف الرجل في الذب عن السلفية هو الميزان الذي نزن به الرجال، ونحن لا نغتر بالتزكية إذا لم تصدقها المواقف.

[10] انظر كلامه مع الرد عليه في رسالة: "بيان ما في نصيحة إبراهيم الرحيلي من الخلل والإخلال" للشيخ ربيع بن هادي المدخلي.

والشباب السلفي أكثر الشباب أخذًا بنصائح العلماء وتوجيهاتهم والتزامًا بطريقتهم. وعلماء أهل السنة أكثر العلماء عناية بالشباب وتوجيههم وتزكيتهم، فلماذا ترون القذاة في أعين السلفيين، في الوقت الذي ترون البلايا في غيرهم ؟.

[11]  "بيان ما في نصيحة الرحيلي من الخلل والإخلال". (ص 8).

[12] "بيان ما في نصيحة الرحيلي من الخلل والإخلال". (ص 51).

[13]  "بيان ما في نصيحة الرحيلي من الخلل والإخلال". (ص 47).

[14] "بيان ما في نصيحة الدكتور الرحيلي من الخلل والإخلال" (ص 58).

[15]  "بيان ما في نصيحة الرحيلي من الخلل والإخلال" (ص 80).

[16] قارن كلام الرحيلي في جماعة التبليغ بكلام العلماء الراسخين تجد الفرق كبيرًا.

[17] كلامه عن التبليغ والإخوان محاضرة مسجلة للدكتور إبراهيم الرحيلي بعنوان: "علم الملل والنحل".

[18] "موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع" (2/506 - 508).

[19] ونحن نتحدى إبراهيم الرحيلي وأتباعه أن يحيلنا إلى مصدر يبيّن لنا من الذي قال: "إن الحق يدور مع شيخي" وهل أقره السلفيون ؟!.

[20] مفرغ من درس مسجل للدكتور إبراهيم الرحيلي في شرح رسالة: "آداب المعلم والمتعلم"، وتم نقله باختصار غير مخل بالمعنى.

[21] "التعقبات الصريحة" (ص 156).

[22] أخبرني بذلك الإخوة الذين ناقشوه، في اتصال هاتفي جرى بيني وبينهم.

[23] انظر كلامه مع الرد عليه في "بيان ما في نصيحة إبراهيم الرحيلي من الخلل والإخلال" (ص 48 - 49).

[24]  "بيان ما في نصيحة الدكتور الرحيلي من الخلل والإخلال" (ص 44 - 45).

[25] تورّع في حق أهل الأهواء، وفجور في حق العلماء. وشاء الله – وله الحكمة البالغة - أنه في تلك الليلة وقعت عيني في "شبكة سحاب السلفية" على مقال منشور في الشبكة للشيخ ربيع المدخلي يعيب على الحدادية أنهم يبدعون الحافظين النووي وابن حجر.

وهذا الرجل هو أحد الذين سقطوا في فتنة أبي الحسن المأربي، ولولا أن الله هيأ له ربيع بن هادي المدخلي ما خرج من فتنة أبي الحسن، فللشيخ ربيع عليه فضل كبير بعد الله تعالى على كثير من السلفيين، ولكن اللئيم لا يعرف الجميل.

[26] فالشيخ مقبل ينصح بقراءة كتب الشيخ ربيع والاستفادة منها، ويقول الشيخ الفوزان يجب أن تروّج أشرطة الشيخ ربيع ودروسه وأن ينتفع بها، وسئل الشيخ محمد السبيل عمن يمنع أشرطة الشيخ محمد أمان الجامي والشيخ ربيع بن هادي المدخلي فاستعاذ بالله من حاله.

انظر: "مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع بن هادي" (1/11 - 12).

[27]  "بيان ما في نصيحة الدكتور الرحيلي من الخلل والإخلال" (ص 38).

[28] انظر: "التعقبات الصريحة" (ص 31).

[29] فعبد الرحمن عبد الخالق الإخواني المتستر صدرت منه بعض الضلالات، فرد عليه الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، وحذّر منها، فرد عليه عبد الرحمن عبد الخالق وجادله بالباطل بكل وقاحة، فلما رفعت أخطاؤه لسماحة الشيخ ابن باز – رحمه الله - لم يردّ عليه بأي شيء خوفًا منه، قال شيخنا الشيخ مقبل - رحمه الله -: "لأنه يخاف أن يرفعه الشيخ ابن باز لدولة الكويت فتطرده ولاسيما أن الشيخ ابن باز له مكانته عندهم".

وراسله الشيخ الفوزان وبيّن له بعض ضلالاته، ولم يردّ عليه بأي رد.

[30] ومن باب ذكر جميل شيخنا مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله –، فلولا الله ثم هذا الإمام لضاع كثير من الشباب، فقد كان له عظيم الأثر في توجّه الشباب إلى طلب العلم على الطريقة السلفية، فلولا الله ثم هو لضاع كثير من الشباب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بعض صفات الصعافقة الفراريج

*📌هذه بعض صفات الصّعافقة الفراريج وجنايتهم على المنهج السلفي والسلفيين التي ذكرها شيخنا محمد بن هادي حفظه الله في محاضراته الأخيرة  ✒...